ما هي أكبر غدة في جسم الإنسان
تعريف الغدد
تعتبر الغدد (بالإنجليزية: Glands) أعضاء مهمة تنتشر في جميع أنحاء جسم الإنسان، مسؤولة عن إنتاج وإطلاق المواد التي يحتاجها الجسم لأداء وظائف معينة، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين هما:[١]
- الغدد الصماء: (بالإنجليزية: Endocrine Glands)، تنتج الغدد الصماء الهرمونات وتطلقها إلى مجرى الدم، لتقوم هذه الهرمونات بدورها بعدد من الوظائف، ومنها: نموّ وتطوّر الإنسان، وعمليات الأيض في الجسم، وتحسين المزاج، بالإضافة إلى التكاثر، ومن الأمثلة على الغدد الصماء ما يأتي: الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal glands)، والغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland)، وتحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus Glands)، بالإضافة إلى الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Glands)، والغدة الصنوبرية (بالإنجليزية: Pineal gland)، أمّا البنكرياس، والكلى، والمبايض، والخصيتان فهي أعضاء تعمل كالغدد بسبب احتوائها على أنسجة الغدد الصماء.
- الغدد خارجية الإفراز: (بالإنجليزية: Exocrine Glands)، تلعب الغدد خارجية الإفراز دوراً مهماً في جسم الإنسان، حيث تطلق العديد من المواد والتي لا تعتبر هرمونات؛ كالعرق، واللُّعاب، والدموع عبر قنوات خارج الجسم، لتساهم هذه المواد في تنظيم درجة حرارة الجسم، وتحمي الجلد والعينين، كما تنتج حليب الأم لإرضاع الأطفال، وهذه الغدد هي: الغدد اللعابية (بالإنجليزية: Salivary glands)، والغدد العرقية (بالإنجليزية: Sweat Glands)، والغدد الثديية (بالإنجليزية: Mammary Glands)، والغدد الدهنية (بالإنجليزية: Sebaceous Glands)، والغدد الدمعية (بالإنجليزية: Lacrimal Glands). ومن الجدير بالذكر أنّ العقد الليمفاوية هي جزء من نظام المناعة وليست غدداً، ومهمتها هي مساعدة الجسم على مكافحة العدوى.
الكبد أكبر غدة في جسم الإنسان
تعريف الكبد
يعتبر الكبد أكبر غدة في جسم الإنسان، وأكبر وأثقل عضو صلب فيه؛ حيث يزن بين 1.44-1.66 كغ لدى الإنسان البالغ، ويعادل في حجمه حجم كرة القدم تقريباً، ولا يفوقه في الحجم والوزن داخل الجسم سوى الجلد.[٢][٣][٤] يقع الكبد في الجانب العلوي الأيمن من تجويف البطن، ولا يُمكن الشعور به؛ لأنّه محمي بالقفص الصدري، ويعتبر عضواً مثلث الشكل، ذا لون بني محمر، ومطاطي الملمس.[٥][٦]
يُعتبر الكبد جزءاً من الجهاز الهضمي، ومسؤولاً عن تنفيذ أكثر من 500 مهمة أساسية في الجسم؛ كإزالة السموم، وتصنيع البروتين، وإنتاج المواد الكيميائية التي تساعد على هضم الطعام،[٢] والعديد من الأنشطة الأيضية المهمة، فبدونه لا يُمكن للإنسان البقاء على قيد الحياة.[٤]
يعتبر الكبد عضواً وغدة في الوقت ذاته؛ إذ يُعدّ عضواً لأنّه مسؤول عن العديد من الأنشطة الكيميائية في جسم الإنسان، ويُعدّ غدة كذلك؛ لأنّه يُفرز مواد كيميائية تحتاجها أعضاء الجسم الأخرى،[٧] كما يُعدّ الكبد غدة مختلطة في الوقت ذاته إلى جانب البنكرياس، والمبيض، والخصية؛ فهو يُنتج إفرازات يُطلقها في قنوات، كما يُطلق هرمونات في مجرى الدم،[٨] حيث يُشير مفهوم الغدة المختلطة إلى أنّها غدة صماء، وغدة إفراز خارجية في الوقت ذاته، وتتمّثّل وظيفة الكبد كغدّة صماء بإطلاق الدهون إلى مجرى الدم، والجلوكوز، والدهون السكرية، والبروتينات السكرية، والبروتينات الرئيسية، مثل: الألبومين (بالإنجليزية: Albumin)، والفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen)، والبروتينات المتممة (بالإنجليزية: Complement)، والترانسفرين (بالإنجليزية: Transferrin)، بالإضافة إلى البروتينات الدهنية، أمّا العصارة الصفراوية التي يستخدمها الجهاز الهضمي فيُطلقها الكبد في نظام من القنوات، ثّم تُخزّن وتُركّز في المرارة قبل إطلاقها إلى الجهاز الهضمي.[٩]
موقع الكبد
يقع الكبد كما ذُكر سابقاً في الجزء العلوي الأيمن من البطن، ويمتد نحو الجزء العلوي الأيسر منه، ويقع أسفل الحجاب الحاجز والرئتين تحديداً، والجزء الأيسر من الكبد يقع أعلى يسار المعدة، أمّا الجزء الأيمن منه فيقع فوق بداية الأمعاء الدقيقة، وتقع المرارة أسفل منه.[٧][٢][٤][٦]
التركيب الداخلي الكبد
يتكون الكبد من فصّين، هما: الفص الأيمن الذي يوجد في الجزء الأيمن من البطن، والفص الأيسر الذي يقع على يساره، ويغطي الغشاء البريتوني (بالإنجليزية: Peritoneal Membrane) الكبد للحفاظ عليه في مكانه، أمّا السطح الداخلي للكبد فينقسم إلى أربعة فصوص بواسطة ثلاثة شقوق؛ اثنان طوليان، وواحد مستعرض، وهي: الفص الأيمن، والفص الأيسر، والفص المربعي، والفص المُذنب، وتقع المرارة في الشق الطولي الأيمن.[١٠] تنقسم هذه الفصوص إلى فصيفصات (بالإنجليزية: Lobule) خماسية أو سداسية تُمثّل الوحدة الوظيفية للكبد، وتنفصل عن بعضها بما يسمى كبسولة غليسون (بالإنجليزية: Glisson’s Capsule) المكوّنة من ألياف من النسيج الضام تحتوي على العديد من الأوعية الدموية، بالإضافة إلى القنوات الصفراوية بين الفصوص.[٦][١٠]
تتكوّن الفصيفصات من ملايين الخلايا الكبدية (بالإنجليزية: Hepatic Cells) التي تمثل الخلايا الأيضية الأساسية،[٦] ويمتلك كل فصيص وريداً مركزياً تُحيط به مجموعة كبيرة من الخلايا الكبدية التي تترتب على شكل صف واحد، ويخزن السيتوبلازم الخاص بالخلايا الكبدية حبيبات الجليكوجين وقطرات من الدهون داخلها، وهناك نوعان من القنوات بين الخلايا الكبدية، وهي:[١٠]
- أشباه الجيوب الكبدية: (بالإنجليزية: Liver Sinusoids)، تمتلئ أشباه الجيوب الكبدية بالدم، وهي عبارة عن تفرعات غير منتظمة من الوريد الداخلي الموجود بين الحبال الكبدية، وتتكون جدرانها من خلايا أميبية ذات طبيعة بلعمية تُسمّى خلايا كوبفر (بالإنجليزية: Kupffer Cells) تتمثّل وظيفتها في تنقية الدم من المواد السامة.
- الشعيرات الصفراوية: (بالإنجليزية: Bile Capillaries)، تتجمع مع بعضها لتكون القنوات الصفراوية (بالإنجليزية: Bile Ducts) والتي تفتح على القناة الكبدية (بالإنجليزية: Hepatic Duct)، ليكوّن تجمع القنوات الكبدية للفصيصات القناة الكبدية المشتركة التي تفتح على القناة الكيسية (بالإنجليزية: Cystic Duct)، وترسب العصارة الصفراوية داخل المرارة.
يتكون نسيج الكبد من عدد من الخلايا التي تضم أنفاقاً من القنوات الصفراوية والأوعية الدموية، وهي:[١١]
- الخلايا الكبدية: يُمثّل هذا النوع 60% تقريباً من النسيج الكبدي، وتؤدي هذه الخلايا وظائف أيضية أكثر من أيّ مجموعات خلايا أخرى في الجسم.
- خلايا كوبفر: تتمثل وظيفة هذه الخلايا في تكوين الدم، وإنتاج الأجسام المضادة، بالإضافة إلى ابتلاع الجزيئات الغريبة والحطام الخلوي، وهي تبطن أصغر قنوات الأوعية الدموية في الكبد.
يحتوي كل فصيص من الكبد على شعيرات دموية متفرّعة من الأوعية الدموية الداخلة إليه والخارجة منه، وتتمثل المصادر الرئيسية للدم فيه بالدم الغني بالمواد الغذائية والذي يأتي من الجهاز الهضمي عبر الوريد البابي (بالإنجليزية: Portal Vein)، أمّا الدم الغني بالأكسجين فيأتي من القلب عبر الشريان الكبدي (بالإنجليزية: Hepatic Artery)، ويخرج الدم من الكبد بواسطة ثلاثة أوردة كبدية.[٢]
بعض وظائف الكبد
يمكّن الكبد جسم الإنسان من القيام بعمله بشكل طبيعي عن طريق تصنيع العديد من المواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم، كما أنه يُخلّصه من المواد السامة عن طريق تكسيرها وإزالتها منه، إلى جانب عمله كعضو للتخزين،[٧] ومن الوظائف الأساسية التي يقوم بها الكبد ما يأتي:[١٠]
- إفراز العصارة الصفراوية: تخرج بعض الفضلات الناتجة عن عملية الأيض من جسم الإنسان، بالإضافة إلى العقاقير، والمواد السامة من الجسم بواسطة العصارة الصفراوية التي يُفرزها الكبد، كما تساعد الأملاح الصفراوية على هضم الدهون من المواد الغذائية، ويجدر بالذكر أن العصارة الصفراوية تعتبر مادة قلوية يتراوح رقمها الهيدروجيني (pH) بين 7-8.5، وتتميز بلون بني مُصفر أو مائل إلى الحُمرة، ويُفرز جسم الإنسان هذه العصارة بكميات تتراوح بين 0.80-1 لتر تقريباً كل يوم، وهي تحتوي على صبغتي البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin)، والبيليفردين (بالإنجليزية: Biliverdin)، وتتكوّن من عدد من الأملاح، مثل: جليكوكولات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Glycocholate)، وتوروكولات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Taurocholate)، وكذلك كربونات الصوديوم الحامضية (بالإنجليزية :Sodium Bicarbonate).[١٠][١١]
- استقلاب الجلوكوز: تحدُث عمليتا تكوّن الجليكوجين (بالإنجليزية: Glycogenesis)، وتحلل الجليكوجين (بالإنجليزية: Glycogenolysis) في الكبد، فعن طريقهما يتمّ التحكم في الجلوكوز في الجسم؛ فعندما تزداد كميته في الدم يتمّ تخزينه في الكبد عن طريقة عملية تكوّن الجليكوجين التي تحوّل الجلوكوز إلى جليكوجين، أما عند حاجة الجسم إليه فإن الجليكوجين يتحول مرة أخرى إلى جلوكوز بعملية تحلل الجليكوجين.
- إنتاج وتخزين الدهون: يحتوي الكبد على أنسجة دهنية تُخزّن الدهون؛ حيث يحوّل الكبد الجلوكوز الفائض إلى دهون.
- نزع الأمين: تُنتج الخلايا الكبدية اليوريا (بالإنجليزية: Urea) عن طريق عملية نزع الأمين (بالإنجليزية: Deamination) من الأحماض الأمينية الزائدة عن الحاجة.
- إنتاج الألبومين: يُعدّ الألبومين أكثر البروتينات شيوعاً في مصل الدم (بالإنجليزية: Blood Serum)، ينقل الأحماض الدهنية والهرمونات الستيرودية؛ للحفاظ على ضغط الدم بالوضع الطبيعي ومنع تسرُّب الأوعية الدموية.[٢]
- إنتاج الهيبارين: قد يتعرّض الدم داخل الأوعية الدموية إلى التخثُّر، وتكمن أهمية إنزيم الهيبارين الذي يُنتجه الكبد في منع حدوث التخثر.
- إنتاج الحرارة: تكون درجة حرارة الدم الخارج من الكبد أعلى من درجة حرارة الدم الذي يدخُل إليه؛ ويعود السبب في ذلك إلى الحرارة الناتجة عن الأنشطة الأيضية الي تحدُث داخل الكبد.
- تنقية الدم: يُنقّي الكبد الدم من العديد من المواد، سواء أكان مصدر هذه المواد داخلياً مثل: هرمون الإستروجين، وهرمون الألدوستيرون، أم خارجياً مثل: الكحول، والعقاقير الأخرى.[٢]
- تخزين الفيتامينات والمعادن: يُخزّن الكبد كميات كبيرة من الفيتامينات لمدة قد تصل في طولها إلى عدة سنوات، مثل: فيتامين (A)، وفيتامين (D)، وفيتامين (E)، وفيتامين (K)، وكذلك فيتامين (B12)، بالإضافة إلى الفيريتين (بالإنجليزية: ferritin)، وهو الشكل الذي يتم فيه تخزين الحديد في الكبد ليكون جاهزاً لصنع خلايا الدم الحمراء الجديدة ومصدره الهيموغلوبين (بالإنجليزية: hemoglobin)، كما يخزن الكبد أيضاً معدن النحاس ويطلقه مرة أخرى إلى الجسم.[٢]
- الوظيفة المناعية: قد تدخل العوامل المسببة للأمراض إلى الكبد عن طريق الأمعاء، فتدمّرها خلايا كوبفر، حيث تُمثّل هذه الخلايا النشاط المناعي داخل الكبد الذي يُعدّ جزءاً من نظام البلعمية أحادية النواة.[٢]
- إزالة السموم من الجسم: يتخلّص جسم الإنسان من السموم عن طريق الكبد من خلال تحويل الأمونيا -وهي الناتج الثانوي من عمليات الأيض- إلى يوريا يتمّ طرحها خارج الجسم من خلال البول عن طريق الكليتين، كما يحطّم الكبد عدداً من المواد؛ كالأدوية، والعقاقير، وعدد من الهرمونات في الجسم، ومنها الإنسولين.[٧]
المراجع
- ↑ Adrienne Santos-Longhurst (03-01-2019), “What Are Glands in the Body?”، www.healthline.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Tim Newman (02-03-2018), “What does the liver do?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ Jahangir Moini (2011), Pharmacy Terminology, United States: Cengage Learning, Page 169. Edited.
- ^ أ ب ت Rachel Nall, Robin Ngai (16-03-2018), “Liver”، www.healthline.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ Matthew Hoffman (18-05-2019), “Picture of the Liver”، www.webmd.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Anatomy of the Liver”, www.med.libretexts.org,09-09-2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Benjamin Wedro (20-09-2018), “Anatomy and Function of the Liver”، www.medicinenet.com, Retrieved 03-12-2019. Edited.
- ↑ “Gland”, www.infoplease.com, Retrieved 03-12-2019. Edited.
- ↑ Edith Robbins, “DIGESTIVE GLANDS”، www.education.med.nyu.edu, Retrieved 03-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Hakimuddin Kuwakhedawala (25-06-2012), “Liver : The Largest Gland Of Human Body”، www.indiastudychannel.com, Retrieved 03-12-2019. Edited.
- ^ أ ب “Liver”, www.britannica.com,19-09-2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.