مقومات المجتمع الجزائري

الجزائر

الجزائر هي إحدى بلدان المغرب العربي الواقعة شمال غرب القارّة الإفريقية، ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الشّرق تونس وليبيا، ومن جهة الجنوب مالي والنيجر، ومن الغرب المغرب، والصحراء الغربيّة، وموريتانيا، وهي أكبر بلد إفريقي وعربي من حيث المساحة، أمّا عدد سكانها فقد بلغ مؤخراً قرابة أربعين مليون نسمة، ويقوم هذا المجتمع على مقوّمات عديدة سنتحدث عنها في هذا المقال.

مقوّمات المجتمع الجزائري

الديانة

يعتنق ما يقارب تسعة وتسعين من سكان الجزائر الديانة الإسلاميّة، ولا يوجد اختلاف مذهبي ديني فيها، أمّا بالنسبة لعدد المسيحيّين، فيُتراوح عدد البروتستانت بين مئة ألف ومئة وخمسين ألف، وقرابة الخمسة وأربعين ألف من أتباع الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة، ومجموعة صغيرة من اليهود، هاجر معظمهم إبان استقلال البلاد.

العروبة

رغم ما سعى له الفرنسيّون طوال مئةٍ واثنين وثلاثين عاماً إلى تذويب الهوية العربية للشعب الجزائري من خلال جعل اللغة الفرنسية اللغة الرسمية في البلاد، وغير ذلك من الأساليب؛ إلا أنّ الشعب الجزائري ينتمي إلى السلالة السامية ويرتبط بالحضارة والثقافة العربيّة ارتباطاً وثيقاً.

يقول ابن خلدون أنّ البربر يجمعُهم جنسان هما: برنس، ومارتميس، ورغم اختلاف المؤرّخين بأنّ هذين الجنسين ينتمي كلاهما لسلالة كنعان بن حام، إلا أنّهم متفقون على عروبة المجتمع الجزائري مُنذُ القِدَم، فكلمة أمازيغ عربيّة، ومعنى الأمازر: الرجال الأقوياء، كما أنّ قبيلة البرانس لغتها الأصلية اللغة العربية، وكانت هناك قبائل أخرى كغياتة وصنهاجة تتكلم العربيّة.

الأمازيغيّة

يتحدث البربر اللغة الأمازيغيّة التي تختلف بعض الشيء من منطقة إلى أًُخرى، ويقول أحد علماء اللسانيّات في الجزائر: “إذا كانت عربية شمال إفريقيا قد استعارت جزءاً كبيراً من مفرداتها من العربيّة الفصحى، فإنّ بُنيتها النحويّة والصوتيّة تعود بأصولها إلى تمازيغت”.

تُعدُّ جذور الثقافة الأمازيغيّة ضاربةً بعمق في دول شمال إفريقيا التي تُعتبر الجزائر من أهمّها؛ وهناك العديد من القواسم الثقافيّة المشتركة بين الأمازيع رغم تقطع الأوصال الجغرافيّة بينهم كالموسيقا، والرقص، والحكايات الشعبيّة، بالإضافة للعادات والتقاليد الأمازيغيّة؛ كعيد رأس السنة الأمازيغي، في الثاني عشر من شهر يناير/كانون الثاني، وما زالت هذه الثقافة شفوية وغير موثقة.

الوطن الواحد

يتميّز هذا الشعب بلحمته الوطنيّة، وتماسكه، وتعاضده، إلى جانب التمسك بالأرض والدفاع عنها، والشجاعة والتضحية، فقد قدم أبناؤها أيام الاحتلال الفرنسي مليون شهيد فداءً لأرضها.

التاريخ العريق

مرّت على الجزائر العديد من الحضارات ممّا جعلها تمتلك إرثاً تاريخيّاً عظيماً؛ حيثُ تطور مجتمعها منذ الفترة القبليّة إلى العهد النوميدي، ثم العهد الروماني، ثم الوندالي، وصولاً لفترة الفتح الإسلامي، والحكم العثماني، ثم الاحتلال الفرنسي، وبعدها مرحلة الاستقلال.