ما هي عاصمة الجزائر

الجزائر

الجزائر (بالإنجليزية: Algeria)، رسميّاً الجمهوريّة الجَزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة (بالإنجليزية: People’s Democratic Republic of Algeria)، هي دَولةٌ عربيّةٌ تقَع في الجناح الأفريقي من العالم العربي، تَطُلّ من الشمال على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق تحدّها كلٌّ من تونس وليبيا، ومن الجَنوب تحدّها مالي والنيجير، ومن الغرب المغرب والصحراء الغربية. تتمتّع الجَزائر بمساحةٍ جغرافيّةٍ كبيرة جداً؛ فهي أكبر دولةٍ في قارّة أفريقيا، وعاشر أكبر دولةٍ في العالم من حيث المَساحة.[١]

تتميّز الجزائر بامتِلاكها اقتصاد قويّ جداً؛ وذلك بسبب الثروات الطبيعيّة التي تكمُن في أراضيها؛ حيث تُعدّ سادس أكبر دولةٍ مُصدّرةٍ للغاز في العالم، وعاشر أكبر دولةٍ تمتلكُ احتياطي غاز طبيعي، وفي الترتيب الـ 16 كأكبر احتياطي نفط في العالم، ونَظراً لثَرواتها الطبيعيّة الغنيّة، ومَوقعها الاستراتيجي، شكّلت الجَزائر مَطمَعاً للاحتلال الفرنسي الذي حَكمها لأكثرِ من قرنٍ من الزمن، وفي خمسينيّات القرن الماضي، قامت الثورة الجزائريّة ضدّ الاحتلال الفرنسي، وتَكلّلت بالنجاح، ونالت بذلك الجزائر استقلالَها الكامل في الـ 5 من يوليو لعام 1962م.[١]

عاصمة الجزائر

تُمثّل مدينة الجزائر (بالإنجليزية: Algiers) عاصمة الجمهوريّة الجزائريّة، وتُعدّ مَركز الجمهوريّة الاقتصادي والسياسي والاجتماعي،[٢] وأكبر مدنها، ومنها جاء اسم جمهوريّة الجزائر.[١] يبلُغ تعداد الجزائر العاصمة 2,988,145 نسمة، وذلك وفق إحصاءات عام 2008م، وهي بذلك أكبر مدينةٍ في الجمهوريّةِ الجزائريّة من حيث عدد السكان،[٣] أمّا المَنطقة الحضريّة فيصل عدد السكان فيها إلى أكثر من 3.3 مليون نسمة.[٤] تضُمّ المَدينة مَجموعاتٍ عرقيّة مُتعدّدة من السكان، منها مجموعة من الناطقين بالعربية، ومجموعة أُخرى تتحدّث الأمازيغة إلى جانب أعراق أُخرى، مثل الفرنسيين، وأفارقة جنوب الصحراء.[٢]

جغرافيّة مدينة الجزائر

تقع مدينة الجزائر العاصمة في الوسط الشمالي لجمهوريّة الجزائر، وتطُلّ من الجهة الشماليّة على سواحل البحر الأبيض المتوسط. تَنقسم المدينة إلى قسمين رئيسيين، وهما:[٢][٤]

  • القسم القديم (القصبة): تمتدّ القصبة على تلّة مُنحدِرة تُطلّ على سواحل البحر، ويبلُغ ارتفاعها 122 متراً عن سطح البحر، ممّا جعل شوارعها ضيّقة ومُنحدرة. تَتكوّن القَصبةُ من مَجموعةٍ من المَباني التي تعود إلى الحقبة العثمانية، وتتبع بيوتها نظام البناء القديم؛ حيثُ تنتشر حولَ ساحات تتوسّطها نافورة أو بئر.
  • القسم الجديد (واجهة البحر): يقع هذا القسم على مُستوى الساحل، ويعود تاريخ بنائِه إلى الاستِعمار الفرنسي؛ حيث اتّخذوه مركزاً للحكم، على عكسِ القصبة تتميّز شوارع القسم الجديد من المدينة بوسعها وطولها، ويُعدّ هذا الجزء مَكاناً فَخماً في العاصِمة.

تتمتّع الجزائر العاصمة بمُناخ البحر المتوسّط الذي يُوصف بالاعتدال؛ في فصل الصيف تشهد المدينة ارتفاعاً في درجات الحرارة، ويُعدّ شهر أغسطس أكثر شهور السنة حرارةً، ويصل متوسّط درجات الحرارة فيه إلى 25.2 درجة مئويّة، أمّا فصل الشتاء، فيتميّز بدرجات حرارة لطيفة ومُتدنّية نِسبيّاً، ويُعدّ شهر يناير أبرد أشهر السنة؛ حيث يصل متوسّط درجات الحرارة فيه إلى 11.5 درجة مئويّة، كما يَشهد فَصلُ الشتاء تَساقطاً مَطريّاً جيّداً، وتشهد أشهر نوفمبر، وديسمبر، ويناير أكبر مُعدّلٍ للهطول المطري، الذي يصل سنوياً إلى مُعدّل 707 مليمترات.[٥]

تاريخ مدينة الجزائر

يعود تاريخ تأسيس مدينة الجزائر العاصمة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وتأسّست المَدينة على يد الفينيقيين، ثم احتلّها الرومان وأصبحت جزءاً من الإمبراطورويّة الرومانية، وأسموها “أيكوزيوم”. بعد سقوط دولة الأندلس في عام 1492م بدأ توافُد العرب إليها بشكلٍ كبيرٍ جداً هروباً من أوروبا، وزاد عدد العرب الساكنين فيها، وعند قيام الدولة العثمانية وقَعَت المدينةُ تحت سيطرتها في عام 1511م، ثم بعد احتلال فرنسا للجزائر، وقعت المدينة تحت الاحتِلال الفرنسي كسائرِ المُدن الجزائريّة في عام 1830م، وفي تلكَ الفترة، شكّلت المدينة نقطةً مركزيّةً مهمّةً لقيام الثورة الجزائرية التي تحرّرت بعدها البلاد في عام 1962م.[٢]

معالم مدينة الجزائر

تتمتّع الجزائر العاصمة بِعدّة معالم تَحكي التاريخ العريق الذي مرّ على المدينة، من أبرز هذه المعالم:

  • قصبة الجزائر: هي من أقدَم الأماكِن في الجزائر العاصمة، وتَضمّ عدداً كبيراً من المباني ذات الطابع المعماري الأخّاذ، والآثار التي تعود إلى الحقبة القديمة، ولأهميّتها، أُدرجت في قائمة اليونيسكو للتراث في عام 1992م.[٦]
  • ميناء سيدي فرج: يأتي اسم هذا الميناء من شبه جزيرة سيدي فرج الذي يَقع في غرب الجزائر العاصمة، ويَضمّ مُنتجعاً يحتوي على مرافق سياحيّة مثل السفن والقوارب البحرية. بُنيَ الميناء على الطريقة الغرداويّة على يدِ المُهندس الفرنسي فرناند بويون بناءً على طلب الحكومة الجزائرية.[٧]
  • نوتردام أفريقيا: هي كنيسة تَقع في حي بولوغين، وبُنيت خلال 14 سنة، وافتُتحت رسميّاً في عام 1872م. تتبع الكنيسة التصميم البيزنطي الحديث، وتَشتهر بعبارة مَكتوبة على جدرانها، وهي: “سيّدة أفريقيا صلّي لنا وللمسلمين”.[٨]
  • جامع كتشاوة: يَقع هذا الجامع في القصبة، وهو من أشهرِ المساجد التاريخيّة في الجزائر العاصمة، بُنيَ في الأصل كمسجد خلال العهد العثماني، لكنّه تَحوّل إلى كنيسةٍ بأمرٍ من الجنرال الدوق دو روفيغو الفرنسي عندما قامت القوّات الفرنسية باستعمار المدينة.[٩]
  • مقام الشّهيد: هو نصب تذكاري بُنيَ لتخليد ذكرى الثورة الجزائريّة وضحايا الحَرب التي قامت لتَحرير الجزائر، ويُعرف أيضاً برياض الفاتح. بُنيَ النّصب في عام 1982م في الذكرى الـ 20 لاستقلال الجمهوريّة الجزائريّة.[١٠]
  • حديقة التّجارب: تُعدّ الحديقة متحفاً طبيعيّاً للعَديد من النباتات والأشجار، وتضُمّ حديقةً مُصمّمةً على الطريقة الفرنسية، وحديقة أُخرى مُصمّمة على الطريقة البريطانية، وفيها 2,500 نوعٍ من النباتات المُعمّرة، إلى جانب 25 نوعاً من أشجار النخيل، وتتمتّع بمُناخٍ خاص فيها، لا يقلّ عن 15 درجة، ولا يَزيد عن 25 درجة مئويّة.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت “AFRICA :: ALGERIA”, CIA, Retrieved 7-4-2017.
  2. ^ أ ب ت ث “الجزائر العاصمة”، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 7-4-2017.
  3. “Population résidente des ménages ordinaires et collectifs (MOC) “، الديوان الوطني للإحصاءات، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2017.
  4. ^ أ ب “مدينة الجزائر العاصمة”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 7-4-2017.
  5. “CLIMATE: ALGIERS”, climate-data, Retrieved 16-4-2017.
  6. “قصبة الجزائر”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2017.
  7. “ميناء سيدي فرج”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2017.
  8. “نوتردام أفريقيا”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2017.
  9. “جامع كتشاوة”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2017.
  10. “مقام الشّهيد”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2017.
  11. “حديقة التّجارب”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2017.