مقام النبي شعيب

مقام النبي شعيب

نزولاً من جنوب مدينة السلط الأردنية، وتحديداً في منطقة وادي شعيب، يلاقيك مسجد حديث التصميم يوجد به قبر النبي شعيب؛ حيث يعتبر من أهم المواقع الأثرية الأكثر استقطاباً بالزوار.

كان قد أقيم حفل افتتاح مسجد الضريح برعاية الملك عبدالله الثاني بن الحسين في رمضان سنة 2003م؛ بحيث يحتوي المسجد على مصلّى يستوعب خمسمائة مصلٍّ من الرجال، ومئتي مصلّية من النساء، بالإضافة إلى ذلك توجد به قاعة متعددة الاستعمالات، ومكتبة، وسكن خاص بالمؤذن، وسكن آخر للإمام، وكذلك المرافق الصحية.

كلّف مشروع المسجد الحديث تسعمائة وخمسين ألف دينار أردني، وتبلغ مساحة المسجد ألفي متر مربع؛ بحيث بدأ ضريح النبي من مبنى قديم يحتوي على غرفة مقامة فوقها قبّةٌ صغيرة داخلها مقام النبي شعيب، ثم تطوّر المشروع وأصبح موقعاً لجذب آلاف السياح سنوياً، تحديداً في شهر رمضان، ويوم الجمعة على وجه الخصوص، ومن أكثر الدول التي تتوافد إلى ضريح النبي شعيب دول شرق آسيا كباكستان وماليزيا وأندونيسيا.

وادي شعيب

تبعد منطقة وادي شعيب حوالي ثلاثة كيلومترات جنوب مدينة السلط الواقعة في محافظة البلقاء الأردنية، لا يتجاوز عدد سكان قريتها خمسمائة نسمة. أطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى وجود مقام النبي شعيب فيها، بالإضافة إلى المعالم الدينية والآثار البيزنطية المشهورة فيها، كما يتميّز وادي شعيب بوجود سيل وادي شعيب الذي يصب في نهر الأردن، لذلك يزدهر فيه الاقتصاد، وتكثر فيه المناظر الرائعة والمشاهد الخلابة، وهو مصدر غنيّ بأشجار الليمون والزيتون.

شعيب عليه السلام

هو شعيب بن ميكل بن شيجن بن مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل، ولد عليه السلام في القرن السادس عشر قبل الميلاد، أصله من مدينة مدين التي تقع في أطراف الشام شمال غربي الحجاز في منطقة يُطلق عليها اسم البدع، كما قيل إنّ جدّته أو أمه بنت لوط عليه السلام.

دعوة شعيب لقوم مدين

أرسله الله تعالى إلى قوم مدين، لدعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى، والابتعاد عن الغش في المكيال؛ حيث اشتهروا بالتجارة والزراعة، لكنهم سلكوا طريق الضلال والجحود، وتمادوا بالكفر والطغيان، وصدهم لشعيبٍ عليه السلام، وكانوا يعبدون شجرة الأيكة، إضافةً إلى تطفيفهم الكيل والميزان، وحذّرهم شعيبٌ عليه السلام من الإشراك بالله تعالى، وما كان منهم إلّا التمادي في الباطل، والرد على شعيب عليه السلام ومن آمن معه بالطرد والعذاب.

وهب الله سبحانه وتعالى سيدنا شعيباً البلاغة في اللغة، والفصاحة في اللسان، والإقناع بأجمل العبارات للدخول في الإيمان، حتّى أطلق عليه “خطيب الأنبياء” و “الواعظ البليغ بين الأنبياء”، كما ورد اسم سيدنا شعيب عليه السلام في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة، وقد ذُكر شعيبٌ في القرآن الكريم مثلما ذُكر كلٌّ من صالح وهود وإسماعيل ومحمد صلى الله عليه وسلم.

هلاك قوم مدين

وصل بقوم مدين أعلى مراحل الجحود؛ حيث خيّروا شعيب عليه السلام ومن آمن معه من الضعفاء بين الطرد والتشريد من ديارهم أو الرجوع إلى ديانتهم وعبادة الأشجار، وطلبوا منه بأن ينزل عليهم كسفاً من السماء إن كان من الصادقين. أمر الله تعالى شعيباً عليه السلام بالخروج من مدين وكل من آمن معه، وأهلك قوم مدين بالصيحة.

وفاة شعيب السلام

عاش شعيب عليه السلام قرابة مئة واثنين وأربعين عاماً، وتوفّي عليه السلام في القرن الخامس عشر قبل الميلاد في مدين، وقد دُفن في منطقة تُدعى وادي شعيب وسمّيت باسمه لوجود المقام فيه.