جزيرة لسبوس

جزيرة لسبوس

تعرف باللّغة الإنجليزية باسم (Lesbos)، وهي جزيرةٌ من الجُزرِ اليونانيّة، وتعدّ ثالث أكبر جزيرةٍ في اليونان، وتوجد في الجهة الشماليّة من بحر إيجة اليونانيّ، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 100 ألف نسمة، وأغلبهم يسكنون في مقاطعة لسبوس التي تتبع الجزيرة لها، ويعملون في العديد من المهنِ العامّة كالصّيد، والمنشآت الخدمية، وغيرها من الأعمال الأخرى.

تاريخ لسبوس

ترجّح المصادر التاريخية إلى أنّ وجود لسبوس يعود إلى الفترة الزمنيّة الممتدّة ما بين (3200 ق.م – 2400 ق.م)، وكانت مأهولةً بالسكان، واستُخدمت كمركزٍ تجاري، ومن ثم استُخدمت أراضيها في مجال الزّراعة، فاعتمدت على تصدير العديد من أنواع الثّمار المختلفة للدّول المحيطة بها.

وفي العصر البيزنطيّ تعرّضت الجزيرة للعديد من الحروب، وخصوصاً مع بداية انتشار الدّين المسيحيّ فيها، والذي رفضه أغلب السكان، ولكن تمكن المبشّرون للمسيحيّة من التأسيس لبناء العديد من الكنائس في الجزيرة، وفي عام 1071م كانت المسيحيّة قد انتشرت بين سكانها، ومع الحروب الصليبيّة تمّ احتلال الجزيرة في عام 1204م، والذي استمر حتى عام 1355م عندما أصبحت الجزيرة تحت السيطرة العثمانيّة.

في عهد الحُكمِ العثمانيّ لجزيرة لسبوس، ازدهرت الجزيرةُ كثيراً، ودخلتها العديد من الصّناعات، وأنواع الأشجار التي لم تكن معروفةً مسبقاً، وانتشر الإسلام بين فئةٍ من أهلها، وخلال الحرب الروسيّة مع الدّولة العثمانيّة سيطرت روسيا على الجزيرة، فاندلعت في لسبوس ثورةٌ تطالب برحيل كلٍّ من العثمانيين، والروس منها، وبعد معاناة الجزيرة، وسكانها من الحروب المتتالية على أرضها، وخُصوصاً الحروب العالميّة في القرن العشرين، قرّرت الإدارة المحلية فيها عام 1914م الانضمام رسمياً إلى اليونان لتصبح واحدةً من الجُزر اليونانية الحديثة.

جغرافية لسبوس

تتكون جزيرة لسبوس من العديد من التّضاريس الجغرافيّة، وتبلغ مساحتها ما يقارب 1630 كم²، وتحتوي على سهولٍ، وهضابٍ، وجبالٍ متنوعة، وتعتبر قمة أوليمبوس أعلى قمةٍ فيها، كما أنّها تحتوي على العديد من المستنقعات، والبحيرات المائيّة، وتمرّ فيها العديد من الأنهار الهامّة، وتتميّز بمناخها الساحليّ المعتدل، وتشرق أشعة الشمس فيها كافة أيام العام تقريباً.

الاقتصاد في لسبوس

يصل الناتج المحليّ الإجماليّ في جزيرة لسبوس إلى ما يقارب 65%، ويعتبر قطاع الزّراعة من أهمّ القطاعات الاقتصاديّة المهمّة في الجزيرة؛ إذ يعمل ما يقارب من 50% من القوى العاملة في الجزيرة في المهن، والأعمال الزراعيّة المتنوّعة، وأيضاً تعمل فئاتٌ أخرى من السُكان في الجزيرة في الصّيد البحريّ ممّا يساهم في زيادة كمّيات الأسماك المصدّرة خارج الجزيرة إلى الدّول الأخرى.

السياحة في لسبوس

تتميِّز جزيرة لسبوس بوجود العديد من المواقع السياحيّة، والأثريّة فيها، وهذا ما يساهم في جعلها مكاناً من الأماكن السياحيّة التي يزورها المئات من السيّاح سنوياً، وشهد قطاع السياحة تطوراً ملحوظاً منذ عام 1980م، وخصوصاً مع الاعتماد على النقل البحريّ كوسيلة مواصلات تربط الجزيرة مع الأماكنِ المُحيطة بها.