كيف أتخلص من حساسية الوجه
نظرة عامة
تعريف حساسية الوجه أو الأرجية بأنّها تفاعل الجسم التحسسي الذي يظهر على الوجه إثر التعرض لمُهيّج معين، وتتمثل حساسية الوجه في الغالب بانتفاخ الشفتين، وتدميع العينين، وظهور ما يُشبه الكدمات على الوجه، مع العلم أنّ طبيعة الأعراض تختلف من حالة إلى أخرى، ولكنّها عادة ما تظهر خلال ثوانٍ أو دقائق من التعرض للمُسبب، وفي بعض الأحيان قد تظهر خلال ساعات وذلك بشكل تدريجيّ، والجدير بالعلم أنّ معظم حالات حساسية الوجه تكون بسيطة وأعراضها خفيفة، ولكن في حالات نادرة جدًا قد تظهر الأعراض شديدة فيما يُعرف بصدمة الحساسية أو العوار أو الإعوار أو التأق (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، وإنّ أغلب حالات حساسية الوجه تحدث إثر استخدام أحد مستحضرات التجميل أو كرد فعل تحسسي للإصابة بحُمّى القش (بالإنجليزية: Hay fever)، ويمكن التفريق بينهما ببساطة ببيان أنّ حساسية الوجه الناجمة عن استخدام مستحضرات التجميل تظهر كطفح جلدي أحمر اللون في موضِع استخدام هذا المُستحضر، أمّا بالنسبة لحساسية الوجه الناجمة عن حُمى القش فتظهر على شكل طفح جلديّ منتشر في الوجه إثر استنشاق غبار الطلع، وحمى القش هي التهاب الأنف التحسسي الذي يتمثل بالعطاس واحتقان الانف وسيلانه وحكة العينين وذلك نتيجة التعرض لغبار الطلع أو وبر الحيوانات الأليفة أو ما شابه،[١][٢] وفي الواقع تُعدّ حساسية الوجه أكثر شيوعًا من حساسية الجسم الأخرى، ويُعزى السبب في ذلك إلى عاملين اثنين؛ الأول لأنّ بشرة الوجه حساسة أكثر من باقي أجزاء الجسم، والثاني لأنّ استخدام المستحضرات يكون على الوجه أكثر من المناطق الأخرى في الجسم.[١]
ولفهم حساسية الوجه بشكل أفضل يُشار إلى أنّ الحساسية بشكل عام هي رد فعل من الجهاز المناعي إثر التعرض لمادة غريبة، على الرغم من أنّ هذه المادة لا يتعامل معها الجهاز المناعي لدى الأشخاص السليمين على أنّها غريبة، وبالتالي يمكن القول إنّ المصاب بحساسية تجاه مادة معينة سواء يتعامل معها جهازه المناعي على أنّها مادة غريبة، بحيث يُنتج أجسامًا مناعية تُعرف بالأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies)، وإنّ هذه الأجسام بدورها تتفاعل مع المواد المُسببة للحساسية، الأمر الذي يُسفر عن حدوث التهاب في الجلد، أو في الجيوب الأنفية، أو في الممرات الهوائية، أو في الوجه، وإذا ظهرت الحساسية في الوجه فإنّها تُعرف بحساسية الوجه.[٣]
كيفية التخلص من حساسية الوجه
إنّ أفضل طريقة لعلاج الحساسية عامة وعلاج حساسية الوجه خاصة هي تجنّب المُسبب، مع العلم أنّ هناك بعض الحالات التي يصعب فيها تجنب المُسبب بشكل تامّ وخاصة عند الإصابة بحُمى القش، ولكن يمكن الحد من التعرض المباشر للمُسبب خاصة إذا كان أحد أنواع الأدوية أو الأطعمة، وفي حال الإصابة بحساسية الوجه فإنّ اختيار الطبيب للعلاج يعتمد على نوع الحساسية الذي يُعاني منه الشخص المعني وكذلك شدة الحالة، وإنّ الهدف الرئيس من العلاج هو تخفيف وتهدئة الأعراض الناجمة عن الالتهاب الذي أحدثته الحساسية. وفيما يأتي بيان أهمّ العلاجات المُتبعة بشيء من التفصيل.[٤]
تجنّب مُسبب الحساسية
في أغلب الحالات يكون تجنب مُسبب الحساسية هو الخيار الأفضل لعلاج الحساسية عامة وحساسية الوجه خاصة، فمثلًا إذا كان المصاب يُعاني من حساسية تجاه أحد مكونات الأطعمة؛ فيجدر به مراجعة مكونات الطعام قبل تناوله تجنبًا لمعاناته من الحساسية.[٥] وقد يتبادر إلى ذهن البعض أنّ معرفة مُسبب الحساسية قد يكون صعبًا في بعض الأحيان، وبالتالي لا يمكن تجنبه، وفي مثل هذه الحالات فإنّه يُوصى بمراجعة الطبيب المختص للمساعدة على معرفة مُسبب الحساسية.[٦]
الأدوية
توجد مجموعة من الأدوية التي تساعد في تخفيف رد فعل الجهاز المناعي عند التعرض لمُسبب الحساسية، فضلًا عن أنّ هناك أدوية تساعد على تخفيف الأعراض التي يشكو منها المصاب، ومن هذه الأدوية ما يُباع على شكل حبوب، ومنها ما يُباع على شكل بخاخات أنفية أو شراب أو حتى قطرات للعيون، ومنها ما يُباع دون وصفة طبية ومنها لا يحتاج لوصفة لبيعه.[٦] ومن الخيارات الدوائية المُتاحة نذكر الآتي:
- مضادات الهيستامين: (بالإنجليزية: Antihistamines)، وهي أكثر المجموعات الدوائية استخدامًا في حالات الحساسية، وتُستخدم بشكل رئيس للسيطرة على أعراض الحساسية عند ظهورها، ومنها: الانتفاخ والحكة والطفح الجلديّ والشرى، وتدميع العينين، وجفاف الأنف، ومواجهة مشاكل في التنفس، وقد تُستخدم أدوية هذه المجموعة لمنع حدوث التفاعل التحسسي، وحقيقة تتوفر مضادات الهيستامين على شكل كريمات وقطرات عيون وبخاخات أنفية وحبوب كذلك.[٧][١]
- الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، تُعتبر الكورتيكوستيرويدات أكثر الأدوية فعالية وشيوعًا في علاج الحكة وتخفيف الالتهاب،[٨] وإنّ الأدوية التي تحتوي على الستيرويدات تساعد بشكل واضح في تقليل التفاعل الالتهابي الناجم عن الحساسية، وتتوفر الستيرويدات على شكل كريمات وحبوب وقطرات عيون وبخاخات أنفية، وفي الحديث عن البخاخات الانفية يُشار إلى أنّها تعمل بشكل فعال في بطانة الأنف والممرات الهوائية بهدف تثبيط الالتهاب وأعراضه وخاصة احتقان الأنف، ومن الجيد أنّ البخاخات الانفية يكون امتصاصها إلى مجرى الدم وبالتالي فإنّ الآثار الجانبية المترتبة على استخدامها تكون محدودة إذا استُخدمت بالطريقة الصحيحة.[٧][٩] ومن التحذيرات الهامة المتعلقة باستخدام الكورتيكوستيرويدات: ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب حول طريقة الاستخدام الصحيحة لها، بما في ذلك الجرعة الموصوفة؛ إذ عادة ما يصرف الطبيب أقل جرعة فعالة ممكنة، لا سيّما أنّ الوجه منطقة حساسة ومهمة جدًا، والجلد فيها رقيق للغاية، فهي تمتص الستيرويدات بشكل أكبر من باقي أجزاء الجسم، ولذلك أوصت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (بالإنجليزية: American Academy of Dermatology) بتقييم موضع استخدام الستيرويدات مع الحرص على تجنب استخدامها لفترات طويلة وبشكل مستمر.[٨]
- مثبطات كالسينورين الموضعية: (بالإنجليزية: topical calcineurin inhibitors)، ومنها بيميكروليمس (بالإنجليزية: Pimecrolimus)، وتاكروليمس (بالإنجليزية: Tacrolimus)، والجيد باستخدام هذه الأدوية أنها لا تُسبب آثارًا جانبية بقدر تلك التي تُسببها الستيرويدات، فضلًا عن أنّها لا تفقد فعاليتها مع طول الاستخدام.[٨]
- مضادات الاحتقان: (بالإنجليزية: Decongestants)، تُوصف مضادات الاحتقان على شكل حبوب، أو بخاخات أنفية، أو شراب، أو كبسولات، ويمكن استخدامها في حال تسبب التفاعل التحسسي بحدوث احتقان في الأنف، مع الحرص على أن يكون استخدامها لفترة قصيرة من الزمن، فقد أوصى الخبراء بعدم استخدامها لأكثر من أسبوع على أقصى تقدير، مع العلم أنّ القطرات وبخاخات الانف لا تُستخدم لأكثر من ثلاثة أيام، إذ إنّ استخدامها لفترات طويلة يزيد الأعراض التي يُعاني منها المصاب سوءًا.[١٠][١١] ويجدر التنويه إلى عدم استخدام مضادات الاحتقان للأطفال الذي تقل أعمارهم عن ستة أعوام، وكذلك الأشخاص (بغض النظر عن عمرهم) الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا كان غير مسيطر عليه، وذلك لأنّ هذه الأدوية تُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، وأمّا بالنسبة لآلية عملها فهي ببساطة تُضيّق الأوعية الدموية الموجودة في الأنف، وبالتالي تخفف احتقان الأنسجة فيه وتُسبب تقلصها، مما يدفع الهواء المحصور للخروج بسهولة فيخف الاحتقان.[١١]
العلاج المناعيّ
بقوم مبدأ العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) على تعريض المصاب بشكل تدريجي لمُسبب الحساسية شيئًا فشيئًا، بهدف تقليل حساسية الجسم واستجابته له، وحقيقة يُعطى هذا العلاج في العادة على شكل حقن، بحيث يكون الفاصل بين الحقنة والاخرى في البداية أسبوعًا أو أقل، ومع الوقت تتم زيادة الجرعة بشكل تدريجيّ، وعند الوصول إلى الجرعة الثابتة والاستقرار عليها فإنّ المصاب يبقى بحاجة لأخذ حقنة بين الحين والآخر كل بضعة أسابيع لمدة سنتين على الأقل، ولكن يجدر العلم أنّ العلاج المناعي لا يُعطى إلا في الحالات الشديدة كحمى القش التي لم يستجب فيها المصاب للعلاجات الأخرى، ولبعض حالات الحساسية مثل لدغة الدبور وقرصة النحل، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا العلاج لا يُجرى إلا في المستشفى تحت إشراف الطبيب المختص لاحتمالية تسببه بتفاعل تحسسي شديد.[٩] وفي نهاية الحديث عن العلاج المناعي يُشار إلى وجود نوع منه على شكل حبوب تحت اللسان، حتى تذوب في الفم، ويُستخدم هذا النوع من العلاج المناعي في بعض حالات حساسية حبوب اللقاح.[١٢]
علاج التفاعل التحسسي الشديد
يُعدّ التفاعل التحسسي الشديد من المشاكل الصحية الخطيرة ولكنها نادرة الحدوث، وتظهر خلال ثوانٍ أو دقائق من التعرض لمُسبب الحساسية، وقد تتأخر قليلًا في بعض الحالات بحيث تظهر بعد نصف ساعة من التعرض للمُسبب أو أكثر بقليل، ومن الأعراض التي تدل على هذه الحالة: احمرار الجلد أو شحوبه، والحكة والشرى، وانخفاض ضغط الدم، وضعف نبض معدل ضربات القلب وزيادة سرعته، والغثيان أو التقيؤ أو الإسهال، كما يُحتمل أن يُعاني المصاب من الدوخة أو الغيبوبة، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر حد المعاناة من مشاكل في التنفس، وحقيقة يتطلب التفاعل التحسسي الشديد مراجعة الطوارئ على الفور، وإن كان الشخص أو من حوله متمرّسًا على إعطاء الإبر، فإنّه يُنصح بإعطاء المصاب حقنة من الأدرينالين.[٤][١٣][١٠]
نصائح منزلية للتخفيف من حساسية الوجه
إضافة إلى العلاجات المذكورة أعلاه، وتوجد مجموعة من النصائح التي تساعد على تخفيف الحكة والسيطرة على التهاب الجلد، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:
- مرطبات الجلد: (بالإنجليزية: Moisturizers)، كما يُوحي الاسم تساعد هذه المرطبات على ترطيب الجلد، ويُوصى باختيار المُرطّب الخالي من العطور والمواد المضافة.[١٤] وفي الواقع فإنّ المرطبات تُخفف الحكة وتُساعد على ترطيب الجلد الجاف، حيث تُسبب بعض أنواع الحساسية الحكة الشديدة والطفح الجلديّ، وتساعد الكريمات المرطبة على تخفيف هذه الأعراض، وقد تُشكل هذه المرطبات طبقة على الجلد تحمي من مُسببات الحساسية، ومنها ما يُباع بوصفة طبية ومنها لا يحتاج وصفة لشرائه، ومن الأمثلة عليها غسول الكالامين (بالإنجليزية: Calamine lotion).[٧][١]
- تجنب الحكة: إذ إنّ الحكّة تزيد من تهيج الجلد، وبالتالي تزيد مشكلة الطفح الجلدي والشرى، وهذا ما قد يزيد فرصة المعاناة من العدوى.[١٥] وفي حال عدم القدرة على التوقف عن الحكّ يجدر تغطية المنطقة التي يشعر المصاب بحكة فيها، كما يُنصح بقص الأظافر وارتداء القفازات أثناء النوم.[١٦]
- الكمادات الباردة: يُنصح بتطبيق قطعة قماس مبللة بماء بارد أو ثلج مُغطى بقطعة من القماش على المنطقة التي يشعر بها المصاب بالحكة، ويُوصى بتطبيق هذه الكمادات الباردة لمدة خمس إلى عشر دقائق في المرة الواحدة، وتكرار العملية حتى تخف الأعراض وتهدأ، فهذا يساعد على تخفيف الحكة والسيطرة على الالتهاب.[١][١٤]
- الاستحمام: يُنصح بالاستحمام بالماء البارد المضاف إليه حبوب الشوفان، ويمكن تحضير الحمام بحيث يحتوي حوض الاستحمام على الماء البارد والشوفان، ويمكن الاستحمام بهذا الحوض مرة واحدة يوميًا، إذ يساعد ذلك على تخفيف الانزعاج الذي يشعر به المصاب، وذلك لأنّ حبوب الشوفان تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب.[١٧]
- ارتداء الملابس الفضفاضة: يُنصح بتجنب ارتداء الملابس الضيقة لأنّها تُهيّج الجلد، ولذلك يُنصح باختيار الملابس الفضفاضة الباردة، كما يُنصح باختيار قطعة مناسبة من القطن كالقميص أو ما شابه، بحيث تُوضع في الماء ثم يرتديها المصاب بعد عصرها.[١٨] وفي سياق الحديث عن الملابس يُنصح بتجنب الأقمشة الخشنة وتلك المصنوعة من الصوف، مع الحرص على أن تكون الملابس ملائمة في الجو الحار خاصة وعند ممارسة التمارين الرياضية.[١٦]
- اختيار الصابون المناسب: يُنصح باختيار صابون لا يحتوي على المواد المعطرة ولا الأصباغ، ويجدر بالمصاب غسل جسمه بشكل جيد بعد الصابون بحيث لا يبقى للصابون أثر.[١٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج “How to get rid of an allergic reaction on the face”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “Hay fever”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “Allergies”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Allergy Guide: Prevention and Treatment Options”, www.drugs.com, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “Allergies”, www.nhs.uk, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Allergies”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Treatment and Prevention of Allergies”, www.news-medical.net/, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت “How to Safely Apply Topical Steroid Creams to Your Face”, www.verywellhealth.com, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Allergies”، www.your.md, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Allergies”, www.nhs.uk, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Decongestants: OTC Relief for Congestion”, familydoctor.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “Allergies”, www.uhswv.com, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “Anaphylaxis”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب “HOW TO RELIEVE ITCHY SKIN”, www.aad.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “Skin Allergy”, acaai.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Home Remedies: The itchy irritation of eczema”, newsnetwork.mayoclinic.org, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “How to Treat Hives and Skin allergy with Home Remedies”, www.allergyandasthmaclinicalcenters.com, Retrieved June 18, 2020. Edited.
- ↑ “Treating Your Skin Allergies at Home”, www.webmd.com, Retrieved June 18, 2020. Edited.