مقومات السياحة في مصر

مقومات السياحة الطبيعية في مصر

تُعرّف المقوّمات على أنّها الأشياء التي توجد بشكل طبيعيّ ولا علاقة للإنسان بوجودها،[١] ويُعدّ وجود المقوّمات الطبيعية السياحية من أهمّ العوامل التي تساهم في جذب أعداد متزايدة من السياح، وإطالة فترة إقامتهم في المناطق السياحيّة.[٢]

الموقع الجغرافي والمناخ

تتميّز مصر بموقعها الجغرافيّ، فهي تقع عند نقطة التقاء ثلاث قارات، وهن؛ قارة آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، ويُمكن وصفها على أنّها دولة عابِرة للقارّات؛ لأنّها تحتل جزءاً من شمال شرق قارة إفريقيا، وفي الوقت نفسه تمتد باتّجاه قارة آسيا لتُشكّل منطقة شبه جزيرة سيناء، وتُطّل على بحرين، هما؛ البحر الأبيض المتوسط، فتشرف على خليج العقبة، والبحر الأحمر وتُشرف على خليج السويس، كما يمر بها أيضاً نهر النيل، وبذلك يلعب الموقع الجغرافي لها دوراً هاماً في التفاعل الحضاري بين دول الشرق والغرب، ودول الشمال والجنوب،[٣] كما أُعتبِر مناخ مصر أحدى المقوّمات التي تجذب السياح إلى مصر من جميع جهات العالم، فهي تتميّز بمناخ حار وجاف صيفاً، ومناخ دافئ وماطر شتاءً.[٤]

نهر النيل

تضمّ مصر أحدى أهمّ الممرّات المائية الدولية، ألا وهو نهر النيل، والذي يُعدّ شريان الحياة للشعب المصري،[٣] فهو أساس الاقتصاد المصري، وله دور أساسيّ في تنميتها، وبالإضافة إلى ذلك يُعدّ نهر النيل أساس السياحة النهرية التي تُمثل أحد أهمّ أنواع السياحة[٥] خصوصاً في فصل الشتاء، حيث يكون الجو دافئاً وملائماً للتمتّع بالمعالم السياحية، والآثار التاريخية، والمناظر الطبيعية المحيطة بضفاف النهر، والتي يُمكن الوصول إليها عن طريق البواخر السياحية المخصّصة لذلك.[٦]

الشواطئ البحرية

تمتلك مصر العديد من السواحل، فهي تضمّ الساحل الشمالي الذي يمتد على جانب البحر الأبيض المتوسط، ويزيد طوله على 1,000 كم، وتضمّ الساحل الشرقي الذي يمتد على جانب البحر الأحمر، والمعروف باسم ريفييرا البحر الأحمر (بالإنجليزية: Red Sea Riviera)، كما يوجد شريط ساحلي طويل يمتد على طول نهر النيل، وهناك اختلاف كبير جداً بين الساحل الشمالي والساحل الشرقي يشمل العديد من النواحي، إذ تختلف المناظر الطبيعية لكلّ من تلك السواحل اختلافاً تماماً عن بعضها، بالإضافة إلى اختلاف أنواع النباتات والحيوانات التي تعيش في كلّ منهم، وفي الوقت نفسه فهي تشترك بقدرة شواطئها على تقديم جميع أشكال الأنشطة السياحية التي يتمنّى أيّ شخص أن يحظى بها، كالرياضات البحرية مثل؛ رياضات المغامرة، والغطس والغوص، أو الاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية، والاسترخاء على الشواطئ، كما تضمّ مجموعة من المطاعم التي تقدّم أفخر أنواع الطعام على الشاطئ.[٧]

للتعرف أكثر على السياحة الداخلية في مصر يمكنك قراءة المقال سياحة داخلية مصر

مقومات السياحة البشرية في مصر

تضمّ مصر العديد من العناصر المهمّة التي تجعلها دولة جاذبة للسياحة، ومنها ما يأتي:

المقومات الأثرية والتاريخية

تُعدّ مصر إحدى أقدم الحضارات في العالم،[٨] وتعود في تاريخها إلى ما يزيد على 7,000 عام، لِذا فهي تتميّز بتراثها العريق وآثارها التاريخية التي تنتشر في العديد من المدن المصرية، إذ إنّها تضمّ حوالي ثلث آثار العالم،[٩] مما يجعلها من أكثر الدول إثارة للاهتمام،[٨] وتُعدّ أهرامات الجيزة العجيبة التي تشمل ثلاثة أهرام هي؛ خوفو، وخفرع، ومنقرع أهمّ ما يُميّز الحضارة المصرية، إضافة إلى سلسلة من الأهرامات الأخرى المشهورة كهرم سقارة المدرج الموجودة في منطقة سقارة، وأهرام دهشور في محافظة الجيزة،[٩] ولا زالت تلك الأهرامات والتماثيل المصرية، ومقابر المصريين القدماء تجذب العديد من كبار علماء الآثار ليس فقط من مصر وإنمّا من جميع أنحاء العالم بهدف استكشافها.[٨]

وتنتشر الكثير من الآثار المصرية والمعالم الأثرية والمعابد في كلّ من مدينتي الإسكندرية والأقصر، ويُعدّ كلّ من معبد الرأس السوداء، ومعبد السرابيوم، ومعبد القيصرون، وعمود السواري، ومقبرة كوم الشقافة من أهمّ الآثار والمعالم المنتشرة في الإسكندرية، أمّا مدينة الأقصر فتضمّ كلاً من معبد الأقصر، ومعبد هابو، ومعبد الكرنك، ووادي الملكات، ووادي الملوك، ودير المدينة، ومتحف التحنيط بالأقصر.[٩]

المقومات الاجتماعية والحضارية

تتميّز مصر عن باقي الدول السياحية بمقوّماتها الاجتماعية، والتي تُشير إلى سمات الشعب المصري المعروف بكرمه، وحُسن ضيافته، وترحيبه بالسياح، ممّا يُشعر السياح بالراحة، والأمان، والطمأنينة، وهذا بدوره يجعل من مصر مقصداً سياحيّاً للجميع، كما تضمّ مصر مجموعة من المقوّمات الحضارية الجاذبة للسياحة، والتي تدلّ على مدى تطوّرها، فهي تضمّ العديد من المعالم الحديثة والضخمة، كمكتبة الإسكندرية، وخزّان أسوان، ومشروع السد العالي.[٦]

وتضمّ مدينة القاهرة عدداً من المعالم الحديثة المهمة، مثل؛ دار الأوبرا المصرية، وبرج القاهرة، ومركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، والمتاحف المتعددة، وأرض المعارض، بالإضافة إلى الحدائق الدولية وحدائق الحيوانات، ودور الترفيه المتنوّعة، والمسارح والمهرجانات المتنوّعة كمهرجان القاهرة والإسكندرية السينمائي الدوليّ.[٦] ويُفضّل التجوّل ضمن تلك الأماكن بمرافقة مرشدٍ سياحيّ يُعرِّف السياح بها.[١٠]

مقومات السياحة الأخرى في مصر

تتمتّع مصر بالعديد من المقوّمات السياحيّة الأخرى، ومنها ما يأتي:[١١]

  • التكلفة المالية المناسبة: تُعدّ التكلفة المالية من الأمور التي تنال اهتمام السياح، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالوجهات السياحيّة البعيدة؛ لأنّها تمثل سبباً لزيادة سعر تذكرة الطيران، لكن تتميّز مصر بأسعارها التي تناسب الجميع، سواءً السيّاح ذوي الميزانيّة المحدودة، أو السيّاح ذوي الميزانية الكبيرة، إذ توفّر مصر إمكانيّة السياحة بما يُناسب ميزانية السياح.
  • الأهمية الدينية: تتمتّع مصر بأهمية دينية كبيرة بسبب تاريخها الطويل، حيث مرّ على أراضيها الديانات السماوية الثلاثة، وهي؛ الديانة الإسلامية، والمسيحية، واليهودية، وقد تركت كلّ منها أهمية تاريخية خاصة بها، تمثّلت بالعديد من المساجد، والكنائس، والكُنس اليهودية المنتشرة في جميع أنحاء مصر.
  • رحلات سفاري الصحراوية: تُعدّ هذه الرحلات هي أفضل الرحلات في مصر، إذ تشكّل الصحراء ما يُقارب 90% من الأراضي المصرية، وهذا يجعل من مصر مكاناً مثاليّاً للقيام بالمغامرات الصحراويّة المميّزة، كما تُعدّ رحلات السفاري أفضل الطرق التي تهدف إلى استكشاف الصحراء ذات المعالم البيضاء والسوداء، واستكشاف الواحات، ويُمكن للسياح التخييم في الصحراء لتحقيق مزيداً من المُتعة.[٨]
  • المطبخ المصري اللذيذ: يُشكّل الطعام المصري ثقافة خاصة بحدّ ذاته، فهو يتميّز بشموله على العديد من الأطباق المليئة بالنكهات اللذيذة؛ وذلك بسبب تأثّره بالدول المجاورة في الشرق الأوسط، وتتميّز المناسبات المصرية بأشكالها المتنوعة بوجود طعام خاص لكلّ منها.[٨]
  • قضاء الإجازات بأنشطة متنوعة: توفّر مصر العديد من الأنشطة، والتي تساعد على تحقيق الراحة الجسمية، والنفسية، والعاطفية من خلال الاستمتاع بقضاء الوقت على الشاطئ، أو القيام برحلة للأماكن التاريخية ومشاهدة الآثار، أو الأماكن الطبيعية، أو ممارسة مغامرة غوص، أو غيرها من الأنشطة التي يُمكن أداؤها ضمن نفس المدينة.[١٢]

وللتعرف أكثر على السياحة في مصر بشكل عام يمكنك قراءة المقال السياحة في مصر

المراجع

  1. ناديا محيسن (2019)، مقومات السياحة، صفحة 6. بتصرّف.
  2. ياسر عبد الرسول، معوقات التنمية السياحية المستدامة في مصر وأثارها االقتصادية، صفحة 26. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “معلومات أساسية عن مصر”، www.cabinet.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2020. بتصرّف.
  4. حسام عيسى (27-4-2016)، السياحة ودورها يف جمال التنمية االقتصادية واالجتماعية، صفحة 2. بتصرّف.
  5. رضا محمد (12-2017)، “أثر الأمن المائي المصري على السياحة النهرية بالتطبيق على أزمة نهر النيل”، مجلة كلية السياحة والفنادق، العدد 2، المجلد 1، صفحة 2. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت سعيد البطوطي (2010), شركات السياحة ووكالات السفر, القاهرة-مصر: مكتبة الأنجلو المصرية, Page 31, 42, Part الأولى. Edited.
  7. Gaurav Gupta, “12 Picturesque Beaches In Egypt For A Travel Experience In 2020 You’ll Never Forget 5 SHARES”، www.traveltriangle.com, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج Yosra Shohayeb (1-3-2018), “13 Reasons Why You Should Visit Egypt At Least Once”، www.theculturetrip.com, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت “مصر ومقاصدها السياحية”، www.sis.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2020. بتصرّف.
  10. “Egypt”, www.memphistours.com, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  11. Hannah Logan (13-9-2019), “Reasons Why You Should Plan an Egypt Trip in 2020”، www.osiristours.com, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  12. “20 Reasons Why You Definitely Should Visit Egypt In 2020”, www.localguidetoegypt.com,25-11-2019، Retrieved 20-7-2020. Edited.