موضوع عن جرش
مدينة جرش
تُعَدُّ جرش مدينة عربيّة إسلاميّة تُوجَد في شمال المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وهي واحدة من أهمّ المناطق الأثريّة في العالَم، كما أنّها تُمثّل أيضاً أكثر المناطق الزراعيّة وفرة في الأردنّ، علماً بأنّها تضمُّ إداريّاً لواء قصبة جرش، وقضاءَين، هما: قضاء برما، وقضاء المصطبة، بالإضافة إلى 5 بلديّات، ويقطنُ هذه المناطق نحو 237059 نسمة، بكثافة سُكّانية تُقدَّر بحوالي 578.5 نسمة/كم².[١] ومن الجدير بالذكر أنّه في عام 2015م، تمّ اختيار مدينة جرش؛ لتُمثِّل العاصمة الثقافيّة للأردنّ؛ وذلك لما تحتويه المدينة من تنوُّع في الإرث الحضاريّ، والمُنتَج الثقافيّ.[٢]
الموقع الجغرافيّ لمدينة جرش ومناخها
تقع محافظة جرش في الجزء الشماليّ من المملكة الأردنيّة الهاشميّة، ضمن حدود إقليم شمال الأردنّ، وتحديداً في الجزء الغربيّ منه، وتبلغ المسافة بين أقصى نقطة في الحدود الجنوبيّة، وأقصى نقطة في الشمال نحو 28كم، أمّا المسافة بين الشرق، والغرب، فتبلغ نحو 31كم، حيث تحتلُّ جرش بذلك مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 410كم²، ويلعب الموقع الجغرافيّ للمدينة دوراً مُهمّاً في مناخها؛ إذ يسود فيها المناخ المُتوسّطي (مناخ البحر الأبيض المُتوسِّط)، وتكون الأجواء باردة إلى مُعتدلة خلال فصل الشتاء، كما تزدادُ فرصة تساقُط الثلوج على المُرتفعات العالية، مثل مُرتفعات ثغرة عصفور. وخلال الصيف، تكون الأجواء حارّة، ولكن بمُعدَّل أقلّ مقارنة بباقي مناطق البلاد، وهو ما يجعل من جرش وجهة رئيسيّة للسياحة المَحلّية خلال أشهر الصيف.[١]
تسمية مدينة جرش
عُرِفت مدينة جرش التاريخيّة بعدّة أسماء، وألقاب من الحضارات، والحُكّام الذين تعاقبوا على حُكمها؛ فقد أطلق العرب الساميّون القُدماء اسم (جراشا)، أو (جرشو)، ويُقصَد بها: المكان ذو الأشجار الكثيفة، ثمّ دخلَها الإغريق في الفترة الهلنستيّة، وأطلقوا عليها اسم (جراسا)، وبَقِيت على هذا الاسم في عهد الرومان، والأنباط، وفي عام 63ق.م، سيطرَ الملك بومبي على مُدُن الديكابولس؛ وهي عشر مُدُن تُوجَد في شمال الأردنّ، حيث كان يهدف إلى مواجهة قوّة الأنباط في الجنوب، وتُعتبَر مدينة جرش إحدى هذه المُدُن، والتي أطلقَ عليها بومبي اسم (بومبي الشرق)؛ نسبة إليه. وفي عهد السلوقيّين عُرِفت جرش باسم (أنطاكيا الواقعة على نهر الذهب)، إلّا أنّ العرب المُسلمين دخلوا المنطقة في نهاية القرن التاسع عشر، وأطلقوا عليها اسم (جرش)، وظلَّت تُعرَف بهذا الاسم إلى وقتنا الحاليّ.[٣]
الجانب الاقتصاديّ لمدينة جرش
يعتمدُ اقتصاد مدينة جرش بشكل أساسيّ على قطاعَين رئيسيَّين، وهما: قطاع السياحة، وقطاع الزراعة؛ حيث تضمُّ جرش العديد من المَعالِم، والمواقع الأثريّة التي تستقطبُ الزوّار، والسيّاح، كما أنّ فيها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعيّة الخصبة، وتُزرَع فيها أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعيّة، أهمّها: شجرة الزيتون التي تُستخدَم ثمارها في إنتاج أفضل أنواع زيت الزيتون في المملكة، إذ يتمّ عَصْره في معاصر تقليديّة، وحديثة، بالإضافة إلى أنّ زراعة الحبوب، والفواكه، وغيرها من المحاصيل تنتشرُ في المدينة. وممّا يجدر ذِكره أنّ جرش تضمُّ عدداً من مُنظَّمات المجتمع المدنيّ، حيث تُساهم هذه المُنظَّمات في دَعم المجتمع، وتحسين أوضاعه.[١]
المَعالِم البارزة في مدينة جرش
تضمُّ مدينة جرش العديد من المَعالِم الأثريّة، والتاريخيّة البارزة التي تدلُّ على قِدَم المدينة، وأهمّيتها التاريخيّة، والتي تُمثِّل أيضاً مركزاً مُهمّاً؛ لجَذب الزوّار، والسيّاح من داخل المدينة، وخارجها، ومن هذه المَعالِم:[٣]
- المسرح الجنوبيّ: وهو مُدرَّج رومانيّ تقليديّ كان يُستخدَم قديماً؛ لمُصارَعة، ومُبارَزة الحيوانات المُفترِسة، حيث يتَّسع هذا المُدرَّج لنحو 5000 شخص، كما أنّ هناك مسرح آخر، وهو المسرح الشماليّ الذي يتَّسع لنحو 1200 شخص، ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ المسرحَين يُستخدَمان في الوقت الحاليّ؛ لعَرض الحفلات الغنائيّة، والأُمسيات الشعريّة، وغيرها من الفعاليّات الفنّية.
- سبيل الحوريّات: والذي تمّ تشييده في عام 191م، وهو عبارة عن حوض رخاميّ مُكوَّن من طابقَين، ويحتوي على عدد من نوافير المياه، كما تتزيَّن واجهته السُّفلى بالرُّخام، وتُزيّنُ الزخارف الواجهة العُلويّة.
- البوّابة الجنوبيّة: أو ما يُسمَّى ب(قوس هادريان)، حيث تمّ تشييدها خلال القرن الثاني الميلاديّ، إلّا أنّها تعرَّضت للخراب أثناء الحرب.
- شارع الأعمدة: وهو الشارع الرئيسيّ في المدينة الرومانيّة، حيث يمتدُّ مسافة نحو 800م، ويضمُّ على جانبيه 71 عموداً رُخاميّاً من أصل 520 عموداً؛ إذ تعرّضت الأعمدة المُتبقِّية للدمار، والخراب عَبر الزمن.
- المعابد: والتي من أهمّها: معبد آرتميس الذي بُنِي في القرن الثاني للميلاد، ومعبد زيوس، ومعبد زفس.
- ساحة الندوة: وتُوجَد في وسط المدينة الأثريّة، وهي تأخذ الشكل البيضويّ، كما أنّها مُحاطة بعدد من الأعمدة الرخاميّة.
- المسجد الحميديّ: وهو واحد من أشهر مساجد جرش، حيث بُنِي في عام 1879م، بأَمرٍ من السُّلطان عبدالحميد الثاني، علماً بأنّه يُطِلُّ مباشرة على المُدرَّج الرومانيّ، وشارع الأعمدة.
- مسجد سوف العمري: وقد تمّ بناؤه في عام 85 للهجرة، حيث يبلغ طول مِئذنته ذات الشكل الدائريّ نحو 35م.
الأحداث البارزة في تاريخ مدينة جرش
مرَّت مدينة جرش بالعديد من المَحطّات، والأحداث التاريخيّة المُهمّة التي كان لها الأثر البارز في حاضرها، ومُستقبلها، وأهمّ هذه الأحداث:[٢]
- استيطان البشر في جرش قَبل نحو 7500ق.م (العصر الصوّاني)، وما يدلُّ على ذلك اكتشاف موقع أثريّ قديم جدّاً في منطقة تلّ الصوّان الواقع في مدخل المدينة الأثريّة.
- تأسيس مدينة جرش الأثريّة في القرن الرابع قبل الميلاد، وتحديداً في عَهد الإسكندر الكبير، حيث أصبحت جرش حينها تُمثِّل مَحطّة مُهمّة على طريق القوافل التجاريّة.
- وقوع جرش تحت سيطرة الأنباط خلال القرنَين: الثاني، والأوّل قَبل الميلاد.
- سيطرة الرومان على جرش في الفترة ما بين (63ق.م–324م)، حيث حَظِيت في تلك الفترة بتطوُّر، وازدهار تجاريّ، ومعماريّ ملحوظ.
- انتشار المسيحيّة في جرش خلال العَهد البيزنطيّ في الفترة ما بين (324م–635م)، وما يدلُّ على ذلك وجود الكنائس البيزنطيّة التي ما زالت قائمة إلى اليوم.
- لجوء عدد كبير من المسيحيّين الأوائل إلى الهرب من القدس قَبل دمارها على يد تيطس في عام 70م.
- فَتح جرش على يد القائد، والصحابيّ المُسلِم شُرَحبيل بن حَسنة في عام 635م.
- خضوع مدينة جرش للحُكم العُثمانيّ في عام 1415م، حيث استمرَّ حُكمهم حتى عام 1916م.
المراجع
- ^ أ ب ت “معلومات عامه عن محافظة جرش”، moi.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب “عن جرش”، www.culture.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب نجاة سليم محمود محاسيس، السياحة في الاردن رحلة تأثر القلوب، صفحة مدينة الألف عمود. بتصرّف.