كيف أقضي على الوسواس

الوسواس القهري

يعرّف الوسواس القهري (بالإنجليزيّة: Obsessive Compulsive Disorder) على أنه اضطراب مزمن شائع طويل الأمد يُعاني فيه المُصاب من أفكار مُتكرِّرة لا يستطيع السيطرة عليها، وسلوكيّات يشعر بالرغبة المُلحَّة والحاجة الشديدة إلى تكرار فعلها،[١] يعد الوسواس القهري أكثر شيوعاً عند النساء، وغالباً ما تظهر أعراضه عند البالغين أو المراهقين، وقد يرتبط اضطراب الوسواس القهري بالجينات والاستعداد الوراثي، إلا أنَّ السبب لا يزال مجهولاً، ويُمكن أن تزداد فرصة الإصابة مع وجود واحدة من الآتية:[٢]

  • القلق أو الاكتئاب أو التشنجات اللا إرادية.
  • التعرُّض لإساءة جنسيّة، أو جسديّة أثناء الطفولة.
  • وجود الاضطراب الوسواس القهري في أحد الأبوين، أو الإخوة.
  • التعرُّض لصدمة نفسيّة سابقة.

علاج الوسواس القهري

يُساعد علاج الوسواس القهري بالسيطرة على الأعراض المرض حتى لا تتحكم في حياة المريض، ونذكر العلاجات في ما يأتي: [٣]

العلاج الدوائي

تُساعد بعض الأدوية على علاج الوسواس القهري، ومنها مُضادَّات الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Antidepressants) التي تُصادِق مُؤسَّسة الغذاء والدواء على استخدامها كعلاج للمرض، ومن أمثلتها[٣] وجُرعات كلٍّ منها في ما يأتي:[٤][٥]

  • فلوكسيتين: (بالإنجليزيّة: Fluoxetine) للأطفال الأكبر من 7 سنوات، والبالغين بجرعة 40-80 ملغم يوميّاً[٤].
  • سيرتالين: (بالإنجليزيّة: Sertaline) للأطفال الأكبر من 6 سنوات، والبالغين بجرعة أقصاها 200 ملغم يوميّاً[٤].
  • باروكسيتين: (بالإنجليزيّة: Paroxetine) للبالغين فقط بجرعة 40-60 ملغم يوميّاً[٤].
  • كلوميبرامين: (بالإنجليزيّة: Clomipramine) بجرعة قد تصل إلى 250 ملغم يوميّاً[٤].
  • فلوفوكسامين: (بالإنجليزيّة: Fluvoxamine) للأطفال الأكبر من 8 سنوات، والبالغين بجرعة تصل إلى 300 ملغم يوميّاً[٤].

إلا أنَّه كأيِّ دواء قد يتناوله الإنسان، يُمكن أن تُسبِّب مُضادَّات الاكتئاب بعض الأعراض الجانبيّة، مثل:[٥]

العلاج بالتعرُّض الوهمي

يلجأ الطبيب المُعالج للتعرُّض الوهمي مع الحالات المُقاومة لوضعها في مواقف حياتيّة حقيقيّة يُواجه فيها المُصاب وساوسه، حيث يخلق الطبيب مشهداً خياليّاً يتعرَّض فيه المُصاب لما يخشاه بهدف تقليل الخوف والقلق، فمثلاً عندما يخشى المُصاب أن يمشي عبر رواق بشكل غير مستقيم، يجعل الطبيب المُصاب يتخيَّل أنَّه يمشي لبضع دقائق يوميّاً بشكل متباعد عكس ما يريد، ويُسجِّل مدى القلق الذي شعر به كلَّ مرَّة، وبعدما يعتاد المُصاب تصوُّر هذا المشهد على فترة من الزمن ينخفض مستوى القلق لديه، ويُصبح السير دون استقامة ليس بالأمر المُخيف، وهذا يجعله أكثر استعداداً للخطوة التالية من العلاج، وهي التعرُّض ومنع الاستجابة.[٦]

العلاج بالتعرُّض ومنع الاستجابة

التعرُّض ومنع الاستجابة هو العلاج النفسي الأمثل للوسواس القهري، والذي يُعَدُّ شكلاً من أشكال العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy)، ويشرح المُصاب كافَّة الوساوس التي يُعاني منها، ثمّ يبدأ بعدها بالتعاون مع الأخصَّائي المُعالج بترتيب هذه الوساوس من أقلها إلى أكثرها إزعاجاً للمُصاب، ويعتمد الطبيب على هذا الشرح في تعريض المُصاب للأمور التي يخافها، والمُسبِّبة للأفكار التي تُسيطر على عقله، كأن يكون المُصاب يخاف الجراثيم، ففي هذه الحالة يعمد الطبيب إلى تعريض المُصاب تدريجيّاً لأسطح يخشى لمسها، كمقابض الأبواب في الأماكن العامَّة، وهنا يأتي القسم الثاني من العلاج وهو منع الاستجابة، ففي الوضع الطبيعي سيغسل المُصاب يديه فوراً بعد لمس الجراثيم، إلا أنَّ ما سيفعله الطبيب هو تأخير المُصاب عن هذه الاستجابة، فيطلب منه عدم غسل يديه لفترة زمنيّة مُعيَّنة، ومع زيادة هذه الفترة الزمنيّة يعتاد المُصاب السيطرة على وساوسه شيئاً فشيئاً، ورغم غرابة آليّة العلاج، إلّا أنَّ مواجهة المخاوف والأفكار السلبيّة تُقلِّل من الوساوس، وتُعلِّم الدماغ كيف أنَّه لم يحدث أيُّ ضرر إن لم يستجب المُصاب لأفكاره المُسيطرة.[٦]

العلاج المعرفي

يُساعد العلاج المعرفي (بالإنجليزيّة: Cognitive Therapy)؛ وهو الوجه الآخر للعلاج السلوكي المعرفي، على تحديد مخاوف المُصابين غير الحقيقيّة، والأفكار الحائمة في الدماغ، ثمّ تغيير آليّة تحليلها وفهمها بالشكل السليم، وهذا من شأنه أن يُقلِّل القلق والأفعال الناتجة عن هكذا أفكار، وفي المرحلة الأولى تتمّ مُساعدة المُصاب على تطوير الوعي اللازم حتى يُصبح قادراً على تمييز الأفكار الحقيقيّة من الوساوس، فيُطلب من المُصاب تسجيل أفكاره ووساوسه، وكيفيّة تحليله لها على مسودَّة وبشكل يومي، وتشمل هذه المسودَّة كذلك كلَّ ما يُمارسه المُصاب أثناء ذلك من أفعال تهدف إلى التخلُّص منها، ويُراجع الطبيب بعد ذلك ما دوَّنه المُصاب، ويُناقش معه كافَّة الأفكار غير المنطقيّة حتى يستطيع المُصاب التعرُّف عليها، ومع إنهاء هذه المرحلة يستطيع الطبيب المُعالج إجراء بعض التجارب السلوكيّة لتعديل نمط حياة المُصاب، فإن كان المُصاب يعتقد مثلاً أنَّ التدخين سيمنع أفراد العائلة من التعرُّض لحادث سير، سينصح الطبيب المُصاب بالتدخين ثلاثة أيّام فقط، ثمّ مراقبة ما إذا كان سيتعرَّض أحد لحادث، ومع مرور الوقت يستطيع المُصاب أن يُقيِّم خطورة الأفعال التي يُمارسها بهدف التخلُّص من الوساوس.[٧]

تدريب إبطال العادة

تكمن فعاليّة تدريب إبطال العادة في مُعالجة العديد من الاضطرابات السلوكيّة، منها المُتعلِّقة بالوسواس القهري، فبداية يتمّ لفت انتباه المُصاب للسلوكيّات الواجب تغييرها حتى يُحكم السيطرة عليها، كأن يُشاهد نفسه في المرآة، أو أن يُنبَّه من قبل الطبيب كُلَّما قام بالفعل، أو أن يُحدِّد كلَّ المواقف والأفكار التي تُسبِّب أفعاله، وبعدما يعي المُصاب هذه السلوكيّات تبدأ هنا مرحلة تطوير استجابة تنافسيّة (بالإنجليزيّة: Competing Response)؛ وهو سلوك جديد يتَّبعه المُصاب عوضاً عن السلوك القديم المُراد تغييره، ويكون هذا السلوك مُعاكساً للعادة القديمة، ويستمرُّ إجراؤه لأكثر من مُجرَّد دقائق، فمثلاً إن اعتاد المُصاب شدَّ شعره فإنَّ الطريقة الأسلم هي تكوير اليدين على هيئة قبضة، مع بقائهما للأسفل على جانبي الجسم، ويحتاج هذا النوع من العلاج إلى دعم الأهل والأصدقاء، وتشجيعهم للمُصاب على ما يُحقِّقه من تقدُّم أثناء العلاج.[٨]

المراجع

  1. “Obsessive-Compulsive Disorder”, www.nimh.nih.gov, Retrieved May 29, 2019. Edited.
  2. “What is OCD?”, www.webmd.com, Retrieved May 29, 2019. Edited.
  3. ^ أ ب “Obsessive-compulsive disorder (OCD)”, www.mayoclinic.org, Retrieved May 30, 2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح “Medications for OCD”, iocdf.org, Retrieved May 30, 2019. Edited.
  5. ^ أ ب “OCD Medication Guide”, www.psycom.net, Retrieved May 30, 2019. Edited.
  6. ^ أ ب “Treatments for OCD”, adaa.org, Retrieved May 29, 2019. Edited.
  7. “Cognitive behavioral therapy of obsessive-compulsive disorder”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved Jun 14, 2019. Edited.
  8. “Overview of Habit Reversal Training”, www.verywellmind.com, Retrieved Jun 14, 2019. Edited.