أسباب مرض الكبد
مرض الكبد
يُشير مصطلح أمراض الكبد، أو مرض الكبد، أو مشاكل الكبد (بالإنجليزية: Liver disease) إلى مجموعةٍ من الاضطرابات السريرية التي قد تختلف في شدّتها؛ وبشكلٍ عامّ قد تتراوح بين اضطراب خفيف في وظائف الكبد دون أيّ اهمية سريرية، إلى الإصابة بأمراض الكبد الحادّة (بالإنجليزية: Acute liver disease) أو المُزمنة (بالإنجليزية: Chronic liver disease).[١]
ولمعرفة المزيد عن مرض الكبد يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي أمراض الكبد).
أسباب مرض الكبد
قد لا تكون أسباب مرض الكبد معروفة في بعض الأحيان،[٢] وفي أحيانٍ أخرى قد تكون معروفة، وفيما يأتي بيان لأبرز مُسبّبات أمراض الكبد:[٣]
العدوى
قد يتعرّض الكبد للعدوى الفيروسية والطفيليّة مُسبّبًا ذلك التهابه وتدني قدرته على أداء وظائفه، ومن الجدير ذكره أنّ أغلب حالات عدوى الكبد شيوعًا تُعزى إلى أسبابٍ فيروسية، وفيما يأتي بيان أبرز هذه الأنواع بشيءٍ من التفصيل:[٤]
التهاب الكبد الوبائي (أ)
تنتقل العدوى بالتهاب الكبد الوبائي (أ) (بالإنجليزية: Hepatitis A) من خلال تناول الأطعمة أو شرب السّوائل الملوثة بهذا بفيروس التهاب الكبد (أ)، أو قد ينتقل عن طريق الاتصال المُباشر مع شخص مُصاب بهذا المرض، وقد يتسبّب بأعراضٍ تتفاوت بين الخفيفة والشديدة، وبشكلٍ عامّ يتعافى معظم المُصابين بهذه الحالة تقريبًا، ويكتسبون مناعةً تُمكّنهم من التّصدي للفيروس طوال فترة حياتهم.[٥]
التهاب الكبد الوبائي (ب)
تنتقل العدوى بالتهاب الكبد الوبائي (ب) (بالإنجليزية: Hepatitis B) في أغلب الحالات من الأم إلى الطّفل أثناء الولادة، أو من خلال الاتّصال مع دم أو سوائل شخص مُصاب بالفيروس المُسبّب لهذه الحالة، ومن الجدير ذكره أنّ هذا النّوع من التهاب الكبد قد يكون حادًّا أو مزمنًا.[٦]
التهاب الكبد الوبائي (ج)
تنتقل العدوى بالتهاب الكبد الوبائي (ج) (بالإنجليزية: Hepatitis C) في الغالب عن طريق مُشاركة الإبر أو مُعدّات الحقن مع شخصٍ مُصاب بفيروس الكبد الوبائي (ج)، الذي قد يتسبّب بحالةٍ خفيفة تستمر فيها العدوى لعدّة أسابيع، أو قد يتسبّب بحالةٍ خطِرةٍ تستمر مدى الحياة.[٧]
ولمعرفة المزيد عن التهاب الكبد الوبائي (ج) يمكن قراءة المقال الآتي: (التهاب الكبد c).
التهاب الكبد الوبائي (د)
تحدث العدوى بالتهاب الكبد الوبائي (د) (بالإنجليزية: Hepatitis D) فقط في الأشخاص المُصابين بالتهاب الكبد الوبائي (ب)، ويُعزى ذلك إلى أنّ فيروس الكبد الوبائي (د) يُعتبر فيروسًا غير مُكتملٍ بحيث يتطلّب بقاؤه وتكاثره وانتشاره وجود فيروس الكبد الوبائي (ب)، وبشكلٍ عامّ تنتقل العدوى بالتهاب الكبد الوبائي (د) عن طريق مُلامسة الأنسجة الموجودة تحت جلد شخص سليم لسوائل جسم مُصاب بفيروس الكبد الوبائي (د)، وقد تكون هذه السوائل عبارة عن دم، أو لعاب، أو سائل منوي، أو سوائل مهبلية، ومن الجدير ذكره أنّ المُلامسة مع الأنسجة قد تكون من خلال جروح الجلد أو عن القيام بحقن الشخص بإبرة، ويُشار إلى احتمالية انتقال الفيروس أيضًا عند مُلامسة الأغشية المُخاطية لهذه السّوائل، ويُشار إلى أنّ الأغشية المُخاطية تُمثل الطبقة الرطبة الرقيقة التي تُبطّن العديد من أجزاء جسم الإنسان؛ كالفمّ والحلق والأعضاء التناسلية، وحول التهاب الكبد الوبائي (د) فيُشار إلى أنّه أكثر أشكال التهاب الكبد الفيروسي التي تُصيب الإنسان خطورةً.[٨]
التهاب الكبد الوبائي (هـ)
تنتقل العدوى بالتهاب الكبد الوبائي (هـ) (بالإنجليزية: Hepatitis E) عن طريق تناول الأطعمة أو شرب السّوائل الملوثّة ببراز شخص مُصاب بفيروس الكبد الوبائي (هـ)، وعليه فإنّ هذه العدوى مُرتبطة بالبلدان ذات خدمات الصرف الصحي السيئة والتي تكون إمدادات المياه فيها ملوثة، ويجدُر بالذكر أنّ العدوى قد تحدث بغضّ النظر عن كميات البُراز الملوثة؛ حتّى وإن كانت ضئيلة جدًّا، أمّا البلدان المُتقدمة والتي تزوّد مواطينها بمياه نظيفةٍ فإنّ العدوى بالتهاب الكبد الوبائي (هـ) تحدث عن طريق تناول الأطعمة؛ وبخاصّة عند استهلاك لحوم الخنازير أو لحم الغزال، أو تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيّدًا بشكلٍ عامّ، وغالبًا ما يتعافى المُصابون بالتهاب الكبد الوبائي (هـ) بشكلٍ تامّ دون أن تتسبّب هذه العدوى بحدوث أيّ مُضاعفات لديهم.[٩]
الميكروبات المُعدية الأخرى
قد تُعزى العدوى بالتهاب الكبد إلى مُسبّباتٍ أخرى علاوةً على تلك الموضّحة سابقًا؛ منها العدوى الفيروسية التي قد تُعزى إلى فيروس الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes simplex virus) في بعض الحالات، وقد يحدث التهاب الكبد نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية؛ كالسيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea)، أو عدوى طفيلية؛ كالكريبتوسبوريديوم (بالإنجليزية: Cryptosporidium)، أو الملاريا (بالإنجليزية: Malaria)، أو الأميبا (بالإنجليزية: Amoeba).[١٠]
مرض الكبد الدهني غير الكحولي
يحدث مرض الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Non-alcoholic fatty liver disease) نتيجة تراكم الدهون في الكبد، ومن الجدير ذكره أنّ الكبد الصحي لا يحتوي على دهون أو قد يحتوي كمياتٍ قليلةٍ منها، ولا ترتبط هذه الحالة بشرب الكحول، فهي تحدث لدى الممتنعين عن شرب الكحول أيضًا،[١١][١٢] ويُعتبر التهاب الكبد الدهنيّ غير الكحولي (بالإنجليزية: Non-alcoholic steatohepatitis) أحد أشكال أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، وتتمثل هذه الحالة بمُعاناة المُصاب من التهاب الخلايا الكبدية وتضرّرها إلى جانب تراكم الدهون في الكبد، وهُناك العديد من عوامل الخطر التي تجعل الشخص أكثر عُرضةً للإصابة بالتهاب الكبد الدهنيّ غير الكحولي وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية؛ ومنها: السّمنة، والإصابة بالسّكري من النّوع الثاني أو المُتلازمة الأيضية (بالإنجليزية: Metabolic syndrome)،[١٣] وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ المُتلازمة الأيضية تُمثل مجموعة من الاضطرابات التي تحدث معًا؛ وتتضمن: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكّر الدم، وزيادة تراكم الدهون حول منطقة الخصر، واضطراب مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية بصورةٍ غير طبيعية،[١٤] ومن الجدير ذكره أنّ حالة مرض الكبد الدهني غير الكحولي قد تزداد سوءًا مُسبّبةً تضرّر الكبد وحدوث مُضاعفاتٍ عدّة؛ مثل تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis).[١١]
أمراض المناعة الذاتية
يعمل الجهاز المناعي على حماية الجسم من الأمراض والعدوى، ولكن في بعض الحالات قد يُهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ فيما يُعرف بأمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune disease)[١٥] ومن أمراض المناعة الذاتية النادرة التي تؤثر في النّساء أكثر من الرجال: التهاب الكبد ذاتي المناعة (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis) والتهاب الأقنية الصفراويّة الأوليّ (بالإنجليزية: Primary Biliary Cholangitis)، أمّا تلك التي تؤثر في الرجال أكثر من النّساء فمنها التهاب الأوعية الصفراوية المصلب الابتدائي (بالإنجليزية: Primary sclerosing cholangitis)،[١٦] وسيتمّ بيان كلٍّ منها بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[١٧]
- التهاب الأقنية الصفراويّة الأوليّ: وفيها يُهاجم الجهاز المناعي القنوات الصفراوية التي تُمثل قنوات صغيرة موجودة في الكبد، وبالحديث عن القنوات الصفراوية فهي تعمل على حمل العصارة الصفراوية التي تُساعد على هضم الطّعام، وفي حال تضرّر هذه القنوات، فإنّ ذلك يؤدي إلى تراكم العصارة داخل الكبد وتندّبها.
- التهاب الأوعية الصفراوية المصلب الابتدائي: وتتمثل هذه الحالة بتندّب القنوات الصفراوية وحدوث انسدادٍ فيها، ويُصاحب هذه الحالة تراكم العصارة داخل الكبد، ممّا يحول دون قدرة الكبد على أداء وظائفه على النّحو اللازم، وقد تتطوّر هذه الحالة مُسبّبةً الإصابة بسرطان الكبد، وقد تستلزم بعض الحالات الخضوع لعمليات زراعة الكبد.
- التهاب الكبد ذاتي المناعة: وفيه يُهاجم جهاز المناعة خلايا الكبد مُسبّبًا تدميرها، ومن الجدير ذكره أنّ التهاب الكبد ذاتي المناعة يُصنّف إلى نوعين رئيسيين؛ وهما النوع الأول الأكثر شيوعًا، والنوع الثاني، ويُمكن القول إنّ أمراض المناعة الذاتية الأخرى قد تكون مُرتبطة بالنوع الأول من التهاب الكبد ذاتي المناعة؛ ومن هذه الأمراض التهاب الغدة الدرقية، ومرض غريفز (بالإنجليزية: Graves’ disease)، والتهاب القولون التقرّحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative Colitis)، وبشكلٍ عامّ قد يحدث التهاب الكبد ذاتي المناعة في أيّ عمر ولكنّه أكثر شيوعًا في النّساء صغيرات السنّ منه في الذكور، في حين أنّ النوع الثاني يؤثر عمومًا في الفتيات ما بين عمر السنتين و14 سنة، على الرغم من احتمالية حدوثه في فئات البالغين أيضًا.[١٨]
الأمراض الوراثية
يُشير مصطلح أمراض الكبد الوراثية (بالإنجليزية: Inherited liver diseases) إلى مجموعةٍ من الاضطرابات الجينية والأيضية التي تُسبّب في العادة إصابة الكبد المُزمنة بشكلٍ مُبكر،[١٩] ويُمكن بيان أبرز أمراض الكبد الوراثية فيما يأتي:[٢٠]
- نقص مُضاد التريبسين ألفا 1: (بالإنجليزية: Alpha-1 Antitrypsin Deficiency)، تؤثر هذه الحالة بشكلٍ أساسي في الكبد والرئتين، وقد تؤثر في الجلد في حالاتٍ نادرة، وإنّ أمراض الكبد المُرتبطة بهذه الحالة تحدث نتيجة تراكم بروتين مُضاد التريبسين ألفا 1 بصورةٍ غير طبيعية، وهذا بحدّ ذاته يتسبّب بالإضرار بالكبد بشكلٍ تدريجي، وحول تأثير نقص مُضاد التريبسين ألفا 1 في الرئتين فمن شأنه التسبّب بالنفاخ الرئوي المبكّر (بالإنجليزية: Early-onset Emphysema).
- مرض ويلسون: (بالإنجليزية: Wilson’s disease)، يُعتبر هذا الاضطراب الوراثي نادر الحدوث، وعند حدوثه فإنّه يؤدي إلى زيادة كمية النّحاس في الكبد، بما يتجاوز قدرة الكبد على التخلّص منها من خلال القنوات الصفراوية الموجودة في الكبد، ويترتب على ذلك تراكم النّحاس ليس في الكبد فحسب، وإنّما في أعضاءٍ أخرى أيضًا من الجسم، وتحديدًا الدماغ وقرنية العين.
- داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثيّ: (بالإنجليزية: Hereditary Hemochromatosis)، تؤدي الإصابة بهذا الاضطراب الوراثي إلى زيادة امتصاص الحديد في الأمعاء الدقيقة، وقد يترتب على ذلك المُعاناة من المُضاعفات الناجمة عن ترسّب الحديد بكمياتٍ كبيرةٍ في الكبد، والقلب، والبنكرياس، والغدة النّخامية.
- مرض الجلاكتوزيمية: (بالإنجليزيّة: Galactosaemia)، وتتمثل هذه الحالة الوراثية النادرة بحدوث ردّ فعل من الجسم تجاه سكريات مُعينة في الحليب، ويترتب على ذلك الإضرار بالكبد وأعضاء الجسم الأخرى.[١٦]
التهاب الكبد السام
ينتج التهاب الكبد السام (بالإنجليزية: Toxic hepatitis) عن التفاعل الناجم تجاه التعرّض لمواد مُعينة؛ بما في ذلك الكحول، والمواد الكيميائية، والمكمّلات الغذائية، والأدوية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكبد يعمل على تحطيم وإزالة معظم الأدوية والمواد الكيميائية من الأوعية الدموية، إلّا أنّ تحطّم المواد السامة قد ينتج عنه مواد ثانوية مُعينة من شأنها الإضرار بالكبد، وعلى الرغم من امتلاك الكبد القدرة على إعادة التجديد إلّا أنّ التعرّض المستمر للمواد السّامة قد ينعكس على الكبد سلبًا من خلال الإضرار به، بحيث قد يكون ذلك بشكلٍ دائم في بعض الأحيان، وقد يُشكّل ذلك خطورةً على الكبد وصحّة الإنسان، ويُمكن بيان أبرز العوامل التي من شأنها التسبّب بالتهاب الكبد السام بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[٢١][٢٢]
- بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها: ومنها مُسكنات الألم التي قد تُضرّ بالكبد خاصّة في حال استخدامها بشكلٍ مُتكرر وبجرعاتٍ أعلى من تلك الموصى بها أو عند أخذها إلى جانب الكحول، ومن هذه الأدوية: دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
- بعض الأدوية التي تستلزم وصفة طبية لصرفها: يؤخذ بالاعتبار أنّ استخدام الأدوية بالجرعات الموصوفة ووفقًا لإرشادات الطبيب يُجنب المريض الآثار الجانبية المُترتبة على استخدامها، ولكن في حال تجاوز ذلك فقد يتسبّب بعض هذه الأدوية بالإضرار بالكبد، ومنها: أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins) الموصوفة لحالات ارتفاع الكوليستيرول، وكذلك دواء الفينيتويين (بالإنجليزيّة: Phenytoin)، والآزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine)، والنياسين (بالإنجليزية: Niacin)، والكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole)، وبعض الأدوية المُضادة للفيروسات، والستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic Steroids)، ودواء أموكسيسيلين/كلافولانيت (بالإنجليزيّة: Amoxicillin-clavulanate).
- بعض المكملات الغذائية والوصقات العشبية: قد تكون بعض المكملات الغذائية مُضرّة بالكبد خاصّة إذا ما تناولها الأطفال بطريقةٍ خاطئة أو بجرعاتٍ مرتفعة، ومن المُحتمل أن تكون الوصفات العشبية مُضرة بالكبد خاصّة في حال استخدامها بطريقةٍ غير مُلائمةٍ، ومنها: الألوفيرا (بالإنجليزية: Aloe Vera)، والكومفري (بالإنجليزية: Comfrey)، والكوهوش الأسود (بالإنجليزية: Black Cohosh)، والقشرة المقدسة (بالإنجليزيّة: Cascara)، والبلوط (بالإنجليزية: Chaparral)، والكافا (بالإنجليزية: Kava)، والعلندة (بالإنجليزيّة: Ephedra).
- التعرض للمواد الكيميائية الصناعية: كحالات الأشخاص الذين يتطلّب طبيعة عملهم التعرّض لموادٍ كيميائية من شأنها الإضرار بالكبد، ومن أبرز هذه المواد رباعي كلوريد الكربون (بالإنجليزية: Tetrachloride) المّستخدم كُمذيب في بعض المنظفات الجافة، وكلوريد الفاينل (بالإنجليزية: Vinyl chloride) المُستخدم في تصنيع البلاستيك، ومادة الباراكوات (بالإنجليزية: Paraquat) التي تعتبر من المُبيدات الحشرية، ومادة ثنائي الفنيل متعدد الكلورة (بالإنجليزية: Polychlorinated biphenyls).
- إدمان الكحول: فقد يتطوّر التهاب الكبد الكحولي نتيجة شرب الكحول بكمياتٍ كبيرةٍ على مدى سنوات، مع احتمالية تطوّره أيضًا عند شرب الكحول على فتراتٍ زمنيةٍ أقصر، وتجدر الإشارة إلى أنّ التهاب الكبد الكحولي يُمثل حالة خطِرة في حال إبقائها دون علاج، ولكن يُمكن اتخاذ السبل التي تُمكّن من التعافي من الحالة واسترداد الكبد صحّته والتي ترتكز بصورةٍ أساسيةٍ على الامتناع عن شرب الكحول، وتجدر الإشارة إلى أنّ تأثير الكحول في الكبد لا ينحصر بحدوث التهاب فيه فحسب، بل قد يتسبّب بأمراضٍ واضطرابات أخرى؛ كالكبد الدهني أو تشمّع الكبد الكحولي.[٢٣]
اضطرابات الأوعية الدموية في الكبد
تحدث اضطرابات الأوعية الدَّموية في الكبد في العادة نتيجة عدم كفاية التدفق الدموي في الكبد؛ سواء ذلك الذي يدخل إليه أو يخرج منه، وقد تُعزى هذه الحالة إلى الإصابة بقصور الكبد أو اضطرابات التخثر التي تجعل الدم أكثر عُرصةً للتخثر والتجلّط، إذ قد يترتب على الإصابة باضطرابات التخثر حدوث انسداد في الوريد البابي أو الوريد الكبدي نتيجة الخثرات الدموية، وهذا بحدّ ذاته من شأنه التسبّب بإبطاء أو منع تدفق الدم، ونذكر من الأمثلة على الاضطرابات التي تؤثر في التدفق الدموي ما يأتي:[٢٤]
- متلازمة بود كياري: (بالإنجليزية: Budd-Chiari Syndrome)، وفيها تحول الخثرات الدموية دون تدفق الدم من الكبد.
- تخثر الوريد البابي: (بالإنجليزية: Portal vein thrombosis)، وفيهِ تتسبّب الجلطة الدموية بحدث انسداد أو تضيّق في الوريد البابي الذي ينقل الدم من الأمعاء إلى الكبد.
- متلازمة انسداد الجيبية: (بالإنجليزية: Sinusoidal obstruction syndrome)، وتحدث نتيجة انسداد الأوعية الدموية الصغيرة جدًا الموجودة داخل الكبد.
قد يترتب على اضطراب التدفق الدموي الخارج من الكبد تراكم الدم داخل الكبد، وبالتالي حدوث احتقان من شأنه التسبّب بتضخّم الكبد، وبشكلٍ عامّ يترتب على عدم كفاية التدفق الدموي إلى الكبد حرمان خلايا الكبد من الحصول على حاجتها من الدم المؤكسج الذي يحتوي أيضًا على المغذيات، وتُعرف هذه الحالة بمصطلح نقص التَّروية أو الإقفار (بالإنجليزيّة: Ischemia)، وفي بعض الحالات قد يُعاني المُصاب من حالةٍ تُعرف باعتلال القناة الصفراوية الإقفاري (بالإنجليزية: Ischemic cholangiopathy)؛ وفيها لا تحصل القنوات الصفراوية على حاجتها من الدم.[٢٤]
أورام الكبد وسرطاناته
في الحقيقة، هُناك القليل من سرطانات الكبد التي تنشأ في الكبد ذاته، إذ إنّ معظم حالات سرطانات الكبد تكون ناتجة عن انتشار الورم من مكانٍ آخر في الجسم ليصِل إلى الكبد؛ كتلك الأورام التي تتشكّل في الأصل في الرئتين، أو الأثداء، أو القولون، وفيما يأتي بيان لأبرز أورام الكبد وسرطاناته:[٢٥]
- سرطان الكبد: (بالإنجليزية: Liver cancer)، ويُعرف أيضًا بسرطان الخلايا الكبديّة (بالإنجليزيّة: Hepatocellular carcinoma)، ويرتبط هذا النوع من السرطانات بالعديد من عوامل الخطر؛ كإصابة الشخص بالتهاب الكبد، أو إدمان الكحول، أو الانحدار من العِرق الأمريكي الأفريقي، أو النوع الأنثوي.
- سرطان القنوات الصفراوية: (بالإنجليزية: Bile ductcancer)، ويؤثر هذا النّوع بصورةٍ أساسية في الأشخاص ممّن تجاوزت أعمارهم الخمسين عامًا، إلّا أنّه غير شائعٍ.
- أورام خلايا الكبد الغدية: (بالإنجليزية: Adenoma)، وتُعتبر هذه الأورام حميدة وغير سرطانية، كما أنّ احتمالية تطوّرها إلى سرطانات تُعتبر ضئيلة، ويُشار إلى أنّ أورام خلايا الكبد الغدية غيرُ شائعة الانتشار، وحول عوامل الخطر المُرتبطة بالحالة؛ فقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ النّساء اللاتي تستخدمن حبوب منع الحمل يكُنّ أكثر عُرضة للإصابة بهذا النّوع من الأورام مُقارنةً بمن لا تستخدمنها.
أمراض الكبد الخلقية
كما تُشير التسمية، فإنّ أمراض الكبد الخلقية (بالإنجليزية: Congenital liver defects) تكون موجودة منذُ الولادة، وبشكلٍ عامّ فهي تُعتبر نادرة الحدوث، وعند حدوثها فإنّها غالبًا ما تؤثر في القنوات الصفراوية مُسبّبةً انسدادها، ممّا يحول دون تدفق العصارة الصفراوية، وبالتالي تراكمها في الكبد والإضرار بهِ، وفيما يأتي بيان لأبرز أمراض الكبد الخلقية:[٢٦]
- رتق القناة الصفراويّة: (بالإنجليزيّة: Biliary Atresia)، وتُمثل حالة خطيرة يُعاني فيها الطفل الرضيع من انسداد القنوات الصفراوية أو تطوّرها بصورةٍ غير طبيعية.
- الكيسات الصفراوية: (بالإنجليزيّة: Choledochal cyst)، وفيه تتطوّر القناة الكبدية بصورةٍ غير طبيعية، وقد يتسبّب ذلك بمنع تدفق العصارة الصفراوية أيضًا.
- متلازمة ألاجيل: (بالإنجليزية: Alagille syndrome)، وفيه يكون عدد القنوات الصفراوية الموجودة لدى الشخص قليل جدًا، ويرتبط ذلك باضطراباتٍ أخرى؛ تتضمّن مشاكل في القلب، أو العظام، أو معالم الوجه، أو العيون، أو غيرها.
عوامل خطر الإصابة بمرض الكبد
هُناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الكبد، وعليه فإنّ الانتباه لوجود أيّ من هذه العوامل واتّخاذ السبل التي تُمكّن من التعامل معها يُعتبر الخطّوة الأولى في الحماية من الإصابة بأمراض الكبد ومضاعفاتها،[٢٧] ويُمكن بيان أبرز هذه العوامل فيما يأتي:[٣]
- إدمان الكحول.
- السّمنة.
- السّكري من النوع الثاني.
- مشاركة الإبر أثناء الحقن أو تعاطي المُخدرات.
- الأشخاص الذين خضعوا لنقل الدم قبل عام 1992م.
- التعرّض لسوائل أجسام أو دماء الأشخاص الآخرين.
- ممارسة العلاقات الجنسية غير الشرعية.
- التعرّض لبعض المواد الكيميائية والسموم.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكبد.
المراجع
- ↑ “liver disease”, www.everydayhealth.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Liver Disease”, www.emedicinehealth.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Liver Disease”, www.stclair.org, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Liver problems”, www.mayoclinic.org, Retrieved May 8, 2020.
- ↑ “hepatitis a”, www.who.int, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “hepatitis b”, www.who.int, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “hepatitis c”, www.cdc.gov, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Hepatitis D”, www.sahealth.sa.gov.au, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Hepatitis E “, www.cdc.gov, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Infectious Hepatitis”, www.sciencedirect.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Non-alcoholic fatty liver disease (NAFLD)”, www.nhs.uk, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “fatty liver disease”, gi.org, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “liver disease”, www.niddk.nih.gov, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “metabolic syndrome”, www.mayoclinic.org, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “autoimmune diseases”, medlineplus.gov, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Liver”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Liver Diseases”, www.webmd.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Other Liver Disorders”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Genetic Diseases That Predispose to Early Liver Cirrhosis”, www.hindawi.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Genetic Liver Diseases”, www.universityhealthsystem.com, Retrieved May 8, 2020.
- ↑ “Toxic hepatitis”, www.drugs.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Toxic hepatitis”, middlesexhealth.org, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “hepatitis”, www.drugrehab.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Overview of Blood Vessel Disorders of the Liver”, www.msdmanuals.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Liver Diseases”, www.webmd.com, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Congenital Liver Defects”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved May 8, 2020. Edited.
- ↑ “Liver Disease Risk Factors”, www.christushealth.org, Retrieved May 8, 2020. Edited.