أعمق حفرة في العالم
بئر كولا كأعمق حفرة فيالعالم
أعمق حفرة في العالم هي عبارة عن مشروعٍ علميّ أُطلق عليه اسم (بئر كولا العميق)، وهو عبارة عن حفرة أو بئر استكشافيّة هي الأعمق في العالم تمّ إجراؤها في الاتحاد السوفييتي (روسيا حاليّاً). بدأ العمل في حفر هذا البئر في يوم الرابع والعشرين من شهر أيّار عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعين، وتمّ إنهاؤه عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعٍ وثمانين، وقد بلغ عُمق الثقب أو الحفرة الناتجة حوالي اثني عشر ألفاً ومئتين واثنين وستين متراً.
بداية الحفر
كانت بداية فكرة هذا المشروع عام ألفٍ وتسعمئةٍ واثنين وستين للميلاد، وقد تمّ تكليف المجلس العلمي المُشترك لدراسة الأرض بالعمل على إتمام هذا المشروع. جاء اختيار موقع إتمام المشروع (الحفر) عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسٍ وستين، ويقع هذا الموقع في شمال غرب الاتحاد السوفييتي، وإلى الغرب من مدينة زابوليارني.
كان الهدف الأصلي للحفر هو حفر حوالي خمسة عشر ألف متر، وفي السادس من حزيران عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعٍ وسبعين تجاوز العمق الذي تمّ الوصول إليه عمق البئر الموجودة في ولاية أوكلاهوما (البرثية روجرز) التي يبلغ عمقها تسعة آلاف وخمسمئةٍ وثلاثةٍ وثمانين متراً، مسجلين بهذا رقماً قياسياً عالمياً جديداً. تجاوز البئر في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثٍ وثمانين عمق اثني عشر ألف متر، لكنّ العمل قد توقف بعدها لمدة عامٍ كامل وذلك للإحتفال بهذا الحدث.
في السابع والعشرين من أيلول عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعٍ وثمانين، حدث انهيارٌ مخيّب للآمال بعد وصول العمق إلى أكثر من اثني عشر ألفاً وستٍ وستّين متراً؛ حيث أدّى بطء العمل إلى سقوط خمسة آلاف متر من التربة داخل الحفرة، وكان على العاملين البدء في الحفر مجدّداً من مستوى سبعة آلاف متر، وقد بلغ عمق الحفرة نحو اثني عشر ألفاً ومئتين واثنين وستين متراً عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعٍ وثمانين.
كان من المُفترض الوصول إلى عمق ثلاثة عشر ألفاً وخمسمئة متر في أواخر عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعين، وكان يفترض أن يتمّ الوصول إلى الرقم المحدد وهو خمسة عشر ألف متر في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثٍ وتسعين، لكنّ العمل في الحفر قد توقف في عام ألفٍ وتسعمئةٍ واثنين وتسعين، لأنه تبين أنه يتعذر الوصول إلى الأهداف التي تمّ التخطيط لها.
يُعزى سبب التوقّف هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى نحو مئةٍ وثمانين درجةً مئويّة، وقد كان يتوقّع سابقاً أن تصل إلى مئة درجة مئويّة فقط، وهذا يعني أنّ إتمام العمل في الحفر إلى عمق يتجاوز خمسة عشر كيلومتراً سيكون في درجة حرارة تتجاوز ثلاثمئة درجة مئويّة.
سبب التوقف عن متابعة الحفر
أشيع في تلك الفترة أنّ سبب التوقف هو سماع أصواتٍ بشريّة قادمة من أعماق باطن الأرض، لكنّ رئيس المركز البحثي الواقع في شبه جزيرة كولا قد نفى صحّة هذا الأمر، مشيراً إلى أنّ السبب الرئيسي في إيقاف العمل هو وقف تمويله من قبل الاتّحاد السوفيتي بسبب سقوطه.