تشخيص وعلاج التهاب الكبد الوبائي سي

التهاب الكبد الوبائي سي

يُمثل التهاب الكبد الفيروسي “سي” الذي يُعرف أيضاً بالتهاب الكبد الفيروسي “ج” (بالإنجليزية: Hepatitis C)‏ أحد أمراض الكبد الناجمة عن العدوى بفيروس الكبد الوبائي “سي”، بحيث ينتقل هذا الفيروس من الشخص المُصاب إلى السليم عن طريق الاتصال مع دم المُصاب الذي يحتوي هذا الفيروس،[١] ومن الجدير ذكره أنّ التهاب الكبد الفيروسي “سي” قد يكون حادًّا أو مُزمنًا، ويستمر الحادّ عادةً لفترةٍ زمنيةٍ قصيرة وغالبًا ما تحدث هذه الحالة خلال الأشهر الستّة الأولى بعد تعرّض الشخص للفيروس، وقد تتطوّر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” الحادّ إلى النّوع المُزمن عند بقاء الفيروس في جسم الإنسان لفترةٍ زمنيةٍ طويلة.[٢]

ولمعرفة المزيد عن التهاب الكبد الوبائي سي يمكن قراءة المقال الآتي: (التهاب الكبد c).

تشخيص التهاب الكبد الوبائي سي

عند تشخيص التهاب الكبد الفيروسي “سي” يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطّبي للمريض وإجراء الفحص الجسدي،[٣] ويتضمن التاريخ الطبي الاستفسار عن الأعراض التي يشكو منها المريض، ويسأله عمّا إذا خَضع سابقًا لعملية نقل دم أو أخذ أدوية عن طريق الحقن،[٤] وكجزء من الفحص الجسدي يقوم الطبيب بالكشف عن العلامات التي قد تكون مُرتبطة بإصابة الكبد بالتلف؛ كالشعور بألم عند لمس البطن، أو انتفاخ الأقدام أو الساقين أو كاحل القدم، كما يقوم الطبيب بالبحث عن العلامات التي قد ترتبط باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)؛ كاصفرار الجلد والمنطقة البيضاء من العين،[٣] وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” تكون بلا أعراض في أغلب الحالات، إذ قد يشعر الشخص بصحّةٍ جيّدة بالرغم من إصابته بالفيروس المُسبّب للحالة، وعليه يجدُر بالأشخاص الذين يعتقدون بأنّهم قد تعرّضوا لفيروس الكبد الوبائي “سي” التوجّه للطبيب للخضوع للفحوصات المعنية بالكشف عن هذا الفيروس، وإذا ما أظهر الفحص نتيجةً إيجابية فإنّ الأمر يستلزم البدء بالعلاج.[٥]

تجدر الإشارة إلى أنّ تشخيص التهاب الكبد الفيروسي “سي” يعتمد بصورةٍ أساسية على نوعين من فحوصات الدم اللذين يهدفان إلى تأكيد أو نفي العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي”؛ وهما فحص الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibody Test)، واختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل (بالإنجليزية: Polymerase chain reaction Test) واختصارًا (PCR Test) الذي يُعرف أيضًا باختبار الحمض النووي الريبوزي (بالإنجليزية: RNA Test)، وبناءً على ما سبق يُمكن القول بأنّ الطريقة الوحيدة للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” وتأكيد ذلك هي الخضوع للفحوصات المعنية بذلك.[٦][٧]

فحص الأجسام المضادة

يُمثل فحص الأجسام المضادة أحد أكثر الفحوصات شيوعًا للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي”، ويعتمد هذا الفحص على أخذ عينة دم من الشخص بهدف الكشف عمّا إذا طوّر الجسم أجسامًا مُضادةً لفيروس الالتهاب الكبدي “سي”، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ الأجسام المُضادة (بالإنجليزية: Antibodies) تُمثل بروتينات يُنتجها الجسم في محاولةٍ منه لتدمير فيروس الالتهاب الكبدي “سي” من تلقاء ذاته في حال العدوى به، وتُشير نتيجة الفحص الإيجابية إلى أنّ الشخص قد تعرّض للفيروس خلال فترةٍ ما من حياته وليس شرطًا أن تكون العدوى بهذا الفيروس حديثة، وعليه فإنّ نتيجة الفحص قد تكون إيجابية بالرغم من عدم وجود فيروس الالتهاب الكبدي “سي” في الدم، ويُعزى عدم وجوده في هذه الحالة إلى تلقي الشخص العلاج الكافي للقضاء على الفيروس أو نتيجة مُقاومة الجسم للفيروس من تلقاء ذاته، وعلاوةً على ذلك فإنّ الأمر يستغرق فترةً تتراوح بين 3-6 أشهر بعد التعرّض للعدوى كيّ يُعطي فحص الأجسام المُضادة نتيجةً إيجابية، وعليه فإنّ هذا الفحص قد يكون غير فعّالٍ في الكشف عن الإصابة الحديثة بفيروس الالتهاب الكبدي “سي”، وبناءً على الدراسات فإنّه بالإمكان الكشف عن وجود الأجسام المُضادة لهذا الفيروس لدى المرضى بعد مرور أشهر من تعرّضهم للعدوى بنسبةٍ أكبر مُقارنةً بالمرضى في المراحل الأولى من ظهور الأعراض، وسيتمّ لاحقًا التطرّق للفئات التي يجدُر بها الخضوع لفحص الأجسام المُضادة.[٤][٦]

عادةً ما يستغرق الحصول على نتيجة فحص الأجسام المُضادة لفيروس الالتهاب الكبدي “سي” فترةً تتراوح بين عدّة أيام إلى أسبوع بعد أخذ العينة من الشخص، مع العلم بأنّ النتيجة الفورية لهذا الفحص مُتاحة في بعض البلدان،[٨] ويُمكن القول بأنّ الحصول على نتيجة إيجابية عند إجراء فحص الأجسام المضادة السلبية لهذا الفيروس تستلزم الخضوع لفحوصاتٍ أخرى تؤكد أو تنفي الوجود الحديث للفيروس في الجسم، أما النتيجة السلبية ليست كفيلة باستبعاد الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي”،[٤][٦] إذ يُنصح بالخضوع لفحص الأجسام المُضادة مرةً أخرى في الحالات التي يتم الحصول على نتيجةٍ سلبيةٍ بالرغم من ظهور أعراض قد ترتبط بالإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي “سي” أو في حال وجود مؤشرات أخرى أو اعتقاد الشخص بأنّه قد تعرّض للفيروس.[٥]

اختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل

يُلجأ لإجراء اختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل للفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي “سي” في الحالات التي يتمّ فيها الحصول على نتيجةٍ إيجابيةٍ عند إجراء فحص الأجسام المُضادة للفيروس، إذ يُمكن من خلال اختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل تأكيد أو نفي الإصابة بالعدوى المُزمنة بهذا الفيروس، فكما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ العديد من الإشخاص قد يتم شفاؤهم تلقائياً من التهاب الكبد الفيروسي “سي” الحاد ومع ذلك يُظهرون نتيجةً إيجابية عند إجراء فحص الأجسام المُضادة؛[٩] وعليه يُمكن القول أنّ اختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل يهدف إلى تأكيد أو نفي وجود عدوى حالية بفيروس الالتهاب الكبدي “سي” بدلًا من البحث عن العلامات والمؤشرات المُرتبطة بمقاومة الجسم وإظهاره استجابةً مناعية ضدّ الفيروس خلال مرحلةٍ ما من حياة الشخص، وفي الحقيقة هُناك ثلاثة أنواع لاختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل التي قد تُجرى في سبيل تشخيص الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي “سي”، نُبينها فيما يأتي:[١٠]

اختبار الكشف الفيروسي

يهدف اختبار الكشف الفيروسي لتفاعل البوليميراز المتسلسل (بالإنجليزية: PCR viral detection test) إلى تأكيد أو نفي الوجود الفعلي لفيروس الالتهاب الكبدي “سي”، ويُعتبر هذا الاختبار مُفيد بصورةٍ أساسيةٍ في العديد من الحالات، والتي نذكر منها ما يلي:[١١]

  • الحالات التي تكون فيها نتيجة اختبار الأجسام المُضادة غيرُ حاسمةٍ أو غيرُ واضحة.
  • حالات الأشخاص الذين أُصيبوا سابقًا بالالتهاب الكبدي الفيروسي “سي” وتعافوا منه، ويُمكن الاستدلال على التّعافي من هذا الفيروس بعد العدوى به من خلال التّأكد من عدم وجود أعراض مُرتبطة بالإصابة بهذه الحالة إضافةً إلى الحصول على نتائج طبيعية عند إجراء اختبارات وظائف الكبد بشكلٍ دوري.
  • حالات الأشخاص الذين يُعانون من نقص المناعة؛ مثل الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، إذ إنّ الإصابة باضطرابات نقص المناعة من شأنها التسبّب بإعطاء نتيجة سلبية خاطئة عند إجراء فحص الأجسام المُضادة لفيروسات الالتهاب الكبدي.
  • حالات التعرّض لحَدَث مُعين يحمل خطر انتقال العدوى بفيروسات التهاب الكبد الوبائي؛ كحالات إصابات وخز الإبر (بالإنجليزية: Needlestick injury)، ويُجرى بعد التعرّض لأحد هذه الحوادث بنحو ثلاثة أسابيع للتحقق ممّا إذا أُصيب الشخص بالالتهاب الكبدي الفيروسي “سي” أم لا.

تجدر الإشارة إلى الاعتماد على اختبار الكشف الفيروسي لتفاعل البوليميراز المتسلسل للاستدلال على استجابة الشخص للعلاج، إذ إنّ الحصول على نتيجة سلبية عند إجراء هذا الاختبار خلال الأسبوع الثاني عشر بعد الخضوع للعلاج يدلّ على التّعافي من حالة الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي”.[١١]

اختبار قياس الحمل الفيروسي

يُعرف اختبار الحمل الفيروسي لتفاعل البوليميراز المتسلسل (بالإنجليزية: PCR viral load testing) أيضًا بمصطلح الفحص الكّمي (بالإنجليزية: Quantitative testing)، ويُساهم هذا الاختبار في تقدير كمية فيروس الالتهاب الكبدي “سي” الموجودة في الدم، بحيث يتمّ التعبير عن نتيجة الفحص بعدد هذه الفيروسات لكلّ ملليلتر من الدم،[١٠] ويلعب اختبار الحمل الفيروسي لتفاعل البوليميراز المتسلسل دورًا في تأكيد او نفي وجود الفيروس وتشخيص العدوى النشِطة، كما يُستخدم قبل العلاج وأثنائه للمساعدة على تقييم الاستجابة للعلاج من خلال مقارنة كمية الفيروس الموجودة في الدم قبل العلاج وأثنائه.[١٢]

اختبار النمط الجيني

يُساهم اختبار النمط الجيني لتفاعل البوليميراز المتسلسل (بالإنجليزية: PCR genotype testing) في تحديد العلاج والأدوية الأنسب لحالة الشخص،[١٠] وذلك من خلال تحديد النوع أو النمط الجيني الخاصّ بالفيروس المُصاب به الشخص، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ العلماء استطاعوا تحديد أكثر من 50 نوع فرعي من فيروس الالتهاب الكبدي “سي”، والتي تندرج ضمن 5 أنواع رئيسية، ويُعتبر فيروس الالتهاب الكبدي “سي” ذو النمط الجيني رقم “1” أكثرها شيوعًا، وتكون معظم الإصابات بفيروس الالتهاب الكبدي “سي” من هذا النّوع.[١٢]

فحوصات أخرى

بعد تشخيص الفرد بالإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” يجدُر تقييم شدّة الضرر الذي تعرّض له الكبد؛ بما يتضمّن تقييم إصابته بالتّشمع (بالإنجليزية: Cirrhosis) أو التليف (بالإنجليزية: Fibrosis)، إذ إنّ تقييم شدّة تضرّر الكبد تمتلك تأثيرًا في قرارات العلاج والسّيطرة على المرض، وغالبًا ما يُجرى ذلك من خلال إخضاع الشخص لخزعة الكبد (بالإنجليزية: Liver biopsy) أو من خلال الفحوصات غير الجراحية (بالإنجليزية: Non-Invasive)، وفيما يلي بيان لأبرز الاختبارات التي يلجأ إليها الأطباء في سبيل تقييم شدّة تلف الكبد الناجم عن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” المُزمن:[١٣][١٤]

  • خزعة الكبد: يتمثل هذا الإجراء بإدخال إبرة رفيعة من خلال جدار البطن في سبيل الحصول على عينة صغيرة من أنسجة الكبد لإخضاعها فيما بعد للفحوصات المخبرية اللازمة، ومن الجدير ذكره أنّ إجراء خزعة الكبد يتمّ بتوجيهٍ من الموجات فوق الصوتية.
  • التّصوير الإلستوجرافيّ بالرنين المغناطيسيّ: (بالإنجليزية: Magnetic resonance elastography)، يُعتبر هذا الإجراء غير الجراحي بديلاً لخزعة الكبد، ويجمع هذا الإجراء بين تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي والأنماط المُتشكّلة عن طريق الموجات الصوتية التي ترتدّ من الكبد لإنشاء خريطة مرئية تُظهِر تدرُجات التصلّب في جميع أنحاء الكبد، ومن الجدير ذكره أنّ الحصول على نتائج مُرتبطة بوجود نسيج كبدي مُتصلّب يُشير إلى وجود ندوب أو تليف في الكبد نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” المُزمن.
  • التّصوير الإلستوجرافيّ العابر: (بالإنجليزية: Transient elastography)، هو جراء غير جراحي آخر، ويرتكز هذا النّوع من التصوير على استخدام الموجات فوق الصوتية التي تنقل الذبذبات إلى الكبد وتقيس سرعة انتشارها عبر أنسجة الكبد لتقدير مدى تصلّبها.
  • فحوصات الدم: تُجرى مجموعة من فحوصات الدم بهدف الاستدلال على مدى تليف الكبد،[١٤] ومن الأمثلة على فحوصات الدم المُجراة في هذه الحالة ما يُعرف بفحص وظائف الكبد، والذي يهدف إلى قياس مستويات بروتينات وإنزيمات مُعينة، والتي ترتفع غالبًا بعد مُضي 7-8 أسابيع على التعرّض للعدوى، وعند تعرّض الكبد للضرر فإنّ الإنزيمات تتسرّب إلى الأوعية الدموية، ولا يعني ذلك نتيجةً حتمية أو قطعية؛ بمعنى أنّه من الممكن الحصول على نتائج تُظهر مستوىً طبيعي لهذه الإنزيمات والبروتينات بالرغم من إصابة الشخص بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” المُزمن.[٨]

دواعي الخضوع لفحوصات الكشف عن فيروس التهاب الكبد سي

يجدُر بالشخص الخضوع لفحوصات الكشف عن العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” في الحالات التي يكون بها قلقًا بشأن تعرّضه لهذه العدوى أو في حال كان ضمن الفئات الأكثر عُرضةً للإصابة بهذه العدوى،[٥] وذلك للعديد من الأسباب؛ من بينها احتمالية العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” دون ظهور أيّ أعراض تُشير إلى ذلك، كما أنّ العلاج المُبكّر من شأنه القضاء على الفيروس بشكلٍ أكبر وتقليل احتمالية تطوّر المُضاعفات المُترتبة على ذلك؛ مثل تليف الكبد والفشل الكبدي، ومن الجدير ذكره أنّ الخضوع للفحوصات بشكلٍ مُبكر من شأنه حماية عائلة الشخص وأصدقائه والأشخاص من حوله والحدّ من نقل العدوى إليهم، ويُذكر بأنّ هذه الفحوصات سهلة وسريعة.[٨]

ووفقًا لتوصيات مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) يجدُر الخضوع لفحوصات الكشف عن العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” على النّحو الآتي:[١٥]

  • يجدُر بجميع الأفراد البالغين الذين بلغت أعمارهم 18 عامًا أو أعلى الخضوع لهذه الفحوصات مرةً واحدةً على الأقل خلال حياتهم، باستثناء الحالات التي تكون فيها نسبة انتشار العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” أقلّ من 0.1%؛ أيّ إيجابية النتيجة عند إجراء اختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل.
  • يجدُر بجميع النّساء الحوامل الخضوع لهذه الفحوصات خلال كلّ حمل، باستثناء الحالات التي تكون فيها نسبة انتشار العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” أقلّ من 0.1%.
  • يجدُر بفئات مُعينة الخضوع لهذه الفحوصات مرةً واحدةً بغضّ النظر عن أعمارهم او مدى انتشار العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي”، وفيما يلي بيان لأبرز هذه الفئات:
    • الأشخاص المُصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري.
    • الأشخاص اللذين تعاطوا المُخدرات عن طريق الحقن، وشاركوا الإبر والمحاقن وغيرها من مُعدات التحضير لتعاطي المُخدرات مع الآخرين، بما في ذلك الأشخاص الذين قاموا بذلك مرةً واحدةً خلال حياتهم أو عدّة مرات حتّى وإن كان ذلك منذُ سنواتٍ عديدة.
    • الأشخاص الخاضعين لغسيل الكِلى كإجراء دائم.
    • الأشخاص الذين يعانون من استمرار ارتفاع مستويات إنزيم ناقلة أمين الألانين (بالإنجليزية: Alanine aminotransferase) الذي يُعرف اختصاراً ب(ALT) بصورةٍ غير طبيعيةٍ.
    • الأشخاص الذين تلقوا مركزات عوامل التخثر (بالإنجليزية: Clotting Factor Concentrates) المُنتجة قبل عامّ 1987م.
    • الأشخاص الذين تلقوا الدم أو مكونات الدم المنقولة قبل شهر تموز من عام 1992م.
    • الأشخاص الذين خضعوا لإحدى عمليات زراعة الأعضاء قبل شهر تموز من عام 1992م.
    • الأشخاص الذين ثبَتَ تلقيهم للدم من مُتبرع أُكِّدت إصابته لاحقًا بفيروس التهاب الكبد “سي”.
    • الأشخاص العاملين ضمن قطاع الرعاية الصحية والطوارئ والسّلامة العامة بعد تعرّضهم لوخز الإبر أو الأدوات الحادّة الملوثة بدم أو مُخاط شخص مُصاب بفيروس التهاب الكبد “سي”.
    • الأطفال الذين وُلدوا لأمهاتٍ مُصاباتٍ بفيروس التهاب الكبد “سي”.
  • يجدُر الخضوع لفحوصات الكشف عن العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” بشكلٍ روتيني للفئات التي تمتلك عوامل خطر مُستمرة، ونذكر من هذه الفئات ما يلي:
    • الأشخاص اللذين يتعاطوا المُخدرات عن طريق الحقن في الوقت الحالي، ويقومون بمُشاركة الإبر والمحاقن وغيرها من مُعدات التحضير لتعاطي المُخدرات مع الآخرين
    • الأشخاص الخاضعين لغسيل الكِلى كإجراء دائم.
  • يجدُر إجراء الفحص لأيّ شخص يرغب في إجرائه، في أي وقت يطلبه.

علاج التهاب الكبد الوبائي سي

غالبًا ما يتمّ علاج الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” بنجاح عن طريق استخدام أنواع مُعينة من الأدوية التي يصِفها الطبيب لعدّة أسابيع، ومن الجدير ذكره أنّه في حال تشخيص الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” الحادّ فقد لا يستلزم الأمر الخضوع للعلاج بشكلٍ فوريٍّ، وبديل لذلك قد يتمّ إبقاء الحالة على ما هي عليه وإخضاع المُصاب للفحص المخبري مرةً أخرى بعد بضعة أشهر للتّأكد ممّا إذا تمكّن الجسم من مُحاربة الفيروس من تلقاء ذاته أم لا، أمّا إذا استمرت العدوى بهذا الفيروس لعدّة أشهر فيما يُعرف بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” المُزمن فيجدُر حينها الخضوع للعلاج وفقًا لتوصيات الطبيب.[١٦]

وحول آلية العلاج فيُلجأ لاستخدم الأدوية المُضادة للفيروسات في سبيل القضاء على الفيروس بشكلٍ تامّ، ويُمكن التّأكد من ذلك من خلال الحصول على نتائج مخبرية تُشير إلى عدم وجود فيروس التهاب الكبد “سي” في الجسم بعد مُضي ثلاثة أشهر على الأقل بعد إنهاء كورس العلاج، وفي هذا السّياق يُشار إلى تمكّن الباحثين حديثًا من تحقيق تقدمٍ كبيرٍ في علاج التهاب الكبد الفيروسي “سي” باستخدام أدوية جديدة مُضادة للفيروسات تمتاز بكونِها ذاتِ تأثيرٍ مُباشر (بالإنجليزية: Direct-acting antivirals)، وأحيانًا يتمّ استخدامُها إلى جانب الأدوية الحالية،[١٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ مضادات الفيروسات ذات التأثير المبُاشر تستهدف خطواتٍ مُحدّدة في دورة حياة فيروس التهاب الكبد “سي”، وبما أنّها تستهدف الفيروس بشكلٍ مُباشر فهذا يعني أنّها أكثر فعالية مُقارنةً بمُضادات الفيروسات القديمة، كما أنّ فترات العلاج باستخدامِها تكون قصيرة، وهي ذات آثارٍ جانبية أقلّ، كما أنّ متوسط معدّل التّعافي يكون أعلى عند استخدام هذه الأدوية مُقارنةً بالأنواع القديمة،[١٨] وعند علاج العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” قد يصِف الطبيب نوع واحد او أكثر من مضادات الفيروسات ذات التأثير المبُاشر؛ ومن الأمثلة عليها داكلاتازفر (بالإنجليزية: Daclatasvir)، وإلباسفير/غرازوبريفير (بالإنجليزية: Elbasvir/grazoprevir).[٤]

سيقوم الطبيب بإخضاع الشخص لفحوصات الكشف عن فيروس التهاب الكبد “سي” بمُجرد إنهاء كورس العلاج، وفي حال أظهرت الفحوصات أنّ الفيروس ما يزال موجودًا فقد يُوصي الطبيب بدورة ثانية من العلاج،[١٩] وفي الحالات التي يُعاني فيها الشخص من مُضاعفاتٍ خطيرة ترتّبت على العدوى بفيروس التهاب الكبد “سي” فقد يُوصي الطبيب بزراعة الكبد كخيار علاجي لذلك، وتتمثل عملية زراعة الكبد بإزالة الكبد التالف واستبداله بآخر سليم، ومن الجدير ذكره أنّ الحصول على الكبد يتمّ في الغالب من مُتبرعين وافتهم المنية، وهُناك نسبة قليلة تتمّ من أشخاص أحياء يتبرعون بجزءٍ من كبدهم.[٢٠] يجدُر بالأشخاص المُصابين بالتهاب الكبد الفيروسي “سي” اتباع التعليمات والنّصائح التي يتمّ توجيهها لهم بشأن تقليل احتمالية تعرّض الكبد للمزيد من الأضرار؛ بما في ذلك الامتناع عن شرب الكحول وتعاطي المُخدرات، واتّخاذ السّبل التي تحد من تعرّض الشخص لنوع آخر من عدوى الفيروسات، بما في ذلك تلقي المطاعيم المُخصّصة ضدّ فيروس التهاب الكبد “أ” و”ب”، ومن الجدير ذكره أنّ الخضوع للمتابعة المُستمرة مع المُختصين من شأنها العمل على الكشف عن أيّ أضرار قد يتعرّض لها الشخص مُستقبلًا وتقليل حدوث المُضاعفات المُترتبة على ذلك.[٦]

ولمعرفة المزيد عن علاج التهاب الكبد الوبائي سي يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج التهاب الكبد الوبائي c).

فيديو عن تشخيص وعلاج التهاب الكبد الوبائي سي

يتحدث الفيديو عن كيفية تشخيص وعلاج التهاب الكبد الوبائي سي.

المراجع

  1. “Hepatitis C”, www.health.ny.gov, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  2. “Hepatitis C”, www.hhs.gov, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Hepatitis C”, my.clevelandclinic.org, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “Hepatitis C”, www.niddk.nih.gov, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Hepatitis C”, www.nhs.uk, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث “Hepatitis C”, www.sahealth.sa.gov.au, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  7. “Hepatitis C Questions and Answers for the Public”, www.cdc.gov, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت “Hepatitis C Diagnosis and Tests”, www.webmd.com, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  9. “Hepatitis C”, www.who.int, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت “Hepatitis C”, www.mydr.com.au, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Hepatitis C”, webcache.googleusercontent.com, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  12. ^ أ ب “Hepatitis C testing”, labtestsonline.org, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  13. “Hepatitis C”, www.mayoclinic.org, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  14. ^ أ ب “Hepatitis C”, www.drugs.com, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  15. “Hepatitis C Questions and Answers for Health Professionals”, www.cdc.gov, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  16. “Hepatitis C “, www.nhs.uk, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  17. “Hepatitis C “, www.stclair.org, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  18. “What Are Direct-Acting Antivirals for HCV Treatment?”, webcache.googleusercontent.com, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  19. “Hepatitis”, www.pharmacyadvantagerx.com, Retrieved April 18, 2020. Edited.
  20. “Hepatitis c”, www.stelizabeth.com, Retrieved April 18, 2020. Edited.