أين تقع إيطاليا

موقع إيطاليا

تقع إيطاليا شبه الجزيرة في جنوب القارّة الأوروبيّة ليصِل امتدادُها إلى وسط البحر الأبيض المُتوسّط، وتقع في الشمال الشرقيّ من تونس، وتفصِل بينهما مياه البحر الأبيض المُتوسّط،[١] أمّا فلكيّاً فإنَّ خطّ الطول 12.646361، ودائرة العرض 42.504154 يمثّلان موقع دولة إيطاليا حسب التقسيم الفلكيّ العالميّ للكرةِ الأرضيّة.[٢] تَبلُغ مساحة إيطاليا الكُلّية ما مجموعه 301,340كم2، وهي بذلك تنال المرتبة 72 عالميّاً من حيث المساحة، وتصل مساحتُها البريّة إلى 294,140كم2، بينما تُغطّي مساحتها البحرية 7,200كم2،[٣] أمّا عاصمة إيطاليا فهي مدينة روما (بالإنجليزيّة: Rome) التي تقع في إقليم لاتسيو على ارتفاع يصل إلى 52 متراً فَوق مستوى سطح البحر، وهي أكبر مدينة في إقليم لاتسيو من حيث عدد السكّان،[٤]وللتعرّف إلى عاصمة إيطاليا بالتفصيل، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا.

ميّزات موقع إيطاليا

تميّز موقع إيطاليا تاريخياً بأنّه كان يربط طرق التجارة القديمة التي تمرّ بمنطقة البحر المتوسط، وقد قامت العديد من المدن التاريخية على التلال الإيطالية الغربية، بالإضافة إلى أنّ مدينة روما الإيطالية تُحيط بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية الموجودة في الفاتيكان، ومن ناحية أخرى ساعد المناخ الجاف والحار على الساحل الجنوبيّ على انتشار حقول شاسعة من الزيتون والتين واللوز،[٥] كما ساهم موقع إيطاليا الجغرافي في وجود بيئات جغرافية متعددة تنتشر في أنحاء البلاد من الشواطئ الطويلة الممتدة على البحر المتوسط، إلى الغابات الكثيفة، والسهول المنبسطة، والجبال الشاهقة، فأينما نظر الشخص المتواجد في إيطاليا فبإمكانه رؤية آفاق بعيدة من الأراضي المغطاة بشجر السرو الشاهق، والصنوبر، والنخيل، بالإضافة إلى حقول الزهور والأعشاب الفسيحة.[٦]

حدود إيطاليا

الحدود السياسية

تُعتبر إيطاليا من كُبريات الدُّول الأوروبيّة في البحرِ الأبيض المُتوسّط، وعند النظر إلى موقعِها في خريطة العالم السياسيّة يتّضح أنّها تشترك في حدودها مع ستّ دُول؛ أربع منها تشاركها حدود بريّة بطول يصِل إلى 1,796كم، وهي: فرنسا، وسويسرا، والنمسا، وسلوفينيا، أمّا الدولتان الأخريان فهما: سان مارينو، والفاتيكان اللتان تشتركان مع إيطاليا في حدود بريّة أيضاً، إلّا أنّهما تُمثّلان جَيْبَين تُحيط بهما البلاد، والآتي ذِكرٌ لكلٍّ من الحدود المشتركة بين إيطاليا، والدُّول الأربع:[٧]

  • الحدود الإيطالية-الفرنسية: تشترك إيطاليا وفرنسا في حدود بريّة تمتدّ على طول 476.37كم، وتبدأ هذه الحدود من قمّة مونت دولنت (بالإنجليزية: Mont Dolent) التي تمثّل نقطة التقاء الحدود السويسرية-الفرنسية-الإيطالية، وتنتهي عند مدينتَي منتون في فرنسا، وفنتيميليا في إيطاليا.
  • الحدود الإيطالية-النمساوية: تشترك النمسا مع إيطاليا في حدود يبلغ طولها 403.95كم.
  • الحدود الإيطالية-السويسرية: وتُعَدّ الحدود مع سويسرا أكبر امتداد للحدودِ المشتركةِ مع إيطاليا؛ إذ يصِل طولُ هذه الحدود إلى 698.46كم، وتبدأ عند النقطة الثلاثية الإيطالية-السويسرية-الفرنسية، من قمّة مونت دولنت، وتمتدّ شرقاً انتهاءً بالنقطة الثلاثية النمساوية-السويسرية-الإيطالية التي تقع بالقُرب من بيزلاد.
  • الحدود الإيطالية-السلوفينية: تُعدّ أقصر الحدود المشتركة مقارنةً بالحدود المشتركة بين إيطاليا وكلٍّ من فرنسا، والنمسا، وسويسرا؛ إذ يبلغ طول هذه الحدود 217.26كم.

الحدود الطبيعيّة

يمكن تقسيم حدود إيطاليا الطبيعية إلى قسمَين، هما:[٨]

  • الحدود البريّة: حيث تَضُمّ الحدود البرّية جبال الألب التي تُعدّ من بين الجبال الأشدّ وعورة في العالم، أمّا في الجُزء الشمالي الغَربيّ فهي تُطلّ على مناظر طبيعيّة لبُحيرات جبال الأَلب، وعلى الوديان المَنحوتة في الأنهار الجليديّة، وفي جبال الألب الوُسطى تَشمخُ سلسلةُ جبال الأبنين الطويلة (بالإنجليزيّة: Apennine Mountains)، ويجدر بالذكر أنّ الكثير من المناطق المنخفضة في سلسلة جبال الأبنين تقترب من الحياة البرّية؛ حيث تُؤوي مجموعة واسعة من أنواع الحيوانات التي يندُر وجودها في أوروبا الغربيّة، مثل: الخنازير البرية، والذئاب، والدبَبة، وبالإضافة إلى ذلك تحتوي إيطاليا جبل مونتي روزا (بالإنجليزيّة: Monte Rosa) الذي يُعدّ من أعلى المناطق في إيطاليا، إضافة إلى جبل مونت بلانك (بالإنجليزيّة: Mont Blanc)، أمّا في الجزء السُّفلي في جنوب إيطاليا، فتَقع جزيرتا صقلية، وسردينيا في عُرض البحر الأبيض المُتوسّط.
  • الحدود البحريّة: يُحيط بإيطاليا البحر الأبيض المُتوسّط بجميع تفرُّعاته؛ فمن الشمال الشرقي يحدّها البحر الأدرياتيكيّ، ومن الجنوب الشرقي البحر الأيونيّ، أمّا البحر التيرانيّ فيحدّ إيطاليا من الجنوب الغربي، وأخيراً في الشمال الغربي يَحدُّها البحر الليغوريّ الذي يتفرّع أيضاً من البحر الأبيض المُتوسّط.

مناخ إيطاليا

تقع إيطاليا ضمن ما يمكن وَصفه بالمنطقة المعتدلة، وثَمّة تبايُن واضح بين مناخَي الشمال الأوروبي والجنوب الأوروبي الذي يحيط به البحر الأبيض المتوسط؛ وهذا التبايُن سببه طول شبه الجزيرة الإيطالية التي تذهب بعيداً في عرض البحر.[٩]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول جنوب وشمال إيطاليا، يمكنك الاطّلاع على مقالي: مدن شمال إيطاليا، ومدن جنوب إيطاليا.

يختلف المناخ اختلافاً كبيراً بين شمال إيطاليا، ووسطها، وجنوبها، ويختلف مُتوسّط درجات الحرارة؛ ففي المنطقة الواقعة في الشمال بين جبال الألب وجبال توسكان يكون المناخ قاسياً؛ إذ تكون شديدة البرودة في الشتاء وحارّة رطبة في الصيف، وفي مناطق وسط إيطاليا يكون المناخ أكثر اعتدالاً، أمّا في جنوب إيطاليا والجُزُر فيكون الشتاء معتدلاً، ولا يتّصِف بالشدّة أبداً، ودرجات الحرارة في الربيع والخريف تُشابه تلك الدرجات في فصل الصيف في بعض المناطق.[١٠]

تضاريس إيطاليا

تكثُر المناطق الجبلية في إيطاليا عموماً، باستثناء وادي نهر بو الخصب في الشمال، والأحزمة الساحلية الضيّقة في أقصى الجنوب، وفي الجزء الشمالي من جبال الألب على طول الحدود الفرنسية والسويسرية تُوجَد ثلاث بُحيرات مشهورة، هي: كومو، وماجيوري، وجاردا، وتتفرّع منها ستّة أنهار صغيرة تجري جنوباً نحو نهر بو، أمّا أعلى قمم إيطاليا فتكمن في الشمال الغربيّ من جبال الألب، وتحديداً في جبال سافوي، وبينينز، وسلسلة جبال جرايان، أمّا مارمولادا (Marmolada) التي تُعَدّ أعلى قمة في الدولوميت (بالإنجليزية: The Dolomites) فتقع في الشمال الشرقي لإيطاليا، والجدير بالذكر أنّ بعض المناطق الجبلية في إيطاليا تمتاز بكونها ذات نشاط زلزالي كبير.[١١]

عند سَفح جبال الألب يندفع من الغرب نحو الشرق نهر بو، وهو النهر الكبير الوحيد في إيطاليا، والذي تكمُن أهمّيته في خدمة السُّهول التي تُغطّي نحو 17٪ من المساحة الكُلّية لإيطاليا، أمّا جبال الأبنين الوعرة فتُعتبر العمود الفقري لشبه الجزيرة الإيطاليّة، بالإضافة إلى ذلك فهي تُشكّل الحدود الجنوبيّة لسهل بو، وتتفرّع أيضاً من هذه الجبال جداول وأنهار صغيرة تتّجه إلى الساحل الغربي، ومنها نهرا أرنو وتيبر، ويُشار إلى أنّ السهول في إيطاليا تتعدّد وتتنوّع من حيث الوعورة والخصوبة؛ فساحل كالابريا على سبيل المثال يُعدّ وعراً، إلّا أنّ سهول فودجا (بالإنجليزية: Foggia) تُعَدّ ساحلية خصبة، وهي تحاذي البحر الأدرياتيكي طولاً، وأهمّ هذه المناطق والسّهول المنخفضة تقع قُرب نابولي، وروما، وليفورنو.[١١] ومن أهمّ الأماكن الموجودة في وسط إيطاليا: توسكاني، وأومبريا، ومارتشيز، ولاتسيو، أمّا المناطق التي تقع في الجنوب فتضمّ كامبانيا، وباسيليكاتا، وأبروتسو، وموليزي، وأبوليا، وكالابريا، وتحتوي أيضاً على جزيرتَي سردينيا، وصقلية.[١٢]

يُعدّ موقع إيطاليا القريب من حدود الصفيحةِ الأفريقيّة والأوراسية عاملاً يجعلها عُرضة لبراكين تنشط بين فترات متباعدة، وأخرى قريبة نسبيّاً، ولعلّ هذه البراكين التي تشتهر بها إيطاليا وتتميّز بها أسهمت في إثراء السياحة في البلاد، ومن هذه البراكين: جبل إتنا الذي يقع على الساحل الشرقي لصقلية، وهو يُعتبر أطول بركان في أوروبا، كما تزدهر البساتين على منحدراته السُّفلية؛ لتوافر التربة البركانية، إضافة إلى جزيرة سترومبولي التي تُشكّل قوساً بركانيّاً شمال صقلية، وتقع في البحر التيراني، وهي نشِطة دائماً مع ثورات بركانية طفيفة جعلتها تُلقَّب ب(منارة البحر الأبيض المُتوسّط)، أمّا جبل فيزوف‌ فيُعَدّ أحد البراكين الخطرة؛ إذ يرتبط بالدمار الكامل لمدينتَي هركولانيوم، وبومبي الرومانية، وأيضاً كامبي فليغري مار التي تُعَدّ مكاناً خصباً للبراكين.[١٣]

وللتعرّف على جزر إيطاليا، يمكنك قراءة مقالي: جزر إيطاليا، وجزر إيطاليا السياحية، ولمعرفة جزر إيطاليا الواقعة ضمن البحر الأبيض المتوسط، يمكنك قراءة مقال جزيرة إيطالية في المتوسط

دُول الجيوب في إيطاليا

تُعرَف الدُّول الواقعة ضمن حدود إيطاليا بدُول الجيوب (بالإنجليزيّة: Enclave)، وتتضمّن سان مارينو، والفاتيكان، وذلك على النحو الآتي:[١٤]

  • سان مارينو: وهي تُعدّ جمهورية صغيرة تقع على سفوح جبل تيتانو على الجانب الأدرياتيكي من وسط إيطاليا، وتُحيط بها جمهورية إيطاليا من الجهات كلّها، كما تُعتبَر أصغر دولة مستقلة في أوروبا بعد الفاتيكان وموناكو، وقد كانت إلى أن استقلّت ناورو في عام 1968م أصغر جمهوريّة في العالم،[١٥] أمّا طول الحدود بين سان مارينو وإيطاليا فيبلغ 37.01كم، ويكون التنقُّل بينهما عن طريق البرّ؛ إذ تخلو سان مارينو من المطارات ومن الخطوط الحديدية.[٧]
  • الفاتيكان: وهي تُعدّ الدولة الكنسية، ومقرّ الكنيسة الكاثوليكية الرومانيّة، حيث تقع على الضفة الغربية لنهر التيبر، وتُعتبر أصغر دولة قوميّة مستقلة في العالم، أمّا حدود هذا الجيب فلا تكاد تتعدّى جدرانه التي تعود إلى القرون الوُسطى وعَصر النهضة، باستثناء الجنوب الشرقي في ميدان سان بيتر (ساحة سان بيترو)، ومن مَعالمها الأكثر جمالاً كنيسة القدِّيس بطرس التي تُعدّ ثاني أكبر مبنى دينيّ بعد كنيسة ياموسوكرو،[١٦] وتُعتبَر الحدود البريّة بين الفاتيكان ودولة إيطاليا من أقصر الحدود المشتركة بين دولتَين في العالم؛ إذ يبلغ طولها 3.38كم فقط، وتُحيط بها مدينة روما العاصمة الإيطالية من جميع جوانبها.[٧]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

مراجع

  1. “The World Factbook”, www.cia.gov,15-10-2019، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  2. “Italy Latitude”, gps-coordinates.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  3. “Where Is Italy?”, www.worldatlas.com,2-10-2015، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  4. “Where Is Rome, Italy?”, www.worldatlas.com,15-10-2015، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  5. “Italy”, kids.nationalgeographic.com, Retrieved 2020-4-5. Edited.
  6. McKenna Brooks (2018-11-22), “Perchè in Italia? Why Study Abroad in Italy?”، www.umbra.org, Retrieved 2020-4-5. Edited.
  7. ^ أ ب ت Joseph Kiprop (1-3-2018), “?Which Countries Border Italy”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  8. Martin Clark, Christopher Wickham, Marino Berengo, “and Others” (16-10-2019), “Italy”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  9. “Climate”, www.britannica.com، Retrieved 25-10-2019. Edited.
  10. “The climate in Italy”, www.italia.it, Retrieved 25-10-2019. Edited.
  11. ^ أ ب “Italy”, www.encyclopedia.com,20-10-2019، Retrieved 21-10-2019. Edited.
  12. “Discover Italy”, www.italia.it, Retrieved 22-10-2019. Edited.
  13. Joseph Kiprop (29-7-2019), “The Volcanoes Of Italy: The Only Active Volcanoes In Mainland Europe”، www.worldatlas.com, Retrieved 22-10-2019. Edited.
  14. “enclave”, dictionary.cambridge.org, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  15. The Editors of Encyclopaedia-Britannica (7-10-2019), “San Marino”، www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  16. Adam Augustyn, “Vatican City”، www.britannica.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.