تضخم الكبد والطحال
تضخم الكبد والطحال
يعرف تضخم الكبد والطحال (بالإنجليزية: Hepatosplenomegaly) على أنَّه اضطراب يصيب الكبد (بالإنجليزية: Liver) والطحال (بالإنجليزية: Spleen)، ويسبِّب انتفاخهما ليفوق حجمهما الحجم الطبيعي، وتتراوح شدة هذا الاضطراب ما بين حالات بسيطة يتم علاجها بتدخل طبي بسيط، وحالات أخرى أكثر شدة تدل بعضها على وجود مشاكل طبية أخرى،[١] ويحدث هذا الاضطراب نتيجة أسباب ترتبط بالكبد أو الطحال، حيث يعد هذان العضوان من الأعضاء المهمة في الجسم، لذلك يجدر التنبيه إلى ضرورة تحديد السبب خلف الإصابة بالمرض والبدء بمعالجته،[٢] إذ تكمن أهمية الكبد في المساعدة على هضم الطعام وتخليص الجسم من المواد السامة، ويقع في أعلى يمين البطن أسفل الحجاب الحاجز، وهو من أكبر أعضاء الجسم حجماً، إذ يبلغ وزن كبد الشخص البالغ 1.4 كغم،[٣][٤] أما بالنسبة للطحال فهو يقع في الجزء العلوي الأيسر من البطن على يسار المعدة، ويختلف في حجمه وشكله من شخص إلى آخر، إلا أنَّه يشبه قبضة اليد في شكله، ويصل طوله إلى حوالي 10 سنتيمترات، وتكمن أهميته في أداء العديد من الأدوار الداعمة في جسم الإنسان، إذ إنَّه يصفي الدم كجزء من مناعة الجسم، كما تتم داخله إعادة تدوير خلايا الدم الحمراء، وتخزين خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية هناك، بالإضافة إلى دوره المهم في محاربة أنواع معينة من البكتيريا، كالبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، والتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).[٥]
أعراض تضخم الكبد والطحال
قد ترافق الإصابة بتضخم الكبد والطحال أعراض مرتبطة بالمشكلة الصحية المسببة للتضخم، وفي حالات أخرى قد لا يصاحبه ظهور أية أعراض، وفيما يأتي ذكر بعض من الأعراض المرافقة لمرض تضخم الكبد والطحال:[٦]
- انتفاخ البطن وظهور كتلة فيه.
- التجشؤ والفواق، أو كما تعرف بالحازوقة.
- سهولة التعرض للنزيف والكدمات.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم والقشعريرة.
- صعوبة هضم كميات كبيرة من الطعام.
- ظهور البراز بمظهر دهني ولين.
- خسارة الوزن، أو اكتسابه غير المبرر.
- التقيؤ.
قد تظهر على المصاب بتضخم الكبد والطحال أعراض تدل على وجود مشاكل أخرى، لذلك يتوجب حين ظهورها طلب المساعدة الطبية العاجلة، وتتضمن هذه الأعراض ما يأتي:[٦]
- التشوش أو فقدان الوعي حتى وإن كان لحظياً.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38.3 درجة مئوية.
- الشعور بألم شديد في البطن.
- اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وهي حالة يتغير فيها لون بياض العينين إلى الأصفر، إلى جانب اصفرار الجلد.
أسباب تضخم الكبد والطحال
قد يؤثر تضخم الكبد في الطحال ويسبب تضخمه أيضاً، وذلك بسبب قرب العضوين من بعضهما البعض، فزيادة حجم الكبد يشكل ضغطاً زائداً على الطحال إلى جانب تأثيره في تدفق الدم إلى الطحال، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى تضخم الطحال، كما أنَّ العدوى التي أصابت الكبد قد تنتقل إلى الطحال،[٢] وفيما يأتي تفصيل أسباب الإصابة بتضخم الكبد والطحال:[٧]
- الإصابة بالعدوى الفيروسية، تحدث العدوى بسبب الإصابة ببعض أنواع البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات، وتسبب بعض أنواع العدوى الإصابة بتضخم الكبد والطحال المتزامن والخفيف، ومن الأمثلة عليها: فيروس إبشتاين-بار (بالإنجليزية: Epstein-Bar)، واختصاراً EBV، وفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: human immunodeficiency virus) واختصاراً HIV، بالإضافة إلى الإصابة بالعدوى الفطرية المعقدة، والفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus)، وفيروس الحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella).
- الإصابة بالعدوى البكتيرية، ومن الأمثلة عليها: داء السل، والتهاب الشغاف الجرثومي تحت الحاد، وحمى التيفوئيد، والحمى المالطية، ومرض الزهري، والخراج.
- الفطريات، مثل تلك المسببة لداء النوسجات (بالإنجليزية: Histoplasmosis)، وداء المبيضات (بالإنجليزية: Candidiasis).
- الطفيليات، إذ تسبب الطفيليات الإصابة ببعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الإصابة بتضخم الكبد والطحال، مثل: الملاريا، والبلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosomiasis)، والداء العداري (بالإنجليزية: Hydatid disease)، وداء الليشمانيات (بالإنجليزية: Leishmaniasis).
- الإصابة بأمراض الكبد المزمنة مع فرط ضغط الدم البابي (بالإنجليزية: Portal hypertension).[٨]
- الإصابة بأمراض الدم (بالإنجليزية: Haematological disease)، مثل:[٨]
- سرطان الدم، أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukaemias).
- سرطان الغدد اللمفاوية، أو الليمفوما (بالإنجليزية: Lymphomas).
- التليف النقوي، أو تليف نخاع العظم (بالإنجليزية: Myelofibrosis).
- مرض التكاثر النقوي (بالإنجليزية: Myeloproliferative neoplasm).
- فقر الدم الانحلالي.
- أمراض النسيج الضام، مثل:[٨]
- الذئبة الحمامية الشاملة، أو الذئبة الحمامية (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus).
- الداء النشوائي (بالإنجليزية: Amyloidosis).
- الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis).
- أمراض التمثيل الغذائي (بالإنجليزية: Metabolic disease)، مثل:[٨]
- مرض نيمان بيك (بالإنجليزية: Niemann Pick disease).
- داء غوشيه (بالإنجليزية: Gaucher’s disease).
عوامل خطر الإصابة بتضخم الكبد والطحال
تتضمن العوامل التي من شأنها رفع خطر الإصابة بتضخم الكبد والطحال ما يأتي:[١]
- السمنة.
- شرب الكحول.
- الإصابة بسرطان الكبد.
- الإصابة بالتهاب الكبد.
- الإصابة بداء السكري.
- ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم.
تشخيص تضخم الكبد والطحال
يلجأ الطبيب بداية عند تشخيص تضخّم الكبد والطحال إلى سؤال المريض عن التاريخ الطبي له ولعائلته، كما يطلب قائمة بالأدوية التي يتناولها المريض لمعالجة أية مشاكل صحية أخرى، وبالإضافة إلى ذلك يناقش الطبيب نمط الحياة الخاص بالمريض، فعلى سبيل المثال قد يتطرق الطبيب لسؤال المريض عن التدخين أو إدمان الكحول أو المخدرات، ثم يجري الطبيب العديد من الفحوصات الجسدية والمخبرية وكذلك التصوير بالأشعة، وسيتم تفصيل ذلك فيما يأتي:[٩]
الفحص الجسدي
يجري الطبيب الفحص الجسدي لملاحظة أي انتفاخ في منطقة البطن يدل على وجود تضخم في أحد الأعضاء، وعند وجود هذا الانتفاخ يحاول الطبيب لمسه بهدف تمييز الكبد والطحال بشكل أكثر سهولة،[٢] ويشخص تضخم الكبد في حال تضخمه لأكثر من 3 سنتيمترات تحت الحافة الضلعية (بالإنجليزية: Costal margin)، أو في حال كان الكبد أكبر من حجمه الطبيعي بالنسبة إلى عمر المريض، بينما يتم تشخيص التضخم في الطحال في حال كان التضخم واضحاً وملموساً.[١٠]
الفحوصات المخبرية والإشعاعية
تتضمن الفحوصات التي يطلبها الطبيب لتشخيص تضخم الكبد والطحال ما يأتي:[٩]
- فحوصات التصوير: يتم الحصول على صور واضحة للأعضاء الداخلية بالاستعانة بتقنيات مختلفة يتم اختيار إحداها بناءً على السبب المشكوك به، وباستطاعة هذه الصور الكشف عن وجود أي التهاب أو تضخم في الكبد أو الطحال، وتتضمن الاختبارات الإشعاعية التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging)، أو التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan)، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
- فحوصات الدم واختبارات وظائف الكبد: يلجأ الطبيب إلى إجراء العديد من الفحوصات بهدف الكشف عن أية مشاكل طبية أخرى، مثل: أمراض الكبد المزمنة، أو السرطان، أو فقر الدم.
- الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy).[١١]
علاج تضخم الكبد والطحال
يختلف علاج تضخم الكبد والطحال من شخص إلى آخر وذلك بالاعتماد على المسبب للمشكلة، ففي كثير من الحالات تعتبر العلاجات الدوائية هي العلاج المناسب، وفي حالات أخرى يلجأ الطبيب إلى إجراء الجراحة لاستئصال جزء من الكبد أو الطحال، وفي الحالات الشديدة قد يلجأ الطبيب لزراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplant)، ويجب التنبيه إلى أنَّه في الحالات التي تكون فيها الإصابة بالسرطان المسبب لتضخم الكبد والطحال قد يخضع المريض للعلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، كما ينصح المرضى المصابون بتضخم الكبد والطحال بتغيير نمط حياتهم بشكل عام، ليتضمن ذلك نظاماً غذائياً صحياً خالياً من الكحول، هذا إلى جانب أهمية التأكيد على فائدة ممارسة التمارين الرياضية.[١١]
فيديو هل تضخم الكبد خطير؟
نظراً لأنَّ الكبد أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، هل ممكن أن يعتبر تضخمه خطيراً؟ :
المراجع
- ^ أ ب Cameron Troup, “Hepatosplenomegaly: Symptoms, Causes, Risk Factors, Diagnosis, Complications and Treatment”، scopeheal.com, Retrieved 2020-2-3. Edited.
- ^ أ ب ت Rachel Nall (2018-5-18), “Hepatosplenomegaly: Everything you need to know”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-2-4. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2018-3-13), “Liver disease”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-2-3. Edited.
- ↑ (Institute for Quality and Efficiency in Health Care (IQWiG (2016-8-22), “How does the liver work?”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-2-3. Edited.
- ↑ Matthew Hoffman (2019-5-18), “Picture of the Spleen”، www.webmd.com, Retrieved 2020-2-4. Edited.
- ^ أ ب Healthgrades Editorial Staff (2018-11-26), “Enlarged Liver and Spleen”، www.healthgrades.com, Retrieved 2020-2-4. Edited.
- ↑ Yusra Sheikh, Dr Daniel J Bell، “Hepatosplenomegaly”، radiopaedia.org, Retrieved 2020-2-4. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Hepatosplenomegaly”, www.oxfordmedicaleducation.com, Retrieved 2020-2-10. Edited.
- ^ أ ب “What is Hepatosplenomegaly: Causes, Symptoms, Diagnosis, and Treatment”, www.docdoc.com.sg, Retrieved 2020-2-6. Edited.
- ↑ “Hepatosplenomegaly”, omedicine.org, Retrieved 2020-2-6. Edited.
- ^ أ ب Medical HealthCare (2019-7-5), “What is Hepatosplenomegaly? Symptoms, Causes & Treatment”، medicalhealthcareinfo.com, Retrieved 2020-2-6. Edited.