أين يقع بيت نصيف التاريخي
موقع بيت نصيف
يقع بيت ناصيف في مدينة جدة إحدى أهمّ مدن المملكة العربية السعودية، وتحديداً في قلب هذه المدينة الكبيرة، وتحديداً أكثر في الوسط من منطقة جدة التاريخيّة، وقد أعطى هذا الموقع الاستراتيجي الهامّ والحساس لهذا البيت قيمة كبيرة جداً، كون هذه المنطقة منطقة تعجّ بالسياح، وبالحركة التجارية النشطة، ممّا سمح بتعريف الناس والزوار بالقيمة التاريخية التي يتضمّنها هذا المنزل، فبإمكان الزائر أن يرى آثار حقبة تاريخية تتضمن فناً معمارياً قديماً ورائعاً، ومن هنا فقد احتل بيت ناصيف منزلة عالية ورفيعة، إذ يعتبر واحداً من أهمّ المعالم السياحية التي يتحتّم على كلّ من يزور مدينة جدّة بقصد السياحة زيارتها والاطّلاع عليها.
آل ناصيف من أشهر العائلات الحجازية التي قطنت مدينة جدة منذ زمن طويل جداً، حيث حظيت هذه العائلة عبر التاريخ بمكانة ومنزلة عالية جداً، وذلك نظراً إلى مجهودات رجالها في العمل، حيث توارثت الأجيال هذه المكانة جيلاً بعد جيل، وعقداً وراء عقد.
في العام ألف وثلاثمئة وثلاثة وأربعين من الهجرة، شهد هذا المنزل حدثاً هامّاً جداً؛ ذلك أنّ محمد ناصيف كان قد التقى بالملك عبد العزيز آل سعود، حيث استقبله هو وأعيان مدينة جدّة أثناء دخوله إليها، وقد استضاف محمد نصيف الملك عبد العزيز في هذا المنزل والذي كان يعتبر واحداً من أفخم بيوت مدينة جدّة آنذاك، ممّا دفع بالملك عبد العزيز إلى أن يجعله مقرّاً لسكنه عندما يأتي للإقامة في مدينة جدّة، وقد كانت الفترة التي يقضيها في هذا المنزل تقدّر بالشهرين تقريباً من كلّ عام، وقد داوم على هذه العادة لمدّة اثني عشر عاماً تقريباً، لينتقل بعدها للسكن في القصر الأخضر الذي كان يعرف ببيت العماري سابقاً والذي أقام فيه إلى أن انتهى من تشييد القصر الخاصّ ومقرّ الحكم الذي عرف باسم قصر الخزام.
لقد دأب الملك عبد العزيز على استقبال كبار الشخصيات، وضيوف الدولة في بيت نصيف، فهذا البيت يضمّ قاعة كبيرة الحجم كان يجلس فيها ويستمع لأمور واحتياجات الناس، ويدير شؤون الحكم من خلالها، وقد شهد هذا المنزل أيضاً واقعة توقيع الاتفاقيّة التي عرفت باسم اتفاقية تسليم جدة، إلى جانب توقيع العديد من الاتفاقيات الأخرى من قبل الملك عبد العزيز مع بعض الوفود من الدول الأخرى، ومع عدد من السفراء أيضاً.
لقد وطأت أقدام العديد من الشخصيات الهامّة هذا المنزل لغاية الزيارة ومشاهدة هذا المعلم التاريخيّ، ومن أبرز هذه الشخصيات الرئيس السوري الراحل شكري القوتلي، بالإضافة إلى ملك المغرب الملك محمد الخامس، ولورنس العرب، والعديد من الشخصيات الهامة والبارزة الأخرى.