جزيرة فاروس
جزيرة فاروس
تُعرف جزيرة فاروس الموجودة في الدّولة المصريّة بأسماء عديدة؛ حيث يُطلق عليها اسم الفنار، وتُعرف من قِبَل البعض باسم المنارة، وهي جزيرةٌ تحتلّ شهرةً عالميةً كبيرة، ويقصدها الزّوار من كافّةِ أنحاءِ العالم؛ لما تتحلّى به من تاريخٍ عريقٍ ممتدٍّ منذ أوّل حضارةٍ أقيمت على أرض مصر.
موقع جزيرة فاروس
تقع جزيرة فاروس في جمهوريّةِ مصرَ العربيّة، وتحديداً في مدينةِ الإسكندرية، فيما يُعرف بموقعِ الغوص الغنيّ بآثارهِ المترامية والمحفوظة في عمقِ مياهِ البحر الأبيض المتوسط، وتتصل هذه الجزيرة مع البر المصري عبر طريقٍ بريٍ مُعبّد، وبطولٍ يُقدَّر بنحو ألفٍ ومئتي متر، ويرتفع عن مستوى سطح البحر.
المنارة في فاروس
ترجع شهرة الجزيرة لوجود المنارة القائمة فيها المصنوعة من الرُّخام الصلب ناصع البياض، وقد قام ببنائها بطليموس الثاني، وكان ذلك في عام مئةٍ وثمانين قبل الميلاد، وقد كانت تُرشد أساطيل السفن البحرية، وتُؤمِّنُ حمايتها في الليل عبر نورها السّاطع الذي كان يبدو جليّاً من مسافةٍ كبيرةٍ تُقدّر بعشرةِ فراسخ بحريّة.
تُعتبر هذه المنارة تُحفةً معماريّةً فنيّةً رائعة، وقد تمّ تصنيفها من ضمن عجائب الدنيا السبع، وذلك على اعتبار أنّها أطول صرح أو بناء على سطح الكرة الأرضية؛ حيث كان يبلغ طولها آنذاك مئةً وسبعة عشر متراً، واليوم لم تبقَ منها إلاَّ أجزاء قليلة، والباقي تقبع في البحر، شأنها شأن العديد من الأوابد والتماثيل الفرعونية والآثار من العصور الرّومانية والبيزنطية أيضاً، ويعود ذلك لفعل الزّلازل التي تعرّضت لها مدينة الإسكندرية، والتي ضربتها في القرن الرّابع عشر، وتحديداً في سنة سبعمئةٍ واثنين للميلاد.
قلعة قايتباي
إبّان الحكم العثماني وتهديداته المستمرة لمصر في عام ثمانمئةٍ وأربعٍ وثمانين للهجرة، قام السُلطان الناصر محمد بن قلاوون ببناء قلعة قايتباي في مكان المنارة نفسه، وحشد فيها تحصيناتٍ من العدّة والعتاد والأسلحة؛ وذلك لحمايةِ مدينة الإسكندرية، وهذه القلعة مؤلفةٌ من ثلاثةِ طوابق، وقد جعل في طابقها الأوّل مسجداً، وصُمّمت القلعة على شكلِ مربع، وتُزيّنها شرفاتٌ خاصةٌ معدةٌ لِرماةِ السّهام.
أهمية جزيرة فاروس السياحية
لعلّ الطريق البرّي الذي يَربطها مع مدينة الإسكندريّة يُوفر للزّائر متعةَ الاختيار، بين القيام بنزهةٍ على ظهر الخيل فوق البحر والتمتّع بالمناظر الخلابة الآسرة، أو السّير مشياً على الأقدام والوصول لضواحي الإسكندرية، كما تُعدّ مياه البحر المحيطة بها متحفاً مائياً، كونها تَضم مجموعةً ضخمةً تُقدر بأكثرِ من خمسةِ آلافِ قطعةٍ أثريةٍ مختلفةِ الأحجام والأنواع، وتتوزع ضمن مساحةٍ تَفوق في اتساعها مسافة خمسة آلاف مترٍ مربّع، وتحديداً في منطقة الغوص التي يقصدها السيّاح والمهتمون للتمتع برؤية تلك الأوابد.
ويوجد على الجزيرة جزءٌ متهدّم يُمكن الوصول إليه بواسطة الغواصة أو عن طريق الغطس الذاتي؛ حيث تمتزج تلك المشاهدات مع روعةِ الكائنات الحيّة في البيئة البحرية، وفي مقدّمتها الشُعب المرجانية.