محافظة طبرجل
محافظة طبرجل
تُعدُّ محافظة طبرجل (بالإنجليزيّة: Tabarjal) مدينةً حديثة من المدن الرئيسيّة في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية،[١] وتُعتبر بأنّها سلّة غذاء المملكة العربية السعوديّة؛ حيث تتوفر فيها الثروات والخيرات بصورة تميّزها عن باقي محافظات المملكة بسبب موقعها الاستراتيجي المميّز ومناخها الاستثنائي، وتجدر الإشارة إلى أن لمحافظة طبرجل أهميّة تاريخيّة فهي تُعدُّ جزءاً مهماً من تاريخ المملكة العربية السعودية القديم والحديث، كما أن لها أهميّة اقتصاديّة وتنمويّة كبيرة على المملكة بشكلٍ عام وعلى منطقة الجوف بشكلٍ خاص.[٢]
جغرافية محافظة طبرجل
تقع محافظة طبرجل شمال غرب المملكة العربية السعودية، ويتبع لها العديد من القرى والمراكز التي تحيط بها،[٢] أما من الناحية الفلكية فهي تقع على دائرة عرض 30 وخط طول 39 على امتداد الطريق الإقليمي باتجاه الغرب إلى محافظة القريّات التابعة للملكة العربية السعودية وحدود المملكة الأردنية الهاشمية، وشرقاً إلى مدينتي حائل وسكاكا السعوديتين،[٣] وتبلغ مساحتها الإجماليّة حوالي 525 كيلومتراً مربعاً،[١] ووفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء لعام 2017م فإنّ عدد السكان الإجمالي فيها يصل إلى 71,433 نسمة.[٤]
تُعدُّ محافظة طبرجل إحدى أكبر المناطق الزراعيّة في منطقة الجوف، كما أنها تعدُّ من أكبر المواقع الزراعية على مستوى المملكة العربية السعودية،[٥] وقد تمّ بناء هذه المدينة لحل مشكلة سكان البادية المعروفين بنمط حياتهم المُتمثِّل بالترحال المستمر بحثاً عن الماء والمراعي لمواشيهم، لذا قامت الدولة بمشروعٍ مهم من أجل توطين هؤلاء السكان وتوزيع الأراضي الزراعية عليهم وتوفير المياه لهم من خلال حفر الآبار، وعليه أصبحت مدينة طبرجل من أخصب المواقع في المملكة العربية السعودية، كما ساهمت العديد من العوامل في تحقيق ذلك لعلَّ من أهمها توفر المياه وغزارتها، وخصوبة التربة وتوفر تربة صالحة للزراعة، بالإضافة إلى مناخها المعتدل صيفاً.[٣]
تاريخ محافظة طبرجل
تعود نشأة محافظة طبرجل إلى عام 1957م، وقد كانت تسمّى باسم اللحاويّة قبل ذلك، نسبةً إلى الشيخ عاشق اللحاوي، ووفقاً للباحث السعودي حمد الجاسر فإنّ الشيخ عاشق اللحاوي سعى إلى توطين البدو وإنشاء مدينة حضريّة للاستقرار فيها؛ انسجاماً مع أهداف الحكومة السعودية التي كانت تسعى في ذلك الوقت إلى إنشاء مدنٍ حضريّة، وذلك اعتماداً على رؤية الملك المؤسس عبد العزيز في بداية عهد المملكة العربية السعودية، والذي كان يسعى للنهوض بالبادية وتنميتها، فمنذ أوائل القرن العشرين قرّر الملك عبد العزيز إنشاء مستقراتٍ زراعية وغير زراعية من أجل الوصول للتحضّر، وقد قدّم الشيخ عاشق اللحاوي خطاباً إلى إمارة منطقة الجوف من أجل إنشاء مستقرات في تلك المنطقة؛ حيث تمّ تسخير الموارد المهمة التي تساعد على تنمية وتقدّم تلك المستقرات وازدهارها فيما بعد.[٢]
الثروات الطبيعية في محافظة طبرجل
تتميز محافظة طبرجل بتوفر الثروات فيها، وهي تُعدُّ أكبر المناطق الزراعيّة في الشرق الأوسط، بسبب توفّر المياه الجوفية العذبة والمتجددة فيها، والتي تُعدُّ مصدراً مهماً لتغذية البحيرات والأنهار الموجودة فيها، كما تتميز هذه المحافظة بخصوبة تربتها وعليه فقد تمّ الاهتمام بإنشاء مشاريعٍ زراعيّةٍ كبرى فيها، ومن أهم هذه المشاريع الزراعية زراعة القمح باعتباره منتجاً مهماً لتعزيز الأمن الغذائي في المملكة، وقد وصل إنتاجه إلى مليوني طن سنويّاً، إضافةً لإنتاج العديد من المحاصيل الزراعيّة كالزيتون وزيت الزيتون، وأنواعاً متعددة من الخضار والفواكه، وذلك وفق خططٍ واستراتيجياتٍ هادفةٍ وواعدةٍ. ساهم كل ذلك في جذب العديد من الشركات الغذائيّة والزراعيّة الكبرى في المملكة العربية السعودية للاستفادة من المحاصيل الزراعيّة في إنتاج وصناعة المواد الغذائيّة المتعددة.[٢]
تتميّز محافظة طبرجل أيضاً بإنتاج الألبان ومشتقاته والأنواع المختلفة من اللحوم، ممّا دفع العديد من المزارعين لإطلاق لقب “الذهب الأخضر” عليها؛ إذ يتم تصدير كافة أنواع المواد التي يتم إنتاجها إلى خارج مدينة طبرجل لتشمل كافة محافظات المملكة العربية السعودية، إضافةً لدول مجلس التعاون الخليجي، وبعض الدول الأخرى.[٣]
تضمُّ محافظة طبرجل بعض المحميّات الطبيعية ومن أهم هذه المحميّات، محمية حرة الحرة التي تقع شمال المحافظة، وهي تمتدُّ من الشرق إلى الغرب على امتداد يصل إلى 100 كيلو متراً، وتضمُّ مجموعاتٍ واسعة من الحيوانات كالذئب العربي، والثعلب الأحمر، والظبي، إضافةً إلى العديد من أنواع الطيور، ومجموعة واسعة من النباتات والأعشاب الحوليّة، وتتميّز هذه المحميّة بأنّ سطحها يشمل هضبة بركانيّة تحتوي على صخورٍ بازلتيّة بكميّاتٍ كبيرة، وتضم محافظة طبرجل أكبر محميتين طبيعيتين في المملكة العربية السعودية من حيث المساحة وهما الطبيق والخنفة؛ اللتان تقعان جنوب محافظة طبرجل، وبسبب أهميّة هاتان المحميّتان فقد عملت الدولة على حماية جميع الموارد النباتية والحيوانية داخلهما من الرعي والصيد الجائر والاهتمام بنموّها وخصوصاً الحيوانات المهددة بالانقراض مثل حيوان المها العربي، والريم، وبعض الحيوانات المفترسة.[٣]
السياحية في محافظة طبرجل
تضم محافظة طبرجل واحداً من المواقع السياحيّة الذي يمتاز بغرابته من الناحية الجيولوجية وهو موقع “حضوضى”، ويعود سبب غرابة هذا الموقع إلى الطبيعة الجغرافيّة المكوِّنة له؛ إذ إنّه يحتوي على كمياتٍ كبيرة من عنصري الكبريت والفوسفات، وأصبح هذا الموقع يجذب العديد من السيّاح من أجل الاستفادة من الخواص العلاجيّة لعنصر الكبريت الذي يخرج على شكل نافورة من المياه الكبريتيّة؛ التي انفجرت في تلك المنطقة قبل بضعة أعوام، إضافةً لذلك يعدُّ الموقع مكاناً ملائماً للرعي، حيث يحتوي أنواعاً مختلفة من النباتات.[٣]
المراجع
- ^ أ ب “بلدية طبرجل”، momra.gov.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث خالد الشراري (10-11-2016)، “طـبرجل.. الجغـرافيا والإنسـان واستـراتيجـيات التنمية”، الرياض، صفحة 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج عماد عبدالراضي (8-12-2019)، “«طبرجل» مدينة الذهب الأخضر في الجوف”، اليوم، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ “دليل الخدمات السادس عشر 2017م، منطقة الجوف”، الهيئة العامة للإحصاء، 2017، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ Ammad Uddin MOHAMMAD (19-12-2017), UAV Routing Protocol (URP) For Crop Health Management , Page 24. Edited.