ما هي دول المغرب العربي
المغرب العربي
يمتدّ المغرب العربي على مساحة تُقارب الستة ملايين كيلومتراً مربعاً شمال أفريقيا، حيث يعيش فيه أكثر من مئة مليون شخص، وقد كانت المنطقة في السابق عبارة عن مناطق أمازيغية، ثم سكنها الموريون، وفي الوقت الحالي يضم المغرب العربي خمس دول، هي: ليبيا، والجزائر، وموريتانيا، وتونس، والمغرب.[١]
يعدُّ مصطلح المغرب العربي مصطلحاً جغرافياً أطلقه العرب المسلمين قديماً على المناطق التي تمتد من الاسكندرية في مصر في الشرق وصولاً إلى المحيط الاطلسي في الغرب، واختلفت الآراء بين المؤرخين والجغرافيين وعلماء اللغة من العرب المسلمين على مدلول لفظ المغرب العربي؛ فاعتبره البعض منطقة بلاد شمال إفريقيا، بينما اعتبره البعض الآخر بأنه دلالة على بلاد شمال إفريقيا بالإضافة إلى إسبانيا أو الأندلس، والبلدان التي تقع في حوض البحر المتوسط، من بينها: صقلية، وجنوب ايطاليا، وجزيرتي سردينيا وقورسيقا، وجزر البليار، وأضاف آخرون مصر إلى هذا التقسيم؛ حيث اعتبروها واحدةً من دول المغرب العربي.[٢][٣]
تجدر الإشارة إلى أن المؤرّخين والجغرافيين قسّموا منطقة المغرب العربي إلى ثلاثة أقسام كبيرة، وذلك لغايات متعددة لعلّ أهمّها الضرورات الإدارية والبحثية وأحياناً السياسية، وهي: المغرب الأدنى أو ما يعرف باسم أفريقيا ويضمُّ هذا القسم القيروان في تونس وبعضاً من الاجزاء الشرقية للجزائر، وطرابلس، أما القسم الثاني فهو المغرب الأوسط أو ما يعرف باسم الجزائر ويتمثل هذا القسم ببلاد الجزائر، والقسم الثالث هو المغرب الأقصى والذي يعرف باسم المغرب أو المملكة المغربية ويعدُّ هذا القسم امتداداً طبيعياً للمغرب الأوسط وذلك لعدم وضوح الفواصل بينهما.[٢][٣]
دول المغرب العربيّ
المغرب
تقع المغرب في شمال أفريقيا بين الجزائر والصحراء الغربية، ولها حدود مشتركة مع المحيط الأطلسي الشمالي والبحر الأبيض المتوسط، كما يحدّها عدة مناطق حدودية، وهي: الجزائر، والصحراء الغربية، ومدينة سبتة الإسبانية، ومدينة مليلية الإسبانية، وجزيرة قميرة الإسبانية مع اختلاف في تلك المساحات الحدودية، وتغطي البلاد مساحةً كليةً تصل إلى 446,550 كيلومتراً مربعاً تتوزّع ما بين 446,300 كيلومتراً مربعاً من الأراضي اليابسة، و250 كيلومتراً مربعاً من المسطحات المائية، ووفقاً لإحصائيات نُشرت في تموز من عام 2018م فإن عدد سكان المغرب يبلغ إلى 34,314,130 نسمة،[٤] ومن الجدير بالذكر أن مدينة الرباط الواقعة على 33.9716 درجة شمالاً، و6.8498 درجة غرباً تعد عاصمة البلاد منذ عام 1912م، والتي تأسست في القرن الثاني عشر الميلادي، ويشار إلى أنها تضم 1,864,851 نسمة تبعاً لاحصائيات عام 2019م.[٥]
تتميّز المغرب بتنوّع في طبيعتها، وثقافاتها، والأصول العرقية لسكانها، ورغم ذلك التنوّع إلا أنّ البلاد تمكّنت من الحفاظ على وحدتها، فقد كان للأمازيغ بدايةً التأثير البارز في نمط الحياة لدى الشعب المغربي، لأنهم إلى جانب العرب يمثلون غالبية السكان، إذ إنّ ما لا يقلّ عن 30% من السكان يتحدثون اللغات الأمازيغية، كما كان لتعدّد التقاليد العرقية والدينية الناتجة عن التواجد الإفريقيّ، واليهوديّ، والعربيّ، والبربريّ التأثير الواضح على ثقافة البلاد.[٦]
أدى تعدد المجموعات التي ظهرت في المغرب مثل؛ العرب، وأفارقة جنوب الصحراء الكبرى، والفينيقيين، والرومان، ومجموعات أخرى إلى اختلاف الثقافة من منطقة إلى أخرى في المغرب، ويتجلى اختلاف الثقافة في مجالات محددة تشمل؛ الفن، والملابس، والطهي، والموسيقا، حيث تتميّز المغرب بأنها موطنٌ للموسيقا الكلاسيكية الأندلسية المنتشرة في جميع أنحاء شمال أفريقيا، مستخدمين آلات تقليدية ذات أصول عربية وأمازيغية.[٦]
الجزائر
تقع الجزائر في شمال أفريقيا بين المغرب وتونس، على الحدود مع البحر الأبيض المتوسط، وتغطّي مساحةً إجماليةً تصل إلى 2,381,740 كيلومتراً مربعاً[٧] ما جعلها تحتلّ المرتبة الأولى في قائمة أكبر دولة في العالم العربي،[٨] ويعيش فيها ما يقارب 41,657,488 نسمة تبعاً لتقديرات تعود لشهر تموز من عام 2018م، ما جعلها تحتل المرتبة 34 في قائمة أكبر الدول من حيث عدد السكان، كما تحظى البلاد بحدود مشتركة مع كلّ من؛ ليبيا، وموريتانيا، ومالي، والنيجر، والمغرب، وتونس، والصحراء الغربية.[٧]
وتُعرَف عاصمة الجزائر بالجزائر العاصمة، وهي تقع على الشاطئ الغربي للبحر الأبيض المتوسط، وتغطي مساحةً 362.6 كيلومتر مربع، إذ تنقسم مساحتها إلى جزأين أحدهما الجزء الحديث من المدينة، وهو محاط بالجزء القديم الممتد في منحدر التل أيضاً، ويشار إلى أن الجزائر العاصمة تعد أكبر مدن الجزائر من حيث عدد السكان، إذ يبلغ الحجم السكاني لهذه المدينة أكثر من 3.4 مليون نسمة.[٩]
ساهمت عدة عوامل في جعل الجزائر جزءاً مهماً من المغرب العربي، وقد تمثّلت هذه العوامل في اللغة، والتّقاليد، والتّاريخ، والتّراث الإسلاميّ، إذ تعاقب على حكمها العديد من السلالات، مثل الرومان، والأمازيغ العرب في الفترة الممتدة من القرن الثامن الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي، إلى أن أصبحت الجزائر جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وبعد ذلك شهدت فترة وجيزة من الاستقلال الذي انتهى مع بدء الانتداب الفرنسي في عام 1830م.[٨]
موريتانيا
تُعرف موريتانيا رسميّاً بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وتقع في شمال غرب أفريقيا،[١٠] وتحديداً على ساحل المحيط الأطلسي،[١١] وتشترك بحدود مع الجزائر، ومالي، والسنغال، والصحراء الغربية،[١٠] حيث تغطّي مساحاتٍ كبيرةٍ من الأراضي الموريتانية، ما جعل من تلك المنطقة عرضةً للجفاف في سبعينيات القرن الماضي، وساهم في ظهور نسبة كبيرة من البدو الرحّل.[١١]
تأسست مدينة نواكشوط في عام 1904م، وقد تم اتخاذها عاصمةً لموريتانيا في عام 1960م، إذ تقع نواكشوط على 18.0735 درجة شمالاً و 15.9582 درجة غرباً على ارتفاع 15 درجة، كما يبلغ عدد سكانها 1,258,973نسمة[١٢] من أصل عدد سكان البلاد الكلي والبالغ 4.53 مليون نسمة تبعاً لإحصائيات عام 2019 ميلادي، حيث تحتل موريتانيا المرتبة السابعة والعشرين بعد المئة في قائمة أكبر الدول من حيث عدد السكان،[١١] وتجدر الإشارة إلى أن القصر الرئاسي للبلاد يوجد في نواكشوط رغم أنها ليست أكبر مدينة في موريتانيا.[١٢]
تونس
تقع دولة تونس في شمال أفريقيا وتشترك بحدودها مع البحر الأبيض المتوسط،[١٣] وقد كان لموقعها المميز السبب في جعلها مقصداً للزوّار على مرّ العصور،[١٤] ويحدّها الجزائر وليبيا، وتبلغ مساحتها الكلية 163,610 كيلومتر مربع، ويسكنها حوالي 11,516,189 نسمةً تبعاً لتقديرات تعود إلى شهر تموز من عام 2018م،[١٣] وتُعتبر مدينة تونس عاصمةً لدولة تونس ومقراً للحكومة الوطنية التونسيّة، ويشار إلى أنّ مدينة تونس منفصلة عن خليج تونس ببحيرة تونس الطبيعية، في حين أنها مرتبطة بميناء حلق الوادي التونسي بواسطة قناة، ويعيش سكان مدينة تونس البالغ عددهم 1,056,247 نسمة تبعاً لإحصائيات عام 2014م في أجواء حارة تبعاً لمناخ البحر الأبيض السائد فيها.[١٥]
تعد تونس دولةً عربيةً إسلاميةً يتميز شعبها بتأثّره بعوامل محلية وأجنبية، ممّا ساهم في تشكيل هويةٍ وطنيةٍ خاصة بالبلاد، إضافة إلى أن عقلية الشعب التونسي مشبعةٌ بالثقافة الفرنسية وذلك إثر خمسة وسبعين عاماً قضاها تحت الوصاية والنفوذ الفرنسي في تونس والتي انتهت عام 1956م، وقد تمتّعت البلاد بوجود عددٍ من المؤسسات الثقافية فيها مثل؛ المكتبة الوطنية، والأرشيفات الوطنية، إضافةً إلى عددٍ من المتاحف ومن أبرزها متحف باردو الوطني، وقد تم تصنيف عدة مواقع فيها لتكون كمواقع للتراث العالمي لليونسكو؛ نظراً لما تحظى به من أهمية ثقافية، ومن أهمها، قرطاج، ومدينة تونس العاصمة، ومدينة القيروان التاريخية، ومدينة سوسة.[١٤]
ليبيا
تقع ليبيا في شمال أفريقيا على حدود مع البحر الأبيض المتوسط، وتغطي البلاد مساحةً كليةً تصل إلى 1,759,540 كيلومتراً مربعاً، يعيش فيها حوالي 6,754,507 نسمة تبعاً لإحصائيات شهر تموز من عام 2018م، وتشترك البلاد بحدود برية تبلغ 4,339 كيلومتراً مع عدد من الدول، وهي: الجزائر، وتشاد، والنيجر، والسودان، وتونس، ومصر، علماً بأنّ لها أكبر مساحةٍ حدوديةٍ مع ليبيا،[١٦] وتعد طرابلس عاصمة ليبيا، وقد تم تأسيسها في القرن السابع الميلادي، واتُخذت عاصمة للبلاد منذ عام 1951م، وهي أكبر مدينة في ليبيا حيث تقع على 32.8872 ° شمالاً، و13.1913 درجة شرقاً، ويعيش فيها 1,160,918 نسمةً تبعاً لإحصائيات عام 2019م، ومن الجدير بالذكر أن العاصمة تحظى بميناء يدعى ميناء طرابلس، الذي يُستفاد منه في شؤون التجارة والتصنيع.[١٧]
هناك عدّة عوامل أثّرت على التّراث الثقافيّ في ليبيا، ومنها ما يأتي:[١٨]
- تعدّد المجتمعات الموجودة داخل البلاد، حيث سُكنت الأراضي الليبية منذ عام 8000 قبل الميلاد.
- طبيعة مناخ البلاد، إذ كان أكثر ملاءمة للزراعة قديماً، كما أثّر المناخ بدوره على الهجرة من وإلى المنطقة،[١٨] إذ يشكل المهاجرون أكثر من 12% من إجمالي السكان، وذلك وفقاً لبيانات الأمم المتحدة لعام 2017م.[١٦]
- التفاعل مع ثقافات أخرى مثل؛ الرومان، والفينيق، واليونان.
اتحاد المغرب العربي
التقى رؤساء دول كلٍّ من ليبيا، والجزائر، والمغرب، وتونس، وموريتانيا في شهر حزيران من عام 1988م في الجزائر العاصمة، وذلك لمناقشة فكرة إنشاء اتحاد المغرب العربي، وفي شهر شباط من عام 1989م تمّ الإعلان رسمياً بخصوص إنشاء اتحاد المغرب العربي وبرنامج عمله، حيث تمَت الموافقة على معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي من خلال مؤتمر قمة مراكش الذي عُقد في مراكش، وذلك بعد قيام الدول الأعضاء بالتخطيط لتحقيق التطور في كافة قطاعات الأنشطة من خلال العمل على تنسيق سياساتها واستراتيجياتها.[١٩]
المراجع
- ↑ Benjamin Elisha Sawe (2019-1-7), “Which Countries Are Located In The Maghreb Region?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2019-12-3. Edited.
- ^ أ ب Idris El Hareir, El Hadji M’Baye (2011), The Different Aspects of Islamic Culture, Paris, France: UNESCO Publishing, Page 375. Edited.
- ^ أ ب أ.د. عبد الرحمن العزاوي (2017)، تاريخ المغرب العربي في العصر الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الخليج للنشر والتوزيع، صفحة 18-21. بتصرّف.
- ↑ “Library”, www.cia.gov,2019-11-13، Retrieved 2019-12-3. Edited.
- ↑ “What is the Capital of Morocco?”, worldpopulationreview.com,2019، Retrieved 2019-12-3. Edited.
- ^ أ ب John Misachi (2018-10-11), “Morocco Culture, Customs, And Traditions”، www.worldatlas.com, Retrieved 2019-12-3. Edited.
- ^ أ ب “Library”, www.cia.gov, Retrieved 2019-12-4. Edited.
- ^ أ ب Keith SuttonAbdel Kader ChanderliL. Carl Brown وآخرون (2019-10-24), “Algeria”، www.britannica.com, Retrieved 2019-12-4. Edited.
- ↑ Amber Pariona (2019-6-13), “What Is The Capital Of Algeria?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2019-12-4. Edited.
- ^ أ ب “Mauritania Population 2019”, worldpopulationreview.com,2019-8-27، Retrieved 2019-12-4. Edited.
- ^ أ ب ت Alfred G. GerteinyCharles Henri ToupetHubert Jules Deschamps وآخرون (2019-10-24), “Mauritania”، www.britannica.com, Retrieved 2019-12-4. Edited.
- ^ أ ب “What is the Capital of Mauritania?”, worldpopulationreview.com,2019، Retrieved 2019-12-4. Edited.
- ^ أ ب “Library”, www.cia.gov,2019-11-26، Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ^ أ ب John Innes ClarkeEmma MurphyNevill Barbour وآخرون (2019-10-23), “Tunisia”، www.britannica.com, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ↑ Oishimaya Sen Nag (2017-11-27), “What Is The Capital Of Tunisia?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2019-12-5. Edited.
- ^ أ ب “Library”, /www.cia.gov,2019-12-1، Retrieved 2019-12-6. Edited.
- ↑ “What is the Capital of Libya?”, worldpopulationreview.com,2019، Retrieved 2019-12-6. Edited.
- ^ أ ب Joseph Kiprop (2018-10-4), “The Culture Of Libya”، www.worldatlas.com, Retrieved 2019-12-6. Edited.
- ↑ “AMU – Arab Maghreb Union”, www.uneca.org,2016-7-1، Retrieved 2019-12-3. Edited.