مدن العراق
مدينة بغداد
تأسّست بغداد على يد الخليفة المنصور، ثاني حكام الدولة العباسية، وقرّر المنصور بناء المدينة في موقعها الحاليّ عند نقطة التقاء نهر دجلة وقناة سارات، ويرجّح أنّ هذا الموقع الجغرافيّ والاستراتيجي كان السبب الأهمّ في اتخاذ قرار تأسيس المدينة في تلك البقعة، حيث استوعبت قناة سارات حركة السفن التجاريّة، إضافة لميزة إلى اتصالها بنهري دجلة والفرات.
استقدم المنصور آلاف العمّال والحرفيين للعمل على إنشاء مركز المدينة، وهو ما سميّ بمدينة السلام، والتي كانت عبارة عن مدينة مستديرة لها أربع بوابات تقع على بُعد متساوٍ عن بعضها البعض، وحول جدران المدينة الجديدة نمت المناطق الحضريّة والضواحي التي ضمّت العديد من الأسواق، والمساجد، والمقابر، حتى أصبحت بغداد ثاني أكبر مدينة في العالم بعد القسطنطينيّة، حيث أغنتها الحركة التجاريّة بالثروات، ولم يُخمد تلك الحركة التي لم تكن تتوقّف في المدينة إلا غزو المغول في عام 1258م.[١]
مدينة كربلاء
تقع كربلاء وسط العراق على بعد ثمانية وثمانين كيلومتراً جنوب غرب بغداد، ويربطها بالعاصمة العراقيّة خط سكك حديديّة إلى جانب الطريق البريّ، وهي عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم، وقد قُتل فيها الحسين بن علي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء في عام 680م، ويعدّ ضريحه الموجود في المدينة من أهمّ المزارات الدينيّة. الأهمية الدينية لمدينة كربلاء جعلت من المدينة مركزًا تجاريًا ونقطة انطلاق للحج إلى مكّة المكرمة.[٢]
مدينة أربيل
أربيل هي عاصمة إقليم كردستان العراق، ومقرّ حكومة كردستان الحالية، وعلى مدار قرون كانت أربيل هي عاصمة الثقافة الكردية في تلك المنطقة، وتعدّ أربيل واحدة من أقدم المدن في العالم حيث عثر على أدلّة أثريّة يعود تاريخها إلى ستة آلاف عام مضت، وقد تعاقب عليها العديد من الشعوب التي غزت تلك المنطقة كالفرس، والإغريق، والرومان، والمغول، والأتراك، وتشتهر المدينة بمواقعها الأثريّة وطبيعتها الساحرة التي أهّلتها لتكون عاصمة السياحة العربية في عام 2014م، وعزّز من ذلك تحسّن حالة الأمن فيها.[٣]