ما هو مرض التوحد وما هي أسبابه

مرض التوحّد

يُعرف مرض التوحّد (بالإنجليزية: “Autism Spectrum Disorder “ASD) أو اضطراب طيف التوحّد، أو مرض الذاتوية، أو اضطراب التوحّد الكلاسيكي بأنّه اضطراب عصبيّ وتطوريّ يبدأ مبكرًا في مرحلة الطفولة، ويستمر طوال حياة الإنسان، ويعدّ التوحّد حالة طيف (بالإنجليزية: Spectrum condition)، ويؤثّر على مهارات التواصل والتعلّم وكيفيّة تصرّف المريض وتفاعله مع الآخرين،
ويشترك جميع مرضى التوحّد في المعاناة من صعوبات معينة، إلّا أنّ المرض يؤثّر عليهم بطرق مختلفة؛ فقد يعاني بعض المرضى من صعوبات في التعلم، بينما يعاني آخرون من مشاكل في الصحّة العقليّة، أو حالات أخرى، كما يؤثّر على مهارات التواصل لديهم، مما يعني أنّ مرضى التوحّد يحتاجون إلى درجات مختلفة من الدعم، وفي الواقع إنّ جميع الأشخاص في طيف التوحد يتعلمون ويتطورون، ومن الجدير بالذكر أنّ توفير الرعاية والدعم المناسبين قد يساعد مرضى التوحّد على عيش حياة رغيدة.[١][٢]

أسباب مرض التوحّد

حقيقة لا يوجد سبب معروف لاضطراب طيف التوحّد، ولكن نظرًا لتعقيد المرض واختلاف أعراضه وشدتها من شخص لآخر فمن المرجح وجود أكثر من سبب للمرض، وقد يلعب كل من البيئة وعلم الوراثة دورًا في ذلك، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من الخلافات حول حقيقة وجود صلة بين اضطراب طيف التوحّد واللقاحات التي تُعطى في فترة الطفولة، ولكن لم تثبت الأبحاث المكثفة التي أُجريت وجود أي علاقة بينهما، لذلك تم سحب الدراسة الأصليّة التي أشعلت الجدل قبل سنوات وذلك لضعف التصميم وأساليب البحث المستخدمة فيها المشكوك بأمرها، ويجب التنويه إلى أنّ الإمتناع عن أخذ اللقاحات قد يؤدي إلى تعريض الأطفال والآخرين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة وانتشارها، بما في ذلك السعال الديكيّ (بالإنجليزية: Whooping cough)، أو الحصبة (بالإنجليزية: Measles)، أو النكاف (بالإنجليزية: Mumps)،[٣] ومن أهم الأسباب التي قد تؤدي للإصابة باضطراب طيف التوحّد ما يأتي:

  • أسباب جينيّة: يعتقد أغلب الباحثين أنّ بعض الجينات التي يرثها الطفل من والديه يمكن أن تجعله أكثر عرضًة لخطر الإصابة باضطراب طيف التوحّد، ومن المعروف أنّ التوحّد يعدّ من الحالات التي من الممكن أن تنتقل في العائلة، فعلى سبيل المثال: يمكن للأشقاء الأصغر سنًا لطفل مصاب بالتوحّد أن يصابوا بالتوحّد أيضًا، كما من الشائع إصابة التوأمين المتطابقين بالتوحّد، ومن الجدير بالذكر أنّه لم يتم تحديد ارتباط جينات محدّدة بمرض اضطراب طيف التوحّد، ولكن من الممكن لجينات المصاب أن تُعطي سمات بعض المتلازمات الجينية النادرة، مثل: متلازمة الكروموسوم اكس الهش (بالإنجليزية: Fragile X syndrome) ومتلازمة ويليام (بالإنجليزية: Williams syndrome) ومتلازمة أنجلمان (بالإنجليزية: Angelman syndrome).[٤]
  • تشوهات في الدماغ: يُعتقد أنّ التوحّد مرتبط بنمو الدماغ أثناء الحمل أو بعد الولادة، وقد أظهرت دراسات مختلفة نشاطًا غير طبيعي أو عيوبًا تركيبية في مناطق من الدماغ لدى بعض المصابين بالتوحّد، كما تمّ تحديد مستويات غير طبيعيّة لبعض النواقل العصبيّة مثل السيروتونين لدى بعض المصابين بالتوحّد، وهذا قد يلعب دورًا في تشويه الرسائل المستقبلة والمرسلة من الدماغ، ومع ذلك فإنّه يجب إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد سبب المرض.[٥]
  • العوامل البيئيّة: يحاول الباحثون اكتشاف إن كانت عوامل مثل الالتهابات الفيروسيّة، أو الأدوية، أو المضاعفات أثناء الحمل، أو ملوثات الهواء، تلعب دورًا في تحفيز اضطراب طيف التوحّد.[٣]

عوامل خطر الإصابة بمرض التوحّد

يصيب اضطراب طيف التوحّد الأطفال من كلّ الأعراق والجنسيات، وقد لوحظ ارتفاع عدد الأطفال الذين يتم تشخيصهم بالإصابة بالتوحّد، ولكن لم يتم تحديد ما إذا كان هذا الارتفاع بسبب التحسّن في عملية الكشف والتبليغ عن الحالات بسبب تغيّر الوعي المجتمعي بما يتعلّق بهذا المرض، أم بسبب وجود زيادة حقيقيّة في أعداد المصابين، أم السببين معًا، ويمكن الإشارة إلى بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الطفل باضطراب طيف التوحّد، والتي قد تتضمن ما يأتي:[٦][٧]

  • التاريخ العائليّ: يزيد خطر إنجاب طفل مصاب باضطراب طيف التوحّد لدى العائلات التي لديها طفل مصاب بالتوحّد، أو إن كان أحد الوالدين أو أحد الأقارب يعاني من مشاكل بسيطة في المهارات الاجتماعيّة أو مهارات التواصل، أو لديه بعض السلوكيات المماثلة للتوحّد.
  • الولادة المبكرة جدًا: قد يكون الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 26 من الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحّد.
  • النوع: يعد اضطراب طيف التوحّد أكثر شيوعًا عند الأولاد مقارنة بالفتيات، ومن المرجح أن ذلك بسبب اختلاف الجينات المرتبطة بالكروموسوم اكس.[٨]
  • وجود بعض الحالات الوراثيّة: إذ يكون الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل متلازمة داون (بالإنجليزية: Down syndrome)، متلازمة الكروموسوم اكس الهش، متلازمة ريت (بالانجليزية: Rett syndrome)، أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحّد.[٩]
  • نقص التغذيّة في وقت مبكر من الحمل، لا سيّما عدم الحصول على كميّة كافية من حمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic acid).[١٠]
  • حصول بعض المضاعفات أثناء أو بعد الولادة بوقت قصير، بما في ذلك ولادة طفل بوزن قليل، أو أن يكون المولود مصابًا بفقر الدم، أو أي صعوبات أخرى في الولادة تؤدي لفترات من عوز الأكسجين في دماغ الطفل.[١٠][١١]
  • إصابة الأمّ بعدوى أثناء فترة الحمل.[١٠]
  • معاناة الأمّ من بعض الحالات المرتبطة بالأيض، مثل: مرض السكري والسمنة.[١٢]
  • تعرّض الأمّ أثناء فترة الحمل لبعض المواد الكيميائيّة، مثل: الكحول والمعادن والمبيدات الحشريّة.[١٢][١٠]
  • تناول الأمّ بعض الأدوية أثناء فترة الحمل مثل: مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) -خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل-،[١٠] أو مضادة التشنّجات (بالإنجليزية: Antiseizure)،[١٢] أو حمض الفالبرويك (بالإنجليزية: Valproic acid)، أو الثاليدوميد (بالإنجليزية: Thalidomide)؛ فقد تمّ اكتشاف علاقة بين هذه الأدوية وبين زيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحّد.[١٣]
  • إصابة الأمّ بمرض الحصبة الألمانيّة أو مرض بيلة الفينيل كيتون (بالإنجليزية: Phenylketonuria) غير المعالج، وهو عبارة عن اضطراب أيضيّ يحدث بسبب عدم وجود إحدى الإنزيمات، حيث وجد الباحثون علاقة بين هذا المرض والإصابة باضطراب طيف التوحّد.[١٢]
  • تقدّم سنّ الوالدين عند الحمل.[١١]

فيديو عن أسباب مرض التوحّد

للتعرف على المزيد من المعلومات حول اضطراب طيف التوحّد و أسبابه شاهد الفيديو.

المراجع

  1. “Autism Spectrum Disorder”, www.medlineplus.gov, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  2. “Autism”, www.autism.org.uk, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Autism spectrum disorder”, www.mayoclinic.org, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  4. “Autistic spectrum disorder (ASD)”, www.nhsinform.scot, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  5. “Autism”, www.hse.ie, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  6. “Evaluating Changes in the Prevalence of the Autism Spectrum Disorders (ASDs)”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 20-5-2020. Edited.
  7. “Autism spectrum disorder”, www.drugs.com, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  8. “Autism”, www.asha.org, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  9. “Autism Spectrum Disorder”, www.nimh.nih.gov, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج “Does My Child Have Autism?”, www.helpguide.org, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Autism”, www.niehs.nih.gov, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث “Autism”, www.webmd.com, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  13. “What is Autism Spectrum Disorder?”, www.cdc.gov, Retrieved 11-4-2020. Edited.