جزيرة سومبا في إندونيسيا

جزيرة سومبا

جزيرة سومبا هي إحدى الجزر الإندونيسيّة الصغيرة؛ حيث تبلغ مساحتها حوالي 11.154كم2، بينما يصل عدد سكّانها إلى 611.954 نسمةً، وذلك حسب الإحصائيّات السكّانية لعام 2009م، لكنّ ذلك لم يؤثّر على أهميّتها السياحيّة؛ إذ تستقطب أعداداً كبيرةً من الزوّار سنويّاً، ففيها العديد من الشواطئ الجميلة، إلى جانب الخلجان، والكهوف الجبليّة المدهشة، كما تتمتّع بجوٍ هادئٍ، وتُعدّ فترة الصيف أكثر المواسم التي تنشط فيها الحركة السياحيّة في سومبا.

الموقع الجغرافيّ

تقع جزيرة سومبا شرق إندونيسيا، وهي إحدى جزر سوندا الصغرى الواقعة ضمن محافظة نوسا تينجارا الشرقيّة، وتحدّها من الشمال الغربيّ سومباوا، وإلى الشمال الشرقيّ منها تقع جزيرة فلوريس، أمّا من ناحية الشرق فتقع جزيرتا سافو وتيمور، ومن ناحية الجنوب يطلّ المحيط الهنديّ على الجزيرة.

الناحيتان الاجتماعيّة والدينيّة

يُعدّ المُجتمع في سومبا مجتمعاً طبقياً، خاصّةً في الناحية الشرقيّة منها؛ حيثُ يُقسَّم الناس إلى طبقاتٍ على أساس الثراء، أو الفقر، وعلى أُسسٍ اجتماعيّةٍ، وفي العموم يُشتهر سكّان جزيرة سومبا بالتمسّك بالعادات القديمة، ولعلّ أغربها تلك التقاليد والعادات الوثنيّة، التي تخصّ الموتى؛ حيثُ يُبقى المتوفّى في التابوت في المنزل إلى جانب الأحياء من أهله، إلى حين تجهيز المقبرة اللائقة به، وقد يستغرق ذلك مدةً تتجاوز ثلاثة أعوامٍ.

تُبنى المنازل في جزيرة سومبا حول قبور الأسلاف من الأجداد والآباء، وتُبنى بثلاثة طوابق: الأعلى تسكنه الكائنات الخالدة أو الآلهة الباقية والأرواح، وذلك حسب المعتقدات الدينيّة المُختلفة التي يؤمن بها السكّان، أمّا المتوسّط فيقطنه سكّان المنزل، والأخير لسائر الحيوانات من الخنازير والقطط وغيرها.

تجمع الجزيرة بين الطوائف الوثنيّة القديمة، لا سيّما المورابيّة، والديانات الحديثة، مثل: الكاثوليكيّة المسيحيّة، ومن اللافت أنّ النساء في جزيرة سومبا يتولّين مهامّ ومناصب دينيّةً مسيحيّةً؛ حيثُ إنّ ثمانين بالمئة من القساوسة في سومبا من النساء.

اللغة

يتحدّث سكّان جزيرة سومبا عدّة لغاتٍ أسترونيزية ـوهي إحدى الفروع اللغويّة واسعة الانتشارـ في مناطق كثيرةٍ من جزر جنوب شرق آسيا، والمحيط الهادئ، ويبلغ عدد الناطقين بهذه اللغة الموغلة في القِدم قرابة أربعمئة مليون شخصٍ.

الاقتصاد

تُعدّ السياحة ركيزةً أساسيّةً في اقتصاد جزيرة سومبا؛ حيثُ تُشتهر الجزيرة بشواطئها الرمليّة الناعمة، ومياه بحرها النقيّة، ممّا يدفع السائح للاستمتاع بممارسة الرياضات البحريّة، والأنشطة المائيّة المختلفة، مثل: الغطس الذي يتيح مشاهدة الشعب المرجانيّة الملوّنة والأسماك المختلفة، بالإضافة إلى ممارسة رياضة ركوب الأمواج أي الركبي، والانتفاع بخدمات المنتجع الصحيّة، وتسلّق الشلالات، إلى جانب ركوب الخيل والدرّاجات، كما تعتمد الجزيرة على الزراعة والصيد بوصفهما موارد إنتاجيّةً إلى جانب القطاع السياحيّ، كما تواصل النساء ممارسة النقوش المعروفة في العالم، لكنّ الفقر ينتشر بين سكّان الجزيرة، كما تعاني من ضعف البنية التحتيّة والخدمات المقدّمة.

فندق نيهيواتو

إنّ فندق ومنتجع نيهيواتو هو الفندق الوحيد الموجود في جزيرة سومبا، افتُتِح عام 2001م، وهو الوجهة الفُضلى لدى محبّي رياضة ركوب الأمواج، ويحتوي اثنين وعشرين فيلا، ومن الغريب أنّ صاحب الفندق أهّل الأيدي العاملة من السكّان المحليّين من عدّة قبائل، ممّا خفّف من حدّة النزاعات الموجودة بينهم، ثمّ عيّنهم في وظائف مختلفةٍ في الفندق، ويقدّم الزوّار تبرّعاتٍ ماليةً لصالح مؤسّسة سومبا، التي أسّسها صاحب الفندق؛ حيث تُقدّم هذه المؤسّسة العديد من الخدمات العامّة للسكّان، مثل: الخدمات الصحيّة، لا سيّما أنّ مرض الملاريا كان منتشراً بكثرةٍ بين السكّان المحليّين هناك، بالإضافة إلى خدمات الإمداد المائيّ وغيرها.