جزيرة العرب
جزيرة العرب
تُسمّى حالياً بشبه الجزيرة العربية، ويُطلق عليها اسم شبه القارة العربية. تحتلّ هذه الجزيرة موقعاً لها في الجنوب الغربي من قارة آسيا، وتُعتبر أكبر شبه جزيرة في العالم من حيث المساحة؛ إذ تصل مساحتها إلى ثلاثة ملايين ومئتين وسبعٍ وثلاثين ألف وخمسمائة كيلومتر مُربّع، وتُعتبر جزءاً مهمّاً جداً في شبه القارة الآسيوية، ولها دور سياسي ذو أثر وأهميّةٍ كبيرة.
تُعتبر جزيرة العرب الأكثر أهميّةً من الناحية الجيوسياسية؛ إذ تمتلك أكثر احتياط نفطيّ ومصدر للغاز الطبيعيّ، وجاءت نشأة شبه الجزيرة إثر حدوث تصدّع في منطقة البحر الأحمر قبل ما يزيد على ستٍّ وخمسين مليون سنة. يَحدّها من الناحية الغربية البحر الأحمر، وتشترك بحدود مع الخليج العربي من الناحية الشمالية الشرقية، ومع المحيط الهندي لها حدود من الناحية الجنوبيّة الشرقية.
الجغرافيا
تتّخذ شبه الجزيرة العربيّة من القارة الآسيويّة مستقراً لها، وتتداخل مع مجموعة من الصحاري الواقعة إلى شمالها كالصحراء الشامية والعراقية؛ إذ تختلط الحدود وتبدو غير واضحة المعالم، وتُعتبر الحدود الصحراويّة أكثر معالم شبه الجزيرة العربية وضوحاً التي تسود مساحات شاسعة منها، ما عدا المناطق القريبة من الجنوب الغربي؛ إذ تنتشر السلاسل الجبليّة وتُسجّل هطولاً مطريّاً جيداً خلال العام، وتُعتبر المنطقة المسمّاة بحارة الشام الممتدة بدءاً من الشمال الغربي نحو الأردن والجنوب السوري، وتعتبر هذه المنطقة بركانية.
يسود المناخ القاري منطقة شبه الجزيرة العربيّة؛ حيث يكون صيفها حاراً وشتاؤها بارداً، وتسجّل هطولاً مطرياً بمعدّل 23 سنتيمتر مربّع سنوياً. يمتاز طقس شبه الجزيرة العربية بالجفاف، إلّا أنّ المناطق الجبليّة والقمم المرتفعة تكون أقل حرارة من سائر أنحاء المنطقة، كما تسود الأجواء الباردة المناطق الحدودية الساحلية بالقرب من بحر العرب، ويشهد الصيف هبوباً لبعض النسائم ذات الرطوبة إثر تحرّك المياه الباردة بشكل مفاجئ نحو الساحل، ومن أشهر تضاريس منطقة شبه الجزيرة العربية:
- هضبة نجد؛ وتمتاز بخصوبة أراضيها وبأنّها صالحة للرعي، وكثرة الأودية فيها.
- الصحاري.
- تهامة.
- الجبال.
اكتشاف النفط
تُعتبر حادثة اكتشاف النفط واستخراجه في منطقة شبه الجزيرة العربية الحدث التاريخي الأكثر أهميّةً، وكان ذلك في عام 1930م؛ إذ تمّ اكتشاف وجود كميّات ضخمة من النفط في المنطقة والتي تعود بالنفع على المنطقة، وتعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الثانية على مستوى العالم التي تحتوي على احتياط نفطي؛ إذ تنتج أكثر من اثنين وأربعين مليار متر مُكعّب أي ما يساوي مليارين ونصف برميل.
الأقاليم
أرّخ المسلمون منطقة شبه الجزيرة العربية إلى العديد من الأقاليم والمناطق الجغرافيّة على النحو التالي:
- بلاد الحجاز: هي إحدى المناطق التاريخيّة في شبه الجزيرة العربية، تقع في الناحية الشمالية الغربية امتداداً إلى غرب شبه الجزيرة العربية، وتشير الدلالة باسم الحجاز إلى الحدّ الفاصل بين منطقتين، وهي حاجز يفصل بين تهامة ونجد، وتضاربت الآراء حول سبب التسمية بأن المدينة كانت قد قامت باحتجاز حرة بنو سليم وحرة واقم، وغيرها.
- تبدأ بلاد الحجاز من الجهة الجنوبيّة من منطقة الباحة، وتمتدّ وصولاً إلى كلٍّ من تبوك وجبال مدين وتنتهي هناك، وتتّخذ من الجهة الغربية والجنوبية والشمالية الغربيّة موقعاً لها في شبه الجزيرة العَربية، وتُصنّف تضاريس المنطقة إلى جبال وحرات بركانية وأودية وسهول، ومن أشهر هذه الأودية وادي الفرع ووادي النّعمان، ووادي الشاقة الجنوبية والشمالية، ووادي الصدر ووادي غيهب، أمّا السهول فمن بينها سهل السي، وسبخة المدينة المنورة، وسبخة قريات الملح، وغيرها.
- نجد: يتربّع إقليم نجد فوق هضبة يصل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر ما بين سبعمائة وحتى ألف وخمسمائة متر، وتُعتبر هذه المنطقة الأكبر في شبه الجزيرة العربية من حيث المساحة، وتتّخذ موقعاً لها في أواسط منطقة شبه الجزيرة العربية، وتُعتبر هذه المنطقة منطلقاً لممالك كندة وتميم وغطفات وتنوخ وبني حنيفة وبني أسد، وتُعتبر النواحي الشماليّة منها مناطق حدودية.
- تُعتبر النواحي الغربيّة والشمالية مناطق صالحة للرعي؛ إذ تعتبر منطقة عالية نجد من أهمّ المراعي في المنطقة؛ إذ تحتلّ موقعاً بين الحجاز وجبل طويق، وتُصنّف حواضر إقليم نجد إلى عدة أقاليم من أهمها: جبال شمر، والوشم، وإقليم السر، والزلفي، والقصيم، وعالية نجد وغيرها.
- إقليم البحرين: تتّخذ هذه المنطقة موقعاً لها في الناحية الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وتمتدّ مساحات هذا الاقليم بدءاً من البصرة في الشمال وصولاً إلى سلطنة عُمان في الجنوب، ويمتدّ إقليم البحرين على طول سواحل الخليج العربي، وتضمّ مجموعةً من الآثار التاريخية من أهمها موقع تاج، وموقع الزارة، وموقع الدفي وغيرها.
- بلاد اليمن: بدأ تاريخ هذا الإقليم في الفترة المحصورة ما بين القرون الثلاث الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر خلال فترة حكم الدولة الرسولية، وتحتضن كلّاً من جمهورية اليمن والمناطق الواقعة في الجنوب السعودي ومن ضمنها: عسير، ونجران، وجازان، والباحة، والقنفذة. تشترك بحدودٍ مع الحجاز، واليمامة، ونجد، واليمن من الناحية الشمالية، ومع البحر الأحمر من الناحية الغربية، أمّا الناحية الشرقية فتربطها حدود مع إقليم عمان، ومع خليج عدن وبحر العرب من الناحية الجنوبية.
- الربع الخالي: تتصدر صحراء الربع الخالي المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث المساحة؛ إذ تمتدّ لمساحة تصل إلى ستمائة وخمسين ألف كيلومتر مربّع، وتقع في الناحية الجنوبية الشرقية من منطقة شبه الجزيرة العربية، ويُقسّم الربع الخالي بين أربع دول وهي: اليمن، والسعودية، وعمان، والإمارات، وتمتدّ إلى طول يفوق الألف كيلومترٍ بعرض خمسمائة كيلومتر مربع، وتُشكّل الكثبان الرملية كلّ تضاريسها، ويبلغ مستوى ارتفاعها أكثر من ثلاثمائة متر، وتُعتبر من الرمال المتحركة.
- تهامة: تُعتبر سهلاً ساحليّاً يوازي سواحل البحر الأحمر، ويمتدّ نحو أقاليم الحجاز واليمن غرباً، ويُعتبر مُسمّى تهامة من أسماء مكة المكرمة، وأصبحت مكة المكرمة تنضمّ إلى إقليم تهامة إلى جانب جدة وينبع ومحايل عسير والمخواة وغيرها. يتأثّر مناخ جزيرة العرب بالمناخ الحار، فتكون درجة الحرارة عالية الارتفاع خلال فصل الصيف، وذلك نظراً لانخفاض ارتفاع المنطقة، كما أنّه يسودها جوٌّ رطب حيث ترتفع نسبة الرطوبة إلى خمسٍ وثمانين بالمئة.
- إقليم اليمامة: يقع إقليم اليمامة في الناحية الجنوبية لإقليم نجد، وهذا الإقليم عاصر العصر الجاهلي وأوائل العصر الإسلامي، ويعود سبب التسمية بهذا الاسم إلى طائر اليمام السائد في تلك المنطقة.
الحدود السياسية
تحتضن شبه الجزيرة العربيّة سبع دولٍ تُقسم مساحتها البالغة إلى ثلاثة ملايين كيلومتراً مربّعاً بين هذه الدول، وتسود هذه المنطقة بشكل أكبر المناطق الصحراوية، تُسجّل هطولاً مطرياً أحياناً، كما أنّها تُسجّل درجات حرارة مرتفعة جداً قد تصل إلى أربعٍ وخمسين درجة مئوية أحياناً، ودول شبه الجزيرة العربية هي: الكويت، والبحرين، وقطر، والإمارات ؛ وهي تقع في الناحية الشرقية، وسلطنة عُمان في الناحية الجنوبية الشرقية، واليمن في جنوب المنطقة، أمّا المملكة العربية السعودية فتتمركز في منتصف منطقة شبه الجزيرة العربية، وتشكل دول شبه الجزيرة العربيّة بمجموعها مجلس التعاون الخليجي، وتُعتبر هذه المنطقة موطناً لأكبر احتياطٍ عالميّ للنفط، وتحتلّ السعودية والإمارات المرتبة الأولى من الناحية الاقتصادية.