ما هي عاصمة الضباب
عاصمة الضباب
الكثير يطلقون عليها مدينة الضباب، والبعض يراها مدينة العرب، وهناك من يجعلها مدينته المفضلة، وكل هؤلاء يعتبرونها من أهم الوجهات السياحية في مختلف فصول السنة، إنّها لندن، عاصمة المملكة المتحدة “بريطانيا”، هذه المدينة الجميلة، والمتكنة على ضفاف نهر “التايمز”، كيف لها أن تهدأ في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل.
إنّ الملفت للانتباه بحق، عندما نرى هذا الخليط بين المباني العريقة، والفنون المعمارية المدهشة، وكذلك الثقافات المختلفة، والساحات، والميادين، والمجمعات، والمقاهي، والفنادق، والمطاعم، والأكاديميات، والمراكز، وكذلك السكان الذي يقدمون من بلدان العالم المختلفة، لتخرج في نهاية المطاف بالمدينة السياحية العالمية الخلابة والجذابة، والملهمة لزوَّارها.
المعالم السياحية لعاصمة الضباب
تضم هذه المدينة العديد من الجامعات العالمية الهامة، وكذلك تحتوي على القصور الملكية، والمعاهد والمراكز البحثية العلمية، وتتضمّن المتاحف التاريخية الرائعة، ويوجد بها العديد من المقرات الدولية العالمية، والشركات العالمية المختلفة.
- ساحة بيكادلي: من أكثر الميادين والأماكن السياحية شهرة في هذه المدينة الضبابية والتي تفتخر بها، وهي ساحة تجارية هامة معروفة في أرجاء بريطانيا، تشتهر بالازدحام، وتعتبر ذات حفلات حمراء مميزة، وكذلك يوجد محال هارودز، والتي تعتبر من أفخم المحال في جميع بريطانيا، والتي هي عريقة في جميع أدوارها المختلفة، وهناك شارع أكسفورد الشهير، ويوجد بها أيضاً ساحة تلفقار الشهيرة، والذي تضم الكثير من العازفين، المهاريين في ألعاب خفة اليد، وأصحاب اللياقة البدنية العالية الذين يدهشون جميع من في المكان بمهارتهم العالية وأسلوبهم الجميل، ويوجد في هذه المدينة الضبابية الساعة الشهيرة بيج بن، التاريخية الشامخة في لندن، بالقرب من مبنى ويستمنسر، هذا المبنى الذي يتم في اتخاذ العديد من القرارات السياسية الهامة، ويوصف كذلك من أشهر وأهم برلمانات العالم وأقدمها كذلك.
- حديقة “الهايدبارك” وهي أشهر حديقة في البلاد، بل والأشهر عالمياً، والتي توصف على أنها واحدة من أكبر الحدائق، ويتواجد بها بحيرة كبيرة، وتضم العديد من النافورات والتي تحفها الأشجار بصورة جمالية رائعة، والورد الجميل بألوانه المتنوعة، والتنسيق الجميل.
- قطارات “الأندر جراوند” من أكثر الأمور دهشةً وتعقيداً، فهي تتميز بانسياب مدهش، وترابط وتشابك أنفاقها الكثيرة تحت الأرض لمئات السنين، متميزة بدقة شديدة في التنسيق والترتيب، وهذه القطارات تربط أحياء لندن بعضها مع بعض.
- العجلة العملاقة: والتي يطلق عليها “أي أف لندن”، والتي هي عبارة عن عجلة سياحية ضخمة، تم بنائها في عام 1998م؛ وذلك حتى يتمكن السائح من رؤية مدينة لندن بشكل واسع، والتمتع بجميع المناظر التي يراها أمامه أثناء دورانها حول مركزها، ومن المعالم المهة في مدينة لندن.
- قصر “باكنجهام”، والذي يُعتبر خاص بالعائلة الملكية البريطانية، هذا القصر يحتوي 775 غرفة، ويعتبر من الملامح العمرانية الجميلة الجذابة بحدائقه وساحاته الخضراء.
- شارع “أدجر رود”، والذي يسميه البعض باسم “شارع العرب”، فهو قصة أخرى من قصص مدينة الضباب، ويعتبر معلم هام للكثير من السائحين العرب خاصة، وعلامة فارقة لديهم، حيث تجد في مطاعم هذا الشارع، ومقاهيه، ومتاجره، ومحاله المختلفة، لوحات متعددة مكتوبة بحروف عربية كلمات توحي للزائرين العرب وبشعور عميق أنه لا يزال في إحدى العواصم العربية، وليس في أكثر المدن جمالاً وروعةً في هذا العالم.
- برج “شارد” الزجاجي، والذي يعتبر أعلى ناطحة سحاب في بلدن أوروبا الغربية، هذا المبنى قد تم تشييده على مساحة تُقدر بـ 110 ألف متر مربع، بارتفاع 306 متر، ليشكل 77 طابق، ويطل هذا البرج على نهر “التايمز”. ويحتوي هذا البرج على العديد من المكاتب، مطاعم، منازل سكينة.
- متحف “توسو” للشمع، والذي يحوي على العديد من الشخصيات العالمية المشهورة والبارزة في العالم، سواء الشخصيات السياسية، الفنية، العسكرية..، حيث تم تصميم هذه الشخصيات بالشمع بشكل دقيق ومدهش.
الثقافة والسياحة في مدينة الضباب
تعتبر من أهم الأنشطة والفعاليات الثقافي في العاصمة لندن، مسرحية “الملك الأسد”، والتي تعرض مرتين في الأسبوع، هذه المسرحية لم تعرض حديثاً، بل كانت تعرض ومنذ أكثر من 15 عاماً متواصلاً على سطح مسرح “ليكيم” العريق، والذي تم تشييده قبل ما يقارب الـ 500 عام، ويستوعب هذا المسرح أكثر من 2000 مشاهد، وقد شاهدها حتى الآن ما يقارب الـ 15 مليون زائر، وهذه المسرحية مستوحاه من قصة غير حقيقية من تراث أفريقي، وشخصيات هذه المسرحية هي حيوانات الغابة، وبطلها الأسد، وتستخدم في المسرحية مؤثرات وتقنيات عالمية.
ويرى الكثير أن السياحة في عاصمة الضباب هي الأروع في كل بريطانيا، لكن الريف البريطاني الراقي، والزاخر بالعناصر الجمالية، لا يقل روعةً وتميُزاً، فهو المُتصف بطبيعته الخضراء المتزنة الهادئة، والنسيم العليل، وقطرات الأمطار، والمناظر الخلابة..، فزيارة هذا الريف المدهش، وما يحتوي من فنادق متميزة، تستحق الاكتشاف والمعرفة الفضولية بشخصية الإنجليز، وخاصة فندق “ملوري كوت”، الذي يقع في مركز غابة “وارويك شيرا”، كان قصراً لأحد الأثرياء، وبعدها تم تحويله إلى منتجع سياحي جميل، هذا الفندق يبعد عن لندن حوالي 155كم.
التعداد السكاني لعاصمة الضباب
أفادت بعض التقارير المحلية البريطانية بأن التعداد السكاني للعاصمة لندن سوف يتعدى الرقم القياسي الذي تم تسجيله آخر مرة عام 1939م.
حيث كانت الإحصائيات السكانية التي سُجلت في هذا التاريخ قد وصلت إلى 8.615 مليون نسمة، وتبعاً لتعدادات سابقة، فإنّ الإحصائيات قد انخفضت إلى أقل من سبعة ملايين نسمة في سبعينات وثمانينات القرن السابق.
لكن هذه التقارير المحلية تذكر بأن بريطانيا أمام تنامي للأعداد السكانية بشكل ملفت للانتباه، وأن هذا التعداد السكاني المتصاعد يتمركز في عاصمة الضباب “لندن”، حيث سوف يصل التعداد السكاني في لندن إلى 8.7 مليون نسمة، لذا سوف تواجه عاصمة الضباب العديد من التحديات الاقتصادية، وخاصة في التأقلم، وآليات استيعاب الكم الكبير من قاطني هذه المدينة، وهذه الإحصائيات تشير إلى أن هناك نسبة تقدر بالـ 37% من إجمالي سكان لندن لم يُولدوا فيها.
تعتبر فئة المتقاعدين من الشرائح الكبيرة من إجمالي السكان، مقارنة مع حقبة الثلاثينات من القرن الماضي، والتي كانت تضم عدداً قليلاً من المتقاعدين، وكان السكان في هذه الفترة يفضلون استئجار المنازل عوضاً عن شرائها، بالرغم من أن أسعار المنازل كانت في متناول الكثير من السكان، خلافاً لليوم؛ حيث أصبحت الأسعار العقارية في العاصمة الضبابية أقرب للخيال، وأصبح امتلاك المنازل شبه مستحيل بالنسبة لأفراد ذوي الدخل المحدود، وحتى الأشخاص الذي يتلقون الرواتب الجيدة نوعاً ما والتي تتماشى مع المعدل الكلي.
هناك الكثير من التغيرات التي حدثت في العاصمة الضبابية لندن في العقود الثمانية الأخيرة؛ حيث في ثمانينات القرن السابق كان مبنى “سانت بول” الكاتدراشية هو الأكثر ارتفاعاً، لكنه الآن يأخذ المرتبة الـ 41، وهنا يشير عمدة لندن “بوريس جونسن” إلى أنّ التزايد السكاني المستمر لا يستطيع السياسيين التحكم به، وأضاف كذلك: “أن التزايد المستمر في عدد سكان العاصمة لندن، هي بمثابة شهادة ثقة بأن لندن هي المكان الأفضل للمعيشة”. لكن أشار إلى أنّه سوف يأتي اليوم الذي يتطلب إرجاع النظر في الحد الأقصى لاسيعاب السكان بالعاصة الضبابية في المستقبل.