آثار تونس
تونس
تقع تونس في أقصى شمال القارة الإفريقية، وتطل على ساحل البحر المتوسط، ويحدها من الجهتين الشمالية والشرقية البحر المتوسط، ويبلغ معدل طول شاطئها عليه حوالي 1200 كلم، وتحدها ليبيا من الجنوب الشرقي، والجزائر من الجهة الغربية.
تبلغ مساحة تونس 163,610كم مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، عاصمة البلاد مدينة تونس التي تحتل مع ضاحيتها المركز الصناعي والتجاري الأول في البلاد، وتتصل بالبحر المتوسط بواسطة قناة تجعلها مرفأً مهماً، وأبرز مدنها الأساسية والكبرى هي صفاقس، سوسة، بنزرت، وقابس.
آثار تونس
تعاقبت على تونس عدة حضارات أهمها الفينيقية، الرومانية، والبونيقية، ما جعلها تحتوي على أماكن تاريخية وأثرية تعطي صورة جميلة وعريقة عن تاريخها وتاريخ شعبها وأرضها منذ القِدم، ونذكر في الآتي أهم معالمها الأثرية:
المتحف الوطني:
ويُعد من أبرز و أقدم وأهم المتاحف في تونس، حيث أقيم قبل أكثر من قرن داخل أحد قصور البايات، وتم تشييد الجزء الأكبر من المتحف خلال منتصف القرن التاسع عشر، ولا زالت أروقته شامخة إلى اليوم، إذ يتسم المتحف بجمال القصور الملكية به، قد تم إدخال التحسينات عليه شيئاً فشيئاً، وتم عمل عدة ترميمات وتحسينات له، وقد اكتسب المتحف الوطني شهرة عالمية، وتعود إلى الفسيفساء التي يحتويها، والتي تعد من الآثار العريقة به، والأكثر تنوعاً وتفنناً.
متحف قرطاج:
تم تشييد هذا المتحف في بداية القرن المنصرم، بطابق تحت الأرض لبناية لاهوتية كاثوليكية محاذية لكاتدرائية القديس لويس، المشيدة في أواخر القرن التاسع عشر داخل موقع أكروبول قرطاج، حيث يوجد داخل هذا المتحف مجموعة من لقى موقع قرطاج تعود للعهود الفينيقية، اليونانية، الرومانية، والفترة العربية الإسلامية.
وقد تم ترميم المتحف لتحسين عرض المجموعات التي لا زالت تتكاثر، ولوضع الزائرين في مشهد تقنيات عرض اللقى وحفظها وترنيمها، وتدخل إعادة هيكلة المتحف ضمن نطاق إعادة تهيئة المعلم الأثري بقرطاج، ليُمسي صرحاً من أعظم الصروح المتحفية التاريخية والأثرية في شمال أفريقيا.
سبيطلة (سفيتلة القديمة):
وتقع في الوسط الغربي للبلاد التونسية، وتبعد بمسافتها حوالي 260 كم عن مدينة قرطاج، ويرجع الاستقرار البشري في بسبيطلة لعصور قديمة متعاقبة، وقد عُثِر على رماديات مختلفة تعود إلى الألفية الثامنة والسادسة ما قبل الميلاد، لكن تأسيس المدينة يؤرَّخ بالنصف الثاني للقرن الأول بالميلاد، إبان حكم الفلافيين.
وفي انتشار الديانة المسيحية باتت سبيطلة مكان أسقفية في القرن الثالث الميلادي تقريباً، وعند رجوع البيزنطيين في عهد الإمبراطور جستنيانوس سنة 533 باتت مدينة سبيطلة واحدة من مراكز الحكم البيزنطي، ويُحكى أن البطريرك جرجير قد أقدم على اختيارها مقراً له عقب إعلانه الاستقلال عن الإمبراطور بداية القرن السابع الميلادي.
وقد تم إبان هذه الفترة تحصين عدد من البنايات، وذلك بهدف التصدي لهجومات قبائل البربر، بالإضافة إلى الجيوش الإسلامية القوية الآتية إليها من طرابلس، وقد وقعت أول المعارك بين البيزنطيين والمسلمين بسبيطلة، أو قربها، وتمكن بها المسلمون في انتصارهم سنة 647.