جزيرة جبل حسان

جزيرة جبل حسان

جزيرة جبل حسّان هي واحدة من تسعين جزيرةٍ مرجانيّة تقع في قلب البحر الأحمر، إلاَّ أنّ ما يميّز هذه الجزيرة عن غيرها من الجزر الموجودةِ في المكان، هو شواطئها النظيفة ومناظرها الخلاّبة، حيث تبدو الأسماك الملوّنة من خلال مياه البحر الصّافية، وهذا ما جعلها تحتلّ مكانةً سياحيّة هامة، لتصبح مقصداً للمراكب الشراعيّة التي جهزت للوصول إليها، إضافة إلى السفن السياحيّة من جميع أرجاء العالم.

الموقع

تتبع جزير جبل حسان محافظةِ أملج الواقعة في قضاء تبوك في المملكة العربيّة السعوديّة، وتمتدّ على طول ساحل البحر الأحمر الغربيّ، ويبلغُ عرضها حوالي أربعة كيلومترات، بينما يصل طولها إلى ستة كيلومترات، وتقدر مساحتها الإجمالية بأربعةٍ وعشرين كيلومتراً مربّعاً وهي من الجزر غير المأهولة بالسكان.

الأهمية

كان لجزيرة جبل حسان شأنٌ كبيرٌ في العصور الرّومانية، فقد نزل فيها الرّومان واستوطنوها وبنوا فيها السفن، وسيّروها في البحر الأحمر، كما كانوا يصنعون الزّجاج الفاخر من رمالها الغضارية، ولأنّ جزيرة جبل حسان أكبر مساحة من مثيلاتها فقد كان لها أهمية تجارية كُبرى فيما بعد، كونها كانت تربط شبه الجزيرة العربية مع الأردن ومع مصر، وبذلك فقد كانتْ تُشكّل مَمراً للسّفن العابرةِ إلى تلك الدّول.

أصل التسمية والملكية

تقول العرب أنَّ تسميتها بجبل حسان هي نسبة إلى بطن الحساسنة من جهينة، وتُعرف أيضاً باسم الحساني، وكان يوجد فيها بعض الأملاك الخاصّة التابعة لبني حسان، وقد تمّ التنازل عنها لصالح الحكومة السعودية مقابل تعويضاتٍ لأصحابها الأصليين، وفي الوقت الحاضر يُشاع أنَّ الجزيرة وجبلها تعود ملكيتهما للأمراء ورثة الأمير محمد بن سعود، مالكي شركة الصافي.

تكوين جزيرة جبل حسان

تكوّنت هذه الجزيرة كباقي جزر المنطقة بفعل تضارب الأمواج على شُعب المرجان، مما أدّى لتكسّرها ورفعها، لِتَتَكدس فيما بعد الرُّسوبيات الطينيّة وكِسَر بقايا الشّعاب المرجانية، والرّمال والحصى المتفتّتة ذات المنشأ المُرجاني فوق بعضها، فتكدّست كطبقاتٍ فوقَ العتبات، لذلك فإنّ صخورها كلسية جَرداء ولا وجود لِغطاءٍ نباتيٍ فيها، في حين يزدادُ الرُّكام في الجهة المُعرّضة للرِّياح، بينما تَنخفض تدريجياً في الجهة المقابلة، لتَحصر في وسطها بعض المُنخفضات التي فيها بعض المستنقعات، والتي نشأ على ضفافها ما يُعرف بغابات المنجروف أو الجرف.

تكثر في الجزيرة الأسماك النّادرة، إضافة إلى الأحياء المائية العديدة، وذلك لغناها بالشُعب المرجانية، كما تمتاز هذه الجزيرة بروعةِ شواطئها ذات الإطلالةِ الساحرة على البحر الأحمر، وقد اكتُشف فيها عددٌ لا بأسَ به من آبار المياه العذبة الصالحة للشُّرب.