مدينة ماردين التركية
مدينة ماردين التركية
هي مدينة تركية تقع في الجنوب الشرقيّ من الأناضول، تلتقي في حدودها مع دولة سوريا، وهي مدينة جبليّة مطلّة على عدد من سهول الجزيرة الفراتيّة التي يقصدها السياح، وهي شديدة البرودة في فصل الشتاء، لكن يغلب الاعتدال على مناخها في فصل الصيف، ويغلب على سكان ماردين تنوّع الديانات السماوية، بالإضافة إلى تنوع اللغات فيها، كاللغة العربية، والتركية، والآرامية، والسريانية بشكل خاص، فكانت هذه المدينة قديماً مدينة سريانية تدعى (ماردين) وتعني الحصن، لكن السريان أصبحوا فيها أقليات بعد أن سكنها الأكراد والأتراك العرب.
تاريخ مدينة ماردين
تعتبر مدينة ماردين ذات أهمية تاريخية عريقة، ويظهر ذلك في أسواقها القديمة التي تعبّر عن عراقتها وعمقها التاريخي، والتي تتمثل في الحوانيت المقوسة بالصخر، والقلعة الشهيرة التي تتوسّط المدينة، بالإضافة إلى سور (اليدن) القديم والأثري البناء، الذي يحتوي على ثلاثة أبواب رئيسية، وهي: (باب الصور، وباب المشكية، وباب الحديد)، كما يوجد فيها مدرستان عريقتان، بنيتا في زمن السلاجقة واللتان تأتيان في نفس مستوى تعليم الجامعات والكليات، من حيث الاختصاصات والمجالات.
كانت مدينة ماردين في قديم الزمان مسرحاً كبيراً لمعارك الجيش التركيّ وحزب العمال الكردستاني، خصوصاً في الفترة الواقعة بين عامي 1970 و1980.
تسمية ماردين
يرجع سبب تسمية مدينة ماردن بهذا الاسم حسب قول ياقوت الحموري في معجم البلدان، أنّه كان هناك حاكماً في جبل ماردين تمرّد على القوانين، فبلغ زنوبيا ملكة تدمر هذا الخبر فقالت: (تمرد مارد)، فرد على كلامها وقال: (بل تمرد ماردين وليس مارداً واحداً)، ومن هنا أطلق عليها اسم (ماردين)، وقال أحد الشعراء فيها : (يا خزر تغلب إن الشؤم حالفكم ما دام في ماردين الزيت يعتصر).
اقتصاد ماردين
يغلب على وضع ماردين الاقتصادي حالة من البطالة والفقر، أدّت إلى تضخم نسبة الهجرة من هذه المحافظة إلى مناطق غرب وشرق تركيا، لكن في الوقت الحالي استطاعت مدينة ماردين الاعتماد على السياحة كمورد اقتصادي، وذلك من خلال تأهيل تراثها العمراني، وتحويل المواقع التراثيّة القديمة إلى مواقع لجذب السياح، بحيث تطمح المدينة لزيادة نسبة الإنفاق السياحي لخمسة مليارات، وبذلك توفر فرص عمل للكثير من سكان المدينة، كما أنّها تخطّط للانضمام إلى قائمة التراث العالمي في اليونسكو لعام 2014م، بحيث تصبح ماردين هي عاصمة الثقافة في المنطقة، بالإضافة إلى بعض الخطط التي شارفت ماردين على تنفيذها، كهدم 570 مبنىً من الخرسانة، وتجديد بنائها على النمط التراثيّ القديم.