أسباب القولون العصبي
نظرة عامة عن القولون العصبي
القولون العصبي، أو متلازمة القولون المُتهيّج، أو متلازمة الأمعاء الهيوجة، أو تهيّج القولون العصبيّ (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome)، كلها مصطلحات تُطلق على الحالة التي تتمثل بحدوث اضطراب وظيفي في صحة القولون المعروف بالأمعاء الغليظة أيضًا، وحقيقةً تُعدّ هذه المشكلة شائعة الحدوث،[١][٢] ويمكن تعريف القولون العصبي ببساطة بقولنّا إنّه حالة صحية تُعبّر عن حدوث مجموعة من الأعراض معًا، والتي تتمثل بالشعور بألم في البطن بشكل متكرر وتغير في العادات الإخراجية، بحيث يُمكن أن يُعاني المصاب من الإسهال أو الإمساك أو كليهما،[٣] والجدير بالذكر أنّ القولون العصبي من المشاكل الصحية مزمنة الحدوث؛ أي التي تُرافق المصاب طوال حياته،[٤] وبالرغم من اعتباره مرضًا مزمنًا إلا أنّ المصابين به يشعرون بأعراضه بين حين وآخر، ومنهم من يشعر بالأعراض لفترة قصيرة وتكون الأعراض لديه بسيطه، ومنهم تستمر الأعراض لديهم لفترة طويلة وتكون أكثر شدة، ومنهم من يكون بين هذا وذاك، وعليه يمكن القول إنّ أعراض القولون العصبي تظهر على شكل هبّات أو نوبات، [٢] وبالنسبة لمدى شيوع المرض فقد نشرت مجلة علم الأوبئة السريريّ (بالإنجليزية: Clinical Epidemiology) في عام 2014 م أنّ القولون العصبيّ يؤثر فيما يُقارب 11% من مجموع سكان العالم، 30% منهم يزورون الأطباء المختصين لإيجاد الحل المناسب للأعراض التي يشكون منها،[٥] ومن الأخبار الجيدة أنّ القولون العصبيّ لا يُحدث أضرارًا طويلة الأمد على مستوى الجهاز الهضميّ، فضلًا عن أنّه لا يلعب دورًا في الإصابات بسرطانات القولون والجهاز الهضميّ إجمالًا.[٦]
ولمعرفة المزيد عن القولون العصبي يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو القولون العصبي).
أسباب القولون العصبيّ
لم يُعرف السبب الفعليّ الذي يكمن وراء المعاناة من القولون العصبيّ على وجه التحديد، ولكن يُعتقد أنّ مجموعة من العوامل قد تلعب دورًا في المعاناة منه، ومن هذه العامل نذكر الآتي:[٧]
- العدوى الشديدة: إنّ الإصابة بالالتهاب المعدي المعويّ (بالإنجليزية: gastroenteritis) ولو لمرّة واحدة قد يُحدث أضرارًا دائمة على مستوى صحة الجهاز الهضميّ، حتى وإن تمّ التخلص من الفيروس أو البكتيريا المُسببة للعدوى، وعلى الرغم من عدم القدرة على فهم السبب الدقيق الكامن وراء ذلك، إلا أنّه يُعتقد أنّ الالتهاب المعدي المعويّ يُلحق الضرر بالأعصاب الخاصة بالأمعاء أو أنّه يُحدث تغيرًا في البكتيريا الموجودة هناك طبيعيًّا، والجدير بالبيان أنّ العدوى الشديدة هي من أكثر أسباب القولون العصبي شيوعًا، فبالاستناد إلى الدراسة التي نُشرت في مجلة World Journal of Gastroenterology في عام 2014 م أنّ 3-36% من حالات العدوى الهضمية تُسبب ظهور أعراض القولون العصبيّ،[٦][٨]
- اضطراب انقباض عضلات الأمعاء: تُبطّن جدران الأمعاء طبقات من العضلات، تنقبض عند حركة الطعام خلالها، وإنّ اضطراب حركة الأمعاء قد يُسبب مشكلة القولون العصبيّ، فقد تبيّن أنّ انقباض عضلات الأمعاء بشكل أقوى وأسرع يُسبب المعاناة من الانتفاخ، والإسهال، والغازات، وأمّا في حال انقباض عضلات جدار الأمعاء بشكل أبطأ وأضعف يُسبب جفاف الإخراج والإمساك.[٩]
- فرط التألم الحشويّ: (بالإنجليزية: Visceral hyperalgesia)، عند حدوث تمدد في الأمعاء نتيجة تجمع البراز أو الغازات قد يشعر الشخص بشيء من الانزعاج، ولكن في حال اضطراب أو اختلال الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضميّ؛ فإنّ هذا الشعور يكون مبالغًا به وبشكل أكبر من المعتاد، وهذا ما يحدث بالتحديد لدى المصابين بالقولون العصبيّ، وعليه يمكن القول إنّ ضعف التواصل بين الإشارات المتبادلة بين الدماغ والأمعاء يُسبب مبالغة الجسم في ردود الأفعال؛ فترى المصاب يُعاني من الإسهال أو الإمساك، إلى جانب الشعور بالألم.[١٠][١١]
- التهاب في الأمعاء: يعتقد بعض الباحثين أنّ القولون العصبيّ قد يظهر نتيجة زيادة عدد الخلايا المناعية الموجودة في الأمعاء، وكما هو معروف أنّ هذه الخلايا ترتبط بشكل واضح بالمعاناة من الإسهال والمغص أو ألم البطن، وبالتالي فإنّ زيادة نسبتها عن الحدّ الطبيعيّ قد يكون له دور في تفسير حدوث القولون العصبيّ.[١١]
- تغير في بكتيريا القولون النافعة: توجد بكتيريا في الأمعاء في الوضع الطبيعيّ، وتحديدًا في القولون (الأمعاء الغليظة)، وحقيقة تُعدّ هذه البكتيريا نافعة لأنّها تقوم بالعديد من الوظائف المهمة للجسم، من بينها: حماية الأمعاء من الميكروبات الضارة التي قد تُهاجم الجسم وذلك باحتلال البكتيريا النافعة الأمعاء، والمساعدة على تطوير وتقوية الخلايا المناعية في الأمعاء، وإنتاج العديد من المواد التي لها قيمة غذائية جيدة، وعليه يمكن القول إنّ البكتيريا الموجودة في الأمعاء نافعة للغاية، وإنّ حدوث أي اضطراب في توازن هذه البكتيريا في الجسم يجعل الأمعاء عُرضة للعديد من الميكروبات والمشاكل الشخصية الأخرى التي قد لا تقتصر على العدوى، وأمّا بالنسبة لعلاقة ذلك بالقولون العصبيّ؛ فإنّه يمكن القول إنّ التغيّر في بكتيريا القولون النافعة قد يرتبط ببعض حالات القولون العصبيّ.[١٢]
عوامل خطر الإصابة بالقولون العصبي
توجد مجموعة من العوامل التي تجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بالقولون العصبيّ، ويمكن تلخيص أهمّ هذه العوامل فيما يأتي:[١٣][١٤]
- النوع: ترتفع فرصة الإصابة بالقولون العصبي لدى الإناث مقارنة بالذكور، فقد تبيّن أنّ أغلب حالات تشخيص الإصابة بالقولون العصبي كانت بين الإناث، وعلى الرغم من عدم معرفة العلاقة أو الرابط بين ارتفاع الإصابة بالقولون العصبي والجنس الأنثويّ، إلا أنّ بعض الباحثين يعتقدون أنّه ربما يكون للتغيرات الهرمونية التي تطرأ أثناء الدورة الشهرية دور في ذلك.
- العمر: على الرغم من احتمالية إصابة الأشخاص جميعهم في أيّ عمر بالقولون العصبيّ، إلا أنّ يُعتقد أنّ القولون العصبي يُصيب نسبة أعلى في الفئات العمرية التي تتراوح ما بين عمر المراهقة والأربعينات.
- الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضميّ: يعتقد بعض الباحثين أنّ الإصابة ببعض المشاكل الصحية المرتبطة بالجهاز الهضميّ، مثل التسمم الغذائيّ وإسهال المسافرين، قد يُحفّز ظهور أعراض القولون العصبيّ لأول مرة.
- التحسس الغذائيّ: يجدر العلم أنّه لا يُوجد طعام يُحفّز الإصابة بالقولون العصبيّ، ولكن قد تُسبب حساسية الجهاز الهضميّ لبعض الأطعمة ظهور أعراض القولون العصبي ولا سيّما لدى المصابين به من قبل، ومن هذه الأطعمة: مشتقات الألبان، والقمح، وسكر الفركتوز، والكحول، والمشروبات الغازية، والأطعمة الدهنية.
- العادات الغذائية: لا تُسبب العادات الغذائية السيئة الإصابة بالقولون العصبيّ، ولكن يمكن لهذه العادات أن تلعب دورًا في ظهور أعراض هذه المشكلة، ومن ذلك: تناول الطعام أثناء المرور بظروف تسبب التوتر والقلق؛ كتناول الطعام أثناء العمل، ومن العادات الغذائية الخاطئة تناول كمية كبيرة من الطعام في وقت واحد.
- الأدوية: توجد بعض الروابط بين بعض أصناف الأدوية وظهور أعراض القولون العصبيّ، ومن هذه الأدوية: مضادات الاكتئاب، والمضادات الحيوية، والأدوية التي تحتوي على السوربيتول، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب وإخباره بطبيعة الأعراض أو الآثار الجانبية التي تترتب عليها مع الحرص على عدم التوقف عن أخذها دون الرجوع إليه.
- الجينات والتاريخ العائليّ: وُجد أنّ فرصة الإصابة بالقولون العصبي ترتفع لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائليّ للمعاناة من هذا المرض.[١٥]
- الإصابة بالاضطرابات النفسية: قد تلعب بعض الأمراض أو الاضطرابات النفسية دورًا في ظهور القولون العصبيّ، ومن ذلك الاكتئاب والقلق.[٩]
فيديو عن أسباب القولون العصبي
يتحدّث الفيديو عن أهم أسباب القولون العصبي.
المراجع
- ↑ “An Overview of Irritable Bowel Syndrome (IBS)”, www.verywellhealth.com, Retrieved February 8, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Irritable Bowel Syndrome”, patient.info, Retrieved February 8, 2020. Edited.
- ↑ “Irritable Bowel Syndrome (IBS)”, www.niddk.nih.gov, Retrieved February 8, 2020. Edited.
- ↑ “Irritable Bowel Syndrome (IBS)”, www.emedicinehealth.com, Retrieved February 10, 2020. Edited.
- ↑ “The epidemiology of irritable bowel syndrome”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved February 10, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Irritable bowel syndrome (IBS)”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved February 10, 2020. Edited.
- ↑ “Irritable bowel syndrome: causes, symptoms and treatment”, www.mydr.com.au, Retrieved February 10, 2020. Edited.
- ↑ “Irritable bowel syndrome: Pathogenesis, diagnosis, treatment, and evidence-based medicine”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved February 10, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Irritable bowel syndrome”, www.mayoclinic.org, Retrieved February 14, 2020. Edited.
- ↑ “Irritable Bowel Syndrome (IBS)”, www.merckmanuals.com, Retrieved February 10, 2020. Edited.
- ^ أ ب “Irritable bowel syndrome”, www.mayoclinic.org, Retrieved February 10, 2020. Edited.
- ↑ “Gut Bacteria and IBS”, www.aboutibs.org, Retrieved February 12, 2020. Edited.
- ↑ “Irritable Bowel Syndrome”, webcache.googleusercontent.com, Retrieved February 14, 2020. Edited.
- ↑ “Who Is at Risk for Irritable Bowel Syndrome (IBS)?”, www.webmd.com, Retrieved February 14, 2020. Edited.
- ↑ “Irritable Bowel Syndrome Causes”, stanfordhealthcare.org, Retrieved February 14, 2020. Edited.