دولة كوبا

كوبا

República de Cuba، جمهورية كوبا تحتل موقعاً جغرافياً استراتيجياً في المنطقة المحصورة بين القارات الأمريكية الثلاثة (الشمالية والوسطى والجنوبية) في منطقة تسمى منطقة الكاريبي، حيث تقع عند بداية مدخل خليج المكسيك.

تتخّذ من مدينة هافانا عاصمة لها، وتعّد العاصمة من أكبر المدن في الجمهورية، وتليها مدينة سانتياغو دي كوبا، ويعيش على مساحتها الممتدة إلى ألفين ومئتين كيلومتر مربع حوالي أحد عشر مليون نسمة تقريباً، وتعتبر جزيرة كوبا الأكثر كثافة بين جزر الكاريبي، حيث تبلغ نسبة السكان في كوبا نسبة إلى منطقة الكاريبي 74.6%.

تأثر الشعب الكوبي بثقافات الحضارات الأخرى وعاداتهم، فامتزجت ثقافة شعب تاينو وشعب سيبوني بالشعب الكوبي، وتعتبر كوبا أحد أعضاء الاتحاد اللاتيني، ومنظمة الدول الأمريكية، وحركة عدم الانحياز، ويشار إلى أنها قد خضعت للاستعمار الإسباني واستقلّت في العاشر من شهر أكتوبر عام ألف وثمانمائة وثمانية وستين ميلادي.

مناخ كوبا

بالرغم من تأثر البلاد بالمناخ الاستوائي إلا أنه يعتبر معتدلاً بفعل الرياح التجارية التي تهب عليه من الشمال الشرقي، وتعتبر الفترة الممتدة ما بين شهر نوفمبر وحتى شهر نيسان هي الفترة الأكثر جفافاً في البلاد، وتشهد البلاد هطولاً مطرياً ابتداءً من شهر مايو وحتى شهر تشرين الأول، وتتراوح درجات الحرارة ما بين واحد وعشرين وسبعة وعشرين درجة مئوية في شهور يناير وتموز.

يضع الموقع الجغرافي لجمهورية كوبا البلاد في مهب الأعاصير والرياح بشكل متكرر خلال الفترة الممتدة من شهر أيلول وحتى شهر تشرين الأول.

سكان كوبا

تعتبر جمهورية كوبا ذات كثافة سكانية كبيرة، حيث يتوزع على أراضيها ما يزيد عن أحد عشر مليون نسمة أو أكثر، وتجمع بين أصول ومنابت عرقية فتمثل نسبة البيض ما يقارب السبعة ملايين ونصف المليون نسمة، بينما يصل عدد السود إلى مليون ومئة وستة وعشرين ألف نسمة، ومليونين وسبعمائة وثمانية وسبعين ألفاً من المولاتس.

ساهمت الهجرات المتتالية التي شهدتها جمهورية كوبا بتشكيل ديموغرافيا البلاد، حيث استقبلت مهاجرين جاؤوا من جزر الكناري، ومن إسبانيا، فبلغ عددهم مليون مهاجر إسباني تقريباً، ومهاجرين فرنسيين، وهولنديين، ويونانيين، وإيطاليين وغيرهم من الجنسيات المختلفة.

اقتصاد كوبا

تنتهج الجمهورية الكوبية في المجال السياسي تطبيق المبادئ الاشتراكية، وخاصة فيما يتعلق بأمور التخطيط التي تفرض الدولة سيطرتها عليها، وكما أنها تستملك الغالبية العظمى من وسائل الإنتاج وتضع مسؤولية إدارتها على عاتق الحكومة.

كما تحتكر مسألة التوظيف، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ انتشار طفيف للقطاع الخاص وبالتالي توفير فرص للعمل، إذ بلغت نسبة القطاع الخاص في عام 2006 ما يقارب اثنين وعشرين بالمئة تحت تقييد تام لاستثمارات رأس المال، وشرط الحصول على الموافقة من حكومة البلاد، كما أن عملية تسعير السلع تكون من الحكومة أيضاً.

حقوق الانسان في كوبا

وجهت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (Human Rights Watch) اتهامات للحكومة الكوبية بارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان بحق شعبها، فانتهجت التعذيب، وإلقاء المواطنين بالسجن تعسفياً، وإقامة المحاكمات الجائرة، وتنفيذ حكم الإعدام بحق الأفراد دون محاكمتهم.

كما أسندت إليها تهماً بقمع المعارضة السياسية، ووضعت الإجراءات القانونية التي تسلب من المواطنين حرياتهم في التعبير وإنشاء الجمعيات والتجمعات، والتنقل، والخصوصية.

سجلت كوبا النسبة الأدنى في حقوق ملكية الحاسوب واستخداماته والإنترنت، وتصل عقوبة استخدام الإنترنت دون إذن حكومي بالسجن خمس سنوات، حيث كشفت المنظمة الدولية (لجنة حماية الصحفيين) عن ذلك بعد أن تم حظر امتلاك أجهزة الحاسب الآلي في البلاد، وفي عام 2008 اعُتبرت كوبا معقلاً للصحفيين وأكبر سجن لهم، إلا أنه في الآونة الأخيرة رفعت الحظر عن إمكانية استخدام الحاسوب وامتلاكه في المنازل، وبدأ الإنترنت بالانتشار الطفيف في أنحاء البلاد.

التعليم في كوبا

عاشت جمهورية كوبا تاريخاً عريقاً من الناحية التعليمية، إذ قامت الحكومة الكوبية في عام ألف وسبعمائة وثمانية وعشرين ميلادي بتأسيس جامعة هافانا، وأصبح التعليم فيها إلزامياً عند بلوغ الطفل لسن السادسة من عمره، ويبقى إلزامياً إلى أن ينهي مرحلة التعليم الثانوي، ويكون حينها قد بلغ سن الخامسة عشرة مع الالتزام بالزي المدرسي وفق مستوى الصف، وتقسم المراحل التعليمية فيه إلى ابتدائي (أساسي)ـ ثانوي – ما قبل جامعي، وكان ذلك بفضل خضوع السلطة تحت سيطرة كاسترو، إذ بلغت نسبة التعليم في بلاده في فترة حكمه ثمانين بالمئة.

الصحة في كوبا

بالرغم مما تعانيه كوبا من افتقارها إلى الموارد الطبية إلا أنها تمتلك نظام رعاية صحياً مجانياً، ويعتبر عالمياً نظراً لما تقدمه من اهتمام ورعاية لصحة شعبها، حيث تمكنت من تخفيض عدد الوفيات بين الرضع والأمهات أكثر من الدول المتقدمة، إلا أن العاملين في القطاع الصحي يواجهون تحديات صعبة ومن أبرزها انخفاض كبير في الأجور إذ تصل إلى خمسة عشر دولار فقط شهرياً، وما يهدد القطاع الصحي بشكل عام هو انخفاض المعدات الطبية والمعاناة من نقص كبير بالأدوية.

الثقافة في كوبا

أثّر انخراط الشعب الكوبي مع الشعوب الأخرى وخاصة الإسبانية والإفريقية على ثقافته، فانتقلت ثقافات الشعوب الأخرى واندمجت مع الثقافة الكوبية، فأصبحت الرياضة محط اهتمام كوبا وحظيت باهتمام وطني كبير، وذلك لما يربط كوبا مع الولايات المتحدة تاريخياً، وتعتبرالبيسبول هي الأكثر انتشاراً وشعبية من بين الألعاب الرياضية، إلى جانب الملاكمة، وظهرت ثقافة الشعب الكوبي في عدة مجالات، ومنها الأدب والموسيقى، والمطبخ الكوبي.