السياحة العلاجية في الأردن

السياحة العلاجية في الأردن

احتلَّت الأردن مكانةً مرموقةً بين دول العالم في مجال السياحة العلاجية في السنوات الأخيرة؛ وذلك لما تتمتَّع به من مناخٍ معتدل، وطبيعةٍ خلّابة تتوفر فيها كلَّ مقوّمات العلاج الطبيعي؛ من مياهٍ حارّة غنية بالأملاح، وطينٍ بركاني، كما أنّ القفزة النوعية في مجال تقديم الخدمات الطبية، والصحيّة، وتوفّر الكوادر الطبية المختصة والمتميّزة في مجالات جراحة القلب والجراحات الدقيقة، وانخفاض تكاليفها نسبياً مقارنةً بدول العالم؛ جعلها وجهةً سياحيةً وعلاجيةً مناسبة ومتاحة للجميع،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأردن يحتلُّ المرتبة الخامسة عالمياً والأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كوجهةٍ للسياحة العلاجية.[٢]

حققّت الأردن شهرةً واسعةً ومحوراً مهمّاً بين دول العالم في مجال السياحة العلاجية، بالإضافة إلى تقديم مستوى خدمات علاجية متقدمة بأسعارٍ تنافسية؛ الأمر الذي جعل منها محلَّ استقطابٍ للسيّاح من كافَّة أنحاء العالم؛ حيث يأتي حوالي 300,000 سائح طبي سنوياً؛[٣] وذلك لتلقّي العلاج والاستجمام في منتجعاتها الصحية التي تتوفر فيها جميع سبل الرعاية والاهتمام من كوادر صحية ذات كفاءة عالية، ومستشفيات حديثة، ومراكز طبية حديثة ومتخصصة.[٤]

عوامل تميز الأردن بالسياحة العلاجية

يعود السبب في تحقيق الأردن للمرتبة الأولى إقليمياً، ومن أفضل عشر دولٍ عالمياً في مجال السياحة العلاجية لعددٍ من العوامل والأسباب، ومنها ما يأتي:[٥]

  • تميّز الأردن بالموقع الجغرافي، والاستقرار الأمني والسياسي، ومرونة التشريعات والقوانين المتعلّقة بالقطاع الصحي، ومرونة الدخول والخروج من الحدود الأردنية.
  • توفر العديد من المستشفيات الخاصة بالمعايير العالمية، بالإضافة إلى حصول غالبية مستشفيات الأردن الحكومية منها والخاصة على الاعتمادات المحلية والدولية.
  • توفر أنظمة التأمين الصحية بمستوياتٍ متقدمة وفعّالة.
  • توفر الأجهزة الطبية والمعدات المتطورة في المستشفيات الأردنية؛ كالمختبرات المتقدمة، ومراكز الأشعة، ومراكز الطب النووي، ومراكز علاج الأورام، وغيرها.
  • انتشار المنتجعات العلاجية والمراكز الاستشفائية في مناطقٍ متعددة من الأردن؛ كالبحر الميت، وحمّامات ماعين، وغيرها.
  • ارتفاع جودة الخدمات الطبية التي يتمّ تقديمها، بالإضافة إلى انخفاض أسعار العلاج، وانعدام مدّة الانتظار لتلقّي العلاج.
  • تميّز الكوادر البشرية التي تعمل في القطاع الطبي؛ كالطب، والصيدلة، والتمريض، والهندسة الطبية، وتأهيلها لمستوى عالٍ من العلم والمعرفة.

أهمية السياحة العلاجية في الأردن

تعدُّ السياحة العلاجية من أهم ركائز ودعائم الاقتصاد الأردني، وتشكِّل عائدات السياحة العلاجية في الأردن ما يقارب ثلثي عائدات قطاع السياحة كاملاً؛[٢] فهي تدعم الاستثمار المحلي، وتزيد من نسبة الاستهلاك، بالإضافة إلى مساهمة السياحة العلاجية في توفير فرص عملٍ للمواطنين وارتفاع دخلهم، ودعم الموارد الاقتصادية ورفع إنتاجيتها من خلال المشاريع السياحية المختلفة، بالإضافة إلى توفير أكبر قدرٍ ممكن من العملات الأجنبية، ويُشار إلى توفير صادراتٍ كبيرة في قطاع السياحة العلاجية عند إدخال التكنولوجيا إلى أنظمتها.[٦]

أشهر مواقع السياحة العلاجية في الأردن

تتوفر في الأردن البيئة الطبيعية المناسبة للاستجمام والاستشفاء، وهي تعدُّ مصدر جذبٍ للسياح من مختلف أنحاء العالم القادمين طلباً للعلاج، ويبين الآتي أهم المواقع التي تندرج تحت بند السياحة العلاجية:[٧]

  • البحر الميت : يُعدُّ البحر الميت أخفض بقعةٍ في العالم؛ فهو يقع على ارتفاع 410م تحت مستوى سطح البحر، وتتميّز مياهه بالملوحة الشديدة التي تبلغ نسبتها حوالي 31.5%، بالإضافة إلى تميزها بإمكانية الطفو وحماية الزوّار من الغرق، وتتميّز مياهه بأنها تحتوي على 21 ملحاً معدنياً بمستوياتٍ عالية التركيز، ومن أهمّها أملاح المغنيسيوم، والصوديوم، والبروم، والبوتاسيوم، كما تتفرّد مياهه باحتوائها على 12 ملحاً لا يُمكن إيجادها في أيّ تجمعٍ مائي في الكرة الأرضية، وتُشير الدراسات إلى أنّ اختلاط مياه البحر الميت مع الطين الأسود الموجود على شواطئه يُكسبه ميزاتٍ علاجية فريدة؛ كتنشيط الدورة الدموية، وتجديد خلايا البشرة، وعلاج الحساسية، وتخفيف آلام المفاصل، الأمر الذي يجعل من البحر الميت مكاناً من أهمّ الأماكن العلاجية في العالم، ونقطة جذب للزوار من مختلف بقاع الأرض.[٨]
  • حمامات ماعين: تحتوي حمامات ماعين على أكبر منتجعٍ سياحي علاجي في الشرق الأوسط، وتبعد حوالي 58 كيلومتراً جنوب العاصمة الأردنية عمان، وتنخفض 280 متراً عن مستوى سطح البحر، وتشتهر بكونها تضمُّ مياه الينابيع الكبريتية الحارة، وشلالاتها ذات الحرارة العالية التي تجعلها مركزاً استشفائياً مهماً في علاج العديد من الأمراض؛ كالأمراض الجلدية، وأمراض الدورة الدموية، وآلام المفاصل، وآلام الظهر، والعضلات، وغيرها.[٩]
  • الحمّة الأردنية: تُعدّ منطقة الحمّة من أهم مواقع السياحة العلاجية في الأردن، وتقع على بُعد 100 كيلومتراً تقريباً شمال العاصمة عمان، ويوجد فيها منتجع يُقدّم الخدمات العلاجية والسياحية.[٧]
  • حمامات عفرا: تقع حمامات عفرا في جنوب الأردن، وتحديداً على بُعد 26 كيلومتراً من محافظة الطفيلة، وهي مجموعةٌ من الينابيع الحارة المتدفقة التي يبلغ عددها خمسة عشر ينبوعاً، والغنية بالمعادن والعناصر الاستشفائية.[٧]

للتعرف على أهمية السياحة في الأردن يمكنك قراءة المقال أهمية السياحة في الأردن

المراجع

  1. فادي محمد السحيمات، أثر السياحة العلاجية على الاقتصاد الوطني في الأردن، صفحة 28,31,35,36,37. بتصرّف.
  2. ^ أ ب Jordanian investment commission, Helthcare sector, Page 2. Edited.
  3. “Tourism Sector”, www.innovative.jo, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  4. “السياحة في الاردن”، www.just.edu.jo، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2020. بتصرّف.
  5. “السياحة العلاجية”، www.medxjordan.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2020. بتصرّف.
  6. د٠حسن صالح سليمان القضاة، د٠غسان سالم الطالب (2009)، “السياحة الطبية العلاجية وأثرها على الاقتصاد الوطني الأردني”، مجلة القادسية للعلوم الإدارية والاقتصادية، العدد 4، المجلد 11، صفحة 70. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت زيد منير عبوي (2016)، السياحة في الأردن (الطبعة الأولى)، مكة-المملكة العربية السعودية: دار خالد اللحياني للنشر والتوزيع، صفحة 37,38.
  8. “الراحة والاستجمام”، www.ar.visitjordan.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2020. بتصرّف.
  9. رنا أحمد جمال (2016)، المعالم الأثرية والتاريخية في المحافظات والقرى والمدن الأردنية: حسب الحروف الأبجدية (الطبعة الأولى)، مكة-المملكة العربية السعودية: دار خالد اللحياني للنشر والتوزيع، صفحة 121. بتصرّف.