مدينة إسبانية
إسبانيا
تقع إسبانيا في القارة الأوروبيّة، ومُعظم سكّانها يعتنقون الديانة المسيحية، ونظام الحكم فيها ملكي دستوري- وراثي، وتتكوّن من العديد من المدن المشهورة التي تستقطب الكثير من السياح سنوياً نظراً لتميّزها، ومن هذه المدن مدينة غرناطة.
غرناطة
الموقع الجغرافي
تُعتبر غرناطة العاصمة الرسمية لمُقاطعة غرناطة الإسبانية، وهي تقع إلى الجنوب الشرقي من إسبانبا، وتبعد مسافةً تقدَّر ب(267) ميلاً تقريباً عن مدينة مدريد إلى جهة الجنوب، تُحيط بغرناطة المرتفعات المطلّة على نهر الوادي الكبير من الجهة الشمالية، بينما يُحيط بها نهر (شنيل) من الجهة الجنوبية، وترتفع 738متراً فوق سطح البحر. يخترق وسط مدينة غرناطة نهر (حدّره أو الدارو) وهو عبارة عن فرع من نهر( شنيل) الذي ينبع من جبال (سييرا نيفادا).
تعود تسمية غرناطة بهذا الاسم من كلمة (غرانادا) في اللغة الإسبانية وهي تعني شجر الرمان وثماره، أو تأتي من اللغة العربية وهي تعني تل الغرباء.
تاريخ غرناطة
لمدينة غرناطة تاريخٌ طويلٌ لم يستطع التاريخ معرفة بدايته ولكن تشير الدراسات إلى أنَّ أول من سكنها هم فئةٌ من قبائل الإيبيروس؛ حيث سكنوا المغاور التي توجد في سفوح الجبال، وعند ظهور الحضارة الفينيقية في المنطقة قاموا بتأسيس محطةٍ تجارية قريباً منها أطلق عليها اليونانيون اسم( أليبيري)، وقد اتّخذ الرومان هذه البقعة عاصمةً لهم، وبعد ذلك سكنتها قبائل الواندال(الفاندال)، ثم سكنها القوط من البلاد الغربية.
استطاع المسلمون دخول غرناطة عندما فتحوا الأندلس في بداية القرن الثامن الميلادي، وقد تمّ تأسيس الإمارة الأموية في الأندلس سنة 138هـ/755هـ بعد أن سقطت الخلافة الأموية وظهرت الخلافة العباسية، وبعدها ظهرت الدول الطوائف التي من ضمنها دولة غرناطة، وعندما استولى محمد بن يوسف بن أحمد بن نصر عليها جعلها عاصمةً لإمارته، وقد عرفت في تلك الفترة بدولة بني الأحمر، ثم توالى على حكمها ستة عشر أميراً.
وكان آخر من حكمها محمد بن علي المكنى بأبي عبدالله، وهو من سلّم مفاتيح المدينة إلى ملكي أراغون وقشتالة عام 1492م، وقد تم في البداية السماح للمسلمين الذين بقيوا في غرناطة في ممارسة شعائرهم الدينيّة ولكن فيما بعد تمّ إجبارهم على اعتناق المسيحية أو الخروج من إسبانيا، فتنصّر البعض وبقي البعض يُمارسون الشعائر الإسلامية بالسرّ مما عرّضهم للكثير من الاضطهادات والمضايقات.
ترك المسلمون وراءهم في غرناطة الكثير من الآثار الإسلامية التي تدلّ عليهم مثل قصر الحمراء الذي أقامه الأمير محمد بن يوسف على أنقاض قلعة زاوي بن زيري، وهناك أيضاً قصر شنيل وقصر جنّة العريف وحي البيازين(البائسين).