جزيرة جالطة بنزرت
جزيرة جالطة بنزرت
يتميز البحر الأبيض المتوسط بالكثير من الجزر التي تحيط به إلى شمال القارة الإفريقيّة، ومنها سواحل تونس على وجه الخصوص، حيث توجد جزيرة من أجمل الجزر التونسيّة وهي جالطة بنزرت، والتي تبعد عن مدينة بنزرت مسافة 81 كم، ومسافة 40 كم عن شاطئ سيدي مشرق، ومسافة 60 كم شرق طبرقة.
إنّ جالطة بنزرت هي إحدى جزر أرخبيل جالطة، وتبلغ مساحتها 808 هكتاراً، وتتكون من عدة جزر نذكر منها جزيرة قالو، ولاقالينا، ولوبلاسترو، ولاقليت، وجالطة وهي أكبر جزيرة بمساحة 752.3 هكتاراً إذ يبلغ طولها 5.3 كم وعرضها 3 كيلومترات، كما يبلغ طول أعلى ارتفاع فيها 391 متراً عن سطح البحر.
تاريخ جزيرة جالطة
من خلال عمليات البحث والتنقيب تم اكتشاف الكثير من الآثار التاريخيّة التي خلفتها العصور القديمة، وهي القبور الرومانيّة، والقبور الفينيقيّة، وفي القرن التاسع عشر سيطر عليها الإيطاليون وسكنوها، وّلكنّهم تركوها عام 1964 ميلادي عند تأميم أراضي المعمرين، وفي القرن العشرين من فترة الخمسينيات كانت منفى للزعيم الحبيب بورقيبة لمدة سنتين من 1952-1954 ميلادي، وفي هذه الفترة كتب الكثير من الرسائل الوطنيّة لشعبه، واليوم هي محميّة طبيعيّة بعد أن سكنها الصيادون.
محميّة جالطة بنزرت
تتمتع هذه الجزيرة بجمال الطبيعة والهدوء، مما تزداد الرحلات المنظمة لهذه الجزيرة للراحة والاسترخاء بعيداً عن ضجيج المدن، كما تتميز بالمغارات البحرية التي يعيش فيها حيوان الفقمة المهدد بالانقراض، حيث يبلغ قطيع الفقمات التي تعيش في هذه الجزيرة من ثلاث إلى ست فقمات؛ لذا يمنع منعاً باتاً وحسب القانون التونسي بصيد هذا الحيوان، لهذا اعتبرت هذه الجزيرة محميّة طبيعيّة يُمنع الصيد في محيطها لمسافة 3 كم وبعمق 1.5 كم، في هذا المحيط تندر الكائنات البحريّة والطحالب.
يمكن ممارسة الغطس وركوب القارب في المنطقة الشماليّة للجزيرة، والذي لا يستطيع الزائر ممارسته هو صيد الأسماك، لهذا يتم شراء الأسماك من القوارب التي تعج بالقرب من هذه الجزيرة.
تحتضن هذه المحميّة الحيوانات البرية، مثل الماعز المتوحش الذي يوجد أعلى الجبال، ويتغذى هذا الحيوان ويشرب من المياه الجارية فيها مثل عين الكرمة، والنخلة، وسيدي أحمد، وكذلك السحالي التي تمر وتزحف مع الحشائش، مثل سحلية الوزغة وهي منقّطة الجلد، كما توجد السلاحف التي تقبل على الجزيرة بأحجام وأنواع مختلفة، ومن النباتات التي تعيش فيها أشجار الزيتون، والتوت، والعنصل أو بصل فرعون، ونبات صالح الأنظار المفيدة في علاج أمراض العيون.