ما هي وسائل الدفاع المتوفرة في الأنف

الأنف

يتكوّن الأنف من مجموعة من الأجزاء المتخصّصة بوظائف معينة، ومن هذه الأجزاء الصماخ الخارجيّ (بالإنجليزية: External meatus)؛ وهو الجزء الخارجيّ من الأنف الذي يشبه شكل المثلث، ويقع في منتصف الوجه، والخياشيم الخارجيّة؛ وهي حجرات الأنف المفصولة بحاجز يتكوّن من الغضاريف، والعظام المبطّنة بالأغشية المخاطية، وتساعد هذه الغضاريف على إعطاء الأنف الشكل، والدعم للجزء الخارجيّ منه، وتتصل حجرات الأنف بالممرات الأنفيّة المبطّنة بالأغشية المخاطية والشعيرات الصغيرة التي تدعى بالأهداب (بالإنجليزية: Cilia)، والتي تساعد على تصفية الهواء من الشوائب، كما يحتوي الأنف على أربعة أزواج من الجيوب الأنفيّة (بالإنجليزية: Sinuses)؛ وهي تجاويف مليئة بالهواء ومبطّنة بالأغشية المخاطية.[١]

أمّا بالنسبة للجيوب الأنفيّة الأربعة فهي؛ الجيوب الغرباليّة (بالإنجليزية: Ethmoid sinus) التي تقع داخل عظم الوجه، وتحيط بمنطقة جسر الأنف، وجيب الفك العُلويّ (بالإنجليزية: Maxillary sinus) الذي يقع داخل الوجه حول منطقة الخدين، ويتميز كل من جيب الفك العُلويّ والجيوب الغربالية بوجودهما عند الولادة، واستمرارهما في النمو أثناء التقدم في العُمر، أمّا بالنسبة للجيب الجبهيّ (بالإنجليزية: Frontal sinus) فيقع داخل الوجه في منطقة الجبين، إلّا أنّه لا يتطور إلّا عند بلوغ 7 سنوات من العُمر، إضافة إلى الجيب الوتديّ (بالإنجليزية: Sphenoid sinus) الذي يقع في أعماق الوجه خلف الأنف، ولا يتطور إلا في سنّ المراهقة.[١]

وسائل الدفاع المتوفرة في الأنف

تتكوّن الأغشية الأنفيّة كما هو الحال في بقية الجهاز التنفسيّ العُلويّ من الأهداب، التي تتحرّك في انسجام مع بعضها البعض لدفع المخاط من تجويف الأنف والجيوب الأنفيّة نحو البلعوم الأنفيّ، حيث يمكن بلعه، كما يحتوي الأنف على غدد تفرز بشكلٍ يوميّ ما يقارب لتراً واحداً من المخاط، الذي يساعد على ترطيب الأنف والإحاطة بالكائنات والمواد الغريبة التي تدخل الأنف، وتجدر الإشارة إلى أنّ كميّة المخاط التي ينتجها الأنف قد تصل إلى الضِعف عند الإصابة بالتهاب الأنف، أو الجيوب الأنفيّة، ومن وسائل الدفاع الأخرى المتوفرة في هذا المخاط احتوائه على مجموعة من الأجسام المضادّة، مثل: الغلوبيولين المناعيّ أ (بالإنجليزية: Immunoglobulin A)، والغلوبيولين المناعيّ هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E)، وإنزيم الموراميداز (بالإنجليزية: Muramidase)، ومن الجدير بالذكر أنّ الأنف يحتوي على شبكة من الأوعية الدمويّة التي تساعد على رفع درجة حرارة الهواء الذي يتمّ استنشاقه إلى 36 درجة مئويّة عند ملامسة الهواء لهذه الأوعية الدمويّة، كما أنّ الأنف يتمتع بوسائل دفاعية تجعله قادراًَ على ترطيب الهواء المستنشق إلى 75-80% عن طريق تبخر الرطوبة من البطانة المخاطيّة للأنف.[٢][٣]

الأمراض التي تصيب الأنف

هناك العديد من الأمراض والمشاكل الصحيّة المختلفة التي قد تصيب الأنف، نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • انسداد الأنف: يمكن أن ينجم انسداد الأنف عن العديد من التشوهات التشريحيّة التي تؤثر في الأنف، مثل: تضخّم عظام الأنف، وانحراف الحاجز الأنفيّ، وتضخّم الزوائد اللحمية في الأنف (بالإنجليزية: Enlarged adenoids)، ووجود الأجسام الغريبة في الأنف.
  • التهاب الجيوب الأنفيّة المزمن: (بالإنجليزية: Chronic Sinusitis)، وهو التهاب الأغشية المخاطية المبطّنة للجيوب الأنفيّة المحيطة بالأنف والحلق، والذي يستمر لمدّة تزيد عن 12 أسبوعاً أو يحدث بشكلٍ متكرر، وقد يحدث هذا الالتهاب المزمن بسبب الإصابة بالعدوى، أو الحساسيّة، أو إحدى المشاكل الخلقيّة، مثل: انحراف الحاجز الأنفيّ، وقد يتمّ علاج التهاب الجيوب الأنفيّة المزمن من خلال الأدوية، أو جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار لتوسيع الفتحات التي تصرّف إفرازات الجيوب الأنفيّة.
  • أورام الأنف الحميدة: مثل السلائل الأنفيّة (بالإنجليزية: Nasal polyps)، والورم الحليميّ المعكوس (بالإنجليزية: Inverted papilloma)؛ وهو ورم ثؤلولي يظهر في جانب واحد من الأنف، ويتميز بنموه البطيء كما أنّه يسبّب انسداد الأنف، والورم الوعائيّ الدمويّ (بالإنجليزية: Haemangioma)؛ وهو تجمّع للأوعية الدمويّة يسبّب النزيف، وانسداد الأنف، والورم العظميّ (بالإنجليزية: Osteoma)، والورم الليفيّ الوعائيّ (بالإنجليزية: Angiofibroma) وهو مجموعة من الأنسجة الليفية والأوعية الدموية التي تظهر في جانب واحد وتسبب انسداد الأنف والنزيف.[٥]
  • أورام الأنف الخبيثة: مثل سرطان الخلايا الحرشفيّة (بالإنجليزية: Squamous cell cancer) وهو أكثر أنواع أورام الأنف شيوعاً، وسرطان الغدد الليمفاويّة (بالإنجليزية: Lymphoma) الذي يؤثر في جهاز المناعة، والميلانوما التي تؤثر في الخلايا الصبغية (بالإنجليزية: Melanoma)، والسرطانة الغدية (بالإنجليزية: Adenocarcinoma) التي تُعدّ أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعملون في الخشب الصلب.[٥]
  • اختلال النفس أثناء النوم: (بالإنجليزية: Sleep-Disordered Breathing) وهو مصطلح شامل لعدّة حالات مزمنة تتضمّن التوقف التامّ أو الجزئيّ للنفس أثناء الليل، ممّا يؤدي إلى النعاس أثناء النهار أو التعب الذي يؤثر في قدرة الشخص على العمل، ومن أعراض اختلال النفس أثناء النوم؛ الشخير، واضطراب النوم، وتوقف التنفّس الذي يلاحظه الشخص الذي ينام مع المصاب في السرير نفسه، ويُعدّ انقطاع النفس الانسداديّ النوميّ (بالإنجليزية: Obstructive sleep apnea) أكثر أنواع اختلال النفس أثناء النوم شيوعاً، وقد يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، ويؤثر اختلال النفس أثناء النوم بشكلٍ أكبر في الأشخاص الذين يعانون من السمنة، والرجال، والأشخاص الذين يعانون من انسداد الأنف؛ وتضخم اللوزتين ولا سيما لدى الأطفال؛ وقصور الغدّة الدرقيّة، والأشخاص الذين يتناولون الكحول، والمدخنين، ويتمّ علاج انْقِطاع النفس الانسداديّ النوميّ من خلال جهاز الضغط الهوائيّ الإيجابيّ المستمر (بالإنجليزية: Continuous positive airway pressure device)، حيث يضمن هذا الجهاز بقاء مجرى الهواء مفتوحاً من خلال إيصال الهواء المضغوط عبر قناع إلى الأنف والممرات التنفسيّة.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب “Anatomy and Physiology of the Nose and Throat”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 16-10-2018. Edited.
  2. “Anatomy of the Nose”, emedicine.medscape.com, Retrieved 16-10-2018. Edited.
  3. Sanford M Archer (25-2-2016), “Nasal Physiology”، emedicine.medscape.com, Retrieved 16-10-2018. Edited.
  4. “DISORDERS OF THE NOSE”, www.tgh.org, Retrieved 16-10-2018. Edited.
  5. ^ أ ب Mark Johnston and Nick Jones, “Tumours of the nose”، www.entuk.org, Retrieved 16-10-2018. Edited.
  6. “Sleep-Disordered Breathing”, www.thoracic.org, Retrieved 16-10-2018. Edited.