جزيرة حالول
جزيرة حالول
عُرفت جزيرة حالول منذ القِدَم بمكانتها الاستراتيجيّة – قديماً تعني قبل اكتشاف النفط في المنطقة- إذ إنّها كانت ملجأ للصيّادين الذين كانوا يقصدونها عندما تضربهم الرياح الشديدة والعواصف؛ حيث تمتاز بمراسيها الطبيعيّة، فأقاموا عليها أكواخهم البسيطة لتكون ملاذاً لهم في أيّام الشدّة.
أمّا حالول بعد النفط، فإنّها تُعتبر من أهمّ وأكبر المواقع الاقتصاديّة في قطر، بل هي عصب الصناعة النفطية والغاز أيضاً.
الموقع والمساحة
جزيرة حالول الواقعة في مياه الخليج العربي هي إحدى الجزر التابعة لدولة قطر، وتقع تحديداً في الجهة الشماليّة الشرقيّة من عاصمة البلاد مدينة الدوحة؛ حيث تبعد عنها مسافة ستةٍ وتسعين كيلومتراً. إنّ طول هذه الجزيرة والتي يأتي شكلها كشكل ثمرة الإجاص ألف وسبعمئة مترٍ، أمّا عرضها فإنّه يبلغ ثمانمئة مترٍ.
طبيعة حالول
قد تشكّلت هذ الجزيرة من غطاءٍ صخريّ ذي منشأ ملحي. توجد في جزيرة حالول العديد من المرتفعات التي تأتي على شكل هضاب، إضافةً إلى بعض المنخفضات والأودية فيها، ويبلغ أعلى مرتفع فيها حوالي خمسةً وخمسين متراً ونصف فوق مستوى سطح البحر، وقد وضع في أعلى قمّته فنارٌ الهدف منه توجيه السفن وإرشادها.
ما يؤخذ على هذه الجزيرة سلباً هو عدم وجود مياه تصلح للشرب وذلك جعل استقرار الإنسان فيها صعباً، هذا إضافةً لكونها بعيدةً أيضاً عن السّاحل. تُحيط في هذه الجزيرة شُعب مرجانيّة بأعدادٍ كبيرة، تجعل منها مكاناً جميلاً، ومقصداً لعشّاق ممارسة رياضة الغوص في البحار، إضافة لوجود أنواع مختلفة من الأسماك الملوّنة في المياه المحيطة بها.
الطيور في حالول
تُعتبر هذه الجزيرة من أفضل الأماكن والأكثر ملائمةً لعيش وتكاثر الطيور، وعلى وجه الخصوص طائر خطّاف البحر، حيث تُعشّش في حالول وتطرح بيوضها بكميّات كبيرة خلال فترة التزاوج، وتحوي حالول أيضاً على أنواع عديدة ومختلفة من الطيور، سواءً من الطيور المقيمة فيها، أم من الطيور المارّة بها المهاجرة، فنجد على سبيل المثال طير العقاب النسري، وأيضاً طير الباز الأوروبي الآسيويّ، وأيضاً طير الحدأة السوداء، إضافةً إلى طير العوسق، وهنالك الطير الاستوائي ذو المنقار الأحمر، وهنالك طائر العريس، إضافة إلى طير الزقزاق الرمادي، وطير الخرشنة المتوجة، والخرشنة بيضاء الخدين، وأيضاً الخرشنة الملجمة، إضافة إلى طائر نورس المسك، ولا ننسى مالك الحزين، وعدد كبير مما لا يُعدّ ولا يُحصى من أنواع الطيور.
وقد بذلت الدولة جهوداً في سبيل الحفاظ على أن تكون هذه الجزيرة بيئةً مُفضّلةً وملائمةً لحياة الطيور، مُحافظةً بذلك على نظام حالول الحيوي، حيث قامت بتعزيز غطائها النباتي، كونه أحد أهمّ عناصر الجذب لأنواع الطيور المختلفة.