الوقاية من مرض الكبد

نظرة عامة

الكبد (بالإنجليزية: Liver) هو ذلك العضو من جسم الإنسان الذي يؤدي دورًا مهمًا في هضم الطعام وتخليص الجسم من السموم والذي يبلغ حجمه قرابة حجم كرة القدم، ويتموضع الكبد في الجانب الأيمن من البطن أسفل القفص الصدري مباشرة، وليقوم الكبد بوظائفه لا بدّ من أن يكون سليمًا خاليًا من الأمراض التي قد تتسبب بتلفه وتليفه، مما قد يؤدي إلى حدوث فشل الكبد (بالإنجليزية: Liver Failure) الذي يهدد الحياة، وللحيلولة دون الدخول في هذه الدوامة من العجز فإنّ العلاج المبكر قد يساهم في منح الكبد الشفاء،[١] وتتعدد الأمراض المتعلقة بالكبد والمؤثرة على سلامته، ويمكن بيانها على النحو التالي:[٢]

  • الأمراض التي تُسببها الفيروسات؛ ومن أمثلتها التهاب الكبد الوبائي من النوع (أ) (بالإنجليزية: Hepatitis A)، والتهاب الكبد الوبائي من النوع (ب) (بالإنجليزية: Hepatitis B)، والتهاب الكبد الوبائي من النوع (ج) (بالإنجليزية: Hepatitis C).
  • الأمراض التي تُسببها المخدرات، أو الموادّ السامة، أو تلك الأمراض الناتجة عن الإفراط في تناول الكحول، ومن أمثلة هذه الأمراض تليف الكبد (بالإنجليزية: Liver fibrosis)، ومرض الكبد الدهني (بالإنجليزية: Fatty Liver Disease)، وتشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis).
  • الأمراض الوراثية (بالإنجليزية: Inherited Diseases)، ومن أمثلتها مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson Disease)، أو فرط حمل الحديد والذي يُعرف أيضًا باسم داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis).
  • سرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver Cancer).

الوقاية من أمراض الكبد

لا زالت الحكمة القائلة بأنّ درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج تُثبت صحّتها مرةً تلو الأخرى، فإنّ خير ما يمكن فعله لحماية الكبد من الأمراض هو الوقاية التي تحمي من الإصابة، أو تمنع تقدم المرض وزيادته سوءًا، وتتوافر العديد من النصائح التي من شأنها وقاية الكبد من الأمراض، وفيما يلي بيانٌ مفصّل لأبرزها:[٣]

الامتناع عن تناول الكحول

دائمًا ما يتمّ الربط بين تناول الكحول والعديد من أمراض الكبد واضطراباته، ومن أبرز الأمراض التي يُسببها تناول الكحول التهاب الكبد الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic Hepatitis)، ومرض الكبد الدهني، كما قد يتسبب استهلاك الكحول المفرط بتلف خلايا الكبد، وربما تليفه في نهاية الأمر، ولتجنب هذا فإنّه يُنصح بتجنب الشرب والعدول عنه للحفاظ على سلامة الكبد، والحيلولة دون تطور مشاكل الكبد، وإيقاف زيادة وتيرة تشمع الكبد، والحدّ من زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.[٤][٥]

التطعيم

يوصي مركز السيطرة على الأمراض (بالإنجليزية: Center of Disease Control (CDC)) بإعطاء لقاح التهاب الكبد الوبائي (بالإنجليزية: Hepatitis Vaccine) من النوعين (أ)، و(ب) لجميع الأطفال بين عمر 12-23 شهرًا، وكذلك أي رضيع يتراوح عمره بين 6-11 شهرًا سيسافر خارج بلاده، وبشكل عام فإنّه يجب الحصول على لقاح الكبد الوبائي واستشارة الطبيب في ذلك في حال كان الشخص مصابًا بأي نوع من أنواع فيروسات الكبد، أو معرّضًا لخطر الإصابة بأيٍّ من أمراض الكبد، ويمكن بيان الفئات والأشخاص الموصى بحصولهم على اللقاح على النحو التالي:[٦][٧]

  • جميع الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 سنة أو أقل، ويعيشون في مجتمعات تفرض التطعيم بشكل روتيني لارتفاع معدل الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي.
  • الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المخثرة للدم، مثل الأشخاص المصابون بمرض الهيموفيليا (بالإنجليزية: Hemophilia).
  • الأشخاص الذين يعملون في المختبرات أو مراكز الأبحاث التي تتعامل مع عينات فيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع (أ).
  • الأشخاص المخالطون لأحد المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي (أ).[٨]
  • الأشخاص الذين ينوون العيش أو السفر إلى دولٍ ينتشر فيها التهاب الكبد الوبائي (أ)، خاصّة تلك الدول التي تعاني من فقر مستويات الرعاية الصحية، وانخفاض معايير النظافة.[٨]
  • الأشخاص المصابون بأحد أمراض الكبد المزمنة (بالإنجليزية: Chronic Liver Disease).[٨]
  • الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخدرة أو يقومون بحقنها داخل أجسادهم، أو يتشاركونها فيما بينهم.[٧][٨]
  • الأشخاص المعرّضون لالتقاط فيروس الكبد الوبائي من خلال احتمالية تعرّضهم لسوائل الجسم، أو الدم الملوث وذلك خلال عملهم في مجال الصرف الصحي، أو المؤسسات الصحية مثل الأطباء، والممرضين، وأطباء الأسنان، وموظفي المختبرات، أو العاملين مع الحيوانات مثل القرود أو الغوريلات.[٨][٩]
  • الأشخاص الذين بلغوا 19 سنة من العمر والذين لم يتم تطعيمهم.[٧]
  • الأشخاص الذين يخضعون للتقييم أو العلاج من أحد الأمراض المنقولة جنسيًّا (بالإنجليزية: Sexual Transmitted Diseases).[٧]
  • الأشخاص المصابون بأمراض الكلى في مراحلها الأخيرة.[٧]
  • الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus).[٧]
  • الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بالتهاب الكبد الوبائي من النوع (ب).[٩]
  • السجناء ومقدمي الخدمة لهم.[٩]
  • الأشخاص الذين يتلقون الدم أو أي من مشتقاته بشكل منتظم، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يقدمون الخدمة والرعاية لهم.[٩]

تقييم سمية الدواء

يُنصح دائمًا بالتحاور مع الطبيب ومناقشة الآثار الجانبية المحتملة للأدوية أو المكملات الغذائية، وفي بعض الأحيان قد يحتاج تناول بعض الأدوية أو المكملات الغذائية إلى إجراء فحوصات دورية للكبد؛ فعلى الرغم من كون الأدوية تُمثّل جزءًا من العلاج، إلّا أنّ بعضها قد يعمل كسمّ يضرّ بصحة الكبد، ومن أمثلة هذه الأدوية الجرعات العالية من عقار الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والأدوية المخدرة (بالإنجليزية: Anesthetics)، وأدوية الصرع (بالإنجليزية: Seziure Medications)، وبعض المضادات الحيوية المستخدمة في علاج مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis)، وبعض الأدوية المُخفضّة للكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol Lowering Agents)، وبعض الأعشاب والمكملات مثل الجرعات العالية جدًا من فيتامين (أ) (بالإنجليزية: Vitamin A)، وعشبة السنفيتون (بالإنجليزية: Comfrey)، وعشية الجيرماندر (بالإنجليزية: Germander).[٥]

وبهدف تقليل المخاطر الناتجة عن الأدوية والتي قد تلحِق الضرر بالكبد، يُنصح باتباع مجموعة النصائح التالية:[١٠]

  • تدوين الأدوية، والفيتامينات، والأعشاب، والمكملات الموصوفة وغير الموصوفة التي يتمّ تناولها والاحتفاظ بهذه القائمة، وإحضارها إلى الطبيب في كلّ زيارة.
  • اطلاع جميع الأطباء على قائمة الأدوية، في حال وجود أكثر من الطبيب، لتلافي تكرار الأدوية، ولإنّ تناول أقلّ عدد من الأدوية هو أفضل واقٍ ومحافظ على صحّة الكبد.
  • قراءة النشرة الإرشادية المرفقة بالأدوية غير الموصوفة والتي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة قبل تناولها، وتجنّب تناول الجرعة القصوى من الأدوية لفترة طويلة دون استشارة الطبيب.
  • التأكد من أنّ الأدوية التي يتمّ تناولها لا تحتوي نفس المكونات، لتلافي خطر الجرعة الزائدة العرضية.
  • تناول عقار الباراسيتامول بحذر ودون وصول الجرعة القصوى أو تجنب تناوله في حال تناول الكحول بكميات كبيرة.
  • إعلام الطبيب عن وجود أي أمراض في الكبد وتشخيصها ومدى خطورتها.
  • استشارة أخصائي الكبد قبل تناول أي أدوية جديدة في حال الإصابة بأمراض الكبد المتقدمة مثل تليف الكبد الحاد.

النظام الغذائي

يعدّ تناول الغذاء الصحّي أهم التدابير الوقائية للحفاظ على سلامة الكبد، وللتمتع بنظام غذائيّ صحّي يمكن اتباع النصائح التالية:[١٠][١١]

  • تعديل النظام الغذائي ونمط الحياة بحيث يتمتعان بالخصائص الصحّية بشكل أكبر مما يساهم في تقليل العبء على الكبد، حيث يُوصى بأن يكون الغذاء المتناول مزيجًا من العناصر الغذائية الثلاثة، وهي:ب الدهون (بالإنجليزية: Fats)، والكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrates)، والبروتينات (بالإنجليزية: Proteins).
  • الاعتدال في تناول الطعام ومراقبة كميات وأنواع الأطعمة التي يتم تناولها وخاصّة الكحول والدهون اللذان يتسببان بزيادة تخزين الدهون في الكبد، ويهدف هذا إلى تلافي زيادة الضغط على الكبد؛ فبالإضافة إلى دور الكبد في هضم الطعام فإنّه يقوم أيضًا بتخليص الجسم من السموم، ومن الممكن أن يؤدي تناول الطعام بشكل غير متوازن إلى التأثير على قدرة الكبد على إنجاز وظائفه بشكل سليم وصحّي.
  • تناول الفواكه والخضروات النيئة، وزيادة محتوى النظام الغذائي من الألياف (بالإنجليزية: Fibers) التي من شأنها مساعدة الجسم على امتصاص الدهون وتنظيف الأمعاء.
  • تناول الدهون الجيدة وتضمينها لبرنامج النظام الغذائي ولكن باعتدال وتوسّط، حيث يساهم تناول الدهون الجيّدة في دعم قدرة الجسم والكبد على العمل بفعالية أكبر.
  • شرب الكميات الوفيرة من السوائل، ويهدف هذا الإجراء إلى تسهيل مرور السموم عبر الكبد وتقليل العبء المُلقى عليه.
  • غسل اليدين بشكل جيد قبل تحضير الطعام أو تناوله، والحفاظ على سلامة الطعام، واستخدام المياه المعبأة للشرب في حال عدم توافر الماء النظيف، خصوصًا في المناطق التي لا تتمتع بمستوى نظافة جيّد.[١٢]

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

يُوصى بالحصول على ما لا يقلّ عن 150 دقيقة من التمرين خلال الأسبوع، ويمكن ممارسة أنواع عدّة من التمارين كالسباحة، والمشي السريع، وتعود ممارسة التمارين الرياضية بالنفع والصحة على الكبد عن طريق تقليل العبء الواقع على الكبد، وزيادة مستويات الطاقة، ومحاربة السمنة التي تعدّ أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض الكبد.[١٣]

الحفاظ على الوزن الصحي

يعدّ التمتع بالوزن الصحّي والمثالي واحدًا من أهم التدابير الوقائية الممكن اتباعها للحفاظ على سلامة الكبد؛ حيث يسبب الوزن الزائد تراكمًا ضارًّا للدهون في الكبد والذي من الممكن أن يتطوّر ليصبح تليّفًا في نهاية المطاف، ويمكن الحصول على الوزن المثالي عن طريق اتباع نظام غذائي صحّي وممارسة التمارين الرياضية مما يساهم في إنقاص الوزن بشكل تدريجي.[٥]

نصائح وقائيّة أُخرى

إضافةً إلى ما سبق عرضه من نصائح وقائيّة للحفاظ على سلامة الكبد، يمكن اتباع النصائح التالية:[١٤][١٥]

  • حماية البشرة وارتداء القفازات والأقنعة الواقية، والقبعة، والأكمام الطويلة عند التعامل مع المبيدات الحشرية، ومبيدات الفطريات، والطلاء، والمواد الكيميائية السامّة الأخرى، أو عند رشها، والالتزام بتعليمات الشركة المصنعة المتعلّقة بالاستخدام الصحيح والسليم لتجنّب امتصاص هذه المواد الكيميائية عبر الجلد.
  • التعامل الحذر وتجنّب ملامسة سوائل الجسم أو دم الأشخاص الآخرين، حيث يمكن أن يتمّ التقاط فيروسات الكبد عن طريق الإبر أو تنظيف الدم وسوائل الجسم الملوّثة بالفيروسات.
  • تجنّب التدخين الذي يؤثر بشكل سلبي على الصحّة العامة، ويزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الكبد، ويزيد من سمّية بعض الأدوية على الكبد في حال كان الشخص المدخّن مُصابًا بمرض في الكبد.
  • تجنّب مشاركة الحقن الوريدية، والالتزام بتدابير السلامة أثناء الممارسة الجنسية مثل ارتداء الواقي الذكري، وأخذ الحيطة والحذر عند استخدام الأدوات التي تثقب الجلد أو توشمه، لما لجميع هذه السلوكيات من دورٍ في نقل أمراض الكبد في حال ممارستها بطريقة غير صحّية وخاطئة.[١٢]

المراجع

  1. “Liver disease”, www.stclair.org,FEBRUARY 21, 2020، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  2. “Liver Diseases”, www.medlineplus.gov, Retrieved 10/8/2020. Edited.
  3. “Liver Disease Prevention”, www.stanfordhealthcare.org, Retrieved 10/8/2020. Edited.
  4. “Preventive Strategies in Chronic Liver Disease: Part I. Alcohol, Vaccines, Toxic Medications and Supplements, Diet and Exercise”, www.aafp.org,Nov 1, 2001، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Preventing Liver Disease”, www.winchesterhospital.org,October 12, 2017، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  6. “Liver disease”, www.drugs.com,Feb 21, 2020.، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح Dan Brennan, MD (July 27, 2019)، “Do I Need the Hepatitis A and B Vaccines? “، www.webmd.com، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج “Who should have the hepatitis A vaccine”, www.your.md, Retrieved 10/8/2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث “Hepatitis B”, www.nhs.uk,30 January 2019، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  10. ^ أ ب “Medications and the Liver”, www.gi.org,December 2012، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  11. “Your guide to Liver Health:”, www.narayanahealth.org, Retrieved 10/8/2020. Edited.
  12. ^ أ ب “Liver disease”, www.mayoclinic.org,Feb. 21, 2020، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  13. “10 Tips for a Healthy Liver”, www.healthxchange.sg, Retrieved 10/8/2020. Edited.
  14. “Liver disease”, www.nchmd.org,7/15/2014، Retrieved 10/8/2020. Edited.
  15. “NOT ALL LIVER DISEASE IS PREVENTABLE”, www.liver.org.au, Retrieved 10/8/2020. Edited.