خصائص الحي العتيق

الحيّ السكنيّ

هو مجموعة من المنازل والمرافق الخدماتية التي اجتمعت على رقعة من الأرض، حيث يتشاركها مجموعة من الناس الذين يتقاربون في مستواهم المادي والاجتماعي على الأغلب وتربطهم علاقات اجتماعية قد تختلف في شدّتها، وتختلف الأحياء السكنيّة في أنواعها فهناك الأحياء السّكنية العتيقة أو القديمة، والأحياء السكنيّة الحديثة المُنظّمة، فكلاهما يخدمان حاجات الإنسان الاجتماعيّة والاقتصاديّة، فيما تفصلهما بعض الفروق التي تطال طبيعة التصميم العمراني، والعلاقات القائمة في هذه الأحياء، ومستوى الأفراد فيها.

الحيّ العتيق

هو ذلك الحيّ الذي مضى على بنائه فترة طويلة، ويتميّز الحي القديم بالكثير من السّمات التي تظهر واضحةً على معالمه عند زيارته، ومن خصائصه ما يأتي:

  • يغلب على منازل الحيّ القديم بأنّها مبنيةٌ من الطّوب، أو اللبن وتتميّز ببساطتها؛ فهي تتكوّن من طابقٍ أو ثلاثة طوابق كحدٍّ أقصى، وتتخلّل هذه المنازل الشّوراع أو الأزقّة الضّيقة غير المرصوفة أو الممهّدة بشكل مطلوب، يغلب على لون جدران المنازل اللّون الأصفر، وعادةً تُحيط بالأحياء العتيقة الأسوار والبوابات التي تُعتبر الدّرع الواقي لسّكان الحيّ من الغارات والنّاس الغرباء؛ فهي بمثابة الوسيلة الوحيدة التي توفّر الأمان والأمن لمواطني الحيّ.
  • يتميّز الحيّ العتيق بالعلاقة الوثيقة بين سكانه، ويظهر ذلك من خلال المُحافظة على التّقاليد والرّوابط الاجتماعية، وتجلّي القيم الإنسانيّة مثل احترام النّاس لبعضهم البعض،ففيه يُحترم الكبير، ويُراعى حقّ الجار، ويُساعدة المحتاج، ويشارك الناس بعضهم في الأفراح والأتراح، على عكس الأحياء الحديثة التي تتصف بالتّخلخل السكّاني الكبير غالباً.
  • يشتهر الحيّ العتيق بالأسواق القديمة ووجود الباعة المتجوِّلين؛ فتراها تنبض بروح التّجارة، والصّناعات التّقليديّة، والحرف البسيطة، والحِرف الزّراعية، مما يجعلها مقصداً سياحيّاً يحاكي روح الماضي وذاكرة ذلك المكان، فهي الملجأ الذي يخلو من الضجيج والتّوتر والتّلوث بسبب الطبيعة التي تحفو بها، وذلك من خلال الأشجار والنباتات المزروعة إمّا داخل الحيّ والمنازل أو خارج سور الحيّ العتيق.

تؤثر طبيعة العلاقات الاجتماعية الناشئة بين سكّان الحي، وقوّتها في شخصية الفرد فتجعلها أكثر انفتاحاً وتقبلاً لإقامة العلاقات، بالإضافة إلى تمتع الفرد بالبساطة والبعد عن مظاهر الزيف والتكلّف، كما ينشأ أفراد الأحياء العتيقة على حب الخير ومساعدة الغير، والشعور بالآخرين نتيجة لما كانوا يشهدونه من تآلف وصور تعاون في طفولتهم، فكل ما سلف يُعدّ من إيجابيات الحياة في الحي العتيق، إلّا أنّ انعدام الخصوصية، والتمسك في بعض العادات والتقاليد البالية، و شُح المرافق الخدماتية أحياناً، وسوء الظروف المعيشية تعدُّ جميعها من مساوئ العيش في مكان كهذا.