جزيرة صباح في ماليزيا

جزيرة صباح في ماليزيا

جزيرة صباح هي واحدة من إقليمين يَقعان على جزيرة (بورنيو) الماليزيّة، وهو إقليمٌ متنازعٌ عليه بين سلطنة بروناي وماليزيا؛ حيث تؤكّد الأخيرة حقّها في هذا الإقليم مستندةً على تنازلٍ عن الأراضي الشماليّة تمّ توقيعه عام ألفٍ وسبعمئةٍ وثلاث من قبل بروناي مقابل دعمها عسكريّاً من قبل سولو، والذي قدّمته سولو في ذلك الوقت لبروناي.

الموقع والمساحة

تقع جزيرة صباح في القارّة الآسيويّة، وتحديداً في الجهة الشماليّة من ماليزيا، وتُشرف من الغرب على بحر الصين الجنوبي الكبير، وتشترك في حدودها البحرية مع كلٍّ من الفلبين في جهتها الشمالية والشمالية الشرقية، ومن الغرب يحدّها إقليم لابوان الاتحادية، ومن الجنوب تشكل أندونيسيا وبالتحديد محافظة كاليمنتان حدودها البرية. تُقدر مساحة هذه الجزيرة بحوالي اثنين وسبعين ألف وخمسمائة كيلومترٍ مربّع، وعاصمتها هي كوتا كينابالو. الجدير ذكره أنّ الفلبّين تُطالب بضمّ كامل جزيرة الصباح إلى أراضيها.

البيئة التضاريسيّة

تُعتبر هذه الجزيرة من جهة الغرب غنية بالجبال المرتفعة، والتي يتراوح ارتفاعها بين ألف وأربعة آلاف متر، كما في جبل كينابالو الذي تعود له أعلى قمة جبلية في كلّ أرخبيل الملايو، بينما في الجهة الشرقية ففيها أيضاً العديد من التلال والسلاسل الجبليّة التي تتخلّلها سهول منخفضة، ويقطعها نهر كيناباتانجان الذي يصبّ في بحر سولو، ونهر وبار الذي يُعتبر أطول أنهار ماليزيا؛ إذ يبلغ طوله حوالي خمسمئة وستين كيلومتراً.

توجد في الجزيرة الغابات الاستوائية، والأدغال الشاسعة، التي تجمّعت في أودية الأنهار بفعل الفيضانات، مما يفسّر تنوّع الغطاء النباتي فيها، وغناه كونه يشكّل بيئةً ممتازة لكثير من الحيوانات والكائنات الحية، وعلى رأسها القرود والفهود والثعابين العملاقة، وتُعتبر العديد من مناطق جزيرة صباح محميّات بيئية للحياة البرية، ومحميات للطبيعة البكر للغابات، ونذكر منها: دانوم، وتابين، وسيبيلوك، وكانيون، ولوك كاوي التي تُعتبر مَحميّةً في حديقة للحيوانات البرية، والطيور النادرة، والنباتات الاستوائية الضخمة، وتشغل هذه المحمية مساحة مئتين وثمانين هكتاراً.

السكان

يبلغ عدد السكان في هذه الجزيرة ما يقارب مليونين وأربعمئة وتسعٍ وأربعين ألف وثلاثمئة وتسعة وثمانين نسمة، تعود أصولهم للعرق الصيني، ويتموضعون غالبيّتهم في السهول الساحلية ذات الكثافة العالية، بينما تنخفض الكثافة في المناطق الداخليّة.

السياحة

تُعدّ هذه الجزيرة من أهمّ المعالم السياحية على مستوى العالم، فهي محطّة جذب للسياح وذلك بفضل المنتجعات والفنادق والمنشآت السياحية المميزة، بالإضافة للمناظر الخلاّبة فيها، أيضاً يقصدها الهواة من ممارسي رياضة تسلق الجبال، ورياضة التجديف في الأنهار، ومحبّي التجوّل في المحميات؛ حيث يُمكن التعرّف على أكبر زهرة نادرة في العالم وهي رافليسيا، كما يقصدها محبو الغطس في الأعماق، وذلك للتمتّع بروعة الأحياء البحرية المذهلة فيها، كالسلاحف والحيتان، إضافةً إلى أسماك القرش.