مملكة قتبان
مملكة قتبان
هي واحدة من الممالك القديمة التي عاشت في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من شبه الجزيرة العربيّة، وتحديداً في دولة اليمن، وكان يحدها من الجزء الشرقي وادي بيجان، ومن الجزء الغربي البحر الأحمر، ومن الجزء الشمالي مدينة ذمار، ومن الجزء الجنوبي البحر العربي، كما أنّ شواطئ المحيط الهنديّ كانت تفصلها عن مملكة أوسان.
تاريخ مملكة قتبان
- اختلف الكثير من الباحثين حول بداية ظهور المملكة تاريخيّاً، وعلى الرّغم من ذلك ظهر الكيان السّياسي لها منذ القرن التاسع قبل الميلاد والذي امتدّ حتّى القرن السابع قبل الميلاد. وعاشت خلال هذه الفترة العديد من مراحل القوة والضعف.
- حصلت المملكة خلال فترة ظهورها على العديد من الألقاب، مثل: مكرب، والتي تعني مقرب، وهذا أحد الأدلة على المكانة الدينية التي حصلت عليها خلال منتصف القرن الخامس قبل الميلاد.
- امتدّت المرحلة الثانية لتاريخها منذ عام 350 قبل الميلاد وحتّى عام 250 قبل الميلاد، وكان أشهر ملوكها آنذاك شهر يجل؛ حيث ورد اسمه على أحد النّقوش الموجودة فيها.
- امتدّ العصر الذهبيّ لها منذ عام 350 قبل الميلاد حتّى عام 50 قبل الميلاد، وكانت خلال ذلك الوقت من أبرز الممالك في البلاد؛ إذ فرضت قوتها على مملكتي: سبأ، ومعين.
- تعرّضت عاصمة قتبان (مدينة تمنع) خلال عام 50 قبل الميلاد إلى هجوم أدّى إلى حرقها، وتدميرها، ولهذا السبب اتّخذت المملكة من مدينة ذوعيل في الجزء الجنوبيّ من تمنع عاصمةً لها؛ وذلك قبل زوالها كمملكة حضرموت.
- كشفت العديد من التّنقيبات على آثار موجودة في مواقع كانت تتبع لقتبان؛ حيت عثر على معابد، وقصور، والكثير من الوثائق الكتابيّة، والفنيّة عن تاريخ المملكة.
مجتمع قتبان
- كان المجتمع القتباني مقسَّماً إلى العديد من الشرائح، والتي تضمّ: الأسرة المالكة، ورجال الدّولة، ورجال الدّين، والتابعين، وعامّة الناس.
- كان المجتمع فيها يعبد الآلهة التي ترتبط بالكواكب، والمظاهر الطبيعيّة؛ حيث كان القمر من أبرز هذه الآلهة التي أطلقوا عليها اسم عم، كما نسبوا أنفسهم إليه. في حين اتخذوا من الشمس إلهة أنثى لهم، وأطلقوا عليها العديد من الأسماء، مثل: ذات صنتم، وذات ظهران، وعثتر.
- كان أهالي المملكة يعملون في التجارة مثل باقي الممالك في اليمن؛ حيث اعتمدوا في تجارتهم على البخور، والتوابل، واللبان، والمرّ، ويعتبر هذا النّوع من التّجارة هو السّائد في معظم الممالك القديمة.
عمل أهالي قتبان
اشتهر أهل المملكة في العمارة؛ إذ اعتمدوا تشييد المدن، والطرق؛ وذلك لتسهيل عمليّة سير القوافل التجاريّة التي تحتوي على البضائع. كما اشتهروا في الحِرَف؛ فصنعوا الكثير من أنواع التماثيل، وعُرفوا بسكّ العملات من معدني: الفضة، والذهب التي حملت اسم القصر الملكيّ حريب.