كيفية تشخيص سرطان القولون

سرطان القولون

يتمثّل سرطان القولون (بالإنجليزية: Colon Cancer) بوجود خلايا سرطانيّةٍ في القولون (الأمعاء الغليظة)؛[١] الجزء السفلي من الجهاز الهضميّ، وفي سياق الحديث عن سرطان القولون تجدر الإشارة إلى وجود نوع آخر من السرطانات يُعرَف بسرطان المستقيم (بالإنجليزية: Rectal Cancer)؛ الذي ينشأ في المنطقة الموجودة في نهاية القولون، وفي حال وجود هذين النوعين من السرطانات معًا فيُطلق عليهما مصطلح سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal Cancers)، والذي عادةً ما يبدأ نتيجة تطوّر السلائل (بالإنجليزية: Polyps) في بطانة القولون لتُصبحَ سرطانًا إنْ لم يتم علاجها،[٢] والسلائل عبارة عن كتل صغيرة من الخلايا التي تتشكّل في بطانة القولون، والتي تسبق تَشكُّل الخلايا السرطانية،[٣] وفي الواقع يعتبر سرطان القولون من السرطانات الفريدة من نوعها؛ وذلك لأنّه يمكن الوقاية من الإصابة به في حال التنبّؤ بحدوثه في وقتٍ مُبكّر؛ إذ عندها يُمكن إزالة السلائل وبالتالي منع الإصابة بالسرطان على الإطلاق، وكذلك الأمر بالنسبة للكشف عن الإصابة بسرطان القولون في المراحل المبكّرة منه؛ حيث يمكن علاجه والشفاء منه.[٤]

ولمعرفة المزيد عن سرطان القولون يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو سرطان القولون).

تشخيص سرطان القولون

يمكن أن يتم اللجوء إلى إجراء العديد من الاختبارات والفحوصات للكشف عن الأسباب الكامنة في حال معاناة الشخص المعنيّ من ظهور أعراض قد تكون ناجمة عن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو في حال أظهرت فحوصات الكشف الخاصّة به نتائج غير طبيعيّة، ويمكن بيان هذه الإجراءات كما يأتي:[٥]

التاريخ الطبي والفحص البدني

يتحققّ الطبيب بدايةً من وجود أيّ أعراض تُشير إلى الإصابة بسرطان القولون، والتي تتضمّن تغيّرًا في وتيرة حركة الأمعاء، أو وجود دم ذي لون أحمر فاتح أو داكن مختلطٍ بالبراز، أو المعاناة من الإسهال أو الإمساك، أو الشعور بأنّ الأمعاء لا تفرّغ تمامًا، كما يتحقّق من عوامل خطر الإصابة بهذا السرطان، مثل: تاريخ وجود سلائل في القولون أو تاريخ الإصابة بسرطان القولون أو كليهما معًا، ويجري الطبيب بعد ذلك الفحص البدنيّ للمريض، والذي يتضمّن الضغط على البطن بهدف ملاحظة وجود كتلٍ أو انزعاج، إضافةً إلى التحقّق من الأعضاء الحيويّة والبشرة للكشف عن الإصابة بفقر الدم؛ كارتفاع معدّل ضربات القلب أو الشحوب أو كليهما، كما قد يفحص الطبيب المستقيم بالإصبع (بالإنجليزية: Digital Rectal Exam)، إذ يستخدم القفازات والمزلّق لإدخال إصبعه في المستقيم للكشف عن وجود أيّ كتلٍ وللتأكّد من وجود الدم من عدمه في البراز.[١][٦]

اختبار الدم في البراز

يتضمّن اختبار الدم في البراز ما يأتي:

  • اختبار الدم الخفيّ في البراز (بالإنجليزية: Fecal Occult Blood test)؛ الذي يتمّ إجراؤه في المختبر للتحقّق من وجود دمٍ مستترٍ (خفيّ) في عيّنةٍ من البراز، وذلك لأنّ وجود الدم في البراز قد يعدّ علامةً على الإصابة بسرطان القولون أو وجود السلائل في القولون.[٧]
  • اختبار الحمض النوويّ للبراز (بالإنجليزية: Stool DNA test)؛ إذ يتمّ فحص عيّنة البراز للكشف عن وجود الخلايا التي ((تطرحها/تذرفها)) سرطانات القولون أو السلائل، ومن المحتمل أن يجري الطبيب تنظيرًا للقولون إذا كانت نتيجة هذا الاختبار إيجابيّة.[٨]

إجراءات التنظير للجهاز الهضمي السفلي

يتمّ إجراء تنظيرٍ للجهاز الهضميّ السفليّ عبر إدخال أداةٍ من خلال المستقيم للتحقّق من بطانة القولون، كما يمكن استخدام هذه الأداة التي عادةً ما تكون مرنة لأخذ عيّناتٍ من السلائل لأجل الخزعة، ويمكن تقسيم هذه الإجراءات إلى نوعين:[٩]

  • التنظير السينيّ (بالإنجليزية: Sigmoidoscopy)؛ الذي يستخدم لفحص القولون السفليّ فقط.
  • تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy)؛ الذي يستخدم لفحص القولون كاملًا، ويعدّ هذا الإجراء الأكثر شيوعًا لتشخيص سرطان القولون والمستقيم.[٩][١٠]

التنظير الافتراضي

يتمثّل تنظير القولون الافتراضيّ (بالإنجليزية: Virtual Colonoscopy)، والمعروف أيضًا باسم تصوير القولون بالأشعّة المقطعيّة (بالإنجليزية: CT Colonography) باستخدام جهاز التصوير الطبقيّ المحوريّ لإنتاج صورٍ ثنائيّة وثلاثيّة الأبعاد للأمعاء الغليظة والمستقيم. ويمكن استخدامه للمرضى غير المؤهّلين لتنظير القولون العادي لأسبابٍ طبّيةٍ أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ تنظير القولون الافتراضيّ غير متاحٍ حاليًا في كلّ المستشفيات.[١١]

الخزعة

تتمثّل الخزعة (بالإنجليزية: biopsy) بأخذ عيّنة من الخلايا أو الأنسجة في الجسم من أجل فحصها تحت المجهر، إذ تُرسل العيّنة إلى المختبر لتُفحص من قبل أخصائيٍّ في علم الأمراض للكشف عن وجود خلايا سرطانيّة ومعرفة نوع السرطان في حال وجوده، ومن الجدير بالذكر أنّ الخزعة هي الطريقة الوحيدة المؤكّدة لتشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتعدّ الخزعة بالتنظير الأكثر شيوعًا، ويتم أخذها عادةّ خلال تنظير القولون.[١٢]

فحوصات الدم

يمكن اللجوء إلى إجراء فحوصات الدم من أجل المساعدة على تشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وكذلك مراقبة المرض في حال تمّ تشخيص الإصابة به،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يمكن الاستناد على نتائج هذه الفحوصات وحدها من أجل التشخيص،[١٣] ويمكن أن قد تتضمّن ما يأتي:

  • تعداد الدم الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) يقيس هذا الاختبار أنواع الخلايا المختلفة في الدم، ويمكن من خلاله الكشف عن معاناة الفرد المعنيّ من فقر الدم المتمثّل بانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء؛ إذ قد يُعاني بعض المصابين بسرطان القولون والمستقيم من فقر الدم الناجم عن نزيف الورم لمدّةٍ طويلة.[٥]
  • الواسم الورمي (بالإنجليزية: Tumor marker) يمكن أن يحتوي دم المصابين بسرطان القولون على بروتينٍ يسمّى المستضد السرطانيّ الجنينيّ (بالإنجليزية: “Carcinoembryonic Antigen “CA 19-9)، والذي قد تنتجه أورام القولون والمستقيم؛ لذلك إنّ وجود هذا الواسم الورمي قد يشير إلى الإصابة بهذا النوع من السرطان.[١٣]
  • فحوصات وظائف الكبد: (بالإنجليزية: Liver function tests) يقيس هذا الفحص كفاءة عمل الكبد، وفي الواقع قد يشير ارتفاع مستويات بعض المواد إلى أنّ سرطان القولون والمستقيم قد انتشر إلى الكبد.[١٠]

اختبارات التصوير

تُجرى اختبارات التصوير لعدّة أسباب، تتمثّل في الكشف عن الأماكن المشكوك بكونها سرطانيّة، أو لمعرفة مدى انتشار السرطان، أو للتحقّق من فعاليّة العلاج المستخدم،[٥] ومن هذه الاختبارات ما يأتي:[١٤]

  • التصوير الطبقيّ المحوريّ: (بالإنجليزية: CT Scan) يتمّ إنشاء صورٍ مقطعيّةٍ عرضيّةٍ ثلاثيّة الأبعاد للجسم باستخدام الأشعّة السينيّة وجهاز حاسوب، إذ يساعد هذا الاختبار على رؤية القولون والمستقيم والمناطق الأخرى في تجويف البطن والحوض وحتّى الصدر من أجل تشخيص حالة المريض.
  • التصوير بالرنين المغناطيسيّ: (بالإنجليزية: MRI Scan) يتمّ إنشاء صورٍ محوسبةٍ ثلاثيّة الأبعاد لأنسجة الجسم باستخدام المجال المغناطيسيّ وموجات الراديو، ومن خلال الحاسوب يمكن ترجمة المعلومات التي تمّ الحصول عليها إلى صورٍ مفصّلة، ويمكن استخدام عامل التباين الذي يُحقن عبر الوريد لإنشاء صورٍ أكثر تفصيلًا.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتيّة عبر المستقيم: (بالإنجليزية: Transrectal Ultrasound) يتمّ استخدام الموجات الصوتيّة لإنشاء صورٍ تظهر على شاشة الحاسوب، إذ يقوم الطبيب بإدخال مسبارٍ عبر فتحة الشرج في المستقيم. ويساعد هذا الاختبار على تحديد درجة نموّ الأورام في جدار المستقيم.
  • التصوير المقطعيّ بالإصدار البوزيترونيّ والتصوير الطبقيّ المحوريّ: (بالإنجليزية: PET/CT Scan) يتمّ استخدام هذا الاختبار لتحديد مدى انتشار السرطان وسرعة نموّه، أو لتقييم نشاط الورم، كما يمكن استخدامه بعد العلاج للتأكّد من وجود خلايا سرطانيّة متبقيّة.
  • تصوير الصدر بالأشعّة السينيّة: يمكن تصوير الصدر بالأشعّة السينيّة (بالإنجليزية: Chest x-ray) باستخدام جرعات صغيرة من الإشعاع للتحقّق من انتشار سرطان القولون والمستقيم إلى الرئتين.[١٠]

حقنة الباريوم الشرجيّة

تُستخدم حقنة الباريوم الشرجيّة (بالإنجليزية: Barium enema) من أجل إجراء الأشعّة السينيّة للأمعاء الغليظة وذلك لتشخيص وتحديد درجة تطوّر السرطان، كما يمكن استخدامها عندما يكون خيار إجراء تنظير القولون غير متاح؛ إذ يُعطي الطبيب الحقنة للشخص المعني باستخدام أنبوبٍ رفيعٍ يحتوي على الباريوم، ويتمّ إدخاله من خلال المستقيم وذلك لتغليف القولون والمستقيم، ويتمّ بعد ذلك إطلاق الهواء عبر الأنبوب لتوسيع القولون حتّى يصبح من السهل رؤية النموّ غير الطبيعيّ، ثمّ يلتقط الطبيب سلسلةً من صور الأشعّة السينيّة ليتمكّن من اكتشاف السلائل والأنسجة المشكوك بإصابتها والتي يجب فحصها عن كثبٍ أو إزالتها أثناء تنظير القولون.[١٥]

الكشف عن سرطان القولون

تمّ تطوير العديد من الاختبارات لمساعدة الأطبّاء على تشخيص سرطان القولون والمستقيم في وقتٍ مبكّر، إذ تكون قابلةً للعلاج بنسبةٍ أكبر، وتعدّ هذه الاختبارات شكلًا من أشكال الوقاية من السرطان، وليس مجرد اكتشافٍ مبكّرٍ له، وذلك لكونها تسمح باكتشاف وإزالة النموّ (السلائل) قبل أن يصبح سرطانًا،[١٦] وفي الواقع يوصي الأطباء لمن لديهم خطرٌ متوسّطٌ للإصابة بسرطان القولون أن يباشروا بإجراء هذا الفحص في سن الخمسين، في حين يجب لمن لديهم تاريخٌ عائليٌّ للإصابة بسرطان القولون أو لمن هم من أصول أمريكيّةٍ إفريقيّة أن يجروا الفحص في أقرب وقت ممكن، ومن الجدير بالذكر وجود العديد من خيارات الكشف، لكلٍّ منها فوائدها وسلبيّاتها، لذا يجب التحدّث مع الطبيب لتحديد الخيار المناسب، وحقيقةً يعتبر تنظير القولون من الخيارات الأكثر شمولًا من بينها؛ وذلك لأنّه يمكن إزالة السلائل أثناء العمليّة قبل أن تتحوّل إلى سرطان.[١٧][١٨]

المراجع

  1. ^ أ ب “What is colon cancer?”, www.northwell.edu, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  2. “Colorectal Cancer”, www.loyolamedicine.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  3. “Colon polyps”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26/2/2020. Edited.
  4. “Colon Cancer”, www.umiamihealth.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث “Tests to Diagnose and Stage Colorectal Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  6. “History and Physical Exam”, www.verywellhealth.com, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  7. “Fecal occult blood test”, www.uchicagomedicine.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  8. “Stool DNA test”, www.familydoctor.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “How is colon cancer diagnosed?”, www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت “Diagnosis of colorectal cancer”, www.cancer.ca, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  11. “Virtual colonoscopy”, www.bowelcanceruk.org.uk, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  12. “What is a biopsy?”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  13. ^ أ ب “Other screening tests”, www.ohsu.edu, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  14. “Diagnosing Colorectal Cancer”, www.nyulangone.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  15. “Barium enema”, www.cancercenter.com, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  16. “Tests to Detect Colorectal Cancer and Polyps”, www.cancer.gov, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  17. “Colon cancer”, www.mayoclinic.org, Retrieved 17-2-2020. Edited.
  18. “Colon cancer screening”, www.medlineplus.gov, Retrieved 17-2-2020. Edited.