معالم مدينة سوسة

مدينة سوسة

تُلقب سوسة بجوهرة الساحل، حيث تمتد إلى 45 كيلومتراً مربعاً في قلب السواحل الشرقية لتونس المطلة على البحر الأبيض، وتفصل بينها وبين العاصمة تونس مسافة 140 كم جنوباً، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 4 أمتار فقط. وتتأثر المدينة بالمناخ المتوسطي المعتدل، فتُسجّل هطولاً مطرياً يتراوح ما بين 250-400 ملليمتراً سنوياً، ويعتبر هذا المناخ ملائماً لزراعة الزياتين، أما فيما يتعلق بحدودها فتشترك مع العاصمة تونس بحدودٍ من الجهة الجنوبية، كما تحدها مدينة القيروان من الشرق، وتحدها المنستير من الغرب، وصفاقس من الشمال.

تاريخ مدينة سوسة

يرجع تاريخ تأسيس المدينة إلى الألفية الأولى قبل الميلاد على يد الفينيقييّن، وحملت عدة مُسميّات عبر التاريخ، منها: هدروماتوم، وجوستينا، وسوسة المحروسة زمن المسلمين، ويُعتقد بأنّ التسمية تعود لأصول أمازيغية نظراً لوجود أماكن تحمل ذات الاسم في شمال أفريقيا، كما هو الحال في سوسة المغرب وسوسة ليبيا.

بالإضافة إلى ما تقدّم فإنّ لمدينة سوسة تاريخاً عريقاً في البلاد، حيث تحتضن المدينة ما يعرف بمدينة سوسة العتيقة بداخلها، والتي أدرجتها اليونسكو في الدورة الثانية عشرة للجنة التراث العالمي كموقع تراث عالمي، كما أنّها من أعرق المدن القديمة الإسلامية في المغرب العربي فهي تحتفظ بعدد من المعالم الدينية والعسكرية كالحصون والمساجد.

معالم مدينة سوسة

تتعدد المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية التي تضمها المدينة، وتأتي هذه المعالم لتشير إلى الثراء التاريخي الذي تتمتع به المنطقة منذ أقدم العصور ومن أبرز هذه المعالم:

الرباط

تشير الوثائق المُقدّمة من قِبل وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية إلى أنّ تاريخ إقامة هذا الرباط يرجع إلى القرن الثامن في عام 821م أما برج المراقبة فقد أضافه الأمير زادة الله الأول لغايات المراقبة ورصد العدو من الناحية الجنوبية الشرقية للمنطقة. وتتخذ رباط سوسة شكلاً مربعاً حيث يصل طول ضلعها نحو ثلاثين متراً، وبذلك فإنّه يتسع إلى نحو خمسين شخصاً تقريباً في كل اتجاه، أما الناحية الجنوبية الشرقية فتقوم عليها قاعدة مربعة فوقها ناظور المراقبة والترصّد وفي داخلها قاعات الحراسة.

الجامع الكبير

جاء بناء الجامع الكبير بتوجيه من الأمير أبي العباس محمد بن الأغلب وبُدِءَ العمل في بنائه عام 850م، واستغرقت مدة بنائه عاماً وبضعة أشهر وفي الفترة المحصورة بين القرنين العاشر والسابع عشر أُجريت تغييرات وزيادات عليه.

الأسوار

تصف أسوار سوسة شكل المدينة وحدودها وصفاً دقيقاً خلال العصر الوسيط ويذكر بأنّها قد رُممت خلال عام 859م على يد الأمير أبي إبراهيم أحمد، وغيرها من الترميمات في سنوات لاحقة، ولم تفقد الأسوار سوى جزءاً بسيط منها نتيجة سقوط قنابل خلال الحرب العالمية الثانية.

المتحف

ينفرد هذا المتحف عن مختلف متاحف تونس بما يقتنيه من لوحات فسيفسائية رومانية تعكس روائع فنية أصيلة، ويقع في قلب المباني التابعة للقصبة القديمة، وتألف من عدة قاعات وأروقة وما يتم عرضه فيه من تُحف تم إحضارها من حضرموت القديمة.