ما هي أعراض الفشل الكبدي
الفشل الكبدي
يُعرف الفشل الكبدي (بالإنجليزيّة: Liver failure) بأنّه توقف الكبد عن أداء وظائفه ومهامّه بشكل كامل، وتُعدّ هذه الحالة خطيرة وتهدّد حياة الفرد وبالتالي تستدعي التدخل الطبي الفوري،[١] وفي الحقيقة هناك نوعان أساسيّان للفشل الكبدي؛ وهما الفشل الكبدي الحادّ (بالإنجليزية: Acute Liver failure) والفشل الكبدي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Liver failure)، فأمّا الحادّ فيتمثّل بتوقف الكبد عن العمل خلال فترة قصيرة تقدّر بأيام أو أسابيع، ومن المُلاحظ أنّ معظم المصابين بهذا النوع لم يُعانوا من أي مشاكل أو أمراض في الكبد مسبقًا، وأمّا المزمن فيتمثّل بتوقف عمل الكبد تدريجيًّا خلال فترة زمنية طويلة نسبيًّا، وذلك نتيجة حدوث تلف للكبد بشكل متراكم مع الوقت،[٢] وبالرغم من اختلاف المدّة التي يحتاجها النوعان للوصول إلى الحالة الطبية الخطيرة، إلا أنّ الأعراض الأساسية لهما متشابهة جدًّا.[٣]
أعراض الفشل الكبدي
قد يصعُب تشخيص الفشل الكبدي بالبداية وذلك نتيجة تماثل وتشابه الأعراض المصاحبة للفشل الكبدي مع غيرها من المشاكل الطبية الأخرى في الغالب، بما فيها أمراض الكبد،[٢] وفي الواقع فإنّ الأعراض تزداد سوءًا مع استمرار تراجع قدرات الكبد على العمل.[٤]
أعراض عامّة
توجد مجموعة من الأعراض العامّة التي يمكن أن تظهر على الأفراد المصابين بالفشل الكبدي ومنها ما يأتي:[٥]
- التعب، والضعف الجسدي.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
- احتمالية خروج النَفَس برائحة تشبه الحلوى المتعفّنة.
- التقيؤ.[٣]
- انتفاخ البطن.[٣]
- الشعور بالألم أو عدم الراحة عند الضغط على البطن.[٣]
- الإسهال.[٣]
- الحكة المستمرة في الجلد.[٣]
- الشعور بآلام المفاصل أو العضلات.[٣]
- قلّة كمية البول أو دكانة لونه، وخروج البراز بلون داكن أيضًا.[٦]
- اليرقان (بالإنجليزيّة: Jaundice)؛ الذي يتمثّل بظهور لون أصفر على الجلد وبياض العين وأحياناً سوائل الجسم،، وفي الحقيقة يعتمد اللون الظاهر على الجلد وبياض العين على مستوى البيليروبين، وهي مادة موجودة في الدم يقوم الجسم في الوضع الطبيعي بالتخلص منها مع فضلات الجسم.[٧]
أعراض خاصّة
توجد مجموعة من الأعراض الخاصة والمميّزة للفشل الكبدي، ومنها ما يأتي:
- سهولة الإصابة بالكدمات والنزيف؛ حيث قد يُعاني مرضى الفشل الكبدي من صعوبة توقف النزيف الدموي مثل؛ الجروح الصغيرة، ونزيف الأنف، من تلقاء نفسه والذي قد يكون بسيطًا وخفيفًا لدى باقي الأفراد، كما قد يكون من الصعب السيطرة على النزيف من قبل الطبيب أيضًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ فقدان كمية من الدم قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ودخول الجسم في حالة صدمة.[٥]
- المعاناة من الدوالي المريئية أو المِعدية؛ والتي تتمثّل بتوسّع بعض الأوردة الدموية الموجودة في أنبوب الجهاز الهضمي لا سيّما المريء والمعدة، ومع مرور الوقت يتزايد حجم هذه الأوردة حتى تنفجر، بحيث يترتب على ذلك تقيؤ الدم، أو خروجه مع البراز فيظهر بلون أسود قطراني.[٥][٨]
- تطوّر حالة من الفشل الكلوي كإحدى مضاعفات الفشل الكبدي، بحيث يترتب عليها تراكم المواد السامة في الدم نظرًا لانخفاض كمية البول التي يتم إنتاجها وإخراجها من الجسم.[٥]
- صعوبة تنفس الفرد بشكل طبيعي كمضاعفة لاحقة لكل ممّا سبق.[٥]
- بقاء المواد السامة مثل الأمونيا داخل الجسم وعدم القدرة على التخلص منها بطريقة طبيعية، وذلك نتيجة تراجع وظيفة الكبد الأساسية، كما قد يُسمح بدخول هذه المواد السامة إلى داخل الدماغ وإحداث الإرباك والتشويش للفرد.[٨]
- احتباس السوائل في البطن وهو ما يُعرف بالاستسقاء البطني (بالإنجليزيّة: Ascites)، وهي حالة مزعجة للغاية تحدث نتيجة ارتفاع الضغط داخل الأوردة الموجودة في الكبد، مما يؤدي إلى تسرب السوائل إلى الخارج باتجاه منطقة البطن وتجمّعها داخل البطن، وهذا بدوره يجعل البطن يتضخّم وينتفخ، كما قد يسبّب ذلك انتفاخ الساقين أيضًا.[٨]
- الإصابة بالاعتلال الدماغي (بالإنجليزيّة: Encephalopathy) والذي يتضمّن ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تؤدي إلى الدخول في غيبوبة، ومن هذه الأعراض؛ القلق، وحدوث تغيّرات سلوكية، وتغيّر مستوى اليقظة والانتباه، والارتباك، وصعوبة إنجاز الأمور باستخدام العمليات العقلية.[٩]
- الشعور بالنعاس،[١٠] وتراجع حجم وقوّة العضلات مع الوقت؛ حيث تُصبح أصغر حجمًا وأقلّ قوةً.[١١]
- المعاناة من تضخّم الكبد والطحال؛[١٢] حيث إنّ تضخّم الكبد وزيادة حجمه، يؤدي إلى زيادة الضغط الواقع على الطحال فهو العضو القريب والمجاور له، الأمر الذي قد يؤثر في تدفّق الدم الوارد إلى الطحال، وقد ينتج عن ذلك تضخّم وزيادة في حجم الطحال.[١٣]
- احمرار راحة اليد اليمنى واليسرى لدى المصاب بالفشل الكبدي ويُطلق على هذه الحالة راحة يدّ كبدية (بالإنجليزيّة: Liver palms)،[١٢] أو حمامى راحيّة (بالإنجليزيّة: Palmar erythema) والذي يتمثّل بظهور احمرار في كلتا راحتي اليد وأحياناً الأصابع، ولكن دون وجود ألم أو حكّة فيهما، مع احتمالية أن تكون المنطقة دافئة قليلاً.[١٤]
- المعاناة من حركة غير طبيعية وبطيئة في معصم اليد يُطلق عليها خُفوق كبدي المنشأ (بالإنجليزيّة: Liver flap)،[١٢] وتتمثّل بسلسلة من الحركات العضلية التشنجية المتكرّرة في معصم اليد عندما تكون اليد مفرطة في التمدد والمريض مُغمض العينين، وتّعدّ هذه الحركة علامة تقليدية للفشل الكبدي والاعتلال الدماغي الكبدي.[١٥]
الفرق بين الفشل الكبدي الحادّ والمزمن
تؤدي الإصابة بالفشل الكبدي الحادّ في معظم الحالات إلى تراجع حالة المريض الصحية بشكل سريع للغاية؛ حيث إنّ الفترة الزمنية التي تفصل بين بداية المرض وتدهور صحة الكبد تكون قصيرة لا تتجاوز الأسبوع أو أقل من ذلك أحيانًا، وعادةً ما يبدأ المرض بأعراض عامة وغير محدّدة ويتضمن ذلك؛ التوعك والإحساس العام بالمرض، والتعب، والغثيان، بينما لا يلاحظ وجود اصفرار الجلد وبياض العين إلّا في مراحل متأخرة نسبيًّا من المرض، وكذلك الأمر بالنسبة للاعتلال الدماغي الكبدي فيكون غير واضح ومخفيًّا في بداية المرض، وقد تظهر بعض التغيّرات الطفيفة على الفرد كنوع من العلامات الأولية للمعاناة من الاعتلال الدماغي ومنها؛ التهيّج المفرط، وعدم الانتباه، وحدوث هفوات بسيطة في الذاكرة، والأرق، ثم ما تلبث أعراضه أن تزداد سوءًا بشكل كبير ومفاجئ، لتصل في نهاية المطاف إلى غيبوبة كبدية كاملة خلال وقت قصير،[١٦] أما بالنسبة للفشل الكبدي المزمن فإنّ تدهور الحالة الصحية يتم بشكل تدريجي للغاية خلال فترة زمنية طويلة نسبيًّا، ويستمر ذلك حتى تظهر علامات واضحة للمرض مثل؛ تقيؤ الدم، وخروج البراز الدموي.[٥]
أعراض تستدعي التدخل الطبي
قد تدلّ بعض الأعراض المتقدّمة للفشل الكبدي على حدوث مضاعفات خطيرة مثل؛ فرط ضغط الدم البابي أو الدوالي المريئية، وفي الواقع يجدر بالفرد الحصول على الرعاية الطبية الفورية من الطوارئ في حال ظهور أي من الأعراض التالية:[١٧]
- الاستسقاء البطني؛ أي انتفاخ البطن نتيجة تراكم السوائل فيه.
- النزيف الدموي بما في ذلك تقيؤ الدم أو النزيف الدموي الحادّ.
- حدوث تغيّر في مستوى الوعي أو الانتباه مثل؛ فقدان الوعي، أو عدم الاستجابة.
- حدوث تغيّر في الحالة العقلية أو تغيّر مفاجئ في السلوك مثل؛ التشويش، والهذيان، والكسل، والهلوسة، والأوهام.
- اليرقان؛ أي اصفرار الجلد وبياض العين كما أشرنا أعلاه.
- اهتزاز أو ارتعاش عضلات الجسم.
- ضيق التنفس أو صعوبة في التنفس.
المراجع
- ↑ “The Progression of Liver Disease”, www.liverfoundation.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Jennifer Robinson (19-8-2019), “What Is Liver Failure?”، www.webmd.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Kurt Kloss (19-12-2018), “Liver Health And Liver Failure”، www.healthtestingcenters.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Cleveland Clinic medical professional (7-6-2018), “Liver Failure”، www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Danielle Tholey (1-1-2020), “Liver Failure”، www.merckmanuals.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Drugs.com staff (3-2-2020), “Acute Liver Failure”، www.drugs.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Caroline Gillott (31-10-2017), “Everything you need to know about jaundice”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “End-stage Liver Disease (ESLD)”, www.surgery.ucsf.edu, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Charles Daniel (4-12-2019), “Hepatitis and Acute Liver Failure”، www.verywellhealth.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (29-8-2017), “Acute liver failure”، www.mayoclinic.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Emily Lockhart (15-10-2019), “Signs and Symptoms of Liver Failure”، www.activebeat.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Colin Tidy (1-8-2017), “Liver Failure”، www.patient.info, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Rachel Nall (19-5-2018), “Hepatosplenomegaly: Everything you need to know”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ George Shand (1-9-2015), “Palmar erythema”، www.dermnetnz.org, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ THE EMERGENCY DEPARTMENT CLINICAL FACILITATOR (1-6-2014), “Hepatic Flap?”، www.theemergencydeptclinicalfacilitator.wordpress.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ “Acute Liver Failure (ALF)”, www.surgery.ucsf.edu, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Healthgrades Editorial Staff (31-10-2018), “Liver Failure”، www.healthgrades.com, Retrieved 27-7-2020. Edited.