جزيرة سردينيا الإيطالية
جزيرة سردينيا الإيطاليّة
تعتبر جزيرة سردينيا الإيطاليّة من أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط، فهي تحتلّ المرتبة الثانية بعد جزيرة صقليّة، إذ تبلغ مساحتها ما يقارب أربعة وعشرين كم²، وتتمتع هذه الجزيرة بحكم إقليمي ذاتي، وتقع في الجزء الغربي لشبه الجزيرة الإيطاليّة، وتحدها من الشمال الجزيرة الفرنسيّة كورسيكا، وجزيرة صقليّة من الجنوب، وتونس، والجزر الإسبانيّة التي يُطلق عليها اسم البليار، وكانت سردينيا قد اكتسبت اسمها هذا من الاسم الروماني سارد، والمشتق من الاسم اللاتيني ساردوس، وهناك اعتقاد أنّ هذا الاسم يحمل دلالة دينيّة إذ استُخدم لوصف الإله البطل سردوس باتر.
سكان سردينيا
يبلغ عدد سكان الجزيرة الإيطاليّة ما يقارب مليوناً وستمئة ألف نسمة، إلا أنّ الدراسات والإحصائيات الأخيرة أشارت إلى أنّ عدد سكانها ثابت منذ أن بدأ القرن الحادي والعشرين، وذلك بسبب الانخفاض الملحوظ في عدد مواليدها، ويتميز سكان هذه الجزيرة بعمرهم الطويل مقارنة مع مناطق العالم الأخرى، وحسب المختصون يعود ذلك إلى الأسلوب المعيشي، والنظام الغذائي المتبع لديهم.
جغرافيّة سردينيا
تتكون جزيرة سردينيا الإيطاليّة من ثماني مقاطعات هي: كالياري، وساساري، وأوريستانو، وأولبيا تيمبيو، وكاربونيا- إغليسياس، وميديو كامبيدانو، ومقاطعة أولياسترا.
مناخ سردينيا
يتميز مناخها بأنّه معتدل على مدار العام، وذلك نتيحة تأثرها برياح ميسترال التي تتميز ببرودتها، وجفافها، وقوتها إلى حدّ ما، حيث تتراوح معدلات الحرارة فيها بين ست درجات مئوية في أيام الشتاء، وإحدى وعشرين درجة في فصل الصيف، إلا أنّها قد تتعرض لبعض المنخفضات الجويّة الاستثنائيّة.
تاريخ سردينيا
تعرضت جزيرة سردينا للغزو الإسلامي أربع مرات، وذلك حسب ما ورد عن المؤرخ ابن الأثير في العهدين الأموي والعباسي، إلا أنّهم لم يستطيعوا فتحها في أي مرة، ويمكن تتبع هذه الغزوات كما يأتي:
- حدثت الغزوة الأولى في السنة الثانية والتسعين للهجرة أي في عهد السلطان الوليد بن عبد الملك، وكانت بعد فتح الأندلس، وبدأت عندما ذهب جزء من جيش موسى بن نصير إلى الجزيرة، وقد دخلوها دون مقاومة تذكر، حيث وجدوا فيها كميات كبيرة جداً من الذهب، والفضة، والنفائس، إلا أنّ السفينة التي كانوا على متنها غرقت قبل وصولهم للأندلس.
- حدثت الغزوة الثانية على يد عبد الرحمن بن حبيب الفهر، وفي عهد الخليفة العباسي أبو العباس السفاح، وحدثت في سنة مئة وخمس وثلاثين للهجرة، وكانت نتيجتها أن ذُبح الكثير من أهلها، وتمّ إيقاف سيل الدماء عندما صالح أهلها بن حبيب الفهر على الجزية، فسمح لهم بإعادة بناء الجزيرة.
- وقعت الغزوة الثالثة عام ثلاثمئة وثلاثة وعشرين، حيث أرسل أمير أفريقيا المنصور بن قائم العلوي أسطولاً من مدينة المهديّة إلى جزيرة سردينيا، حيث دخلوها عبر مدينة جنوة التي فُتحت في هذه الغزوة، وكان نتيجة هذه الغزوة أنّ جزيرة سردينيا دُمرت بالكامل، وحرقت مراكبها وبيوتها.
- حدثت الغزوة الرابعة والأخيرة سنة أربعمئة وست للهجرة، وحدثت عندما استغل المجاهد العامري ذهاب ملكها إلى مكان بعيد، فدخلها من ميدنة دانية وفتحها بعد أن سبى أهلها، إلا أنّ البيزنطيين عندما علموا بذلك جمعوا جيوشاً بأعداد كبيرة، ودخلوا الجزيرة من أوروبا لتشتد المعركة بينهم وبين المسلمين، كانت نتيجتها هزيمة المسلمين، وأسر أخ وابن العامري.