من فتح جزيرة مالطا
مالطا
جزيرة مالطا هي أكبر الجُزر الأوروبيّة الثّلاث التي تُكوّن جُمهوريّة مالطا في البحر الأبيض المتوسط. حاليّاً جمهورية مالطا دولة أوروبيّة جمهوريّة تقع في البحر الأبيض المتوسط جنوب دولة إيطاليا وشمال دولة ليبيا، وعاصمتها فاليتا، وهي ذات مساحة جغرافيّة صغيرة تُقدّر بحوالي 213 كم²، وكثافة سكانيّة عالية؛ فهي تُعتبر من أعلى دول العالم في الكثافة السّكّانية. تمّ ضمُّها إلى الاتّحاد الأوروبي لاحقاً في عام 2004م، وتُعتبر مالطا حالياً من الوجهات السّياحيّة المعروفة. في هذا المقال نَستعرض لَمحةً تاريخيّةً سريعةً عن جزيرة مالطا وعن دخول الإسلام فيها.
التّاريخ القديم لجزيرة مالطا قبل دخول الإسلام
لجزيرة مَالطا تاريخ طويل؛ فقد تعاقب على حكمها الفينيقيّون والرّومان والأغالبة المسلمون، والنورمان والأراغون، وإسبانيا هايسبورغ ، وفرسان الإسبارتية، والفرنسيون، وأخيراً البريطانيون، حتى استقلّت أخيراً عام 1964م.
أوّل ما عُرف في التّاريخ عن جزيرة مالطا هو أنّ الفينيقيين استعمروها قبل القرن العاشر قبل الميلاد، ثم بقيت نحو عشرة قرون في يد الرّومان. باتت مالطا جزءاً مهمّاً من الإمبراطوريّة الرّومانيّة، عند انقسام الإمبراطوريّة الرومانية في القرن الرابع، أصبحت مالطا تحت سيادة الإمبراطورية البيزنطية، وشاركت في الحروب البيزنطيّة الإسلاميّة، فقد كان البيزنطيون يَشنّون هجماتهم على تونس وليبيا متّخذين من مالطا قاعدةً لهم، وقد نجح المسلمون في صدّ هجمات الرّوم ضدهم.
الفتح الإسلامي لمالطا
بدأ الغزو الإسلامي لمالطا في عام827م إلى أن فتحها الأغالبة المسلمون سنة 256 للهجرة الموافق 870 م في عهد الملك أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الأغلب ثامن ملوك بني الأغلب الذي عرف بأبي الغرانيق بسبب حبّه لصيد طيور الغرانيق، وقد استحدث المسلمون فيها نظام الريّ، وتَوسّعوا في الزراعة فيها، وكان المسيحيّون في الجزيرة يدفعون الجِزية للمسلمين مقابل منحهم حريّة العقيدة، وتوجد حالياً في مالطا العديد من الَمساجد في العاصمة فَاليتا، والعديد من المساجد والقصور ذات الطّابع المِعماري الإسلامي.
نبذة عن الأغالبة المسلمين
الأغالبة أو بنو الأغلب هم سلالة عربيّة من بني تميم حَكَمت دولاً في المغرب الغربي (شرق تونس والجزائر وشمال ليبيا) وصقلية ومالطا. ومؤسّس الدولة الأغلبية هو إبراهيم بن الأغلب كان والياً على إفريقيا في عهد هارون الرّشيد، ثم استقلّ وأسّس الدّولة الأغلبية بعد تراجع دور الدّولة العباسيّة. سقطت دولة الأغالبة على يد الفاطميين بعد فترة حُكم امتدت تقريباً من 800م إلى 909م.
مالطا بعد خروج المسلمين منها
عندما أنشأ النّورمان مملكة صقلية كانت مالطا جزءاً من هذه المملكة، تملّك الملك روجر النّورماندي مالطا بعد المسلمين ، وكان ملكاً عادلاً حسن السيرة، أكرم المسلمين وأمّنهم على دينهم، ثمّ أصبحت مالطا بعد الحُكم النّورماندي جزءاً من تاج أراغون في عام 1282م ، فحَكم أقارب ملوك أراغون الجزيرة حتى عام 1409م، وقد كان الحاكم يحمل لقب “كونت مالطا”، ثمّ استولت عليها إسبانيا هابسبورغ وهي سلالة حكمت إسبانيا في القرنين السادس والسابع عشر، وكانت أعظم قوّة في العالم في ذلك الزمان، بعد ذلك حكم الفرسان الإسبارتيّة مالطا وبنى رئيسهم جان دي لافاليت عَاصمتها فاليتا التي سُمّيت باسمه إلى أن استولى نابليون عليها في عام 1798م.