ما سبب ظهور كدمات في الجسم بدون سبب

الكدمات في الجسم

تُعرّف الكدمات أو التكدم أو الرضوض (بالإنجليزية: Bruising) على أنّها تجمّع دموي تحت الجلد يتمثّل بتكسّر الأوعية الدموية الدقيقة -المعروفة بالشعيرات- نتيجة للتعرّض لإصابة معيّنة ينتج عنها تسرّب الدم من هذه الأوعية إلى الأنسجة المجاورة،[١] وعادة ما تختفي الكدمات من تلقاء نفسها دون استخدام علاجات معينة، لذا لا تعدّ معظم الكدمات مدعاة للقلق حتى في الحالات التي تظهر فيها الكدمات بسهولة، إذ إنّ ذلك لا يشير إلى وجود حالة خطرة في الغالب، خصوصاً في حال ظهورها لمرة واحدة دون تكرار مستمر، مع استحضار أنّ الفرد الذي يتعرّض لظهور الكدمات بسهولة قد لا يتذكر السبب المؤدي إلى ظهورها في بعض الحالات.[٢]

ظهور الكدمات دون سبب

قد تظهر الكدمات نتيجة التعرّض لإصابة أو عند الاصطدام بشيء ما، وكما أشرنا أعلاه قد تظهر الكدمات لدى بعض الأفراد بسهولة لدرجة أنهم لا يتذكرون سبب حدوثها، في حين تظهر كدمات كبيرة لدى أفراد آخرين بعد إصابات طفيفة، كما قد يلاحظ آخرون أنّ كدماتهم تستغرق عدة أسابيع للتعافي، وفيما يأتي نتطرق إلى الحالات التي تظهر فيها الكدمات دون التعرّض لإصابات أو جروح، حيث يمكن بيان الأسباب المحتملة أدناه:[٣]

  • التاريخ العائلي: يُعتقد أنّ للتاريخ العائلي دور في ظهور الكدمات؛ إذ يلاحظ ظهورها بسهولة لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب تظهر لديهم الكدمات بسهولة كذلك.
  • شرب الكحول: يعدّ استهلاك الكحول أحد أبرز عوامل الخطر المؤدية لأمراض الكبد كحالات تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، وفي الواقع قد يؤدي تشمّع الكبد أو أمراض الكبد الأخرى إلى التأثير في وظيفة الكبد تدريجيًّا، فقد يتوقف الكبد عن إنتاج البروتينات التي تساعد على تجلط الدم، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزيف مفرط وظهور الكدمات، كما وقد تظهر عليه بعض العلامات الدالّة على وجود مرض في الكبد كالإرهاق، والتوعّك الشديد، والحكة الشديدة، وانتفاخ الساقين، واصفرار لون الجلد أو العيون، وظهور البول بلون داكن.
  • التقدم في العمر: فمع التقدّم في العمر يصبح الجلد أكثر رقّة ويفقد جزءًا من الطبقة الدهنية الواقية التي تساعد على حماية الأوعية الدموية من الإصابة،[٤] ومثل هذه الحالة تُعرف بالفرفرية الشيخوخية (بالإنجليزية: Senile Purpura)، حيث تُصيب هذه الحالة العديد ممّن هم فوق الخمسين من العمر،[٣] وتسبّب ظهور آفات تشبه الكدمات قد تصيب اليدين والقدمين غالباً، إلّا أنها تستمر فترة زمنية أطول من الكدمات وقد تكون أكبر حجمًا منها، وقد تبقى بلون بني حتى بعد الشفاء منها.[٣][٥]
  • التهاب الأوعية الدموية: يمكن أن يتسبب التهاب الأوعية الدموية المعروف بالالتهاب الوعائي (بالإنجليزية: Vasculitis) في ظهور الكدمات.[٢]
  • اضطرابات النزف الجينية: يمكن أن تتسبب العديد من الاضطرابات الجينية في تجلط دم الشخص ببطء أو عدم تجلطه على الإطلاق، حيث تحدث نتيجة عدم وجود بعض عوامل التخثر في الدم، بحيث قد يؤدي ذلك إلى ظهور الكدمات بسهولة،[٣] التي قد تكون مصحوبة بنزيف الأنف أو نزيف اللثة بشكل متكرر،[٥] كما قد تتسبب الاضطرابات بالنزف الشديد الذي قد يكون مهدّدًا للحياة، ويمكن القول إنّ الأعراض الظاهرة جراء الإصابة بذلك لا تظهر فجأة، بل تكون موجودة منذ الولادة، لذا تكون أكثر شيوعًا لدى الرضع والأطفال الصغار، ومثال هذه الاضطرابات مرض فون فيليبراند (بالإنجليزية: Von Willebrand disease)؛ وهو أكثر اضطرابات النزيف شيوعًا حيث يصيب كلاًّ من الذكور والإناث، ويحدث بسبب غياب أو وجود خلل في عامل فون ويلبراند المهم لتجلط الدم، ويمكن استخدام الهرمونات الصناعية لتحسين تخثّر الدم في مثل هذه الحالات، ومن اضطرابات النزف الجينية كذلك: مرض نزف الدم الوراثي المعروف بالهيموفيليا (بالإنجليزية: Hemophilia) بنوعيه هيموفيليا أ وهيموفيليا ب، حيث يكون الخلل فيهما في العامل الثامن والتاسع لتجلط الدم على التوالي، ويكون العلاج باستخدام عوامل التجلط الصناعية حسب الحالة وبإشراف الطبيب.[٣][٦]
  • نقص الفيتامينات: قد يساهم نقص الفيتامينات في نزيف الدم وظهور الكدمات، بما في ذلك فيتامين K وفيتامين B12، وفيتامين C، وحمض الفوليك نظرًا لدورهم المهم في تجلّط الدم، ولا بد من مراجعة الطبيب وأخذ العلاجات اللازمة في حال نقص أي من الفيتامينات المذكورة.[٦]
  • الأدوية: كالمميعات مثل الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin) والهيبارين (بالإنجليزية: Heparin)، خاصةً إذا كانت الكدمات مصحوبة بنزيف الأنف أو نزيف اللثة بشكل متكرر، بالإضافة إلى دواء كلوبيدوغرل (بالإنجليزية: Clopidogrel)، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuperofen) والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، أو الأدوية الستيرويدية مثل البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) سواء كانت تعطى بشكل موضعي أو تؤخذ عن طريق الفم، وكذلك بعض أنواع المضادات الحيوية، وبعض أنواع أدوية السرطانات، والعوامل المضادة للصفائح الدموية، ويجدر التنبيه إلى ضرورة عدم التوقف عن استخدام هذه الأدوية دون استشارة الطبيب، مع التنبيه إلى أهمية إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات التي يأخذها الشخص المعنيّ؛ فقد تكون المكملات أو الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية تتفاعل مع أدوية المصاب الأخرى فتُسبب نزفًا وظهورًا للكدمات.[٥][٤]
  • المكملات الغذائية: كنبتة الجنكو (بالإنجليزية: Ginkgo biloba) التي قد تزيد من فرصة ظهور الكدمات نظرًا لتأثيرها على سيولة الدم، ويجدر إعلام الطبيب بأي مكملات غذائية يستخدمها المريض، وقد يوصي الطبيب بتجنّب استخدام بعض أنواع هذه المكملات.[٤]
  • بعض أنواع السرطان: قد تتسبب السرطانات في حالات نادرة في ظهور الكدمات، بما في ذلك السرطانات التي تؤثر في الدم ونخاع العظام مثل سرطان الدم (بالإنجليزية: Leukemia)، بالإضافة إلى السرطانات التي تؤثر في التخثر مثل مرض هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin’s disease)، أو مرض التورّم العنقودي (بالإنجليزية: multiple myeloma).[١][٢]
  • حالات صحية أخرى: قد تؤدي إلى سهولة النزف وظهور الكدمات مثل: مرض كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing’s disease)، ومتلازمة مارفان (بالإنجليزية: Marfan’s syndrome)، ومتلازمة إِهلرز دانلوس (بالإنجليزية Ehlers Danlos Syndrome)، وفقر الدم اللاتنسجي (بالإنجليزية: Aplastic anemia)، ومرض النسيج الضام (بالإنجليزية: Connective tissue disease)‏، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.[٥]

سبب تغير لون الكدمات

يختلف لون الكدمة من شخص لآخر بناءً على لون بشرة المصاب بالإضافة إلى الوقت الذي مرّ على الكدمة منذ ظهورها، إذ تظهر الكدمات لذوي البشرة الداكنة بلون أغمق من الواقع، وبشكل عام من الممكن التنبؤ بعمر الكدمة بناءً على لونها، والذي يتدرج بين عدّة ألوان على الترتيب كما يأتي:[٧]

  • اللون الأحمر: حيث تظهر الكدمة الحديثة باللون الأحمر وذلك لأن الدم الذي يتجمع تحت الجلد موضع الكدمة جديد وغني بالهيموغلوبين والأكسجين.
  • اللون الأزرق أو الأرجواني أو الأسود: بعد مرور يوم إلى يومين تتحول الكدمات للون الأزرق أو الأرجواني أو الأسود نتيجة فقدان الدم للأكسجين، وينتج هذا التغيّر في اللون.
  • اللون الأصفر أو الأخضر: بعد مرور خمسة أيام إلى عشرة أيام على الكدمة، يبدأ الهيموغلوبين بالتكسّر، فتنتج مادة البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) ومادة البيليفردين (بالإنجليزية: Biliverdin) اللتان تعطيان الكدمة هذا اللون.
  • اللون البني المصفرّ أو البني الفاتح: بعد مرور عشرة أيام لأربعة عشر يوماً تبدأ الكدمات بالاختفاء، وكما أشرنا فإنّ معظم الكدمات تختفي خلال 14 يوماً تقريبًا دون اللجوء لعلاجات معينة.

دواعي مراجعة الطبيب

تختفي الكدمات في أغلب الحالات دون اللجوء لاستخدام علاجات خلال فترة أسبوعين، إلّا أنّ هناك بعض الحالات التي تستلزم زيارة الطبيب ومراجعته عند ظهورها، ففي بعض الحالات قد تكون الكدمات غير المعتادة عرض لحالة صحية أخرى، مثل وجود مشكلة في تجلّط الدم،[٨] ولذلك يُوصى بمراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٩][٩]

  • الشعور بالألم الشديد وظهور الانتفاخ مرافقًا للكدمات، خصوصًا إذا كان الفرد المعني يستخدم أدوية مميعات الدم.
  • ظهور الكدمات دون سبب واضح.
  • ظهور العديد من الكدمات دفعة واحدة بشكل مفاجئ.
  • ظهور الكدمة تحت أحد أظافر اليد أو أظافر القدم بحيث تكون مرافقة للشعور بالألم.
  • عدم تحسّن الكدمة خلال أسبوعين، وعدم تعافيها بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع.
  • الشكّ بوجود كسر في العظام مرافق لظهور الكدمة، وهنا لا بد من زيارة الطوارئ على الفور.

المراجع

  1. ^ أ ب STANFORD staff, “Bruises”، www.stanfordchildrens.org, Retrieved 21-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت William H. Blahd, Adam Husney (June 26, 2019), “Bruises and Blood Spots Under the Skin”، www.cigna.com, Retrieved 21-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Zawn Villines (June 20, 2019), “What to know about bruising easily”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (May 11, 2019), “Healthy aging”، www.mayoclinic.org, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث John P. Cunha ( 2/6/2020), “Bruises (Bruising)”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب “Bruises”, my.clevelandclinic.org,03/27/2017، Retrieved 22-6-2020. Edited.
  7. Jenna Fletcher (January 4, 2020), “What do the colors of a bruise mean?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  8. NHS staff (29 November 2019), “What are bruises?”، www.nhs.uk, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  9. ^ أ ب Debra Jaliman (November 15, 2019), “Bruises”، www.webmd.com, Retrieved 22-6-2020. Edited.