جزيرة كومي

جزيرة كومي

تُعدّ جزيرة كومي من أعرق الجُزر التابعة للسودان، وأكثرها تمدّناً حضاريّاً، وفي الماضي القريب كانت أراضيها تُعدّ من أخصب الأراضي، ذات الغلال الوفيرة، فقد كانت تشتهر بقطاعها الزراعيّ الذي يُعدّ أهمّ القطاعات في الجزيرة، كما يشتهر سكانها بصيد السمك وتمليحه وتجفيفه، ولكونها مُحاطة بالمياه من كافّة جهاتها فقد تعرضع لعدّة فيضانات، إلاّ أنّ أسوأها على الإطلاق كان الفيضان الذي ضربها عام 1988م، فأتت هذه الكارثة على كلّ مقدّرات الجزيرة وخيراتها وبنيتها التحتية.

موقع ومساحة جزية كومي

تقع الجزيرة كومي في الجهة الشرقيّة من مدينة القولد، حيث يشكّل نهر النيل الحدّ الفاصل بينها وبين كل من جزيرة أم عجاج، ووحدة دنقلا العجوز، وقُرى الزرائب وملواد وأمّ كرابيج، وهي تُعدّ من جزر الولاية الشماليّة في البلاد.، وتبلغ مساحتها حوالي 22.98 ميلاً مربعاً، أمّا ارتفاعها عن مستوى سطح البحر فيقدّر بحوالي 1018 قدماً.

سكان وعوائل جزيرة كومي

من أشهر القبائل التي سكنت الجزية، هي: قبيلة الدناقلة، والبرابرة، والمحس، ومن عوائلها عائلة أور محمد ود حمد، ويوسف تمام ود أحمد ونعمان وعبد الكريم وود مالك، وكانوا يتّصفون بُحسن المعشر والطيبة والكرم، وكانوا يعملون بالزراعة إلى أن تدهورت الأوضاع المعيشية فيها، وذلك بسبب انجراف تربتها وتملّحها بعد فيضان عام 1988، الأمر الذي قضّ مضجع سكّانها، وعاد بالسوء على الواقع الاقتصادي، ممّا أدّى لهجرها وإهمالها بعد ترحيل أهلها إلى الجهة الغربية من نهر النيل.

الزراعة في جزيرة كومي

اشتهرت الجزيرة بزراعة مُختلف المحاصيل الزراعية، والتي كانت تتم سابقاً في السواقي والشادوف، وفي هذه الأيام تطورت أساليب الزراعة وباتت تجري في بوابير ودوانكي، ومن أهم المزروعات التي اشتهرت فيها: الخضروات بأنواعها، والبطيخ، والشمام ذي النوعية الممتازة، بالإضافة إلى القمح، والذرة الشامية، والفول ذي الجودة العالية. وقد كان يتم تسويق المحاصيل الزراعيّة إلى سوق القولد، حيث يتوافد تُجّار القُرى المحيطة يوم الإثنين من كل أسبوع للشراء والتسوّق من منتجاتها.

أهمّ أعلام جزيرة كومي

الحاج حسن عبد المطلب مكي، والشيخ أور ناصر، والشيخ لتاوي، والشيخ ساتي، والشيخ أحمد بلال، والعمدة محمد محمود عثمان أبو دقن.

مهام الشيخ في جزيرة كومي

كان الشيخ هو المسؤول المباشر عن إدارة المجتمع في الجزيرة، فكان مقامه كالحاكم لها، وكانت كلمته مسموعةً، ويبادله الجميع الاحترام، وأحكامه فاصلة، خاصّة في فضّ النزاعات بين المتخاصمين، كما كان يجمع الخِراج، وله دور كخبير في تثقيف وتنوير الناس والمزارعين في أصول الزراعة ومقتضيات نجاحها.