دولة جيك

دولة جيك

ليبرلاند، وتُعرف أيضاً باسم بجيك مانيا، هي دويلة حديثة النشأة والوجود فوق الخارطة الجغرافية للعالم، تتّخذ موقعاً لها بين دولتي كرواتيا وصربيا، وتمتدّ مساحتها إلى سبعة كيلومترات مربّعة فقط، وجاء قيام هذه الدويلة بعد أن تخلّت الدولتان المجاورتان لها عن مسؤوليتهما عنها، وهما صربيا وكرواتيا، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الدولة مجهرية، أي إنّ المنظمات الدولية والحكومات لا تقرّ بوجودها رسمياً، وهي عبارة عن حبر على ورق ليس أكثر.

إنّ دولة جيك أو ليبرلاند تتّخذ مكانها على الضفة الغربية لنهر الدانوب، ويعود تاريخ تأسيها إلى الثالث عشر من شهر أبريل من سنة 2015 م، وتتّخذ من اللغتين التشيكية والإنجليزية لغات رسمية لها، وقد فرضت عدداً من الشروط للحصول على الجنسية، ومنها: ضرورة احترام آراء الآخرين واختلاف شعائرهم الدينية وأصولهم وأعراقهم، وعدم المساس بالملكية الخاصة بالآخرين.

يُشار إلى أنّ دويلة جيك قد اعتُمدت كدولة مستقلة بناءً على طلب رجل سياسي تشيكي ولّى نفسه رئيساً على هذه الدولة، وأصدر قوانينه ومبادئه الخاصة لتخضع لها هذه الدولة الفتيّة، ووجّه رسالة إلى جميع أنحاء العالم باستقباله لطلباتهم في مقرّ سفارتها المؤقتة في مدينة براغ التشيكية حتى يحصلوا على الجنسيّة الجيكية ويصبحوا بذلك مواطنين معتمدين؛ حيث استقبل ما يفوق مئتي ألف طلب من حول العالم بعد مضيّ ساعات قلائل على انتشار خبر إعلان جيك كدولة مستقلة، وانتقى طلبات المواطَنة ودرسها وفقاً للمعايير الخاصة به، والتي تمثّلت أبرزها بضرورة عدم الانتماء لأي حركة، سواء أكانت نازية أم شيوعية، وأن يخلو تاريخ الشخص الطالب للمواطنة من الجرائم.

كان التهافت في طلب المواطنة أمراً غريباً للغاية، لكن الأمر اتضح بعد أن تبيّن السبب، وهو عدم إجبار الدولة مواطنيها على دفع الضرائب، ومنحهم الحرية الكاملة بحياتهم الخاصة، ويُذكر أنّ أمر إعفاء المواطنين من الضرائب قد جاء على خلفيّة إعلان والد الرئيس الجيكي إفلاسه على هامش دفع الضرائب لخزينة دولة التشيك.

تطلّعت دولة الجيك إلى لعب دور وسيط لوقف الصراع القائم بين الدولتين المجاورتين لها “كرواتيا وصربيا”، كما رفعت شعاراً خاصاً بها وفريداً من نوعه وهو “عش ودع الآخرين يعيشون”. أمّا فيما يتعلّق برموزها الوطنية؛ فإنها تعتمد علماً له عدة ألوان، من بينها الأصفر والأزرق والأسود، ويشير كل منها إلى رمز ما، حيث يشير اللون الأصفر إلى الحريّة، واللون الأزرق إلى نهر الدانوب، أما اللون الأسود فهو رمز المقاومة.