كيف نرى الأشياء

العين

هي عضو من أعضاء جسم الإنسان، وتُعتبر من أهمّ الحواس الخمسة التي اهتمّ العلماء في معرفة تفاصيلها وكيفيّة عملها؛ فقد أبدع العالم العربي ابن الهيثم في تشريح العين ومعرفة أجزائها وكيفيّة عمل كلّ جزءٍ منها، فكان أوّل عالمٍ يشرح مبدأ الرؤية لدى الإنسان بشكل علميّ ومنطقيّ، فأكّد ابن الهيثم على أنّ الرؤية لا تتمّ إلا بوجود الضوء الساقط على الأشياء التي نريد رؤيتها؛ حيث إنّ هذا الضوء الساقط على الأشياء يرتدّ عن الأشياء التي وقع عليها نظرنا، وهذه الأشياء المرئيّة تعكس كمياتٍ مختلفة من هذا الضوء مما يتيح للناظر رؤيتها بألوانها.

أجزاء العين

للعين عدّة أقسام تعمل بترابط وتناغمٍ مع بعضها البعض بأمرٍ من الدماغ، وهي:

  • مقدمة العين: تحتوي مقدّمة العين على ثلاثة أجزاءٍ رئيسيّة وهي القرنيّة، والقزحيّة، والبؤبؤ؛ حيث تُمثّل القرنيّة الجزء الأمامي الشفاف من العنين، أمّا القزحية أو ما تُسمّى بـ (الحدقة) فهي الحلقة الملوّنة في العينين كما تتوسّطها دائرةٌ سوداء اللون، أمّا البؤبؤ فهو الدائرة السوداء التي تتوسّط الحدقة كما تمّ ذكره، وهو عبارة عن ثقبٍ وظيفته السماح للضوء بالمرور إلى العين، أمّا بالنسبة لدور هذه الأجزاء في عملية الرؤية أو الإبصار فهي تبدأ عندما يسقط الضوء على الأشياء ثم ارتداد هذا الضوء الساقط على العين من خلال القرنيّة ودخول هذا الضوء إلى الأجزاء الداخلية للعين وتركيزه من خلال البؤبؤ، ودور القزحية (الحدقة) فهي التي تسمح للبؤبؤ بالتوسُّع أو التضيُّق بشكلٍ عكسيّ مع كمية الضوء الساقط أو المرتدّ على مقدمة العين.
  • وسط العين: يتألف وسط العين من جزءٍ مهمّ يُسمّى العدسة، ووظفية العدسة هي تلقّي الضوء القادم من خلال البؤبؤ وتخزينه على شكل صور ثم تمريره للجزء الخلفيّ من العين، ووسط العين مليء بمادة هلاميّة تُسمّى الجسم الزجاجيّ والسبب هو شفافيّة هذه المادة، ووظيفتها السماح للضوء بالمرور من مُقدّمة العين مروراً بوسطها حتى مؤخرتها بكلّ سهولة.
  • مؤخرة العين: تتألّف مؤخرة العين من الشبكيّة؛ حيث تحتوي الشبكيّة على ملايين الخلايا التي تعمل كمُستقبلاتٍ بصريّة للصورة المنقولة لها من العدسة، وتحتوي كلّ عينٍ سليمة للإنسان على عصبٍ بصريّ ذي شكلٍ إسطواني أو مخروطيّ يعمل كممرّ ناقل للإشارات القادمة من خلايا الاستقبال البصريّ للدماغ، والدماغ بدوره يستعمل هذه الإشارات ويَربطها معاً ليُشكّل صورةً واحدة، في النهاية فإننا نُشبّه العين بآلة التصوير التي تلتقط الصور وتُخزّنها، ولِنعلم أنّ هذه العمليّة تحدث بسرعةٍ هائلةٍ ليستطيع الإنسان الرؤية بشكلٍ واضح لكلّ الأشياء المُحيطة من حوله.