ما هو معدل السكر الطبيعي للحامل
السكر الطبيعي في الدم
يعرف سكَّر الدم أو الجلوكوز (بالإنجليزية: Blood glucose) على أنَّه السكَّر الرئيسي الموجود في الدم، ومصدر الطاقة الأساسي لجميع خلايا الجسم، وينتج الجلوكوز من تكسُّر الكربوهيدرات التي يحصل عليها الإنسان عند تناول الطعام، فينتقل الجلوكوز من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم لينتقل بعدها إلى سائر أنحاء الجسم، ومع ذلك لا يمكن للجلوكوز دخول الخلايا إلا إذا توفَّرت كمِّية كافية من الإنسولين في مجرى الدم، ويعرف الإنسولين على أنَّه بروتين ينتجه البنكرياس كردِّ فعل طبيعي لارتفاع نسبة السكَّر في الدم، ليساعد على نقل السكَّر من مجرى الدم إلى داخل الخليَّة.[١][٢]
أما في فترة الحمل تصنع المشيمة مجموعة من الهرمونات التي من شأنها أن تؤثِّر في حساسيَّة خلايا الجسم للإنسولين، بالإضافة إلى التغيُّرات الأخرى التي تحدث في جسم الحامل مثل زيادة الوزن، إذ تساهم هذه العوامل مجتمعة في حدوث ما يعرف بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: insulin resistance) التي تجعل من الصعب على خلايا الجسم استخدام الإنسولين، مما يؤدِّي إلى إفراز المزيد من الإنسولين لتعويض ذلك، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحالة تصيب جميع الحوامل في الفترات الأخيرة من الحمل، إلا أنَّه يمكن لمعظم الحوامل إنتاج كمِّية كافية من الإنسولين والنجاح في التغلُّب على مقاومة الإنسولين، ولكن قد تواجه بعض النساء صعوبة في إنتاج الإنسولين الكافي أثناء فترة الحمل، فترتفع نسبة السكَّر في الدم لديهنَّ وذلك ما يعرف بسكَّر الحمل (بالإنجليزية: Gestational diabetes).[٣][٤]
المعدل الطبيعي لمستوى السكر للحامل
يمكن إجراء العديد من الفحوصات لتحديد مستوى السكَّر في الدم، ويُعدُّ اختبار تحدِّي الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose challenge screening) اختباراً قياسيّاً يُجرى ما بين الأسبوع 26 و28 من الحمل، وفي حال كانت نتيجة هذه الاختبار إيجابيَّة يتم إجراء فحص تحمُّل الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose tolerance test)، إذ يجزم هذا الفحص الإصابة بسكَّر الحمل أم لا من خلال الإشارة إلى أنَّ الجسم قادر على استخدام الجلوكوز بطريقة فعَّالة.[٥]
اختبار تحدي الجلوكوز
تشير نتائج هذا الفحص إلى ما إذا كنت الحامل مصابة بسكَّر الحمل أم لا، ويتم إجراؤه عن طريق شرب الحامل لمحلول سكَّري، وبعد ساعة يتم قياس مستوى السكَّر في الدم،[٦] ومن الجدير بالذكر أنَّ نسبة سكَّر الدم الطبيعيَّة للحامل تُقدَّر بـ 140 مليجرام/ديسيلتر، وفي حال إجراء اختبار تحدِّي الجلوكوز وظهرت النتيجة أعلى من النسبة الطبيعيَّة يتم إجراء اختبار تحمُّل الجلوكوز الذي سيأتي تفصيله لاحقاً في المقال،[٧] ويمكن القول بأنَّ الحامل تُشخَّص بإصابتها بسكَّري الحمل إذا كانت نسبة السكَّر في الدم أعلى من 190 مليغرام/ديسليتر بعد إجراء فحص تحمُّل الجلوكوز.[٨]
اختبار تحمل الجلوكوز الفموي
يُعدُّ الهدف الرئيسي من إجراء اختبار فحص تحمُّل الجلوكوز الفموي هو تحديد مدى قدرة الجسم على القيام بعمليَّات استقلاب السكَّر والكربوهيدرات، ويتم إجراء هذا الاختبار من خلال قياس نسبة السكَّر في الدم قبل وبعد شرب محلول سكَّري،[٩] وتجدر الإشارة إلى أنَّه في حال أظهرت نتيجة اختبار تحمُّل الجلوكوز الفموي أنَّ مستويات السكَّر في الدم أعلى من المستوى الطبيعي، فإنَّ مُقدِّم الرعاية الطبِّية يقترح تغيير بعض أنواع الأطعمة التي تتناولها الحامل، وبعد مرور أربعة أسابيع يتم إجراء الفحص مرَّة أخرى، فإن أظهرت النتائج ارتفاع نسبة السكَّر في الدم فهذا يدلُّ على الإصابة بسكَّري الحمل، وبالتالي يمكن القول بأنَّه يتم تشخيص الإصابة بسكَّري الحمل إذا أظهرت أكثر من نتيجة لاختبار فحص تحمُّل الجلوكوز الفموي أنَّ نسبة السكَّر في الدم أعلى من المستويات الطبيعيَّة.[١٠][١١]
كما أوصت الجمعيَّة الأمريكيَّة للسكَّري (بالإنجليزية: American Diabetes Association) بالقيم الطبيعيَّة لتراكيز السكَّر في الدم في هذا الفحص، وسيتم تفصيلها فيما يلي:[١١]
- تركيز السكَّر في فترة الصوم أقل من (95 mg/dl).
- تركيز السكَّر بعد مرور ساعة على إعطاء المحلول أقل من (180 mg/dl).
- تركيز السكَّر بعد ساعتين أقل من (155 mg/dl).
- تركيز السكَّر بعد مرور ثلاث ساعات أقل من (140 mg/dl).
نصائح للحفاظ على معدل السكر الطبيعي للحامل
يجدر بيان أنَّه توجد العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للحفاظ على معدَّل السكَّر في الدم طبيعياً خلال فترة الحمل، ولعلَّ أبرزها: الحفاظ على وزن صحِّي قبل الحمل، واتباع نظام غذائي صحِّي، والحفاظ على النشاط الجسدي، ويمكن توضيح ذلك بشيء من التفصيل فيما يأتي:[١٢]
الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل
ينصح بالتخلُّص من الوزن الزائد قبل حدوث الحمل أو عند اتخاذ القرار لإنجاب الطفل، وذلك لصعوبة التخلُّص من الوزن الزائد أثناء فترة الحمل، إذ إنَّ زيادة الوزن تُعدُّ أمراً حتميّاً خلال فترة الحمل، ويجدر التنبيه إلى أنَّ زيادة الوزن أثناء الحمل لا تعني بالضرورة الإصابة بسكَّري الحمل، بل تزيد من خطر الإصابة به.[١٢]
الحفاظ على نشاط الجسم
يمكن الحفاظ على نشاط الجسم من خلال ممارسة التمارين الرياضيَّة المعتدلة، والتي تتضمَّن المشي والسباحة واليوغا وغيرها من الرياضات المختلفة، وينصح بمناقشة ذلك مع الطبيب لتحديد الرياضة الأفضل، ويجدر التنبيه إلى أنَّ الأعمال المنزليَّة وتمارين التمدُّد لا تُعدُّ من التمارين الرياضيَّة المعتدلة، وتتمثَّل أهمِّية ممارسة التمارين الرياضيَّة بمساعدة الجسم على تنظيم إخراج الإنسولين بشكل أفضل، وبالتالي ضمان الحصول على مستويات أفضل للسكَّر في الدم.[١٣][١٤]
اتباع نظام غذائي صحي
تُنصح الحامل باتباع نظام غذائي صحِّي يحتوي على كمِّيات كبيرة من الألياف مثل: الفواكه والخضروات النيئة والحبوب الكاملة والمكسرات وزبدة الجوز غير المحلاة، وكمِّيات أقل من من السكَّريات والكربوهيدرات المكرَّرة، مثل: الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة وغيرها، ويمكن طلب المساعدة على اتخاذ خيارات صحِّية في النظام الغذائي من الطبيب أو أخصائي التغذية.[١٤]
فيديو ما هو معدل السكر الطبيعي للحامل
شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن النسبة الطبيعيَّة لسكَّر الدم أثناء الحمل.
المراجع
- ↑ “What should my blood glucose level be?”, medicalnewstoday, Retrieved 30-4-2020. Edited.
- ↑ “Blood Sugar”, medlineplus, Retrieved 30-4-2020. Edited.
- ↑ “Gestational diabetes and a healthy baby”, diabetes, Retrieved 30-4-2020. Edited.
- ↑ “Symptoms & Causes of Gestational Diabetes”, niddk, Retrieved 30-4-2020. Edited.
- ↑ “Glucose Tolerance Test”, www.americanpregnancy.org, Retrieved 10-4-2020. Edited.
- ↑ “Glucose challenge test”, www.mayoclinic.org,21-6-2018، Retrieved 11-4-2020. Edited.
- ↑ John D. Jacobson, David Zieve (19-4-2018), “Glucose screening tests during pregnancy”، www.pennstatehershey.adam.com, Retrieved 11-4-2020. Edited.
- ↑ “Glucose tolerance test”, www.drugs.com,6-3-2020، Retrieved 11-4-2020. Edited.
- ↑ “Oral Glucose Tolerance Test”, www.diabetes.co.uk,15-1-2019، Retrieved 12-4-2020. Edited.
- ↑ “Glucose Screening and Tolerance Tests During Pregnancy”, www.ucsfbenioffchildrens.org,23-8-2012، Retrieved 12-4-2020. Edited.
- ^ أ ب “Glucose tolerance test”, www.mayoclinic.org,6-3-2020، Retrieved 12-4-2020. Edited.
- ^ أ ب “GESTATIONAL DIABETESHow do I prevent gestational diabetes?”, www.diabetes.co.uk, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ↑ “How to Manage Your Gestational Diabetes”, www.verywellfamily.com, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب “How to Cut Risk of High Blood Sugar When You’re Pregnant”, health.clevelandclinic.org, Retrieved 16-5-2020. Edited.