جزر تيران

جزر تيران

تُعرف جزيرة تيران واحدة من أجمل الجزر الموجودة في مياه البحر الأحمر، وهي إحدى جزر المملكة العربيّة السّعوديّة، إلاَّ أنّها بحماية جمهوريّة مصر العربيّة.

لهذه الجزيرة تاريخ قديم، لا ينفصل عن تاريخها الحديث، إذ إنّها محور حروب وصراعٍ عبر الزمن، في إثبات أحقيّة ملكيتها للدولتين المتنازعتين عليها، وهما السعودية ومصر.

الموقع والمساحة

تقع جزيرة تيران في مياه البحر الأحمر، وتحديداً عند المدخل لمضيق تيران، والذي يفصل كلّ من خليج العقبة والبحر الأحمر عن بعضهما.
وتبعد هذه الجزيرة عن جزيرة صنافير مسافة تُقدّر بحوالي كيلومترين ونصف، أمّا مساحتها فإنّها تبلغ حوالي ثمانين كيلومتراً.

أصل التسمية

تعود تسمية هذه الجزيرة بتيران إلى لهجة المملكة العربيّة السعودية، وهي الأمواج البحريّة، إذ إنّ مفردها تير والتي تعني موج البحر، إلاَّ أنّ هذه اللفظة بحسب أهل مدينة تبوك السعوديّة فإنّه يُقصد بها البحر، وبناء على ذلك فإنّ تيران هي البحرين.

تاريخ تيران

يُرجّح أنّ جزيرة تيران هي الجزيرة التي ذُكرت من قِبَل بروكوبيوس القيسراني اليوناني جزيرة أيات أب، وكانت إحدى المحّطات الهامّة للنقل والتجارة البحريّة في المنطقة.

في عام أربعمئة وثلاثة وسبعين للميلاد سيطر قائد عربي يُعرف باسم ساراسيني أو عمور كيسوس، والذي يُعرف باللهجة العربيّة عمرو قيس على هذه الجزيرة، وفرض ضرائب عليها، إلاَّ أنّ الإمبراطوريّة البيزنطينيّة استطاعت أن تستعيدها بعد خمسة وعشرين عاماً، وبذلك منحت السكّان فيها الحكم الذاتي، وفرضت فقط ضرائبَ على بعض المواد والسلع القادمة من بلاد الهند، إلاَّ أنّ البيزنطيّين قد استعادوا هذه الجزيرة من جديد وفرضوا سيطرتهم عليها نتيجة لرفض بعض السكّان فيها دفع ما يتوجّب عليهم من ضرائب، وكان ذلك في عام خمسمئة وأربعة وثلاثين للميلاد.

تيران حديثاً

نزلت قوّات الدولة المصرية على جزيرة تيران وأيضاً جزيرة صنافير القريبة منها، وأغلقت المضيق، ما أدّى إلى نشوب واشتعال الحرب في عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين للميلاد، لتُسيطر على الجزيرتين القوّات الإسرائيليّة وذلك في حرب الأيّام الستّة، وبقيت مسيطرة عليهما حتى عام ألف وتسعمئة واثنين وثمانين للميلاد، لتُستبدل القوّات الإسرائيليّة بالقوّات الدوليّة ذات الجنسيّات المتعدّدة، وكان ذلك وفق معاهدة كامب ديفيد.

الطبيعة في تيران

لعلّ جزيرة تيران حالها كحال أغلب الجزر الواقعة في مياه البحر الأحمر، حيث تكثر فيها الشُّعب المرجانيّة الكثيفة ذات الألوان المبهرة، والتي تُشكّل مكاناً مناسباً لممارسة رياضة الغوص إلى الأعماق، ومشاهدة الكنوز التي تحتفظ فيها مياه البحر الأحمر، وسط مشاهدات ساحرة لأنواع الأسماك الملوّنة والتي تسبح وسط مجموعاتٍ كبيرة.

تتداخل في جزيرة تيران المسطّحات المائيّة، والتي تتمازج مع بعض التلال المكوّنة من الرمل الناعم، لترسم أجمل اللوحات الطبيعيّة، لتكون هدفاً للوفود السياحيّة التي تتهافت على هذه الجزيرة البديعة، حيث تتمتّع بهواءٍ منعش وصافٍ.