نقص هرمون الغدة النخامية
نظرة عامة حول نقص هرمون الغدة النخامية
يُمثل نقص هرمون الغدة النخامية أو ما يُعرف بقصور نشاط الغدة النخامية (بالإنجليزية: Hypopituitarism) حالة تُشير إلى فشل النخامية في إنتاج أحد هرموناتها، أو أكثر من هرمون واحد منها، أو جميعها،[١] وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) وتجدر الإشارة إلى أنّ معاهد الصحة الوطنية (بالإنجليزية: National Institutes of Health) قد صنّفت قصور نشاط الغدة النخامية ضمن الاضطرابات نادرت الحدوث،[٢] وقد نشرت مجلة “Lancet” إحصائية عام 2007م بيّنت فيها أنّ نسبة انتشاره تبلغ حوالي 45.5 حالة لكلّ 100 ألف شخص بغضّ النظر عن الجنس.[٣]
في سياق الحديث عن نقص هرمون الغدة النخامية، يُشار إلى أنّ الغدة النخامية تُوجد داخل مُجسّم عظمي في قاعدة الدماغ يُعرف بالسرج التركي (باللاتينية: Sella turcica)، ويبلغ حجم هذه الغدة حجم حبة البازلاء تقريبًا،[٤] ومن الجدير ذكره أنّ الغدة النخامية تُعرف أيضًا بالغدة الرئيسية (بالإنجليزية: Master gland)؛ نظرًا لأهمية دورها في تنظيم عمل مجموعة من الغدد والأعضاء الأخرى الموجودة في الجسم؛ كالغدة الدرقية، والغدة الكظرية، والمبيضين، والخصيتين، وتنقسم الغدة النخامية إلى جزئين؛ أمامي وخلفي، ويقوم كلّ جزء منهما بإنتاج وإفراز مجموعة من الهرمونات؛ وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الهرمونات تُعرف بأنّها مواد كيميائية تقوم بحمل الرسائل ونقلها من خليةٍ لأخرى عن طريق مجرى الدم.[١][٥] نُبين فيما يأتي أهمّ هرمونات الغدة النخامية:[٤]
- هرمونات النخامية الأمامية: والتي تتضمّن ما يأتي:
- هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone)، حيث يقوم بتنظيم عملية النمو والتطور البدني في الإنسان، ويؤثّر بشكلٍ أساسي في تكوين شكل الجسم عن طريق تحفيز تكوّن العضلات وتقليل الأنسجة الدهنية.
- الهرمون المنبه للدرقية أو الهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid stimulating hormone)؛ حيث يقوم بتحفيز الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها.
- الهرمون المنشط لقشرة الكظرية أو الهرمون الموجِّه لقشر الكظر (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic hormone)؛ والذي يقوم بتحفيز الغدة الكظرية لإنتاج الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) والهرمونات الأخرى.
- الهرمونات المطلقة لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin-releasing hormone) واختصارًا (GnRH)، مثل؛ الهرمون المُنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone) والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone)، حيث تقوم هذه الهرمونات بعدّة أدوار، منها؛ تحفيز الخصيتين لإنتاج السائل المَنَوِيّ، والمبيضين لإنتاج البويضات، والأعضاء الجنسية لإنتاج الهرمونات الجنسية؛ كالتستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) والإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen).
- البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin)؛ حيث يقوم بتحفيز غدد الثدي لإنتاج الحليب.
- هرمونات النخامية الخلفية: يُخزّن هذا الجزء من النخامية نوعين من الهرمونات يتمّ إفرازها من منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) في الدماغ، بحيث تقوم التخامية فيما بعد بإفرازهما في مجرى الدم وفقًا لحاجة الجسم، وفيما يأتي بيان لهذه الهرمونات:[٦]
- الهرمون المانع لإدرار البول (بالإنجليزية: Anti-diuretic hormone) أو الفازوبرسين (بالإنجليزية: Vasopressin)؛ حيث يقوم بتنظيم ضغط الدم وتوازن الماء في الجسم.
- هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin)؛ حيث يقوم بتحفيز انقباضات الرحم أثناء عملية الولادة، وإفراز الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية.
أعراض نقص هرمون الغدّة النخامية
تظهر أعراض نقص هرمون الغدّة النخامية وتتطوّر بشكلٍ بطيء، وتختلف من شخصٍ لآخر اعتمادًا على عدة عوامل؛ من بينها: عدد الهرمونات المُتأثرة بسبب هذا الاضطراب، ونوعها، والأعضاء التي تؤثّر فيها، وشدّة الاضطراب،[٧][٨] وعمر المُصاب عند تشخيصه،[١] وبالتالي فإنّ نقص هرمونات النخامية من شأنه التأثير في وظائف الجسم الروتينية المُختلفة، مثل؛ النمو، وضغط الدم، والتكاثر، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال نقصان أكثر من هرمون من هرمونات الغدة النخامية في ذات الوقت؛ فإنّ ذلك قد يؤثر في الأعراض التي تظهر على الشخص؛ بمعنى إذا كان المُصاب يُعاني من نقص في هرمونٍ مُعين ومن ثمّ تطوّر لديه نقص في هرمون آخر، فإنّ نقصان الهرمون الثاني قد يعمل على زيادة شدة أعراض نقصان الهرمون الأول، وقد يعمل على تخفيف الأعراض أو إخفائها في أحيانٍ أخرى،[٨] ويُشار إلى احتمالية مُعاناة الشخص من أعراضٍ أخرى مُرتبطة بالمُسبّب إلى جانب الأعراض المُصاحبة لحالة نقص هرمونات النخامية؛ كالأعراض المُرتبطة بالضغط الناجم عن الأورام في حال كانت الأورام هي المُسبّب لحدوث نقص هرمونات النخامية،[١] ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض الناتجة عن اضطراب نقص هرمون الغدة النخامية قد تتشابه مع العديد من أعراض المشاكل الصحية الأخرى، وبالتالي فإنّه من المهم مراجعة الطبيب لإجراء التشخيص. وبشكلٍ عامّ نُبين أهمّ الأعراض الناتجة عن نقص كل هرمون من هرمونات الغدة النخامية على النّحو التالي.[٩]
الهرمونات المطلقة لموجهة الغدد التناسلية
تتمثل إصابة الأطفال والمراهقين بحالة نقص الهرمونات المطلقة لموجهة الغدد التناسلية في المُعاناة من تأخر البلوغ،[٨][١٠] أما في حالة البالغين؛ فتختلف الأعراض بين النساء والرجال، ولكن هُناك أعراض قد تحدث بغضّ النظر عن الجنس؛ كالإرهاق، والعقم، وانخفاض الرغبة الجنسية، ويُمكن بيان الأعراض الأخرى تبعًا للجنس على النّحو التالي:[٩][٨]
- النساء: تظهر الأعراض على النساء اللاتي لم يصلن سنّ انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause) نتيجة تسبّب هذه الحالة بنقصان إنتاج البويضات وتشكّل هرمون الإستروجين من المبيضين، ومن بين الأعراض التي قد يُسببها ذلك نذكر منها ما يأتي:
- غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
- جفاف المهبل.
- فقدان بعض الصفات الأنثوية.
- الهبّات الساخنة (بالإنجليزية: Hot flash).
- تدني نمو شعر العانة.
- عدم القدرة على إنتاج الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية.
- الرجال: تظهر الأعراض على الرجال نتيجة تسبّب هذه الحالة بانخفاض إنتاج السائل المنويّ وهرمون التستوستيرون في الخصيتين، ومن بين الأعراض التي قد يُسببها ذلك نذكر منها ما يأتي:
- الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب.
- تقلّص حجم الخصيتين.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية مقارنةً بالعدد الطبيعي.
- فقدان بعض الصفات الذكورية.
- تدني نمو شعر الوجه والجسم.
- التقلّبات المزاجية.
هرمون النمو
يُعاني الأطفال المُصابين بنقص هرمون النمو من حالة نقص النمو والتقزّم (بالإنجليزية: Dwarfism)، في حين أنّ مُعظم البالغين المُصابين بهذه الحالة لا تظهر لديهم أيّ أعراض، إلا أنّ البعض قد يُعاني من أعراضٍ مُعينة، نذكر منها ما يأتي:[٩][٨]
- الإرهاق.
- ضعف العضلات.
- تراجع الكتلة العظمية.
- تغيّرات في نسبة دهون الجسم.
- فقدان الطموح.
- العزلة الاجتماعية.
الهرمون المنبه للدرقية
يؤدي نقصان الهرمون المنبه للدرقية إلى خمول أو قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، ممّا يتسبب بظهور عدة أعراض، نذكر منها ما يأتي:[٩]
- الارتباك.
- عدم تحمّل البرودة.
- زيادة الوزن.
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
الهرمون المنشط لقشرة الكظرية
يؤدي نقصان الهرمون المنشط لقشرة الكظرية إلى خمول الغدة الكظرية، وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة، إلّا أنّه وفي حال حدوثها فإنّ ذلك قد يتسبّب بظهور عدّة أعراض؛ نذكر منها ما يأتي:[٩][٨]
- التعب والإرهاق الشديد.
- انخفاض ضغط الدم بما قد يُعرّض المُصاب إلى خطر حدوث الإغماء.
- انخفاض مستوى سكر الدم.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- الارتباك.
- التقيؤ.
- الغثيان.
- ألم البطن.
- التعرّض للعدوى بشكلٍ مُتكرر أو لفترةٍ طويلة.
البرولاكتين
يُعدّ نقصان هرمون البرولاكتين من الحالات النادرة التي تحول دون قدرة الأم على إنتاج الحليب بعد عملية الولادة، وهذا بحدّ ذاته يحدّ من قدرتها على إرضاع طفلها طبيعيًا.[٩]
الهرمون المانع لإدرار البول
يترتب على نقص الهرمون المانع لإدرار البول خروج كمية كبيرة وغير مُسيطر عليها من البول من الجسم، ممّا قد يُسبّب العطش الشديد.[١]
هرمون الأوكسيتوسين
في الحقيقة، لم يتمكّن الخبراء حتّى الآن من فهم تأثير نقصان كمية الأوكسيتوسين في الجسم، ولكن؛ قد يُصاحب نُقصانه لدى المُرضع الحدّ من خروج الحليب بما يحول دون قدرتها على تقديم الرضاعة الطبيعية لطفلها، وقد ربط بعض العلماء نقص هرمون الأوكسيتوسين باضطرابات التوحد؛ كمتلازمة أسبرجر (بالإنجليزية: Asperger syndrome)، فمن المعروف أنّ ضعف الأداء الاجتماعي يُمثل أحد أهمّ أعراض هذه الاضطرابات، ويعتقد بعض الباحثين أنّه من الممكن استخدام الأوكسيتوسين لعلاج هذه الحالات، على الرغم من عدم وجود ما يدعم هذه الاعتقادات.[١١]
أسباب نقص هرمون الغدّة النخامية
قد تكون الإصابة بنقص هرمون الغدة الدرقية مجهولة السبب، في حين تكون أسبابها معروفةً في بعض الحالات، وفيما يأتي بيان لأبرز أسباب نقص هرمون الغدة الدرقية:[١٢][١٣]
- أمراض تحت المهاد، فمن المعروف أنّ تحت المهاد تُمثل الجزء من الدماغ الموجود فوق الغدة النخامية، وتقوم هذه المنطقة بإنتاج وإرسال مجموعة من الهرمونات المُثبطة والمُحفزة التي تؤثر بشكلٍ مُباشر وطبيعي في الغدة النخامية وتعمل على تنظيم وظائفها، وبالتالي فإنّ حدوث أيّ ضرر لمنطقة تحت المهاد قد يؤدّي إلى نقص هرمون الغدّة النخامية، وقد ينجم ذلك عن إصابتها بالأورام أو أمراضٍ أخرى.
- أورام الغدة النخامية، وبشكلٍ عامّ كلما زاد حجم ورم الغدة النخامية، زاد الضغط والضرر الناجم على أنسجتها، ممّا يؤثّر في إنتاجها للهرمونات، ومن الجدير بالذكر أنّ الضغط الناتج عن هذا الورم يؤثّر أيضًا في الأعصاب البصرية ويتسبّب بإحداث اضطراباتٍ في الرؤية.
- إصابات الرأس.
- الخضوع لعملياتٍ جراحية في منطقة الدماغ.
- تعرّض منطقة الرأس أو العنق للعلاج الإشعاعي.
- السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) أو النزيف داخل الدماغ أو الغدة النخامية، أو انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ أو الغدة النخامية.
- استخدام أنواع مُعينة من الأدوية، فقد يحدث ذلك كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها؛ خاصّة إذا لم يتمّ استخدامها بالجرعات التي يصِفها الطبيب وبطريقةٍ مُغايرة لتوصياته، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: الأدوية الناركوتية (بالإنجليزية: Narcotics)، والكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) بجرعاتٍ مرتفعة، وبعض الأدوية المُستخدمة لعلاج السرطان والتي يُطلق عليها اسم مثبطات نقاط التفتيش (بالإنجليزية: Checkpoint inhibitors).
- التهاب الغدة النخامية (بالإنجليزية: Hypophysitis)؛ وقد يحدث ذلك نتيجة حدوث استجابة غير طبيعية لجهاز المناعة.
- عدوى الدماغ؛ كالتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، أو العدوى التي قد تنتشر إلى الدماغ من أماكن الجسم الأخرى، مثل مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) والزهري (بالإنجليزية: Syphilis).
- فقدان كمية كبيرة من الدم أثناء الولادة؛ ممّا قد يؤدّي إلى الإضرار بالجزء الأمامي من الغدة النخامية، وتُعرف هذه الحالة بمتلازمة شيهان (بالإنجليزية: Sheehan’s syndrome) أو متلازمة النخر النخامي التالي للولادة (بالإنجليزية: Postpartum pituitary necrosis).
- الأمراض الارتشاحية (بالإنجليزية: Infiltrative diseases)؛ والتي قد تُصيب أعضاءً مختلفة من الجسم، ونذكر منها ما يأتي:
- الغرناوية أو داء الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis)؛ وهو مرض التهابيّ يؤثر في عدّة أعضاء مُختلفة من الجسم.
- كثرة المنسجات لخلايا لانغر هانز (بالإنجليزية: Langerhans cell histiocytosis)؛ حيث تقوم فيه الخلايا غير الطبيعية بإحداث نُدبٍ في أجزاءٍ مُختلفة من الجسم.
- داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis)؛ والذي يتسبّب بترسّب كميات الحديد الزائدة في الجسم داخل أنسجته المُختلفة؛ بما في ذلك أنسجة الكبد.
- الاضطرابات الوراثية، فعلى الرغم من أنّ أغلب الحالات لا تُعدّ وراثية، إلّا أنّ بعض الاضطرابات الوراثية النادرة قد تتسبّب بحدوث نقصٍ في هرمون الغدّة النخامية؛ فقد تؤثر بعض الطفرات في جيناتٍ مُعينة بما يُخلّ بقدرة الغدة النخامية على إنتاج هرموناتها، ومن الجدير بالذكر أنّ ظهور الاضطراب في أغلب الحالات يبدأ بشكلٍ مُبكر عند الولادة أو في مرحلة الطفولة.[١٢][١]
تشخيص نقص هرمون الغدّة النخامية
تبدأ عادة عملية تشخيص نقص هرمون الغدّة النخامي بقيام الطبيب بتوجيه مجموعة من الأسئلة للشخص حول سيرته الطبية،[١٠] وبمجرّد تراود الشكوك لدى الطبيب بوجود مشكلةٍ متعلقةٍ بهرمونات الغدة النخامية؛ فإنّه يقوم بإخضاع الفرد لمجموعةٍ من الاختبارات بناءً على حالته، ونذكر من أبرز هذه الاختبارات ما يأتي:[١٤][١٥]
- اختبارات الدم: تُساعد هذه الاختبارات على تقييم مستويات الهرمونات في الجسم وتحديد ما إن كان هُناك انخفاض في أيٍّ منها والسبب وراء ذلك، إضافةً إلى دور اختبارات الدم في استبعاد أيّ أسباب أخرى، وتتضمّن اختبارات الدم ما يأتي:
- فحص مستوى هرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) ومستوى الهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid–stimulating hormone).
- فحص مستويات الهرمون المنشط للحوصلة، والهرمون المنشط للجسم الأصفر، والهرمونات الجنسية استنادًا لجنس الشخص؛ مثل: الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol) للإناث والتستوستيرون للذكور.
- فحص مستوى البرولاكتين.
- الاختبارات التحفيزية: إذ يُمكن من خلال هذه الاختبارات قياس مستويات الهرمون في الجسم، وتُجرى عادة في عيادات متخصصة لحالات الغدد الصماء وأمراضها، حيث يقوم الطبيب بقياس مستوى الهرمون المعنيّ بعد إعطاء المُصاب أدوية تُحفّز إفرازه، ومن الأمثلة على هذه الاختبارات: فحص تحفيز الهرمون المُوجِّه لقشرِ الكظر (بالإنجليزية: ACTH stimulation test)، وفحص تحفيز هرمون النموّ (بالإنجليزيّة: Growth hormone stimulation test).
- الاختبارات التصويرية: يُمكن عن طريقها التحقق من وجود أيّ مشاكل في الغدة النخامية أو حتى وجود ورم فيها، ومن الأمثلة عليها: التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging)، والتصوير المقطعي عالي الدقة (بالإنجليزية: High-resolution computerized tomography)، وفي سياق الحديث عن الاختبارات التصويرية يُشار إلى احتمالية إخضاع الأطفال لتصوير الأيدي بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays of the hands) وذلك بهدف التأكد من أنّ العظام تنمو بشكلٍ طبيعي.
- الاختبارات البصرية: تُجرى هذه الاختبارات لتحديد ما إذا كان النمو الناجم عن أورام الغدة النخامية قد أدّى إلى الإضرار بقدرة الشخص على الإبصار أم لا.
علاج نقص هرمون الغدّة النخامية
تهدف خطة العلاج إلى استعادة قدرة الغدة النخامية على القيام بوظائفها الطبيعية، ويعتمد اختيار العلاج الأنسب على عواملٍ عدّة؛ منها: عمر المُصاب، وصحّته العامة، والأعراض الظاهرة، وشدّة الحالة، والسبب المؤدّي إلى حدوث هذا الاضطراب، ويُمكن بيان الخطة العلاجية المُتبعة في حالات نقص هرمون الغدّة النخامية على النّحو التالي:[١٠]
- علاج المُسبّب: من المهم جدًا علاج السبب الكامن وراء حدوث اضطراب نقص هرمون الغدة النخامية لضمان عودتها للعمل كما يجب، فعلى سبيل المثال؛ في حال عُزي هذا الاضطراب إلى وجود ورمٍ في النّخامية فقد يتمّ إخضاع المريض لعمليةٍ جراحيةٍ لإزالة الورم، ممّا يُساعد على تحسين وظائف الغدة النخامية، وقد يُلجأ أحيانًا إلى العلاج الإشعاعي أيضًا.[١٦]
- العلاج بالهرمونات البديلة: (بالإنجليزية: Hormone replacement therapy)، يهدف هذا العلاج إلى تعويض نقص الهرمونات، وقد يتطلّب الأمر الاستمرار عليها مدى الحياة، حيث يقوم الطبيب بإعطاء التعليمات اللازمة للمُصاب بما يتعلّق بأخذ الأدوية والتعامل مع أيّ ظرف قد يطرأ؛ كالتعرّض للتوتر والقلق والأمراض وغيرها،[١٠][١٦] كما يجب مُراجعة الطبيب بشكلٍ مُتكرر لمتابعة الحالة وتعديل الجرعات بما يتناسب مع وضع المُصاب،[١٤] ونذكر فيما يأتي لابرز الهرمونات البديلة التي قد يصِفها الطبيب وفقًا لحالة المُصاب:[١٦][١٧]
- الشكل المُصنّع من الهرمون المانع لإدرار البول (بالإنجليزية: Synthetic ADH).
- الكورتيكوستيرويدات؛ والتي من شأنها المُساهمة في تعويض نقص هرمونات الكظرية الناجم عن انخفاض في مستويات الهرمون الموجِّه لقشر الكظر، وتؤخذ هذه الأدوية عادةً عن طريق الفم، ومن الأمثلة عليها: البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، والهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone).
- هرمونات الغدة الدرقية، والتي تُوصف في حالة قصور الدرقية، ويُمكن علاج ذلك عن طريق تناول دواء الليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxine).
- هرمون النمو، ويُسمّى بالسوماتروبين (بالإنجليزية: Somatropin)، ويُعطى عادةً عن طريق حقنه تحت الجلد.
- هرمونات الخصوبة أو ما يُعرف بالغونادوتروبينات (بالإنجليزية: Gonadotropins)، والتي تُوصف في حالات العُقم الناتج عن نقص هرمون الغدة النخامية، حيث تعمل على تحفيز الإباضة لدى النساء، وتكوين السائل المنوي لدى الرجال، وتُعطى هذه الأدوية عن طريق الحقن.
- الهرمونات الجنسية، والتي تُوصف بهدف تعويض هرمون التستوستيرون لدى الرجال، بحيث تُعطى عن طريق الحقن أو لصقة جلدية أو جل موضعي يُطبق على الجلد، وكذلك قد تُوصف الهرمونات الجنسية للنّساء بهدف تعويض هرمون الإستروجين وحده أو كمزيج مع هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)؛ وتتوفّر هذه الأدوية على شكل أقراص فموية، أو جل، أو لصقات جلدية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح “Hypopituitarism”, www.yourhormones.info,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ Bernard Corenblum, James R Mulinda (9-6-2020), “What is the prevalence of hypopituitarism (panhypopituitarism)?”،www.medscape.com, Retrieved 9-7-2020.
- ↑ Harald Jörn Schneider, Gianluca Aimaretti, Ilonka Kreitschmann-Andermahr, et al (9-7-2020), “Hypopituitarism”،www.pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 9-7-2020.
- ^ أ ب Ian M. Chapman (9-7-2020), “Overview of the Pituitary Gland”،www.merckmanuals.com, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ “What is the pituitary gland?”, www.pituitary.org.uk,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ “Pituitary gland”, www.yourhormones.info,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ “Hypopituitarism”, www.medlineplus.gov,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح “Hypopituitarism”, www.mayoclinic.org,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح “Hypopituitarism”, www.hopkinsmedicine.org,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Hypopituitarism”, www.cedars-sinai.org,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ “Oxytocin”, www.yourhormones.info,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ^ أ ب “Hypopituitarism”, www.nchmd.org,18-5-2019، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ “Hypopituitarism”, www.pituitary.org,9-7-2020، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ^ أ ب “Hypopituitary”, www.webmd.com,10-7-2020، Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ “Hypopituitarism”, www.mayoclinic.org,10-7-2020، Retrieved 10-7-2020.
- ^ أ ب ت “Hypopituitarism”, www.hormone.org,10-7-2020، Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ “Hypopituitarism”, www.drugs.com,18-5-2019، Retrieved 10-7-2020. Edited.