ما هو فقر الدم الحاد

فقر الدم الحاد

يمكن تعريف فقر الدّم (بالإنجليزية: Anemia) بانخفاض عدد كريات الدّم الحمراء السليمة عن المعدّل الطبيعيّ، أو انخفاض كميّة الهيموجلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)، أو الهيماتوكريت (بالإنجليزية: Hematocrit)؛ وهو ما يُعرف بحجم خلايا الدّم الحمراء المُكدّسة، ومن الجدير بالذّكر أنّ هُناك العديد من أشكال فقر الدم، إذ يمكن تقسيم فقر الدم إلى فقر حاد، وفقر مزمن بحسب المسبّب الرئيسيّ للحالة، أمّا بالنسبة لفقر الدّم الحادّ (بالإنجليزية: Acute anemia) فيحدث نتيجة انخفاض شديد ومُفاجئ في عدد كريات الدّم الحمراء، ممّا يعني انخفاض قُدرة الدّم على حمل الأكسجين بشكل سريع ومفاجئ، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم حالات فقر الدم الحادّ تحدث نتيجة الإصابة بانحلال الدم (بالإنجليزية: Hemolysis)، أو النزيف الشديد، ويُعدّ فقر الدم الحاد من الحالات الصحيّة الخطيرة التي تهدّد حياة الشخص المصاب، والتي تستدعي التدخل الطبيّ المباشر لمنع حدوث المضاعفات الصحيّة.[١]

أعراض فقر الدم الحاد

تعتمد أعراض فقر الدم الحاد على كميّة الدم المفقود أو المُنحلّ، وتتميّز بظهورها بشكلٍ سريع على عكس أعراض فقر الدم المزمن الذي تظهر أعراضه بشكلٍ تدريجيّ، وعلى فترة زمنيّة طويلة، ويوجد العديد من الأعراض المختلفة التي قد تصاحب الإصابة بفقر الدم الحادّ، نذكر منها ما يلي:[٢][٣]

  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • الشّعور بضيق في التنفّس، أو التنفّس بشكلٍ سطحيّ وسريع.
  • ملاحظة برودة في الجلد أو شحوب في لون البشرة.
  • الشعور بخفقان القلب (بالإنجليزية: Palpitations)، وسرعة نبض القلب.
  • الشعور بالغثيان وفقدان الشهيّة.
  • انخفاض نسبة التبوّل، أو انقطاع البول بشكل كامل.
  • التشوّش وصعوبة التركيز.
  • المعاناة من الصداع أو التشنجات العصبيّة.
  • الشّعور بألم في منطقة الصّدر، أو الذّبحة الصدريّة (بالإنجليزية: Angina).
  • الإصابة بالنوبة القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attack).
  • فقدان الوعي.

أسباب فقر الدم الحاد

هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الحاد، وفي ما يلي بيان لبعض منها:[٤]

  • النزيف: يُعتبر فُقدان الدّم أو النّزيف من أسباب فقر الدّم الحادّ الأكثر شيوعاً، والتي تتمّ مُلاحظتها في أقسام الطوارئ، وتتضمن الأسباب المؤدية إليه والتي قد تُعرّض الحياة للخطر ما يلي:
    • التّعرض لإصابة أو صدمة (بالإنجليزية: Trauma) تسبّب النّزيف.
    • نزيف الجهاز الهضميّ العلويّ أو السُّفليّ.
    • تمزّق في منطقة تمدّد الأوعية الدمويّة والمعروفة بأم الدم (بالإنجليزية: Aneurysm).
    • التخَثُّر المُنْتشر داخل الأوعِية الدّمويّة (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation).
  • اعتلال الهيموجلوبين: (بالإنجليزية: Hemoglobinopathy) ويتضمّن ما يلي:
    • فقر الدّم المنجليّ (بالإنجليزية: Sickle cell anemia)؛ قد يتعرّض المُصابون بهذا المرض إلى انحلال الدّم أثناء فترات الإجهاد التأكسديّ (بالإنجليزية: Oxidative stress)، ممّا قد ينتج عنه انخفاض نسبة كريات الدم الحمراء بدرجة كبيرة.
    • الثلاسيميا (بالإنجليزية: Thalassemias)؛ تُسبّب مُعظم أنواع الثلاسيميا فقر الدمّ الحادّ أثناء فترات الإجهاد التأكسدي، كما أنّ الأطفال المُصابون بالثلاسيميا الكبرى يُعانون في السنة الأولى من عمرهم من فقر دم حادّ يتطلب نقل الدم إليهم بشكل مُستمرّ.
  • اضطرابات إنزيمات خلايا الدم الحمراء: تُسبّب بعض اضطرابات الإنزيمات فقر الدّم الحادّ، حيثُ يتعرّض المُصاب إلى انحلال الدّم نتيجة تعرّض الخلايا للإجهاد التأكسديّ، ومثال ذلك نقص إنزيم سُداسيّ فوسفات الجلوكوز النّازع للهيدروجين (بالإنجليزية: Glucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency)، ونقص إنزيم البيروفات كيناز (بالإنجليزية: Pyruvate kinase deficiency).
  • اعتلالات تجلّط الدّم الخَلقيّة: (بالإنجليزية: Congenital coagulopathy) وهي من الأمراض التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف شديد ومن أمثلتها الأكثر شُيوعاً مرض فون ويلبراند (بالإنجليزية: Von Willebrand disease)، ومرض الهيموفيليا أ (بالإنجليزية: Hemophilia A).
  • فقر الدم الانحلاليّ المناعيّ: (بالإنجليزية: Immune Hemolytic Anemia) وهو مُرتبط في مُعظم الحالات ببعض أمراض المناعة الذاتيّة مثل مرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، وأنواع معيّنة من الأورام الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphomas)، وسرطان الدم (بالإنجليزية: Leukemias).
  • مُتلازمة انحلال الدم اليوريمية: (بالإنجليزية: Hemolytic uremic syndrome) تتميّز هذه المُتلازمة بحدوث فقر الدّم الانحلاليّ، بالإضافة إلى نقص الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Thrombocytopenia)، والفشل الكلويّ (بالإنجليزية: Renal failure).

علاج فقر الدم الحاد

يعتمد علاج فقرد الدم الحاد على تحديد المسبّب الرئيسيّ للحالة ومنع خسارة المزيد من الدم، بالإضافة إلى تعويض الجسم بالدم المفقود، ومن طرق العلاج المتّبعة ما يلي:[٣][٥]

  • نزف الدّم: يعتمد العلاج في هذه الحالة على كميّة الدم المفقودة، وسبب فُقدان الدّم، ومن الإجراءات المُتبعة في العلاج ما يلي:
    • إيقاف أي أدوية قد تُسبّب النزيف.
    • نقل الدم في حال كان الجسم غير قادر على تعويض الدّم الذي فقده.
    • إعطاء السوائل عن طريق الوريد للمساعدة على زيادة ضغط الدم.
    • إعطاء مُكملات الحديد إذا كان مستوى الحديد منخفضاً.
    • العلاج بالأكسجين إذا كان مستوى الأكسجين منخفضاً.
    • اللجوء إلى العمليات الجراحيّة لوقف النزيف أو علاج منطقة الإصابة.
  • انحلال الدّم: الحالات الخفيفة من فقر الدم الانحلاليّ قد لا تتطلب أيّ علاج على الإطلاق، ولكن في الحالات الأكثر شدّة، فإنّ العلاج يتضمّن بعض ما تمّ ذكره سابقاً في علاج نزف الدّم، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى على النحو التالي:
    • استخدام أدوية الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids) لتثبيط الجهاز المناعيّ وإيقاف الضرر الحاصل على خلايا الدم الحمراء.
    • إزالة بعض العوامل الضارة من الدم والمُسببة لفقر الدّم الانحلاليّ عن طريق ما يُسمّى باستخراج البلازما (بالإنجليزية: Plasmapheresis).
    • الاستئصال الجراحي للطحال (بالإنجليزية: Splenectomy).
    • زرع نُخاع العظم (بالإنجليزية: Bone marrow transplantation)؛ حيثُ إنّه في حالات نادرة للغاية قد يكون هو الحل الوحيد لعلاج أنواع معينة من فقر الدم الانحلاليّ.

المراجع

  1. “Acute Anemia – Practice Essentials”, emedicine.medscape.com,16-4-2018، Retrieved 4-9-2018. Edited.
  2. Siamak N. Nabili, MD, MPH , “Anemia”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 4-9-2018. Edited.
  3. ^ أ ب “Acute Posthemorrhagic Anemia”, www.drugs.com, Retrieved 4-9-2018. Edited.
  4. “Acute Anemia – Etiology”, emedicine.medscape.com,16-4-2018، Retrieved 4-9-2018. Edited.
  5. “Understanding Anemia — Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 4-9-2018. Edited.